هبوط اضطراري لطائرة يمنية في عدن

تعطل المحرك بعد 50 دقيقة من الإقلاع

هبوط اضطراري لطائرة يمنية في عدن
TT

هبوط اضطراري لطائرة يمنية في عدن

هبوط اضطراري لطائرة يمنية في عدن

نجا أكثر من 180 راكبا يمنية من موت محقق، بعد أن تمكن طاقم طائرة تتبع شركة الخطوط الجوية اليمنية من السيطرة عليها وإعادتها إلى مطار عدن الدولي، في هبوط اضطراري، بعد أن كانت تحلق فوق البحر الأحمر، وقد تجاوزت المجال الجوي للجمهورية اليمنية، وذلك عندما تعرضت لعطل مفاجئ وخرج أحد محركيها عن الجاهزية تماما.
وقال شهود عيان في مطار عدن الدولي لـ«الشرق الأوسط» إن حالة استنفار شهدها المطار ولحظات عصيبة، قبل أن يتمكن قائد الطائرة من إعادتها والهبوط بها في المطار.
وأفاد مصدر ملاحي في شركة الخطوط الجوية اليمنية أن طائرة تابعة للشركة عادت أدراجها إلى مطار عدن الدولي بعد قرابة ساعة من إقلاعها، وذلك نتيجة لخلل فني في أحد محركاتها، وقال المهندس عبد الله الشاعري، مدير مكتب اليمنية في عدن لـ«الشرق الأوسط» إن الطائرة التي كانت متجهة إلى العاصمة المصرية القاهرة، عادت بعد قرابة 50 دقيقة من إقلاعها جراء احتراق في أحد أجزاء المحرك، بعد أن كانت خرجت من الأجواء اليمنية، وبحسب الشاعري فإن الطائرة هي ذاتها التي كانت تعرضت لخلل فني في أحد أجزاء المحرك، الشهر الماضي، غير أن الفرق الهندسية قامت بإصلاحها واستبدال بعض القطع التالفة.
بدوره أكد مدير مطار عدن طارق عبده أن الطائرة كانت تقل قرابة 180 شخصا، موضحا أن الخطوط اليمنية اتخذت الإجراءات اللازمة للركاب وحجز فنادق لهم على حساب الشركة.
وتحفظ المسؤولان على الرد على بعض أسئلة واستفسارات «الشرق الأوسط» حول المخاطرة بحياة الركاب، رغم المشكلات التي يواجهها أسطول الشركة، واكتفيا بالقول إنهما في انتظار التقارير الفنية من قبل المختصين، وإن هذه المشاكل والحوادث تحدث في أغلب شركات الطيران.
وتستخدم الخطوط الجوية اليمنية طائرات نوع «بوينغ» و«إيرباص»، وعقب تعرض الكثير من الطائرات لأعطال فنية، أقرت الحكومة اليمنية، الأسبوع الماضي، استئجار طائرات من شركات طيران عربية لنقل المسافرين اليمنيين العالقين في مصر والأردن وغيرهما من البلدان العربية وغير العربية.
وعادة ما توجه الصحافة اليمنية انتقادات لاذعة لشركة الطيران الوحيدة في البلاد، جراء ارتفاع أسعار التذاكر، مقارنة بما تسميه الصحافة الإهمال في أعمال الصيانة والخدمات التي لا تقارن بخدمات شركات الطيران الأخرى.
ومنذ بدء العمليات العسكرية لاستعادة الشرعية في اليمن، التي اندلعت قبل نحو 3 أعوام، باتت شركة الخطوط الجوية اليمنية هي الناقل الوحيد في المطارات اليمنية، بعد أن أوقفت شركات الطيران الأخرى رحلاتها إلى المطارات اليمنية.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.