السلطة في رمضان... قبل الخبز أحياناً

زيني مائدتك بأشهر 10 أطباق

سلطة يونانية - «نيسواز» الفرنسية - سلطة الفتوش
سلطة يونانية - «نيسواز» الفرنسية - سلطة الفتوش
TT

السلطة في رمضان... قبل الخبز أحياناً

سلطة يونانية - «نيسواز» الفرنسية - سلطة الفتوش
سلطة يونانية - «نيسواز» الفرنسية - سلطة الفتوش

ملوّنة وطازجة تزيّن المائدة وتفتح الشهيّة، كما في استطاعتك أن تمارس مواهبك الخاصة لإعدادها، دون أن تستغرق وقتاً طويلاً، تتناولها في الصيف كما في الشتاء فهل عرفتها؟ إنها طبق السلطة صاحب الشهرة الذائعة الصيت في العالم الملقّب بـ«تاج» المائدة، الذي يعدّ وجوده ضروريا، لا سيما في شهر رمضان الكريم لكونه يعود بفوائد صحيّة كثيرة خاصة خلال فترة الصوم.
هذا الطبق الذي حملته نواويس الفراعنة (4500 سنة ق.م) من خلال صور ملوّنة، طوّره اليونانيون والرومان بعدها، ولينطلق من ثمّ إلى العالمية من فرنسا وبالتحديد من مدينة أفينيون.
وتتعددّ أنواع السلطات ليفوق عددها الألفين كما أن كلّا منّا في استطاعته أن يبتكر طبقا مرتكزا على مكوّنات مختلفة يختارها حسب رغبته. أما أشهر 10 أطباق سلطة في العالم فهي تشمل تلك المعروفة في فرنسا وإيطاليا بغالبيتها وكذلك في أميركا والشرق العربي.
والمعروف أن أي طبق سلطة يحتوي على فيتامينات عدّة، وانطلاقا من قول مأثور في فرنسا إن «الذي يأكل السلطة لا يمرض أبدا» (Qui mange salade n’est jamais malade). اخترنا لك الـ10 من الأشهر بينها، كـ«سيزار» الأميركية و«نيسواز» الفرنسية و«كابريزي» الإيطالية.

سلطة «سيزار»

درجت العادة على تقديم طبق سلطة «سيزار» في المطاعم الأميركية وتعود أصوله إلى مدينة (تخوانا) في المكسيك. مبتكرها هو الشيف الإيطالي سيزار كارديني الذي كان يعمل في أحد مطاعم المدينة المذكورة. تتألّف مكوّناتها عادة من الخسّ الروماني والبيض المسلوق وجبن البارميزان وقطع الخبز المقرمشة، التي مع الوقت صار يضاف إليها شرحات من الدجاج المشوي. يتم تناولها مع صلصة خاصة بها مؤلّفة من الخردل وعصير الليمون الحامض وخل «البالساميك» مع الكريمة الطازجة.

سلطة «نيسواز»

اسمها يدلّ على منشئها ألا وهو مدينة نيس الفرنسية، وتعدّ واحدة من أشهر سلطات العالم وهي مأخوذة عن الريف الفرنسي. كان هذا الطبق يتألّف في الماضي من قطع البندورة وسمك البلمية (anchois) وزيت الزيتون. ثم تطوّر ليحتوي على سمك التونة والفلفل الأخضر والثوم مع البصل وقطع الخيار والبندورة والزيتون الأسود وأحيانا مع البطاطا. أما صلصة هذه السلطة فترتكز على الخلّ الأحمر المخلوط مع الخردل والثوم المقطّع.

سلطة «كابريزي» الإيطالية

تعود أصول هذه السلطة إلى جزيرة كابري الإيطالية وهي تتألّف من قطع البندورة وجبن الموزاريلا المعطّر بورق الحبق وزيت الزيتون. من أشهر المعجبين بهذا الطبق الملك المصري فاروق الذي تعرّف عليه خلال فترة نفيه إلى مدينة كابري.

«السلطة الروسية»

ابتكرت هذه السلطة في عام 1860 من قبل الشيف البلجيكي لوسيان أوليفيه الذي كان يعمل في أحد أشهر مطاعم مدينة موسكو (أرميتاج). وهي تتألّف من مجموعة خضار مسلوقة (بازيلا وبطاطا وجزر) يضاف إليها البيض المسلوق وصلصة المايونيز والبصل المقطّع حسب الطلب.

«السلطة اليونانية»

تعرف في بلاد منشئها اليونان بـ«كوراتيكي»، ورغم مكوّناتها البسيطة (الخسّ والبندورة والخيار والفلفل الأخضر ودوائر البصل مع جبن الفيتا والزيتون الأسود) فإن شهرتها طالت العالم فتجاوزت البحر المتوسّط لتطال قارات العالم أجمعها. جيران أهل اليونان أي القبارصة أضافوا إليها البرغل لتصبح وصفتها تلك خاصة ببلادهم.

