جنوب السودان: نائب سابق يشكل حركة مسلحة لإنهاء حكم الرئيس

أكد أنه سيسعى لتكوين نظام ديمقراطي جديد يوحد مكونات البلاد المختلفة

جنوب السودان: نائب سابق يشكل حركة مسلحة لإنهاء حكم الرئيس
TT

جنوب السودان: نائب سابق يشكل حركة مسلحة لإنهاء حكم الرئيس

جنوب السودان: نائب سابق يشكل حركة مسلحة لإنهاء حكم الرئيس

أعلن برلماني سابق في جنوب السودان من إثنية الدينكا، التي ينتمي إليها الرئيس سلفا كير ميارديت، عن تأسيسه لحركة تمرد مسلحة جديدة للإطاحة بالحكومة بعد أن وصفها بالفاسدة، وأطلق على حركته اسم «الجبهة الشعبية للإصلاح الديمقراطي»، في وقت أكد فيه وزير الإعلام والمتحدث الرسمي باسم الحكومة انعقاد اجتماع لمجلس وزراء خارجية دول الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (الإيقاد) في جوبا خلال الأيام القليلة القادمة.
وأكد أبراهام مجاك ملياب، وهو عضو سابق في برلمان جنوب السودان الانتقالي، في بيان اطلعت عليه «الشرق الأوسط» تأسيسه لحركة تمرد مسلحة جديدة تحمل اسم «الجبهة الشعبية للإصلاح الديمقراطي»، مشيراً إلى أن حركته ستعمل للإطاحة بحكومة الرئيس سلفا كير ميارديت الذي وصفه بـ«المستبد والفاسد»، وقال إنه سيسعى لتكوين نظام ديمقراطي جديد يوحد مكونات البلاد المختلفة عبر توحيد القوى السياسية المسلحة التي تحارب الحكومة.
ودعا ملياب إلى تقسيم جنوب السودان إلى محاور سياسية واجتماعية بهدف التداول السلمي للسلطة كل ثماني أو عشر سنوات من أجل تحقيق الاستقرار السياسي بالبلاد، وقال إن الحل الوحيد للخروج من الأزمة التي تحيط بالدولة الفتية هو تحريرها من قبضة الرئيس سلفا كير وإخضاعها لنظام ديمقراطي، مشددا على أنه «لحل الأزمة الحالية وتحقيق السلام والأمن والاستقرار المستدام في جنوب السودان يجب تقسيم البلاد إلى 4 قطاعات سياسية وإثنية، وهي إقليم الاستوائية، ومجموعتا النوير والدينكا، ومجموعة اللوا التي تعيش غرب البلاد، ومجموعات تعيش في أقاصي شرق جنوب السودان مثل إثنية الشلك والأنواك».
وأصبح ملياب قائداً عاماً لقوات حركته الجديدة، وقال إنها ستبدأ النضال ضد حكومة الرئيس سلفا كير انطلاقاً من ولاية غرب البحيرات بأواسط البلاد، التي تسكنها قبيلة الدينكا التي ينتمي إليها كير، موضحا أن الحكومة أثرت على حياة جميع مواطني جنوب السودان بصرف النظر عن خلفياتهم العرقية أو الدينية.
وكان ملياب الذي ينتمي إلى إثنية الدينكا قد تقدم باستقالته من برلمان جنوب السودان في العشرين من يونيو (حزيران) الجاري، احتجاجاً على استمرار الحرب وتدهور الأوضاع الأمنية، وتعد حركته التي أسسها الأولى التي تنشأ في مناطق الدينكا بإقليم بحر الغزال الذي ينحدر منه الرئيس سفا كير ميارديت.
من جهة أخرى، قال وزير الإعلام في جنوب السودان المتحدث باسم الحكومة مايكل مكواي في تصريحات صحافية إن جوبا ستستضيف اجتماعاً لوزراء دول الهيئة الحكومية للتنمية في دول شرق أفريقيا (الإيقاد)، إلى جانب رؤساء هيئة أركان جيوش الدول المشاركة في قوة الحماية الإقليمية خلال الأيام القليلة القادمة، موضحاً أن اجتماع المجلس الوزاري سيناقش المسائل المتعلقة بسر تنفيذ اتفاق السلام، وأن رؤساء هيئة أركان الجيوش سيقفون على ترتيبات نقل القوات بالاتفاق مع جيش البلاد، وأكد أن الحكومة أشادت بقرارات قمة (الإيقاد) الاستثنائية التي انعقدت في أديس أبابا مطلع الشهر الحالي.
وأضاف الوزير أن مخرجات الحوار تصب في مصلحة شعب جنوب السودان، لكنه شدد على أن دول (الإيقاد) «ليس لديها تفاصيل بشأن سير تنفيذ اتفاقية السلام، وقد وجدنا أن كل التقارير التي ترسلها الحكومة إلى (الإيقاد) وجميع البعثات الدبلوماسية لا تصلهم، وبالتالي هم لا يعرفون شيئا عن تطورات تنفيذ الاتفاقية»، مشيرا إلى أن وزير شؤون مجلس الوزراء مارتن آليا سيقدم إيضاحات للبعثات الدبلوماسية في جوبا حول سير تنفيذ الاتفاقية.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».