تبادل التغريدات على «تويتر» يقدح شرارة الأفكار

الغرائز أصبحت تسيطر على المشهد المتأرجح بين المتعة والتوتر

جينا ورثام تقدم النشرة الصوتية
جينا ورثام تقدم النشرة الصوتية
TT

تبادل التغريدات على «تويتر» يقدح شرارة الأفكار

جينا ورثام تقدم النشرة الصوتية
جينا ورثام تقدم النشرة الصوتية

كيف يستخدم صحافيو «نيويورك تايمز» التكنولوجيا في عملهم وحياتهم الشخصية؟ جينا ورثام، الكاتبة بمجلة «نيويورك تايمز ماغازين»، المساهمة في تقديم النشرة الصوتية «ستيل بروسيسينغ» Still Processing، تتحدث عن التكنولوجيا التي تستخدمها.
* أدوات عمل مفضلة
* بصفتِك مقدمةً لنشرة صوتية، هل هناك أي أدوات خاصة تفضلين استخدامها؟
- لحسن الحظ مسؤوليتي الوحيدة تجاه «ستيل بروسيسينغ» هي الظهور والحديث. يتولى المشاركون الآخرون من مؤسسة «باينابل ستريت ميديا» أمرَ كلِّ الخطوات المطلوبة لتحويل حديثنا غير المتسق إلى برنامج أسبوعي متسق وذي معنى. مع ذلك أود القول إن الاحتفاظ بدفتر تدوين مخصص، وقلم معي طوال الوقت من أجل تدوين الأفكار، والنظريات، والنقاط المرجعية، والنكات، حتى أشاركها مع ويزلي موريس، زميلي في تقديم النشرة، وسيلة أساسية للقيام بعملي.
أتحيز لدفتر الكتابة الورقي المعاد تدويره «موجي» Muji، وقلم العلامات «شاربي} Sharpie ذي السن الدقيق. كذلك أحب أي تطبيق رسائل يسمح لي بتسجيل وإرسال ملاحظات صوتية، ويساعد ذلك كثيراً في إمطار ويزلي بسيل من الأفكار المعقدة، وكذلك الإرسال إلى نفسي أفكاراً شديدة التجريد إلى درجة يصعب معها تدوينها.
* كتبتِ أخيراً عموداً تنتقدين فيه شركات «وادي السليكون» بسبب عدم استخدام أدوات ووسائل لمحاربة أشكال التحرش الموجودة على الإنترنت. بصفتك شخصاً لديه 661 ألف متابع على موقع «تويتر»، يجب أن تتعرضي إلى هذه المشكلة من وقت إلى آخر. ما نصيحتك للقرّاء الذين يريدون حماية أنفسهم من المتنمرين على الإنترنت؟
- ينبغي أن يكون المستخدم على دراية بالموارد المتاحة للتصدي إلى ظاهرة التنمر على الإنترنت، ويقوم بالإبلاغ عن المنتهكين كلما دعت الحاجة إلى ذلك... وعليه ألا يتردد في الإبلاغ عن الشخص ومنعه. هناك بعض المؤسسات القليلة المتخصصة في مساعدة الأشخاص الذين يواجهون مخاطر، ومنها «كراش أوفررايد نتورك» The Crash Override Network، و«هاك بلوسوم» Hack Blossom، وإن كنت على ثقة في وجود المزيد من المؤسسات.
ينبغي أن يكون لديك نظام دعم جيد غير متصل بالإنترنت من أشخاص قادرين على تهدئتك بعد تعرضك للهجوم. ينبغي أيضاً قراءة قصص تحفيزية لأشخاص أنت معجب بهم تعاملوا مع ظاهرة التنمر. من هؤلاء النماذج بالنسبة لي جانيت موك، الكاتبة والناشطة، وكاثرين جونسون، العالمة في وكالة «ناسا» لأبحاث الفضاء، التي ظهرت قصة حياتها في «هيدين فيغرز» Hidden Figures، وحتى المغنية ريهانا. وينبغي علينا تذكر أن الأشخاص الاستثنائيين لم يكن يفهمهم الكثيرون في حياتهم.
* حب «تويتر»
* ما الذي تحبينه في «تويتر»؟
- أحب الشعور بأنه مثل نهر كسول لا هدف له، والشعور بأني جزء من تياره، وألمس روح البرنامج التلفزيوني فيه. أتعجب من الشكل الجمعي الذي يوجَد به، والطريقة التي نتجمع بها حالياً على الإنترنت للاحتفاء بفوز بعض الأفلام مثل «مون لايت» في حفل الأوسكار، لكن أشعر بالحزن والأسى، وأعبّر عن غضبي من الوفيات غير المبررة، ومن بعض السياسات مثل حظر دخول المسلمين إلى البلاد.
