الصحف الإسرائيلية: الدوحة قناة حوار ناجعة بين إسرائيل وحماس في الأزمات

محافظة وجريئة وتمسك العصا من وسطها و«ترقص على كل الحبال»

الصحف الإسرائيلية: الدوحة قناة حوار ناجعة بين إسرائيل وحماس في الأزمات
TT

الصحف الإسرائيلية: الدوحة قناة حوار ناجعة بين إسرائيل وحماس في الأزمات

الصحف الإسرائيلية: الدوحة قناة حوار ناجعة بين إسرائيل وحماس في الأزمات

دخلت غالبية الصحف الإسرائيلية منذ أمس، على خط الأزمة المتصاعدة بين قطر ودول الخليج العربي. وتناول بعضها بالتحليل، الأسباب التي فجرت الأزمة وطبيعة الدور القطري الذي سرع انفجارها. فيما تناول البعض الآخر انعكاسات السياسة القطرية، خصوصا في مجال دعم المنظمات الإسلامية المتطرفة وتمويلها.
ونقل المراسل العسكري لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، ألكس فيشمان، عن مسؤولين في المخابرات الإسرائيلية، قولهم: «قطر ترقص على كل الحبال في المنطقة... إمارة صغيرة عدد سكانها 300 ألف نسمة، وفيها 1.5 مليون أجنبي، وعلى نصف مساحتها تقوم قاعدة عسكرية أميركية، وحاكمها يطمح لأن يكون العنصر القائد للشرق الأوسط». وأضاف: «كانت قطر قناة حوار ناجعة بين إسرائيل وحماس في أوقات الأزمات. لكن هذا لم يمنعها من تمويل الذراع العسكرية لحركة حماس، وعرقلة وقف إطلاق النار خلال عملية (الجرف الصامد)، (الحرب الأخيرة على غزة). سياسة قطر متعددة الوجوه، التي تحتضن إسرائيل، وتحتضن إيران، وتدعم الإخوان المسلمين، وتدفع قناة الجزيرة للتنكيل بالنظام المصري بهدف زعزعة شرعيته، بلغت حدها».
فيما تناولت سمدار بيري، في الصحيفة نفسها، سبب الأزمة بين قطر والدول الخليجية، وقالت إن الأمر لا يتعلق بتحريض «الجزيرة» وحده، بل بتلقي معلومات حول مسارات نقل أموال خرجت من قطر، ومرت عبر طرق التفافية، إلى أن وصلت إلى تنظيمات إسلاموية. وإن نقل الأموال جرى في حقائب إلى السودان وليبيا، للحث على تجنيد الإرهابيين في سيناء ضد النظام المصري.
وكتب عوديد غرانوت، في صحيفة «يسرائيل هيوم»، إن قطر ليست دولة عادية وفق أي مفهوم. فهي صغيرة جدا لكنها ثرية جدا. وهي ليست قوة عظمى، لكنها محافظة وجريئة. تعتمد استراتيجيتها في الشرق الأوسط على محاولة الإمساك بالعصا من طرفيها. أو بعبارة أخرى: الحفاظ على علاقات مع الجميع؛ إقامة قاعدة عسكرية كبيرة للولايات المتحدة، وفي الوقت نفسه مغازلة إيران؛ محاربة الإرهاب، وفي المقابل تمويل «داعش» وجبهة النصرة والآخرين؛ الوعظ ضد التطرف، ودعم حركة الإخوان المسلمين بكل الطرق؛ استقبال قادة حماس كالملوك، وفي المقابل التحدث مع إسرائيل من تحت الطاولة؛ الوعظ على الديمقراطية في الخارج، ولكن سلب حقوق الإنسان في الداخل؛ وبشكل خاص النبش دون أن يرمش لها جفن، في الشؤون الداخلية لدول أخرى. لقد نجح ذلك بشكل جيد خلال السنوات الماضية، وترافق مع الأزمة العابرة التي تمت خلالها إعادة السفراء في 2014، إلى أن بلغ السيل الزبى. ما تأخرت قطر عن فهمه، مع كل أموالها وعلاقاتها الجيدة مع الغرب، هو أن السعودية قررت في القمة العربية في الرياض، الشهر الماضي، وبدعم حثيث من دونالد ترمب، أن من يتحدث مع إيران ويرفض إعلان «حزب الله» تنظيماً إرهابياً، هو عدو. ومن يحتضن الإخوان المسلمين ويتدخل لدى الآخرين هو عدو، أو على الأقل، يجب ترويضه، ومعاقبته وعزله حتى يغير طريقه ويتعلم السلوك.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.