مئات القتلى في معارك بين الجيش ومتشددين في مراوي بالفلبين

اعتقال واحد من الإخوة ماوتي المدعومين من «داعش»

محمد نعيم ماوتي (المعروف باسم أبو جديد) أحد القادة المدعومين من «داعش» بعد اعتقاله عند نقطة تفتيش بالقرب من مدينة كاجايان دي أورو الساحلية في الفلبين أمس (رويترز)
محمد نعيم ماوتي (المعروف باسم أبو جديد) أحد القادة المدعومين من «داعش» بعد اعتقاله عند نقطة تفتيش بالقرب من مدينة كاجايان دي أورو الساحلية في الفلبين أمس (رويترز)
TT

مئات القتلى في معارك بين الجيش ومتشددين في مراوي بالفلبين

محمد نعيم ماوتي (المعروف باسم أبو جديد) أحد القادة المدعومين من «داعش» بعد اعتقاله عند نقطة تفتيش بالقرب من مدينة كاجايان دي أورو الساحلية في الفلبين أمس (رويترز)
محمد نعيم ماوتي (المعروف باسم أبو جديد) أحد القادة المدعومين من «داعش» بعد اعتقاله عند نقطة تفتيش بالقرب من مدينة كاجايان دي أورو الساحلية في الفلبين أمس (رويترز)