أدين إلى «بلاك تويتر»Black Twitter المعني بالمنحدرين من العرق الأسود بسلامتي العقلية (جينا ورثام صحافية أميركية من أصول أفريقية - المحرر). الطريقة التي يتناول بها حساب «بلاك تويتر» قصة خبرية، أو رسماً كاريكاتيرياً هي الطريقة المفضلة لي على الإنترنت هذه الأيام. إنها أفضل وسيلة للتعليق الفوري على الأحداث، لكنه ليس يوماً واحداً أسبوعياً، أو محدوداً بما تراه مجموعة من الكتّاب ذا صلة. إنه مساحة متقلبة متغيرة ذكية للتعبير.
* كيف يساعدك «تويتر» على القيام بعملك؟ هل يثير في رأسك الأفكار؟
- منذ عام كان موقع «تويتر» بمثابة مصدر كبير لأفكار ولّدت موضوعات. وكانت طريقة رائعة لمعرفة توجهات ومسار المشروعات الناشئة، ووسيلة لمعرفة شؤون الشركات ورأس المال المخاطر. مع ذلك بات الأمر مبالغاً فيه، حيث تسيطر الغرائز على المشهد ولا يكون هذا بطريقة إيجابية دائماً. إنه يتأرجح بين المتعة والتوتر.
وقد قدم شخص باسم @Blaqueer إلينا أخيراً فكرة جيدة للنشرة الصوتية حين اقترح الحديث عن ذكرياتنا الثقافية الخاصة بالمغنية ويتني هيوستن. وقد فعلنا ذلك، وأحب الناس هذا الأمر كثيراً. يساعدني «تويتر» في قراءة وجهات نظر مختلفة عن تلك السائدة في وسائل الإعلام، ومعرفة مؤلفين وفنانين جدد، والتعرف على أفكار جديدة لا تكون مطروحة دائماً حولي في المجال الإعلامي المعتاد.
كذلك لـ«تويتر» الفضل في القيام بأحد أكثر الإسهامات إبداعاً في حياتي، فمنذ نحو عام، تبادلت رسائل مباشرة على «تويتر» مع كيمبرلي درو، مديرة حساب museummammy@على موقع «إنستغرام»، وأصبحنا صديقتين مقربين، وبدأنا في العمل معاً على مشروع كتاب عنوانه حالياً «مشروع المستقبل الأسود». ويتناول الكتاب توصيف وحفظ هذه اللحظة الخاصة في التعتيم المعاصر في عصر ما بعد الرقمية. وقد حصلت عليها مطبوعة «وان وورلد» لكريستوفر جاكسون في نهاية العام الماضي.
* تطبيقات محبوبة
* بعيداً عن العمل، ما المنتج التكنولوجي الذي تستخدمينه بهوس في حياتك اليومية؟
- يحتل تطبيق «فيلميك برو»Filmic Pro المركز الأول على القائمة، فقد سجلت اسمي في صف لصناعة الأفلام، والتقطْتُ أكثر الصور باستخدام هاتفي. لذا فإنه أمر رائع ومذهل أن تكون لديَّ طريقة تصوير عالية الجودة.
* ما أفكارك عن نظام لصنع العصائر «جوسيرو»Juicero المطور في «وادي السليكون»، ويبلغ سعره 400 دولار، الذي تمكنت الشركة الناشئة التي تصممه من جمع مبالغ مالية كبيرة من رؤوس أموال مخاطرة، لكن حامت التساؤلات والشكوك حول مدى فعاليته؟
- إنه في مستوى سلسلة «بونزي» (الهرمية) الاستثمارية الاحتيالية. جزء مني يحترم خفية، قيامهم بأي شيء لتحقيق الأهداف، لكن الجزء الأكبر مني يشعر بالفزع مما يعنيه وجودهم فيما يتعلق بنوعية الأفكار، وأنماط أصحاب المشروعات الرائدة، الذين يحصلون على تمويل من المستثمرين في وادي السليكون. حصلت هذه الشركة على نحو 120 مليون دولار لبيع جهاز للعصائر متصل بالإنترنت لا يبدو أنه أفضل كثيراً من منتج عادي.
أشار تقرير حديث من مؤسسة «ديجيتال أنديفايديد» لكاثرين فيني إلى أن شركات الاستثمار تقرض الرجال البيض 1.3 مليون دولار في المتوسط، حتى إذا فشلت مشروعاتهم الناشئة، في حين تحصل السيدات من ذوات الأصول الأفريقية على 36 ألف دولار في المتوسط. إن هذا يثير في نفسي الشعور بالغيظ والإحباط.

* خدمة «نيويورك تايمز»



الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
TT

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت الذي فرضته جائحة «كوفيد»، يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم، رغم الشكوك في منافعه.

