براغ... المدينة الذهبية صاحبة الأبراج المائة

من أكثر عواصم العالم زيارة

براغ... المدينة الذهبية صاحبة الأبراج المائة
TT

براغ... المدينة الذهبية صاحبة الأبراج المائة

براغ... المدينة الذهبية صاحبة الأبراج المائة

لم تحظ براغ بمكانة سياحية عالمية، قبل سقوط الاتحاد السوفياتي، بسبب الوضع السياسي الذي كان سائدا حينها، وما كان للحرب الباردة من تأثير، فرض نوعا من العزلة على دول الاتحاد خصوصا في الخريطة السياحية.
وبعد انهيار المنظومة الشيوعية، وتفكّك الاتحاد السوفياتي، وانفصال دولة تشيكوسلوفاكيا إلى دولتي التشيك وسلوفاكيا، تبدّلت الأحوال وباتت العاصمة براغ وأكبر مدن جمهورية التشيك المتربعة على نهر فلتافا في وسط منطقة بوهيميا التاريخية، من أهم المدن الجاذبة للسياح في العالم، خصوصا أنّها المدينة الوحيدة بين مدن أوروبا الوسطى التي لم تشهد دمارا كبيرا، كما حصل مع نظيراتها خلال الحرب العالمية الثانية، فبقيت محافظة على تاريخها المعماري بهندسته المميزة.

المدينة الذهبية
أدرجت براغ أو براها كما يسميها أهلها، على لائحة اليونيسكو بصفتها موقعا تراثيا ثقافيا عالميا، في عام 1992. وللمدينة ألقاب كثيرة، فهي المدينة الذهبية، وأم المدن وقلب أوروبا، ومدينة المائة برج، لما تحتضنه من أبراج منتصبة فوق كنائسها وقصورها.
هناك وجهتا نظر لتسميتها بالمدينة الذهبية، تقول الأولى، إنّ اللقب يعود لفترة حكم الملك التشيكي والقيصر الألماني تشارلز الرابع، تيمّنا بأبراج القصر المذهّبة أثناء حكمه. والثانية، تُرجع اللقب إلى فترة حكم الملك رودولف الثاني الذي كان يدعم الخيميائيين القدماء في تجاربهم لصناعة الذهب.
تعد براغ واحدة من أجمل المدن السياحية في العالم، فهي تشكّل متحفا مفتوحا، وتجسد التاريخ القديم الذي يشعر به السائح أثناء سيره في شوارعها ومروره بين حاراتها الصغيرة وحاناتها المميزة.
شيّدت براغ عام 870م، وهي من أقدم المدن الأوروبية، وتمتاز بسحر عمارتها التي عاصرت مختلف المدارس والطرز الهندسية من الفن الباروكي، وفن عصر النهضة، والفن القوطي، والروكوكو الذي ظهر في أواخر القرن الـ18 وما تميّز به من فن الزخرفة الداخلية للقصور والمباني، إلى جانب ما ورثته حديثا من سمات سنوات الحكم الشيوعي.

المعالم السياحية
من أهم معالم براغ السياحية: قلعة براغ والمالاسترانا (عدة قصور باروكية)، والساعة الفلكية وساحة البلدة القديمة وقلعة فيش وجسر تشارلز ويوزيفوف وساحة فاتسلاف وبرج جيجكوف.كما تشهر بالسياحة العلاجية عبر ينابيعها العتيقة بمياهها المعدنية الطبيعية، وما تحويه من عناصر طبيعية من المعادن النادرة. ومن المراكز البارزة في هذا المجال ينابيع كرلوبي - فاري، وهي قرية علاجية تقع شمال غربي براغ.
لشوارع براغ القديمة سحرها الخاص حيث تحمل زائرها لتعود به إلى حقبات من التاريخ لم تستطع الحرب العالمية الثانية أن تمحو أثرها، فبقيت متشبثة في هذه المدينة لتفترشها تُحفا بأرضياتها المرصوفة بمربعات حجرية صغيرة رصت جنبا إلى جنب. أمّا قلب المدينة القديم، فيشكّل إرثا عالميا ثقافيا تحت حفظ وصون منظمة الأمم المتحدة للثقافة والفنون «اليونيسكو». تتزيّن براغ بأزقتها الضيقة حيث ترقص الحياة بهجة، وتفيض محالها بأجود ما تحويه من كريستال الـ«بوهيمي». وفي قلب هذه المدينة الذهبية، يختلف الأمر بالنسبة لبعض الزوار من الذين لا يحبذون التسوق خلال رحلاتهم السياحية، فقد تغريهم براغ بسحر بضائعها ومنتجاتها الشعبية من الدمى المتحركة التي تشتهر في صناعتها، وتجبرهم طوعا على تغيير عاداتهم، والإقبال على الشراء.