قال الجيش الفلبيني إنه اعتقل واحدا من الإخوة ماوتي، وهو عضو بارز في مجموعة المتشددين المدعومين من «داعش» الذين يقاتلهم الجيش في مدينة مراوي الواقعة جنوب البلاد. وقال اللفتنانت كولونيل جو - آر هيريرا، المتحدث باسم الجيش، إن القوات اعتقلت محمد نعيم ماوتي (المعروف باسم أبو جديد) عند نقطة تفتيش بالقرب من مدينة كاجايان دي أورو الساحلية. ويقود عمر الخيام وعبد الله، شقيقا محمد، «عصابة ماوتي» التي تخوض معركة ضارية مع قوات الأمن للاستيلاء على مدينة مراوي، دخلت أسبوعها الرابع.
وتقع مراوي على بعد نحو 100 كيلومتر جنوب كاجايان دي أورو، لكن من غير الواضح ما إذا كان محمد قادما من المدينة المحاصرة. ويعتقد أن معظم الإخوة ماوتي السبعة، ومن بينهم عمر الخيام وعبد الله في مراوي، واعتقلت القوات والدي الإخوة ماوتي الأسبوع الماضي.
وقال البريجادير جنرال جيلبرت جاباي، المتحدث باسم قيادة مينداناو الشرقية، إن الجيش يشتبه في أن محمد ماوتي صانع قنابل للجماعة. وأضاف أن محمد كان يحمل بطاقة مزورة لطالب بجامعة ولاية مينداناو في مراوي، عندما تم توقيفه عند نقطة تفتيش، ولم يكن مسلحا. وقالت الشرطة المحلية، إن محمد، وهو مدرس لغة عربية، كشف هويته طوعا عندما سئل. وأضافت أنه يخضع للاستجواب حاليا.
من جهته، قال سياسي فلبيني أمس، إن السكان الفارين من مدينة مراوي المحاصرة شاهدوا 100 جثة على الأقل، في المنطقة التي شهدت معارك شرسة بين قوات الأمن والمتشددين في الأسابيع الثلاثة الأخيرة.
وقال ضياء ألونتو أديونغ، الذي يساعد في جهود الإنقاذ والإغاثة، إنه صرح خطأ بأن سكانا رأوا ما بين 500 وألف جثة. وأضاف للصحافيين: «أعتذر. أنا أتحدث عن العدد التقديري للسكان المحاصرين». وقال: «الجثث وهي 100 على الأقل متناثرة حول منطقة المواجهة».
وقال الجيش إن 290 شخصا قتلوا خلال أكثر من 3 أسابيع من القتال، بينهم 206 متشددين و58 جنديا و26 مدنيا.
وأسفرت المعارك المستمرة منذ 3 أسابيع بين قوات الأمن الفلبينية ومتشددين في مدينة مراوي جنوب البلاد، عن مقتل المئات، أغلبهم من المتشددين.
ونقلت وكالة «رويترز»، عن مسؤول حكومي، أول من أمس، أن السكان الفارين من مدينة مراوي المحاصرة، شاهدوا مئات الجثث في المنطقة. وقال ضياء ألونتو أديونغ، وهو مسؤول سياسي محلي يساهم في جهود الإغاثة والإنقاذ للصحافيين: «قالوا (إنهم شاهدوا) بين 500 وألف جثة». كذلك أفادت مصادر في الجيش الفلبيني، بأن 290 شخصا قتلوا خلال أكثر من 3 أسابيع من القتال، بينهم 206 متشددين و58 جنديا و26 مدنيا.
وأكد الجيش الفلبيني أنه اعتقل محمد نعيم ماوتي (المعروف باسم أبو جديد) العضو البارز في مجموعة المتشددين المدعومين من تنظيم داعش، والذين يقاتلهم الجيش في مدينة مراوي الواقعة جنوب البلاد. وقال المتحدث باسم الجيش جو - آر هيريرا، إن القوات اعتقلت ماوتي عند نقطة تفتيش بالقرب من مدينة كاغايان دي أورو الساحلية بعد الفجر مباشرة، كما تم اعتقال والدي الإخوة ماوتي الأسبوع الماضي.
ويقود عمر الخيام وعبد الله، شقيقا محمد، «عصابة ماوتي» التي تخوض معركة ضارية مع قوات الأمن للاستيلاء على مدينة مراوي دخلت أسبوعها الرابع.
وقد اتهمت جماعة ماوتي بشن هجمات بالقنابل في السابق، مثل الهجوم الذي وقع في مدينة دافاو في سبتمبر (أيلول) الماضي وأسفر عن مقتل 14 شخصا. وكان الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي قد أعلن فرض الأحكام العرفية في إقليم مينداناو الجنوبي لتعزيز جهود الجيش لاستعادة السيطرة على مدينة مراوي. وقتل نحو 300 شخص في أعمال العنف، بمن فيهم مسلحون وقوات حكومية ومدنيون. كما أدت الأعمال القتالية إلى تشريد أكثر من 220 ألف شخص وإلحاق دمار واسع بمدينة مراوي. وخلال اليوم الـ24 من الأزمة، أصيب صحافي أسترالي يقوم بتغطية الأزمة، برصاصة قناصة طائشة في عنقه. وكان آدم هارفي (43 عاما) الذي يعمل لهيئة الإذاعة الأسترالية، داخل مجمع العاصمة الإقليمية في مدينة مراوي عندما أصيب. وجرى نقله للمستشفى وأعلن أنه أصبح بعيدا عن الخطر.
وطالب المتحدث الرئاسي آرنيستو أبيلا العاملين في مجال الإعلام في مدينة مراوي بالالتزام بالحذر أثناء عملهم. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن نحو 300 إلى 500 مدني ما زالوا محاصرين في منطقة النزاع. وأضافت اللجنة: «الظروف صعبة بالنسبة للذين يوجدون في منطقة النزاع، حياتهم ما زالت معرضة للخطر، ومن المستحيل أن تقدم لهم المنظمات الإنسانية المساعدة التي يحتاجونها بسبب مشكلات تتعلق بصعوبة الوصول للمنطقة».
كما أعرب الصليب الأحمر عن قلقه بشأن معاناة النازحين في ظل ندرة الغذاء والمياه. وأضاف الصليب الأحمر: «موسم الأمطار بدأ، وهذا يمثل مخاطر صحية متزايدة بالنسبة للأسر النازحة، خاصة الأطفال وكبار السن في مخيمات اللاجئين».



مقتل وزير اللاجئين الأفغاني بتفجير انتحاري استهدف وزارته

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في كابل يوم 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)
وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في كابل يوم 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)
TT

مقتل وزير اللاجئين الأفغاني بتفجير انتحاري استهدف وزارته

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في كابل يوم 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)
وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في كابل يوم 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)

قُتل وزير اللاجئين الأفغاني، خليل الرحمن حقاني، الأربعاء، جرّاء تفجير وقع بمقر وزارته في كابل، نُسب إلى تنظيم «داعش» الإرهابي، وهو الأوّل الذي يستهدف وزيراً منذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم في عام 2021. واستنكر الناطق باسم حكومة الحركة «هجوماً دنيئاً» من تدبير تنظيم «داعش»، مشيداً بتاريخ «مقاتل كبير» قد «ارتقى شهيداً»، كما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية». ووقع الانفجار، الذي لم تتبنّ بعد أي جهة مسؤوليته، «في مقرّ وزارة اللاجئين»، وفق ما أفاد به مصدر حكومي «وكالة الصحافة الفرنسية»، مشيراً إلى أنه تفجير انتحاري. وأوضح المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه: «للأسف وقع انفجار في وزارة اللاجئين، ويمكننا أن نؤكد أن الوزير خليل الرحمن حقاني قد استشهد إلى جانب عدد من زملائه». وضربت قوى الأمن طوقاً حول الحيّ حيث تقع الوزارة في وسط كابل. فيما أورد حساب الوزارة على منصة «إكس» أن ورشات تدريبية كانت تعقد في الأيام الأخيرة بالموقع. وكلّ يوم، تقصد أعداد كبيرة من النازحين مقرّ الوزارة لطلب المساعدة أو للدفع بملفّ إعادة توطين، في بلد يضمّ أكثر من 3 ملايين نازح جراء الحرب.

«إرهابي عالمي»

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني خلال مؤتمر صحافي في كابل يوم 12 يونيو 2022 (أ.ف.ب)

كان خليل الرحمن يحمل سلاحاً أوتوماتيكياً في كلّ إطلالاته، وهو شقيق جلال الدين الذي أسس «شبكة حقاني» مع بداية سبعينات القرن الماضي وإليها تُنسب أعنف الهجمات التي شهدتها أفغانستان، قبل أن تندمج «الشبكة» مع حركة «طالبان» إبان حكمها الذي بدأ عام 1994 وأنهاه الغزو الأميركي للبلاد في عام 2001، ثم عودة الحركة إلى الحكم بعد انسحاب القوات الأميركية والدولية في 2021. وهو أيضاً عمّ وزير الداخلية الحالي سراج الدين حقاني. ورصدت الولايات المتحدة مكافأة مالية تصل إلى 5 ملايين دولار في مقابل الإدلاء بمعلومات عن خليل الرحمن، واصفة إياه بأنه «قائد بارز في (شبكة حقاني)» التي صنّفتها واشنطن «منظمة إرهابية». وفي فبراير (شباط) 2011، صنَّفته وزارة الخزانة الأميركية «إرهابياً عالمياً»، وكان خاضعاً لعقوبات من الولايات المتحدة والأمم المتحدة، التي قدّرت أن يكون في الثامنة والخمسين من العمر.

هجمات «داعش»

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني (وسط) خلال وصوله لتفقد مخيم للاجئين بالقرب من الحدود الأفغانية - الباكستانية يوم 2 نوفمبر 2023 (أ.ف.ب)

ويبدو أن «شبكة حقاني» منخرطة في نزاع على النفوذ داخل حكومة «طالبان». ويدور النزاع، وفق تقارير صحافية، بين معسكر يطالب بالتطبيق الصارم للشريعة على نهج القائد الأعلى لـ«طالبان» المقيم في قندهار، وآخر أكثر براغماتية في كابل. ومنذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم إثر الانسحاب الأميركي في صيف 2021، تراجعت حدة أعمال العنف في أفغانستان. إلا إن الفرع المحلي لتنظيم «داعش - ولاية خراسان» لا يزال ينشط في البلاد، وأعلن مسؤوليته عن سلسلة هجمات استهدفت مدنيين وأجانب ومسؤولين في «طالبان». وسُمع أكثر من مرّة دويّ انفجارات في كابل أبلغت عنها مصادر محلية، غير أن مسؤولي «طالبان» نادراً ما يؤكدون حوادث من هذا القبيل. وفي أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قُتل طفل وأصيب نحو 10 أشخاص في هجوم استهدف سوقاً وسط المدينة. وفي سبتمبر (أيلول) الذي سبقه، تبنّى تنظيم «داعش» هجوماً انتحارياً أسفر عن مقتل 6 أشخاص، وجُرح 13 بمقرّ النيابة العامة في كابل. وأكّدت المجموعة أن هدفها كان «الثأر للمسلمين القابعين في سجون (طالبان)»، علماً بأن الحركة غالباً ما تعلن عن توقيف أعضاء من التنظيم أو قتلهم، مشددة في الوقت عينه على أنها تصدّت للتنظيم في البلد.