«السلطة النرويجية»

رغم بساطة مكوّناتها تعدّ «السلطة النرويجية» (salade norvegienne) من الأشهر في أوروبا. وهي تتألّف من قطع سمك السلمون المدخّن ودوائر البصل مع الخسّ. يمكن إضافة قطع من الروبيان والأفوكادو إليها مع البيض المسلوق. بعد وضع البهار والملح في استطاعتك أن تضفي إلى طعمها نكهة غريبة من خلال إضافة بعض السكر إلى مكوّناتها ويتمّ خلطها مع الكريمة الطازجة وعصير الليمون الحامض وزيت الزيتون.

سلطة «كول سلو» الهولندية

هي سلطة مشهورة في أميركا بعد أن درج على تحضيرها الهولنديون النازحون إليها إبان الحرب العالمية الثانية. تعرف في كندا بـ«سلطة الملفوف». عادة ما يتمّ تقديمها مع أطباق اللحوم من دجاج ولحم بقر مشويين. وتتألّف مكوّناتها من الملفوف المقطّع بشكل دقيق مع بشر الجزر الطازجين. ميزتها تكمن في طعمها «الحلو المالح» بعد أن يتم خلط مكونيها مع المايونيز أو الكريمة الطازجة والقليل من الخردل.

سلطة «المشوية» التونسية

يعدّ هذا الطبق رئيسيا في المطبخ التونسي وهو عبارة عن خلطة خضراوات مشوية مؤلّفة من البندورة والفلفل الأخضر والأحمر والبصل وفصوص الثوم والباذنجان. يجري شيّها في الفرن أو على الموقد ثم يتم هرسها وطحنها مع بعضها. بعد ذلك يتم وضع البهارات كما يتم إضافة سمك التونة وزيت الزيتون إلى الخليط وأحياناً يوضع البيض المسلوق للزينة.

سلطة «كاتشومار» الهندية

يحمل طبق سلطة «كاتشومار» الهندية طعما لذيذا من خلال مكوّنات بسيطة تسهّل طريقة تحضيره بسرعة. ينصح بتناول هذا الطبق في موسم الصيف لكونه يضفي الحيوية والديناميكية على متناوله. تتأّف سلطة «كاتشومار» من البصل والجزر والخيار والكزبرة الخضراء والنعناع والفلفل الحلو مع الحارّ منه حسب الرغبة. بعد تقطيعها إلى أحجام صغيرة يضاف إليها عصير الليمون الحامض وزيت الصبّار وتؤكل باردة بعد وضعها في الثلاجة لمدة عشر دقائق.

سلطة «الفتّوش» اللبنانية

تنافس سلطة الفتّوش اللبنانية سلطة أخرى من الصنف نفسه ألا وهي التبّولة. ولكنها نظرا لمكوّناتها من الخضار الطازج، إضافة إلى قطع الخبز المحمّص فإنها تعدّ من أفضل الأطباق المغذّية التي تتصدّر مائدة شهر رمضان. لتحضيرها يلزمك 8 أصناف من الخضار: الفجل والبقدونس والخيار والبندورة والخسّ والبصل والنعناع والبقلة. تقطّع جميعها ليتم تتبيلها مع الحامض وزيت الزيتون أو دبس الرمان، يضاف إليها قطع الخبز المحمّص عند تقديمها إلى المائدة.
كما يمكن نقعها قبل 15 دقيقة بزيت الزيتون والبهار والملح لتبقى مقرمشة.



المطبخ العراقي على لسان السفراء الأجانب

الطريقة التقليدية لطهي سمك المسكوف (أ.ف.ب)
الطريقة التقليدية لطهي سمك المسكوف (أ.ف.ب)
TT

المطبخ العراقي على لسان السفراء الأجانب

الطريقة التقليدية لطهي سمك المسكوف (أ.ف.ب)
الطريقة التقليدية لطهي سمك المسكوف (أ.ف.ب)

