مواجهات في مدينة الحسيمة المغربية يوم العيد

أصيب فيها 39 من رجال الأمن... وشهدت «تخريب» ممتلكات

جانب من المواجهات في مدينة الحسيمة بين المتظاهرين والأمن (أ.ف.ب)
جانب من المواجهات في مدينة الحسيمة بين المتظاهرين والأمن (أ.ف.ب)
TT

مواجهات في مدينة الحسيمة المغربية يوم العيد

جانب من المواجهات في مدينة الحسيمة بين المتظاهرين والأمن (أ.ف.ب)
جانب من المواجهات في مدينة الحسيمة بين المتظاهرين والأمن (أ.ف.ب)

دارت صدامات في إقليم الحسيمة الواقع شمال المغرب ليلة أول من أمس بين قوات الأمن ومتظاهرين، وذلك غداة إعراب العاهل المغربي الملك محمد السادس عن «استيائه وانزعاجه وقلقه» إزاء التأخر في تنفيذ مشاريع تنموية مقررة لهذه المنطقة، التي تشهد منذ ثمانية أشهر حركة احتجاج شعبية واسعة. وأفاد ناشطون محليون لوكالة الصحافة الفرنسية بأن «تجمعا كبيرا» كان مقررا أن يجري في مدينة الحسيمة خلال عيد الفطر أول من أمس تلبية لنداء أطلقه «الحراك» للمطالبة بالإفراج عن قادته وأنصاره الموقوفين، لكن قوات الأمن انتشرت بأعداد كبيرة لتفريق المتظاهرين.
وبينما قال أحد الناشطين إن الشرطة «أغلقت الحسيمة بالكامل وضاعفت نقاط التفتيش» المؤدية إلى المدينة، قال صحافي محلي في طالبا عدم نشر اسمه إن «متظاهرين أتوا من المناطق المجاورة، ولا سيما من أمزورن وتماسين ولكنهم منعوا من الوصول» إلى الحسيمة، مضيفا أنه في أجدير المجاورة لمدينة الحسيمة «اندلعت صدامات بين قوات الأمن ومتظاهرين أرادوا التوجه إلى الحسيمة»، وأكد أن الصدامات أسفرت عن وقوع إصابات، إضافة إلى «اعتقال عشرات» المتظاهرين.
وفي مدينة الحسيمة نفسها تمكن متظاهرون من التجمهر قرابة الساعة الخامسة عصرا يوم العيد، لكن قوات الأمن قامت بتفريقهم، حسب المصدر ذاته.
وتأتي هذه الصدامات غداة إصدار العاهل المغربي تعليماته لوزيري الداخلية والمالية بالتحقيق في أسباب «عدم تنفيذ المشاريع المبرمجة» لإقليم الحسيمة، و«تحديد المسؤوليات، ورفع تقرير بهذا الشأن في أقرب الآجال».
ويشهد إقليم الحسيمة في منطقة الريف مظاهرات منذ مصرع بائع سمك في نهاية أكتوبر (تشرين الأول) 2016 سحقاً داخل شاحنة نفايات. واتخذت المظاهرات في منطقة الريف مع الوقت طابعاً اجتماعياً وسياسياً للمطالبة بالتنمية في المنطقة، التي يعتبر سكّانها أنها مهمشة.
وبادرت الحكومة المغربية إلى احتواء الاستياء، وأعلنت عن عدد من الإعلانات المتعلقة بتنمية اقتصاد المنطقة، مرسلة وفوداً وزارية في الأشهر الستة الأخيرة، لكن الاحتجاجات استمرت بوتيرة أقل من السابق.
من جهتها، أفادت السلطات المحلية لمدينة الحسيمة بأن مجموعة من الأشخاص تضم بين صفوفها أشخاصا ملثمين، قامت يوم العيد باستفزاز القوات العمومية ومهاجمتها رشقا بالحجارة، ما أدى إلى إصابة 39 فردا من هذه القوات بجروح متفاوتة الخطورة، نقلوا على إثرها إلى المستشفى لتلقي الإسعافات اللازمة.
وقالت السلطات أمس إن هؤلاء الأشخاص عمدوا أيضا على مهاجمة مستعجلات المستشفى الإقليمي، وإلحاق خسائر وأضرار مادية بمرافق المستشفى وبإحدى سيارات الإسعاف، التي كانت تقل عنصرين من أفراد القوات العمومية المصابين، حيث تم الاعتداء على المصابَيْن اللذين كانا بداخلها، وكذا على عناصر الوقاية المدنية.
وفي منطقة «أيت يوسف أوعلي» في ضواحي الحسيمة، أكدت السلطات المحلية أن مجموعة من الأشخاص أقدمت على تخريب إحدى سيارات المصلحة التابعة للسلطة المحلية، مشيرة إلى أنه تم توقيف ثلاثة أشخاص قاموا بالاعتداء بواسطة عبوات الغاز المسيل للدموع على عناصر الدرك الملكي العاملين بالمراقبة الطرقية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.