بنغورا يستعد لمغامرة جديدة في شباك أندية المحترفين

المهاجم الفرنسي سجل 18 هدفاً قادت الرائد إلى المركز الخامس

إسماعيل بنغورا («الشرق الأوسط»)
إسماعيل بنغورا («الشرق الأوسط»)
TT

بنغورا يستعد لمغامرة جديدة في شباك أندية المحترفين

إسماعيل بنغورا («الشرق الأوسط»)
إسماعيل بنغورا («الشرق الأوسط»)

يظل المهاجم القناص عملة نادرة في الملاعب السعودية على وجه الخصوص، إذ تتسابق الأندية على جلب صاحب اللمسة الأخيرة، القادر على ترجمة مجهود بقية زملائه بزيارة شباك الخصوم، من أقصر الطرق، وأقرب المسافات، وتصرف إدارات الأندية مبالغ مالية طائلة من أجل الاحتفاظ بهذه العملة النادرة، وهو ما سارعت إليه إدارة الرائد من خلال تجديد عقد مهاجم الفريق الفرنسي إسماعيل بنغورا الذي قدم نفسه بصورة لافتة.
بنغورا لم يترك فريقا من بين أندية دوري «جميل» للمحترفين في الموسم الماضي إلا وزار شباكه، ولم يكن الخيار الأول للرائديين في فترت انتقالات صيف العام الماضي، لكن الأقدار ساقت إدارة عبد العزيز التويجري إلى انتدابه مره أخرى في صفوف الفريق، بعد التجربة القصيرة التي قضاها مع الفريق، وفشل المفاوضات مع أكثر من مهاجم.
علاقة بنغورا مع الشباك بدأت منذ الدقيقة الرابعة من مواجهة فريقه أمام الوحدة في الجولة الثانية من دوري «جميل» للمحترفين، وواصل المهاجم الأنيق تسجيل الأهداف من مباراة لأخرى، لا يفرق بين أندية المقدمة والمؤخرة، حتى بات الرقم الصعب في الدوري السعودي، ومصدر إزعاج لدفاع الخصوم، بفضل مهاراته الفردية، وتسديداته المباغتة، وانطلاقته السريعة.
المهاجم الأسمر صنع لفريقه إنجاز جديد ببلوغه المركز الخامس على سلم ترتيب دوري «جميل» للمحترفين، وهو المركز الأفضل في تاريخ النادي القصيمي، منذ صعوده لدوري الكبار في العام 1983، بفضل الأهداف الـ18 التي أحرزها، وكانت كفيلة بحصد كثير من النقاط، حتى تربع داخل قلوب جماهير الرائد، واستحق لقب «بن قول» لأهدافه الحاسمة، وتألقه الدائم في مشوار فريقه.
ولا يكتفي بنغورا بتسجيل الأهداف بكلتا قدميه، فمتى ما اشتد حوله الحصار، وأحكمت عليه الرقابة، يتفرغ لصناعة الأهداف لزملائه اللاعبين، إذ أسهم بصناعة أربعة أهداف، كما صنع 32 فرصة محققه أمام المرمى، ويتخصص في تنفيذ ضربات الجزاء، ولم يهدر أي ركلة من بين الخمس التي استحق فيها العلامة الكاملة بعد أن نفذها بنجاح، غير أنه غائب تماماً في الكرات الهوائية ولم يسجل أي هدف من كرة رأسية.
ويستمتع المهاجم الأنيق في خوض المواجهات الجماهيرية التي يكون فريقه طرفاً فيها أمام الهلال والاتحاد والنصر والتعاون، ويؤكد أنه يبذل كل ما لديهم في جميع المباريات دون النظر لترتيب الأندية التي سيواجهها، غير أن المباريات الجماهيرية لها مذاق خاص لدى بنغورا، وهو ما يدفعه للظهور بشكل مغاير، كما حدث أمام التعاون بتسجيله هدف السبق الذي يرى أنه أفضل هدف سجله في مشواره الرياضي.
ومن غرائب لاعبي كرة القدم، يربط بنغورا رقم قميصه بعدد أطفاله، إذ كان يرتدي القميص رقم 3 في الموسم الماضي، لكنه سيتنازل عن هذا القميص لأحد زملائه اللاعبين، ويرتدي القميص رقم 4 بمناسبة قدوم مولوده الرابع، وهي قاعدة اعتاد عليها خلال مسيرته الرياضية في الأندية التسع التي تنقل بينها.
وعلى الرغم من عدم إجادته للغلة العربية، فإن الغيني الأصل إسماعيل بنغورا من حفظة كتاب الله منذ نعومة أظفاره، كما يحفظ الكثير من الأحاديث النبوية المترجمة من اللغة الفرنسية، ومهتم بالدراسات الإسلامية، وشغوف لزيارة المسجد المكي الشريف باستمرار، ويفضل صيام شهر رمضان المبارك مع أسرته في قريته الصغيرة.
ويولي أناقته الشخصية جانباً كبيراً من الاهتمام والصرف المالي، ويتردد بشكل مستمر على محلات الحلاقة في مدينة بريدة، وزبون دائم لمحلات الحلاقة في الفنادق أثناء معسكرات فريقه الخارجية، كما يعشق الطبق السعودي الشهير «المندي» بشكل لا يوصف، ويحرص على تلبية الدعوة حينما يعلم أن الوجبة الرئيسية «مندي»، ولا يمانع في الذهاب للاستراحات وقضاء وقت الفراغ مع جماهير الرائد.
ولا يخشى وصيف هدافي دوري «جميل» للمحترفين على فريقه في الموسم المقبل، في ظل المنافسة الشرسة بين الأندية، ويرى أن فريقه قادر على مواصلة المستويات المتميزة بعد الاستقرار الإداري، ووجود لاعبين مميزين في الفريق، قادرين على المنافسة والمحافظة على مركز الفريق في الموسم الماضي، إذا ما وجدوا الدعم الجماهيري من عشاق ومحبي الرائد.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».