الحكومة السابقة للرئيس الكوري الجنوبي «مون جيه إن» اتفقت مع الولايات المتحدة على نشر نظام الدفاع الصاروخي الأميركي (ثاد) الذي كان قضية مثيرة للجدل خلال الانتخابات الرئاسية في كوريا الجنوبية في 10 مايو (أيار) الحالي، الأمر الذي أغضب الصين حليف كوريا الشمالية الرئيسي الوحيد. وأمس قال متحدث باسم الرئاسة إن الرئيس اليساري مون أمر بالتحقيق في نشر 4 منصات إطلاق صواريخ أخرى ضمن نظام الدفاع الصاروخي الأميركي (ثاد)، إضافة إلى الاثنتين اللتين نشرهما الجيش الأميركي قبل انتخابه. وقال المتحدث يون يونج تشان في إفادة صحافية إن مون «صُدم» عندما علم بنشر 4 منصات أخرى لمواجهة التهديد الصاروخي الكوري الشمالي دون إبلاغ حكومته الجديدة أو الإعلان عن ذلك.
وقالت كوريا الجنوبية أمس الثلاثاء إنها أجرت تدريبا مشتركا بمشاركة قاذفة قنابل أميركية من طراز «بي1 بي لانسر» الأسرع من الصوت.
جاء ذلك بعد أن اتهمت وسائل الإعلام الرسمية في بيونغ يانغ في وقت سابق الولايات المتحدة بإقامة مناورات للتدريب على إسقاط قنبلة نووية على شبه الجزيرة الكورية. وأكد مون سانج جيون المتحدث باسم وزارة الدفاع في كوريا الجنوبية أن التدريب جرى يوم الاثنين، لكنه امتنع عن إعطاء مزيد من التفاصيل.
كما أكدت كوريا الشمالية الثلاثاء نجاح تجربتها لصاروخ مسير فائق الدقة، مؤكدة أنه سقط الاثنين على بعد أمتار من هدفه المحدد في موقع قريب من اليابان. وأشرف زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون على إطلاق الصاروخ الباليستي المسير، في التجربة الثالثة من نوعها للشمال خلال 3 أسابيع رغم التهديدات الأميركية برد عسكري وعقوبات الأمم المتحدة.
وكانت كوريا الجنوبية أعلنت الاثنين أن الصاروخ الذي أطلقته جارتها الشمالية من طراز «سكود» وحلق لمسافة 450 كيلومترا، بينما أعلنت اليابان أن الصاروخ سقط في مياه منطقتها الاقتصادية الحصرية التي تمتد على مسافة مائتي ميل بحري (370 كلم) من سواحلها.
وسرعان ما أثارت التجربة الصاروخية إدانة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي عدّها مؤشرا على «عدم احترام» الصين التي سعت إلى تخفيف التوتر إزاء برنامج بيونغ يانغ العسكري.
وقالت الوكالة الكورية الشمالية إن التجربة ترمي إلى تطوير سلاح «قادر على شن ضربة فائقة الدقة على أهداف تخص العدو في أي منطقة». عرض هذا الصاروخ للمرة الأولى الشهر الماضي ضمن العرض العسكري السنوي في العيد الـ105 لمولد مؤسس النظام كيم إيل سونغ، بحسب الوكالة الرسمية.
وبعد تجربة الشمال في مطلع الشهر صاروخاً عدّه المحللون الصاروخ الأطول مدى حتى الساعة، تعهد مجلس الأمن الدولي بالضغط على جميع الدول لتشديد العقوبات على بيونغ يانغ. لكن الصين أكدت بوضوح أن أولويتها تكمن في الدفع لاستئناف المفاوضات، لا في مزيد من العقوبات. والاثنين عاودت توجيه نداء من أجل الحوار. وقالت الخارجية الصينية: «نأمل أن تحتفظ الأطراف المعنية بالهدوء وتتحلى بضبط النفس لتوجيه قضية شبه الجزيرة مجددا إلى المسار الصحيح؛ أي الحوار السلمي».
وقال كبير الدبلوماسيين الصينيين يانغ جيه تشي أمس الثلاثاء، كما جاء في وكالة «رويترز»، أن بلاده تصر على الحل السلمي في شبه الجزيرة الكورية. وقال يانغ، وهو عضو بمجلس الدولة الصيني، في بداية اجتماع مع وزير الخارجية الياباني فوميو كيشيدا: «موقف الصين (بشأن كوريا الشمالية) واضح ومتسق... نصر على الحل السياسي عبر السبل السلمية».
واشترطت الولايات المتحدة وقف الشمال تجاربه الصاروخية والنووية للمشاركة في المفاوضات. وعجزت سلسلة من العقوبات الدولية عن منع الشمال من تطوير صاروخ باليستي عابر للقارات قادر على حمل رأس نووي إلى البر الأميركي. ونفذت الدولة الفقيرة تجربتين نوويتين وأطلقت عشرات الصواريخ منذ بدء العام الماضي، بينها 12 تجربة صاروخية في العام الحالي وحده.
كما تفاقم التوتر في الجوار بعد إطلاق 4 صواريخ متزامنة سقطت 3 منها في مواقع قريبة جدا من اليابان. وتجربة الاثنين الماضي هي الثالثة منذ تولي الرئيس الكوري الجنوبي الجديد «مون جيه إن» منصبه رسميا، وتشكل تحديا كبيرا له، لا سيما أنه نادى أثناء حملته بالحوار والمصالحة مع بيونغ يانغ على عكس أسلافه المحافظين.
ويشكك عدد كبير من المحللين في أن يكون الشمال طور صاروخا باليستيا عابرا للقارات أو رأسا نوويا صغيرا بما يكفي لتركيبه في مقدمة صاروخ. لكن الأغلبية تتفق على أن هذا البلد أحرز تقدما بارزا تحت حكم الزعيم الشاب الذي تولى الزعامة بعد وفاة والده كيم جونغ إيل في ديسمبر (كانون الأول) 2011.
رئيس كوريا الجنوبية «مصدوم» من «ثاد» جديدة
يطلب تحقيقاً... والصين تصر على المفاوضات السلمية في شبه الجزيرة الكورية
رئيس كوريا الجنوبية «مصدوم» من «ثاد» جديدة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة