إقبال ضعيف على كأس القارات و30 في المائة من التذاكر لم تبع

تشيلي بالجيل الذهبي تطمع في اللقب... والشباب سلاح منتخب الكاميرون

تشيلي تدخل بطولة القارات بتشكيلة مليئة بالنجوم الكبار (أ.ف.ب) -  إيكامبي المحترف في فرنسا أحد أسلحة الكاميرون (رويترز)
تشيلي تدخل بطولة القارات بتشكيلة مليئة بالنجوم الكبار (أ.ف.ب) - إيكامبي المحترف في فرنسا أحد أسلحة الكاميرون (رويترز)
TT

إقبال ضعيف على كأس القارات و30 في المائة من التذاكر لم تبع

تشيلي تدخل بطولة القارات بتشكيلة مليئة بالنجوم الكبار (أ.ف.ب) -  إيكامبي المحترف في فرنسا أحد أسلحة الكاميرون (رويترز)
تشيلي تدخل بطولة القارات بتشكيلة مليئة بالنجوم الكبار (أ.ف.ب) - إيكامبي المحترف في فرنسا أحد أسلحة الكاميرون (رويترز)

قبل أيام قليلة من انطلاق بطولة كأس القارات لكرة القدم في روسيا، لا يزال 30 في المائة من عدد التذاكر المخصصة للمباريات والتي تقدر بـ695 ألف تذكرة لم يتم بيعها، حسبما كشف أليكسي سوروكين، رئيس اللجنة المنظمة للبطولة أمس.
وقال سوروكين: «هذا أمر طبيعي للغاية بالنسبة لبطولة مثل كأس القارات، لا نعرف حتى الآن كم عدد الجماهير التي ستحضر الدور قبل النهائي والنهائي».
وأثار السير البطيء لعملية بيع تذاكر البطولة الكثير من الانتقادات، في الوقت الذي تؤكد فيه اللجنة المنظمة أن الجماهير الروسية ستشتري التذاكر قبيل بداية المباريات. وأكد سوروكين أن مباريات الدولة المضيفة، روسيا، ستحظى بإقبال جيد من قبل الجماهير، على عكس باقي المباريات.
وتنطلق كأس القارات، التي تعد تجربة مهمة قبل مونديال 2018، السبت حيث تلتقي روسيا مع نيوزيلندا في المباراة الافتتاحية للمجموعة الأولى التي تضم أيضا البرتغال والمكسيك.
فيما تضم المجموعة الثانية منتخبات ألمانيا وأستراليا وتشيلي والكاميرون.
وبدأت الفرق المشاركة التوافد على العاصمة الروسية وكان المنتخب النيوزيلندي أول الواصلين.
وإذا كانت الترشيحات تصب في صالح ألمانيا بطلة العالم والبرتغال بطلة أوروبا لحصد اللقب، إلا أن منتخب تشيلي سيصل كأس القارات بطموح كبير بعدما فرض اسمه بين عمالقة اللعبة مؤخرا.
وقبل عامين فقط، كان الإنجاز الأكبر لمنتخب تشيلي هو الفوز بالمركز الثالث في بطولة كأس العالم 1962. لكنه الآن، أصبح بين صفوة المنتخبات في العالم تاركا خلفه الشعار الذي لازم الفريق وجماهيره لعقود وهو «لعبنا أفضل من أي وقت مضى، وخسرنا كالعادة» حيث كان واقع الفريق هو تقديم عروض قوية دون تحقيق ألقاب.
ومع ظهور «الجيل الذهبي» الحالي لمنتخب تشيلي، توارى هذا الشعار وظهرت الألقاب.
ونجح الفريق، الذي يضم عددا من النجوم مثل أرتورو فيدال وأليكسيس سانشيز وجاري ميديل وكلاوديو برافو وغونزالو خارا وتشارلز أرانغيز ومارسيلو دياز وإدواردو فارغاس، في حصد لقب بطولة كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا) 2015 على أرضه ثم بلقب النسخة المئوية للبطولة في العام التالي بالولايات المتحدة.
وكانت بداية التحسن في مستوى الفريق وقدرته على المنافسة خلال الفترة التي تولى فيها تدريب الفريق الأرجنتين مارسيلو بيلسا الذي يعتبر أيقونة حقيقية لدى الجماهير التشيلية.
وتولى بيلسا تدريب تشيلي في 2007 وقاد الفريق لكأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا. وقال بيلسا: «المشاركة في هذه البطولة مع منتخب تشيلي كانت من أسعد اللحظات في حياتي. سأكون ممتنا لهذه اللحظة طيلة حياتي».
ولكن بيلسا ترك تدريب الفريق في ظل بعض المشاكل غير القابلة للحل مع مسؤولي اتحاد الكرة في تشيلي. واستعان منتخب تشيلي بالمدرب الأرجنتيني الآخر خورخي سامباولي الذي يشتهر بتشابه أسلوبه مع بيلسا، وتحت قيادته، تأهل الفريق إلى كأس العالم 2014 بالبرازيل ووصل لدور الستة عشر على حساب منتخب إسبانيا الذي كان يدافع لقبه العالمي.
