الهلال يحصد إرث كوزمين من النجوم المعارة

بات أكثر الأندية استفادة من سياسة «الرحيل المؤقت» للاعبين

محمد البريك («الشرق الأوسط»)
محمد البريك («الشرق الأوسط»)
TT

الهلال يحصد إرث كوزمين من النجوم المعارة

محمد البريك («الشرق الأوسط»)
محمد البريك («الشرق الأوسط»)

جاء قرار اتحاد كرة القدم «قبل عدة مواسم» بتقليص عدد لاعبي أندية دوري المحترفين المقيدين في كشوفات كل نادٍ إلى 26 لاعباً، بمثابة الفرصة المواتية للأندية الصاعدة وأندية الوسط لاستقطاب الأسماء التي لم تفز بفرصة المشاركة مع الأندية الكبيرة.
ودائماً ما تصب الإعارة في صالح الأطراف الثلاثة وإن كان نادي اللاعب الأصلي هو الرابح الأكبر من هذا الانتقال، وذلك لمنح لاعبه فرصة المشاركة بصفة أساسية قبل عودته بنهاية الموسم، وحتى يكون تحت أنظار مدربه أثناء مشاركته مع فريقه الجديد، قبل الاستغناء عنه وتنسيقه من كشوفات النادي، كما توفر الأندية مبالغ طائلة من رواتب اللاعبين المعارين في ظل ابتعادهم عن حسابات المدرب.
قرار تقليص عدد اللاعبين إلى 26 لاعباً محلياً و4 لاعبين أجانب، مهد الطريق لعدد من النجوم للظهور بشكل لافت مع أندية انتقلوا إليها على سبيل الإعارة، في الوقت الذي لا يمتلكون فيه فرصة المشاركة في الخريطة الأساسية في الفريق، وبفضل إصرارهم وعطائهم المميز على المستطيل الأخضر، تركوا بصمة مميزة قبل عودتهم لأنديتهم.
ويعد الهلال المستفيد الأكبر من إعارة اللاعبين للأندية الأخرى، إذ جنت إدارته ثمار سياستها المتميزة في إعارة المصعدين من الفريق الأولمبي والفئات السنية، لأندية الوسط، ويعود الفضل للمدرب الروماني كوزمين أولاريو، الذي أعار أكبر نسبة من اللاعبين في الوقت الذي أشرف فيه على الفريق لمنحهم فرصة جديدة للظهور بالمستوى الفني الذي يؤهله للعودة لصفوف الفريق الهلالي.
ويشدد كوزمين على أن اللاعب الذي لا يكون النجم الأول في فريقه الجديد بعد الإعارة لا يحق له العودة مجدداً لصفوف الهلال، وسيظل الجميع تحت أنظار ومتابعة الجهاز الفني، على أن يتم تقييم جميع المعارين في نهاية الموسم، قبل عودتهم للفريق أو تجديد إعارتهم.
وهذا ما تعمل عليه جميع الأندية في الوقت الحالي، إذ تحرص على إعارة عدد كبير من اللاعبين للأندية الصاعدة حديثاً لدوري الكبار، وأندية الدخل الضعيف التي تعتمد بشكل كبير على اللاعبين المعارين من الأندية الكبيرة، التي تشترط أن يكون لاعبها المعار من ضمن التشكيل الأساسي.
وسجل كثير من اللاعبين المعارين نجاحاً باهراً، ومن أهم هذه الأسماء مدافع الهلال الأيمن محمد البريك، الذي خرج من أسوار ناديه لتمثيل فريق الرائد على سبيل الإعارة، غير أن رحلته لم تدم طويلاً وعاد للهلال وسلطت الأضواء عليه بعد مستواه المميز وإصراره على تثبيت أقدامه في الفريق الهلالي.
وسبق أن نجح الحارس خالد شراحيلي مع الرائد في تجربة الإعارة، وشق طريق النجومية من بوابة الرائد بعد أن كان فيه السد المنيع أمام هجوم الأندية الأخرى بتصديه للكرات الخطرة، مما عجل بعودته مره أخرى للذود عن شباك الهلال.
وللهلال تجارب جميلة مع الرائد، إذ برز اللاعب عبد الرحمن القحطاني في صفوف الرائد مع الأخير، وكان عنصراً فاعلاً في الفريق، وقاده للمركز الخامس على سلم الترتيب، بفضل نجوميته وصناعته الفرص وتسجيله الأهداف، إلى جانب الأدوار الدفاعية التي يقوم بها، مما أهله للانضمام لصفوف المنتخب الوطني الأول، والعودة مجدداً لصفوف الزعيم.