في مقطع فيديو ظهر السفير البريطاني لدى العراق ستيفن هيتش الذي يجيد ليس اللغة العربية فقط، بل اللهجة المحلية العراقية ظهر مع وزيرة الداخلية البريطانية إيفت كوبر في شارع المتنبي وسط العاصمة العراقية بغداد. وشارع المتنبي الذي تعرض للتفجير عام 2006 أيام الحرب الأهلية في العراق أعيد بناؤه بمبادرة من الرئيس العراقي السابق برهم صالح أيام كان نائباً لرئيس الوزراء العراقي عام 2006 بحيث بدا في حلة جديدة تماماً، يجمع بين بيع الكتب وكل أنواع لوازم الثقافة والكتابة، بما في ذلك انتشار عدد من دور النشر والتوزيع فيه إلى انتشار المطاعم والكافيهات والمقاهي وأشهرها المقهى المعروف بمقهى «الشابندر». وهذا الشارع غالباً ما يكون من بين أحد محطات الزوار العرب والأجانب الذي يقومون بزيارات رسمية أو سياحية إلى العراق. ومع أن وسائل الإعلام العراقية تولي أهمية خاصة لهذا الشارع كل يوم جمعة، حيث يزدحم بالزوار والمتبضعين، وذلك للقيام بقصص إخبارية عنه بما في ذلك الفعاليات الثقافية والفنية التي تقام فيه، لكن ما يقوم به بعض السفراء الأجانب لدى العراق ومنهم السفير البريطاني يعد أمراً لافتاً جداً ولا ينافسه في ذلك سوى السفير الياباني الذي غالباً ما يرتدي في بعض المناسبات الشماغ، والعقال العراقي.

ومع كل ما يمكن أن تمثله مظاهر الحياة في العراق بوصفها مادة لوسائل الإعلام وبخاصة العربية والعالمية، لكن غالباً ما يكون المطبخ العراقي هو القاسم المشترك في علاقة السفراء الأجانب في العراق.

دولمة عراقية (أدوبي ستوك)

«لبلبي» في شارع المتنبي

وبالتزامن مع ظهور السفير الياباني لدى العراق فوتوشو ماتسوتو مؤخراً وهو يؤدي النشيد الوطني العراقي مرتدياً الشماغ العراقي كان السفير البريطاني لدى العراق ستيفن هيتش يصطحب وزيرة الداخلية البريطانية إيفت كوبر التي كانت تقوم بزيارة إلى العراق في شارع المتنبي. الوزيرة البريطانية التي كانت تتجول مع السفير بكل حرية في هذا الشارع عبرت عن إعجابها بأكلة شعبية عراقية هي «اللبلبي» وهو الحمص المسلوق بالماء الحار مع إضافة بعض البهارات إليه، مما يعطيه نكهة خاصة. وبعد تناولها هذه الأكلة الشتوية في هذا الشارع العريق عبرت عن حبها لباقي الأكلات العراقية دون أن تشير إليها قبل أن يطلب منها السفير الدخول إلى أحد أشهر المقاهي البغدادية في شارع المتنبي وهو «مقهى الشابندر» لتناول الشاي العراقي المعروف بمذاقه الخاص. ومن الشاي إلى باقي الأكلات التي يشتهر بها المطبخ العراقي مثل أنواع الحلويات التي تشتهر بها بغداد ومحافظات إقليم كردستان، لا سيما ما يعرف بـ«المن والسلوى»، وهو من بين أشهر الحلويات التي كثيراً ما تكون مادة دسمة في التقارير الإخبارية التلفزيونية، فضلاً عن أنواع أخرى من الحلويات وتعرف بـ«الدهين»، التي تشتهر بها كل من مدينتي النجف وكربلاء، وغالباً ما تكون هذه الحلويات من بين أبرز ما يأتي الزوار لتناوله في هاتين المدينتين.

الكبة على الطريقة العراقية (أدوبي ستوك)

«دهين» جينين بلاسخارت

غير أن من أبرز زوار هاتين المدينتين من الزوار الأجانب ممن يترددون عليهما بكثرة للقاء كبار المراجع ورجال الدين هي السفيرة السابقة لبعثة الأمم المتحدة لدى العراق «يونامي» جينين بلاسخارت التي انتهت مهمتها في العراق قبل شهور. ومع أن السفيرة الأميركية إلينا رومانسكي انتهت مدتها في العراق مؤخراً فإنها عبرت عن حبها لنمط آخر من الأكلات العراقية وهي من صلب المطبخ العراقي وهما «الدولما والسمك المسكوف». الممثلة الأممية بلاسخارت كان يطلق عليه لقب «الحجية»، كونها كانت ترتدي أحياناً غطاء الرأس، خصوصاً عندما تلتقي بعض كبار رجال الدين في البلاد. وكونها كانت كثيرة التحرك والسفر بين المحافظات فمن بين المدن التي تتحرك فيها كثيراً مدينتا النجف وكربلاء، وهو ما جعلها شديدة الإعجاب بأكلة «الدهينة».

رومانسكي أعلنت أنها سوف تتذكر من بين ما تتذكره عن العراق أكلتي «السمك المسكوف» و«الدولما» وهما من أشهر أكلات المطبخ العراقي.