هندسة براغ
للسياحة في براغ طعم مختلف، فهندسة المدينة وتنظيمها يسهّل على السائح التنقل بسهولة، والاستمتاع بجمالها الساحر، الذي يتجلّى في ساحاتها الواسعة المحاطة بأفخم المباني، وتلك التي تتوسط الحدائق وطرقاتها الجانبية المتعرجة. وإن لم تكن من الذين يجيدون اللغة التشيكية، فلا خوف عليك من أن تضل طريقك، فللمدينة أرقامها التي تسهّل على الزائر الوصول إلى المكان الذي يريد، فـ(براغ 1) تضم أهم المواقع السياحية القديمة التي تستحق فعلا الزيارة.
وما يلفتك في براغ، جولات باللغة الإنجليزية تنظمها بعض المواقع السياحية، أو مجموعات من الشبان الأجانب الذين يتحدثون الإنجليزية، ويعشقون المدينة حتى الثمالة، فهم بدورهم ينظمون جولات مقابل تبرعات عينية يحدّدها السائح حسب إعجابه بالرحلة والمعلومات التي حصل عليها منهم.
تتوفر في براغ، مختلف وسائل المواصلات العامة، من قطارات تحت الأرض أو فوقها، وسيارات الأجرة «التاكسي»، ولكن غالبية السياح الذين زاروا المدينة، ينصحون باستخدام المواصلات العامة، ويبقى التنقل سيرا على الأقدام سيد المواقف في قلب مدينة عريقة بقدمها، للتمتع بكل زاوية وتحفة تحفل بها براغ.

فلتافا وتشارلز
يضفي نهر فلتافا أطول الأنهار التشيكية ويسمّى أيضا بالنهر التشيكي الوطني، رونقا خاصا على المدينة الذهبية، وتكتسب منه أهم مقومات جمالها. ولجسورها سحر يتراقص بين تواريخ المدينة العريقة، خصوصا جسر تشارلز الذي يعتبر من أهم المواقع السياحية في المدينة التي لا بدّ من زيارتها، فهو أقدم الجسور وأجملها في التشيك، وأكثرها ارتباطا بتاريخ براغ. بدأ بناؤه عام 1357 وانتهى عام 1402. وكان يعرف باسم الجسر الحجري، وتحول فيما بعد إلى اسم تشارلز نسبة إلى كارل الرابع الذي وضع حجر أساسه، ويعد مزارا للسيّاح من كل أنحاء العالم.
على جانبيه ينتصب أكثر من 30 تمثالاً، وينتشر الرسامون فيه والموسيقيون الذين يملأون سماءه بسحر موسيقاهم وألحانهم الجميلة.

تاريخ براغ
براغ مدينة مليئة بالحيويَّة والحركة، وشديدة الاعتزاز بذاتيها، عايشت لعهود طويلة، الكثير من التغيرات السياسية، وشهدت ثورات ومقاومات وانتفاضات، وما تاريخ ربيع براغ 1968 والثورة «المخملية» عام 1989، ببعيد عن الأذهان.
مع مطلع الحرب العالمية الثانية 16 مارس (آذار) 1939، اكتسحتها قوات النظام النازية، وبقيت تحت هيمنتها إلى أن حرّرها الجيش الأحمر السوفياتي، بدعم من الحزب الشيوعي الذي تولى مقاليد الحكم لحين الإصلاحات الديمقراطية التي وضعها الإكسندر دويتشك فيما عرف بـ«الشيوعية الإنسانية» التي انتهت باجتياح عسكري لقوات حلف وارسو بقيادة الاتحاد السوفياتي، إلى أن قاد الكاتب فاتسلاف هافيل «ثورة مخملية» تحريرية.
زاد الغليان السياسي الذي عصف بالمدينة عبر العصور، من أهميتها التاريخية، وأضفى على مقاهيها رونقا خاصا وما زالت تحتفي حتى يومنا هذا بروادها من مختلف الاتجاهات والجنسيات. كما حفلت المدينة بكتاب وأدباء عالميين وضمت في جنباتها قادة وساسة عالميين.
ولأهل براغ ذاكرة تحفظ تواريخ كل مبنى من مبانيها الهامة، ونادرا ما يخطئون بذلك. ولا يمل أهلها من تذكير الزائر أنّ مدينتهم تضم أكبر قلاع العالم، وأقدم قاعة بلدية، وأقدم ساعة فلكية تعود للقرن الخامس عشر وهي ما تزال تعمل، مشيرين إلى فخامة مكتبتها الوطنية وثرائها، ودار الأوبرا، ومسارحها، وحديقة حيوانها، مؤكدين أنّ قلعة براغ تفوق كل القلاع جمالا، وكذلك كاتدرائية فيتوس التي تقع ضمن محيط القلعة.