كما بزغ نجم مدافع الفريق الهلالي عبد الله الحافظ في الموسم الذي أعير فيه لنادي هجر، وكان فيه العلامة البارزة على الرغم من هبوط الفريق الهجراوي لدوري الدرجة الأولى، إلا أن الحافظ كان نجم الفريق بلا منازع، حتى وجد الحافظ نفسه إلى جوار أسامة هوساوي في قائمة الهلال الأساسية في الموسم الماضي، والرقم الصعب في الملاعب السعودية.
وفرض لاعب الاتحاد سلطان مندش اسمه على مدرب فريقه التشيلي سييرا بعد تجربته الناجحة مع نجران في الموسم قبل الماضي، قادته للعودة سريعاً لصفوف العميد، إذ شكل مندش قوة هجومية ضاربة في الهجوم الاتحادي، وبات من أهم الأوراق الرابحة التي يحتفظ بها سييرا على مقاعد البدلاء، والسلاح الأول لفك طلاسم دفاع الخصوم.
ومن الأهلي قدم المدافع محمد أمان نفسه بصورة مميزة مع التعاون في الفترة التي قضاها في صفوفه على سبيل الإعارة لمدة موسم واحد، حتى عاد لصفوف فريقه السابق وأصبح من أهم الأسماء التي يعتمد عليها المدربون، سواء في خانة متوسط الدفاع أو في مركز محور الارتكاز.
غير أن الأهلي له تجارب غير مرضية لعشاقه ومحبيه في إعارة اللاعبين، إذ تسبب مهاجمه المعار لنادي التعاون إسماعيل مغربي في حرمانه من لقب بطولة الدوري في الجولة قبل الأخيرة من المسابقة، بعد أن سجل هدفي التعاون، وانتهت المباراة بالتعادل الإيجابي، وهو ما منح النصر بطولة الدوري.
كما أن حارس الأهلي المعار لنادي التعاون باسم العطالله كان من أهم الأسباب في حرمان الأهلي هذا اللقب، وتفرغ المهاجم إسماعيل مغربي للتسجيل، والحارس باسم العطالله للذود عن مرماه، وتصدى لأكثر من 8 أهداف محققة، في مباراة أغضبت جماهير الأهلي، وهي ترى أبناء ناديها يحرمونه من البطولة.
هذا العطاء قاد الثنائي للعودة مجدداً لصفوف الأهلي، بيد أن إسماعيل مغربي لم تجد عودته القبول من جماهير الأهلي، وفضلت الإدارة الاستفادة من المدة المتبقية من عقده، وتنازلت عن اللاعب لصالح نادي الشباب، فيما لا يزال الحارس باسم العطالله من أبرز الأسماء في حراسة مرمى الأهلي.
ومنح الأهلي مهاجمه صالح العمري فرصة المشاركة بشكل أساسي حينما أعاره في الموسم الماضي للاتفاق، وقدم العمري أداءً لافتاً واستطاع قيادة فريقه الاتفاق الصاعد حديثاً لدوري الأضواء لبر الأمان والبقاء بين الأندية الكبيرة.
وبرز عدد كبير من لاعبي أندية دوري المحترفين المعارين، إذ أجبر لاعب محور ارتكاز التعاون البرازيلي ساندرو مانويل على إدارة التعاون التمسك به، بعد المستويات الكبيرة التي قدمها مع الفتح، وكذلك هو الحال للاعب الاتفاق عبد الرحمن العبود الذي خاض تجربه ناجحة مع فريق العروبة على سبيل الإعارة، كان فيها من أبرز الأسماء في دوري الدرجة الأولى، وسارعت إدارة الاتفاق لتجديد عقده 5 مواسم مقبلة.
وتنشط إعارة اللاعبين المحليين بين الأندية في فترة الانتقالات الصيفية، وخصوصاً قبل إغلاق فترة الانتقالات الصيفية، إذ يتجه كثير من الأندية بعد العودة من المعسكرات الخارجية، واتضاح المعالم النهائية للفريق، والتقرير النهائي من المدرب حسب حاجته من اللاعبين، لإعارة عدد من البعيدين عن خياراته.
وتبحث أندية الوسط عن لاعبي الأندية الكبيرة لتعزيز صفوفها، إذ يشكلون دعامة قوية لهذه الأندية، إذ لا تخلو صفوف أي فريق من أندية الوسط والمؤخرة من اللاعبين المعارين من أندية الهلال والنصر والأهلي والاتحاد، في الوقت الذي تمنح فيه أندية الوسط لاعبيها الضوء الأخضر للانتقال على سبيل الإعارة لدوري الدرجتين الأولى والثانية.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».