وفي 2015، قاد سامباولي تشيلي للقب كوبا أميركا للمرة الأولى في تاريخه بعد تغلبه على نظيره الأرجنتيني في المباراة النهائية.
وفي العام التالي، وتحت قيادة مدرب أرجنتيني آخر هو خوان أنطونيو بيزي، كرر الفريق الإنجاز وفاز بلقب كوبا أميركا بالتغلب على نظيره الأرجنتيني أيضا في المباراة النهائية.
ومع هذه الطفرة والإنجازات التي دفعت بالفريق إلى المركز الرابع في التصنيف العالمي للمنتخبات والصادر عن الاتحاد الدولي للعبة (فيفا)، يخوض الفريق فعاليات كأس القارات في روسيا بمعنويات عالية وطموحات كبيرة في أول مشاركة له بالبطولة.
ويخوض منتخب تشيلي البطولة ضمن المجموعة الثانية النارية التي تضم ألمانيا والكاميرون وأستراليا.
وقال بيزي: «لدينا حافز كبير من أداء اللاعبين. نثق بأننا سنقدم بطولة جيدة. ونرى أننا نستطيع المنافسة على اللقب».
أما ممثل أفريقيا منتخب الكاميرون، فبعد المفاجأة التي فجرها بإحراز لقب كأس الأمم مطلع العام الحالي، فهو سيواجه التحدي الأقوى له في كأس القارات.
وحذر البلجيكي هوغو بروس المدير الفني للمنتخب الكاميروني من الإفراط في التفاؤل وقال: «مستوى كأس القارات أعلى من بطولة كأس الأمم الأفريقية... لا يجب أن نعتقد أننا نستطيع التغلب على الجميع لأننا أبطال أفريقيا. لا تندهشوا إذا خرجنا من الدور الأول».
ولم تعبر نتائج المباريات الإعدادية عن قدرة الكاميرون على المنافسة بقوة في كأس القارات، حيث سقط الفريق في تجربته الأخيرة برباعية نظيفة أمام كولومبيا في مدينة خيتافي الإسبانية أول من أمس.
ورغم هذا، يرى بروس أن المفاجآت واردة. ولم يكن كثيرون يرشحون المنتخب الكاميروني للفوز باللقب الأفريقي في النسخة التي استضافتها الغابون مطلع العام الحالي.
ولكن الفريق الذي اعتمد على عدد من لاعبي الصف الثاني، نظرا لاعتذار مجموعة من النجوم الأساسيين البارزين عن عدم المشاركة، كان على قدر المسؤولية وتوج باللقب.
ويواجه المنتخب الكاميروني (الأسود غير المروضة) ظروفا مشابهة حاليا حيث يفضل لاعبون مثل نيكولاس نكولو مدافع ليون الفرنسي التركيز مع ناديه. ولذا، سيعتمد بروس على مجموعة من الوجوه الجديدة ليوفر عنصر المفاجأة في كأس القارات.
ويستكمل لوسيان أوونا نجم ألكوركورن الإسباني التغييرات في خط دفاع الفريق. واستدعى بروس أيضا أندري أونانا حارس مرمى أياكس الهولندي رغم رفضه الانضمام لصفوف الفريق خلال كأس أمم أفريقيا، وسيكون احتياطيا للحارس فابريس أوندوا.
وشارك المنتخب الكاميروني للمرة الأولى في كأس القارات من خلال نسخة 2001 بكوريا الجنوبية واليابان، وبعد هزيمتين بنتيجة واحدة صفر - 2 أمام منتخبي البرازيل واليابان وفوز على كندا 2 - صفر ودع البطولة. وبعدها بعامين، استضافت فرنسا البطولة، وسجل المهاجم الشاب الموهوب صامويل إيتو هدفا ليقود أسود الكاميرون للفوز على البرازيل 1 - صفر كما أحرز المنتخب الكاميروني هدفا متأخرا ليتغلب على نظيره التركي بالنتيجة نفسها بينما انتهت مباراته الثالثة في المجموعة بالتعادل السلبي مع المنتخب الأميركي.
ورغم الفوز على المنتخب الكولومبي في الدور قبل النهائي، خيمت وفاة النجم الكاميروني مارك فيفيان فويه على أجواء الفريق والبطولة حيث سقط اللاعب على أرض الملعب خلال المباراة ووافته المنية بعدها بوقت قصير.
ورغم الحزن الذي سيطر على الفريقين، خاض المنتخبان الكاميروني والفرنسي المباراة النهائية للبطولة وفاز أصحاب الأرض بهدف ذهبي سجله تيري هنري.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».