كاتدرائية فيتوس
في العام 929 ميلادي وضع حجر أساس لتشييد معبد، وفي 1344 في الموقع نفسه، بدأ العمل رسميا فيما أمسى يعرف بكاتدرائية فيتوس.
حسب تاريخ الكاتدرائية فإنّ العمل فيها والتجديدات والإضافات لم تكتمل حتى العام 1929. لحوادث علّقت إكمال إنشائها، ومن الذين أشرفوا على البناء، مهندس فرنسي وثان ألماني وثالث نمساوي، كل في فترة مختلفة، انتهت بوفاته.
تعتبر الكاتدرائية لوحة فنية تقوم على أسس العمارة القوطية، بلمسات أضيفت عليها زادت من جمالها وروعتها. تضم الكاتدرائية رفاة ثلاثة ملوك من بوهيميا، هم تشارلز الرابع، وفاكلاف الأول، ورودلف الثاني، بالإضافة لرفاة عدد من القديسين.
يذكر أنّ بابا صغيرا بسبعة أقفال، مسؤول عنها سبعة أشخاص، من بينهم رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وعمدة المدينة، يقع في الركن الجنوبي الغربي من الكاتدرائية، يقود إلى غرفة وينسلانس التي تضم مجوهرات التاج البوهيمي أو التاج التشيكي التي تُعرض للجمهور مرة كل ثماني سنوات.
وقد نشب نزاع قانوني ضارٍ بين الكنيسة والحكومة، وصل إلى المحكمة الأوروبية، بسبب أحقية ملكية الكاتدرائية والقلعة التي صادرتها الحكومة الشيوعية في 1954، معلنة أنّها ملك للشعب التشيكي.
وفي يوليو (تموز) 2012، أجاز مجلس النواب مشروع قانون لتعويض الكنيسة عن الممتلكات التي صادرتها الحكومة الشيوعية.

قلعة براغ
أمّا قلعة براغ التي كانت مقرا لملوك بوهيميا فبقيت مقرا للرئيس التشيكي، ويمكن للسائح زيارتها من دون تعقيدات أمنية ويمكنه أيضاً مشاهدة عملية تغيير الحرس يوميا. كما يوفر محيط القلعة الذي يشبه مدينة سياحية صغيرة، جولات سياحية مميزة إذ يحتضن مواقع من أهم المواقع السياحية في مدينة براغ، كبرج بودر، والقصر الملكي القديم، والزقاق الذهبي الذي كان عبارة عن مساكن صغيرة متراصة مخصّصة للحرس، أصبحت متاجر ومحال من أغلى متاجر المدينة، إلى جانب الحدائق الملكية التي تفيض جمالا.
في مايو (أيار) 2004، انضمت التشيك إلى دول الاتحاد الأوروبي، مبقية على الكورون التشيكي العملة الخاصة بها، إلى جانب تعاملها باليورو.



السعودية تحول كهوفها إلى معالم سياحية

كهف أبو الوعول أحد أطول الكهوف المكتشفة في السعودية (واس)
كهف أبو الوعول أحد أطول الكهوف المكتشفة في السعودية (واس)
TT

السعودية تحول كهوفها إلى معالم سياحية

كهف أبو الوعول أحد أطول الكهوف المكتشفة في السعودية (واس)
كهف أبو الوعول أحد أطول الكهوف المكتشفة في السعودية (واس)

في خطوة لتنوع مسارات قطاع السياحة في السعودية، جهزت هيئة المساحة الجيولوجية 3 كهوف بأعماق مختلفة لتكون مواقع سياحية بالتنسيق مع الجهات المعنية، فيما تعمل الهيئة مع وزارة الاستثمار لاستغلال موقعين جيولوجيين ليكونا وجهة سياحية تستقطب الزوار من داخل وخارج المملكة.

قال الرئيس التنفيذي لهيئة المساحة الجيولوجية في السعودية، المهندس عبد الله بن مفطر الشمراني، لـ«الشرق الأوسط»، إنه جرى تحديد موقعين هما «جبل قدر، ومطلع طمية المعروف بـ(فوهة الوعبة)، والعمل جارٍ مع وزارة الاستثمار لاستغلالها، كاشفاً عن أن الهيئة تقوم بتجهيز عدد من المواقع الجديدة لتكون وجهة سياحة خلال الفترة المقبلة».

وأضاف أن عدد الكهوف يتجاوز مائة وخمسين كهفاً تنتشر في مواقع مختلفة، من بينها كهف (أم جرسان) وطوله 1.5 كيلومتر ويقع بالقرب من المدينة المنورة (غرب المملكة)، ويتميز بجماليات طبيعية تتناغم مع تاريخه وتكوينه، كذلك كهف «أبو الوعول» الذي يحتوي على هياكل عظمية لحيوانات انقرضت، لافتاً إلى أن السعودية غنية بالمعالم الجيولوجية المنتشرة في المواقع كافة.

ينتشر في السعودية أكثر من 150 كهفاً يترقب أن تكون وجهات سياحية (هيئة المساحة)

وأضاف: «على مدار الـ25 عاماً الماضية كان التركيز على الدرع العربي، أما الآن فالتركيز على 4 محاور رئيسة تتمثل في الاستثمار في كفاءات الجيولوجيين السعوديين، ومسح ما تبقى من مواقع الغطاء الرسوبي والبحر الأحمر، كذلك زيادة رفع المعلومات عن المخاطر الجيولوجية التي تحيط بالسعودية لمعرفة التعامل معها، مع استخدام التقنيات المختلفة لربط المعلومات الجيولوجية وإخراج قيمة مضافة منها واستخدامها في شتى الجهات».

وسيفتح هذا الحراك بين القطاعات الحكومية نافذة جديدة على السياحة، فيما ستكون لهذا التعاون تبعات كبيرة في تنشيط ما يعرف بالسياحة الجيولوجية من خلال توافد المهتمين والباحثين عن المغامرات من مختلف دول العالم، وسيساهم ذلك في رفع إيرادات الأنشطة السياحية، خاصة مع تنامي الاكتشافات في مسارات مختلفة، منها الأحافير، التي وصلت إلى أكثر من 100 موقع أحفوري رئيس في المملكة خلال السنوات الماضية.

فوهة الوعبة من أكبر الفوهات ويتجاوز عمرها المليون عام (هيئة المساحة)

وتحتوي هذه الاكتشافات على «خسف عينونة» بشمال غربي المملكة، و«تلة السعدان» شمال الجموم، و«فيضة الضبطية» في المنطقة الشرقية، و«طعس الغضا»، و«البحيرة الوسطى» جنوب غربي النفوذ الكبير، و«جبال طويق»، و«فيضة الرشاشية» في شمال المملكة. هذا بالإضافة إلى ما تم تسجيله في المملكة إلى اليوم من الأحافير المختلفة القديمة.

وهذه الاكتشافات يمكن الاستفادة منها من خلال جمعها تحت سقف واحد، وهو ما أشار إليه رئيس هيئة المساحة لـ«الشرق الأوسط» في وقت سابق: «الأحافير يستفاد منها في المتاحف الجيولوجية، ويمكن العمل في هذا الجانب مع وزارة السياحة، لضم هذه الأحافير، وبعض المكونات التي تعطي نبذة عن الجيولوجيا في السعودية، وأنواع من الأحجار المختلفة الموجودة في البلاد، وهذا يعطي بعداً علمياً واستثمارياً».

ويأتي عرض موقعي «فوهة الوعبة»، و«جبل القدر» على وزارة الاستثمار، لأهميتهما. فجبل القدر، يقع في حرة خيبر التابعة لمنطقة المدينة المنورة، ويتميز بارتفاعه الذي يصل إلى نحو 400 متر، وهو أكبر الحقول البركانية، وآخر البراكين التي ثارت قبل 1000 عام، وقد اختير في وقت سابق ضمن أجمل المعالم الجيولوجية العالمية، وفق تصنيف الاتحاد الدولي للعلوم الجيولوجية (IUGS) ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو).

جبل القدر من أحد أهم الاكتشافات الجيولوجية (واس)

في المقابل تغوص «فوهة الوعبة» في التاريخ بعمر يتجاوز 1.1 مليون عام، وهي من أكبر الفوهات البركانية في العالم، وهي جزء من حقل بركاني أحادي المنشأ يضم 175 بركاناً صغيراً، أعمارها بين بضع مئات الآلاف من السنوات إلى مليوني سنة، فيما تغطي مساحة بنحو 6000 كيلومتر مربع، وتتميز بعمق يصل إلى نحو 250 متراً وقطر يبلغ 2.3 كيلومتر، وهو ما يقارب 3 أضعاف متوسّط أقطار البراكين الأخرى، كما تحتوي على حوض ملحي أو بحيرة ضحلة تشكّلت بسبب تجمع مياه الأمطار.

وتعد الاكتشافات الجيولوجية في مساراتها المختلفة ثروة من الثروات المعدنية والسياحية والبيئية نادرة الوجود، والتي يجب المحافظة عليها وحمايتها، حيث يمكن الاستفادة من هذه الاكتشافات للدراسات الأكاديمية والأبحاث العلمية، وكذلك استغلالها في النواحي السياحية، وإمكانية الاستفادة منها بوصفها ثروة اقتصادية، تفتح المجال لمشاريع اقتصادية جديدة وتوفير الفرص الوظيفية للمواطنين، وكذلك فتح مجال أوسع للتعليم الأكاديمي ونشر الأبحاث الوطنية.