3 استطلاعات تؤكد قدرة زعيم المعارضة على إسقاط نتنياهو

TT

3 استطلاعات تؤكد قدرة زعيم المعارضة على إسقاط نتنياهو

بعد يوم من إعلان فوز آبي غباي برئاسة حزب العمل، الذي يقود معسكر المعارضة في إسرائيل، نشرت نتائج ثلاثة استطلاعات رأي، دلت على أن قوة الحزب ستتعزز كثيرا فيما لو جرت الانتخابات اليوم، وستتجاوز قوة حزب «يوجد مستقبل» المعارض، بقيادة يئير لبيد. وسيخسر حزب الليكود بالمقابل ما بين 1 - 6 مقاعد، ما يشير إلى وجود منافس جدي يهدد حكم بنيامين نتنياهو وربما يسقطه.
وحسب استطلاع القناة الثانية للتلفزيون، الذي نشر مساء الثلاثاء، فسيخسر حزب «الليكود» خمسة مقاعد (يوجد له الآن 30 مقعدا)، فيما لو جرت الانتخابات اليوم، ويحصل على 25 مقعدا، مقابل 20 لحزب «العمل» (يوجد له الآن 24 مقعدا، لكن استطلاعات ما قبل انتخاب غاباي، تنبأت بخسارة الحزب 8 مقاعد)، و18 لـ«يوجد مستقبل»، و13 لكل من «البيت اليهودي» و«القائمة المشتركة»، و8 لحزب «كلنا» و7 لـ«يهدوت هتوراه»، و6 لـ«يسرائيل بيتينو»، و5 لكل من «شاس» و«ميرتس».
أما استطلاع القناة العاشرة، فتشير إلى حصول الليكود على 29 مقعدا، مقابل 24 «للعمل»، و16 «يوجد مستقبل»، و14 «البيت اليهودي»، و8 «القائمة المشتركة»، و7 «يسرائيل بيتنا»، و6 لكل من «كلنا» و«يهدوت هتوراه»، و5 لكل من «ميرتس» و«شاس».
وبالنسبة للشخص الملائم لرئاسة الحكومة، فقد منح المشاركون في استطلاع القناة الثانية، نسبة 34 في المائة لبنيامين نتنياهو، و13 في المائة لغباي، و12 في المائة للبيد، و6 في المائة لنفتالي بينت. أما في القناة العاشرة، فحصل نتنياهو على تأييد 37 في المائة، وغباي على 14 في المائة، ولبيد على 12 في المائة.
يشار إلى أن استطلاع القناة الثانية الذي أجري في الأسبوع الماضي، بعد الجولة الأولى من انتخابات حزب العمل، منح لغباي 14 مقعدا في حال فوزه برئاسة الحزب، بينما منحه استطلاع موقع «واللا» في حينه 18 مقعدا.
وعقد غباي، صباح أمس، مؤتمرا صحافيا في مقره في تل أبيب، قال خلاله، إن «الحملة لتغيير نتنياهو قد بدأت. دولة إسرائيل أعلنت الانتخابات. نحن سنستبدل نتنياهو ونحصل على 30 مقعدا. استطلاعات الرأي المنشورة تدل على اتجاه نحو هذا الهدف». ودعا غباي نفسه وحزب العمل، إلى استخلاص العبر من السلوك خلال الانتخابات الداخلية، وقال: «سنستخلص العبر لكي نعد أنفسنا للمعركة القادمة وللحرب القادمة... يجب حزم كل ما أنتجناه وإحضاره للمواجهة أمام الليكود ونتنياهو». وحسب غباي، فإنه منذ إعلان فوزه، توجه كثير من الناس إلى الحزب طالبين الانضمام. وقال إنه يجب مضاعفة عدد المنتسبين إلى الحزب والوصول إلى مائة ألف عضو. وأضاف: «الناس يريدون الانضمام (إلى حزب العمل)، لأنهم يفهمون أنهم هكذا يدعموننا. كل شخص ينضم يدعمنا ويدعم الأمل بالتغيير. أنا أدعو الجمهور: «أنتم تثقون بي، تعالوا وانضموا إلى العمل».
وقد جرت في مقر حزب العمل، أمس، مراسم استبدال رئاسة الحزب، حيث تسلم الرئيس المنتخب غباي، من الرئيس السابق هرتسوغ، كرسي الرئاسة. وقد أعلن كلاهما، أن غباي عرض على هرتسوغ مواصلة شغل منصب رئيس المعارضة، لكونه لا يستطيع، شخصيا، القيام بهذه المهمة، لأنه ليس عضوا في الكنيست، وأن هرتسوغ وافق على طلب غباي.
وكان غباي سئل في مؤتمره الصحافي عن برنامجه السياسي تجاه القضية الفلسطينية، فقال: «سأفحص مع أبو مازن (الرئيس الفلسطيني، محمود عباس)، إن كان مستعدا أن يكون لي شريكا. آمل أن يكون كذلك، وفي هذه الأثناء هو الشخص الوحيد الذي يمكن الجلوس معه حول الطاولة. على كل حال، سأستثمر جهودا كبيرة لتحريك العملية السياسية من أجل دفع حل الدولتين».
وسئل: «إذا كنت ترغب في أخذ مصوتين من حزب الليكود ومعسكر اليمين، ستكون ملزما على الغمز يمينا». فأجاب: «التجربة التي سأقودها في المسار السياسي هي أخذ مصوتين من الليكود، هناك يوجد أكبر مستودع للنواب، وأنا أقصد هذا ولا أقصد الغمز يمينا. كثير من المصوتين لليكود يؤمنون بمواقف حزب العمل».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».