وبدأت بلدان عدة توفير أدوات مساعَدة رقمية معززة بالذكاء الاصطناعي للمعلّمين في الفصول الدراسية. ففي المملكة المتحدة، بات الأطفال وأولياء الأمور معتادين على تطبيق «سباركس ماث» (Sparx Maths) الذي أُنشئ لمواكبة تقدُّم التلاميذ بواسطة خوارزميات، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». لكنّ الحكومة تريد الذهاب إلى أبعد من ذلك. وفي أغسطس (آب)، أعلنت استثمار أربعة ملايين جنيه إسترليني (نحو خمسة ملايين دولار) لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي للمعلمين، لمساعدتهم في إعداد المحتوى الذي يدرّسونه.

وهذا التوجّه آخذ في الانتشار من ولاية كارولاينا الشمالية الأميركية إلى كوريا الجنوبية. ففي فرنسا، كان من المفترض اعتماد تطبيق «ميا سوكوند» (Mia Seconde) المعزز بالذكاء الاصطناعي، مطلع العام الدراسي 2024، لإتاحة تمارين خاصة بكل تلميذ في اللغة الفرنسية والرياضيات، لكنّ التغييرات الحكومية أدت إلى استبعاد هذه الخطة راهناً.

وتوسعت أعمال الشركة الفرنسية الناشئة «إيفيدانس بي» التي فازت بالعقد مع وزارة التعليم الوطني لتشمل أيضاً إسبانيا وإيطاليا. ويشكّل هذا التوسع نموذجاً يعكس التحوّل الذي تشهده «تكنولوجيا التعليم» المعروفة بـ«إدتِك» (edtech).

«حصان طروادة»

يبدو أن شركات التكنولوجيا العملاقة التي تستثمر بكثافة في الأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي، ترى أيضاً في التعليم قطاعاً واعداً. وتعمل شركات «مايكروسوفت» و«ميتا» و«أوبن إيه آي» الأميركية على الترويج لأدواتها لدى المؤسسات التعليمية، وتعقد شراكات مع شركات ناشئة.

وقال مدير تقرير الرصد العالمي للتعليم في «اليونيسكو»، مانوس أنتونينيس، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أعتقد أن المؤسف هو أن التعليم يُستخدم كنوع من حصان طروادة للوصول إلى المستهلكين في المستقبل».

وأعرب كذلك عن قلقه من كون الشركات تستخدم لأغراض تجارية البيانات التي تستحصل عليها، وتنشر خوارزميات متحيزة، وتبدي عموماً اهتماماً بنتائجها المالية أكثر مما تكترث للنتائج التعليمية. إلاّ أن انتقادات المشككين في فاعلية الابتكارات التكنولوجية تعليمياً بدأت قبل ازدهار الذكاء الاصطناعي. ففي المملكة المتحدة، خيّب تطبيق «سباركس ماث» آمال كثير من أولياء أمور التلاميذ.

وكتب أحد المشاركين في منتدى «مامِز نِت» على الإنترنت تعليقاً جاء فيه: «لا أعرف طفلاً واحداً يحب» هذا التطبيق، في حين لاحظ مستخدم آخر أن التطبيق «يدمر أي اهتمام بالموضوع». ولا تبدو الابتكارات الجديدة أكثر إقناعاً.

«أشبه بالعزلة»

وفقاً للنتائج التي نشرها مركز «بيو ريسيرتش سنتر» للأبحاث في مايو (أيار) الماضي، يعتقد 6 في المائة فقط من معلمي المدارس الثانوية الأميركية أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم يعود بنتائج إيجابية تَفوق العواقب السلبية. وثمة شكوك أيضاً لدى بعض الخبراء.

وتَعِد غالبية حلول «تكنولوجيا التعليم» بالتعلّم «الشخصي»، وخصوصاً بفضل المتابعة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي. وهذه الحجة تحظى بقبول من المسؤولين السياسيين في المملكة المتحدة والصين. ولكن وفقاً لمانوس أنتونينيس، فإن هذه الحجة لا تأخذ في الاعتبار أن «التعلّم في جانب كبير منه هو مسألة اجتماعية، وأن الأطفال يتعلمون من خلال تفاعل بعضهم مع بعض».

وثمة قلق أيضاً لدى ليون فورز، المدرّس السابق المقيم في أستراليا، وهو راهناً مستشار متخصص في الذكاء الاصطناعي التوليدي المطبّق على التعليم. وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «يُروَّج للذكاء الاصطناعي كحل يوفّر التعلّم الشخصي، لكنه (...) يبدو لي أشبه بالعزلة».

ومع أن التكنولوجيا يمكن أن تكون في رأيه مفيدة في حالات محددة، فإنها لا تستطيع محو العمل البشري الضروري.

وشدّد فورز على أن «الحلول التكنولوجية لن تحل التحديات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية الكبرى التي تواجه المعلمين والطلاب».