يحتدم الجدل في الأوساط العربية والإسلامية والفكرية اليوم حول دور إيران في المنطقة؛ ما عقدة إيران: هل هي أسيرة التاريخ أم الجغرافيا أم القومية أم الدين أم المذهب... أم ماذا؟
في كتابه «إيران من الداخل» يبحث المؤلف نبيل حيدري أولا في تاريخ الفرس على مرّ التاريخ. ويرى أن ثقافة الشخصية الإيرانية أسيرة التاريخ الكسروي، وهذه الثقافة منعكسة، حسب المؤلف، في كتب «سفر نامة» و«المثالب الصغيرة» و«لصوص العرب»... وعشرات غيرها، وأنها مستمرة اليوم في خطب الجمعة والجرائد الرسمية مثل «كيهان»، فضلاً عن التعامل العنصري المعهود مع عرب الأحواز.
أما في العقيدة، فعدّ المؤلف أن هناك «اختطافًا» للمذهب الشيعي، الذي كان يحمل في بداياته محبة لآل البيت لا تحمل الغلو والتطرف والبدع، ولا تتعارض مع محبة الصحابة وأزواج النبي (صلى الله عليه وسلم).
ثم يتناول الكتاب شخصية الخميني بقوله:
«الشاه محمد رضا بهلوي كان شرطي المنطقة تحت الحمايتين الأميركية والإسرائيلية... وجاء بعده الخميني بالطائرة الفرنسية من نوفل لوشاتو إلى طهران محمياً من الغرب لإسقاط عرش الشاه... وفي حرب إيران ضد العراق، كان الخميني السبب في إطالة عمرها ثماني سنوات متواصلة رغم وساطات في الداخل والخارج بإيقاف الحرب... كما أن الخميني رفع شعار (تصدير الثورة الإسلامية)، وأمر بتأسيس ما أطلق عليه (حركات التحرر) لينطلق بها في إسقاط الأنظمة العربية... وقد ظهر اليوم تدخلهم السلبي السافر في العراق وسوريا ولبنان واليمن».
ويقول المؤلف في استنتاجاته إن «النظام الإيراني قد كبر وهرم وشاخ، فقد تصارع قادته على السلطة وحارب بعضهم بعضاً»، ولذلك هو «ضعيف من الداخل؛ بل أوهن من بيت العنكبوت». ويستفيض الكتاب في شرح عوامل ضعفه الداخلية والخارجية ويتنبأ بسقوطه.
«إيران من الداخل»... بوادر الانهيار
«إيران من الداخل»... بوادر الانهيار
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة