عرب وتركمان يؤيدون استفتاء كردستان على الاستقلال

بارزاني دعا جميع سكان الإقليم إلى التصويت

عرب وتركمان يؤيدون استفتاء كردستان على الاستقلال
TT

عرب وتركمان يؤيدون استفتاء كردستان على الاستقلال

عرب وتركمان يؤيدون استفتاء كردستان على الاستقلال

دعا رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، أمس، جميع المواطنين في الإقليم، إلى التوجه إلى صناديق الاقتراع والمشاركة في عملية الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان التي حدد لها 25 سبتمبر (أيلول) موعداً. جاء ذلك في تصريح لشبكة «رووداو»، بعد انتهاء اجتماع قيادات الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه بارزاني.
بدوره، قال نيجيرفان بارزاني، رئيس حكومة الإقليم، حول ردود الأفعال الدولية حيال قرار الاستفتاء، إنها «كانت طبيعية ولم تكن شديدة اللهجة أبداً». وأضاف: «أهدافنا واضحة من إجراء عملية الاستفتاء، فهذا أمر يتعلق بكل الشعب الكردستاني، وهدفنا الرئيسي هو أن نبين للعالم أجمع ما يقرره ويريده شعبنا، وأعتقد أن هذا الأمر قد حصل في كثير من الدول، وهو أمر طبيعي جداً». وتابع أن عملية الاستفتاء «هي لكل الشعب الكردستاني، ويجب على كل كردستاني، سواء كان كردياً أو تركمانياً أو مسيحياً أو أي من المكونات الأخرى، أن يشارك في عملية الاستفتاء».
يشار إلى أن ممثلي الأحزاب السياسية في برلمان وحكومة إقليم كردستان كانوا قد اجتمعوا الأربعاء الماضي في مصيف صلاح الدين، برئاسة بارزاني، وتم في الاجتماع تحديد موعد الاستفتاء والتأكيد على إجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها المقرر في 6 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
ويستعد عرب وتركمان في إقليم كردستان والمناطق الكردستانية الواقعة خارج إدارة الإقليم (المناطق المتنازع عليها بين أربيل وبغداد) للتصويت، إلى جانب الأكراد، في الاستفتاء على استقلال الإقليم في 25 سبتمبر المقبل، مشددين في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على أن الاستفتاء شأن داخلي ولا يجوز لإيران أو تركيا أو أي دولة أخرى التدخل فيه أو معارضته.
وتنشغل الأطراف الكردية بتقديم مرشحيها إلى عضوية مجلس الإشراف على الاستفتاء واللجان الثلاثة المنبثقة عنه، حيث ستتوجه إحدى هذه اللجان إلى الدول العربية لبحث الاستفتاء معها، بينما تتوجه لجنة أخرى إلى أميركا والدول الأوروبية، في حين تتجه اللجنة الثالثة إلى بغداد لبحث هذا الموضوع مع الحكومة العراقية والأطراف السياسية العراقية. وبحسب اجتماع الأطراف السياسية التي حددت موعد الاستفتاء، تقدم هذه الأطراف اليوم أسماء مرشحيها لعضوية مجلس الاستفتاء، إلى رئاسة الإقليم، ليُعلن عن تشكيل المجلس ومباشرته مهامه رسمياً.
المكون التركماني حضر بكل أحزابه اجتماع رئيس الإقليم مع الكتل السياسية في 7 يونيو (حزيران) الحالي، وصوت لصالح إجراء الاستفتاء في الإقليم والمناطق الكردستانية. وأوضحت نائبة رئيس حزب الإصلاح التركماني ورئيسة كتلة التقدم التركمانية في برلمان كردستان، منى قهوجي، أن «ممثلي التركمان الخمسة في برلمان الإقليم شاركوا في اجتماع الأطراف السياسية مع رئيس الإقليم، وصوتوا بالإجماع لصالح إجراء الاستفتاء، فالاستفتاء على استقلال الإقليم وتأسيس الدولة الكردية يصبان في مصلحتنا نحن التركمان أيضاً، لأنه ستكون هناك شراكة حقيقية وفعلية لجميع المكونات في كل المؤسسات الحكومية في دولة كردستان».
وأضافت: «نريد من خلال الاستفتاء والاستقلال أن تكون علاقاتنا المقبلة مع العراق علاقات مبنية على حسن الجوار بين دولتين، وأن يكون بينهما تنسيق كامل»، لافتة إلى أن المكون التركماني ذاق الأمرين على يد نظام البعث في العراق، مضيفة: «لم تضمن أي حكومة أو دولة حقوق التركمان مثلما ضمنته حكومة إقليم كردستان، ونحن نعبر عن آرائنا وتطلعاتنا بحرية في الإقليم». ودعت قهوجي التركمان في المناطق الكردستانية خارج إدارة الإقليم إلى التصويت لصالح استقلال كردستان وانضمام مناطقهم للإقليم كي يتمتعوا بحقوقهم كمكون تركماني.
وتشدد هذه القيادية التركمانية على أنه لا يحق لإيران وتركيا أو أي دولة أخرى التدخل في شؤون كردستان وفي الاستفتاء، لأن شعب كردستان هو صاحب القرار الأول والأخير في هذا المجال. وتابعت: «الاستفتاء على حق تقرير المصير، حق مشروع من حقوق الشعب الكردي، لذا لا أتصور أن تقف أي دولة ضده».
كما عبرت القبائل العربية في محافظة نينوى وفي كل المناطق الكردستانية خارج إدارة الإقليم عن دعمها لاستفتاء الإقليم، داعية العالم العربي إلى الوقوف إلى جانب الشعب الكردي لتأسيس دولته. وقال المتحدث الرسمي للعشائر العربية في محافظة نينوى، الشيخ مزاحم أحمد الحويت: «نحن العرب في المناطق الكردستانية خارج إدارة الإقليم، وكل القرى والبلدات العربية في غرب الموصل تؤيد الاستفتاء واستقلال كردستان، لأن قوات البيشمركة ضحت بدمائها من أجل تحرير مناطقنا من داعش، وحافظت على كرامتنا». وتابع: «لا لتركيا ولا إيران ولا لأي جهة أخرى الحق في التدخل في هذا الموضوع، لأنه يخصنا نحن شعب كردستان». وجزم الحويت بأن «دولة كردستان ستكون دولتنا جميعاً».
بدوره، طالب شيخ عام قبيلة الجبور في العراق، صباح العبد ربه، الدول العربية بدعم استقلال كردستان، وأضاف: «نحن القبائل العربية جنباً إلى جنب مع الكُرد في خندق واحد»، كاشفاً أن أبناء القبائل العربية اتخذت كل استعداداتها لردع أي هجوم قد تتعرض له قوات البيشمركة في المناطق التي حررتها من «داعش».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.