الخرف يسلب السرطان لقبه بصفته أكبر قاتل في بريطانيا

من المتوقع أن يصبح الخرف أكبر قاتل في بريطانيا بحلول عام 2040 (بي بي سي)
من المتوقع أن يصبح الخرف أكبر قاتل في بريطانيا بحلول عام 2040 (بي بي سي)
TT

الخرف يسلب السرطان لقبه بصفته أكبر قاتل في بريطانيا

من المتوقع أن يصبح الخرف أكبر قاتل في بريطانيا بحلول عام 2040 (بي بي سي)
من المتوقع أن يصبح الخرف أكبر قاتل في بريطانيا بحلول عام 2040 (بي بي سي)

مرض الخرف المرتبط مباشرة بـ«ألزهايمر»، يؤدي إلى ضمور مستمر في الخلايا العصبية في الدماغ، حتى تدميرها الكامل. ويميز بالأساس كبار السن، على الرغم من أن المرض قد يحدث أيضا في سن أصغر.
هو داء يصيب المخ ويتطور ليفقد الإنسان ذاكرته وقدرته علي التركيز والتعلم.
عادة ما يخلط الناس بين ألزهايمر والخرف، ويظنون أنهما مسمى لمرض واحد، لكن هذا غير صحيح. فالخرف مصطلح عام يصف مجموعة من الاضطرابات التي تحصل لدى الشخص، وتشمل تراجع وظيفتين على الأقل من وظائف المخ، كالذاكرة واللغة. أما ألزهايمر فهو أحد أنواع الخرف وأكثرها شيوعا.
وقد يتطور ليحدث تغييرات في شخصية المريض فيصبح أكثر عصبية، أو قد يصاب بالهلوسة، أو بحالة من حالات الجنون المؤقت. ولا يوجد حتى الآن علاج لهذا المرض الخطير، إلا أن الأبحاث في هذا المجال تتقدم من عام إلى آخر. كما أثبتت الأبحاث أن العناية بالمريض والوقوف بجانبه تؤدي إلى أفضل النتائج مع الأدوية المتاحة.

الخرف أكثر قسوة من السرطان

من المتوقع أن يصبح الخرف أكبر قاتل في بريطانيا، حيث يحذر الخبراء من أن عدد الوفيات الناجمة عن هذه الحالة ستتفوق على أعداد وفيات مرضى السرطان بحلول عام 2040.
ويقدر هذا الرقم إلى أربعة أضعاف تقريبا، حيث يصبح السكان المسنون أكثر عرضة لظروف مثل مرض ألزهايمر. ويقتل السرطان حاليا أكثر من ضعف الأشخاص الذين يموتون من الخرف كل عام. لكن باحثين من كلية كينغز في لندن يتوقعون أن الخرف سيزحف في غضون 25 عاما لاصطياد نحو 219.409 ضحية كل عام.
وتظهر الأرقام أن الخرف سيسبب عددا أكبرا من الوفيات، مقارنة بأمراض القلب والأوعية الدموية والفشل الكلوي. ويطالب الأطباء القيمون على هذه الدراسة، هيئة الصحة الوطنية بأن «تتصرف الآن» لتوفير الرعاية الملطفة للمرضى المسنين.
تشير الأستاذة إيرين هيغنسون، مديرة معهد سيسيلي سوندرز في كلية كينغز، والمؤلفة المشاركة في الدراسة، إلى أن مرضَي السرطان والخرف يزدادان بشكل دائم في العالم، وبخاصة في بريطانيا، وتقول: «يزداد الخرف بشكل أسرع، ويرجع ذلك جزئيا إلى شيخوخة السكان، وقلة الأدوية والعلاجات المتخصصة بهكذا حالات». ويشرح روب بيرلي من جمعية «ألزهايمر»: «من المقرر أن يكون الخرف أكبر قاتل في القرن الحادي والعشرين. وهو السبب الوحيد للوفاة الذي لا يمكننا علاجه أو منعه أو إبطاءه».
وفي الدراسة التي نشرت في مجلة بمك مديسين، قام خبراء بتحليل إحصاءات الوفيات في إنجلترا وويلز بين عامي 2006 و2014.
خلصت الدراسة إلى أن أرقام وفيات السرطان سترتفع من 143.638 إلى 208.636 حالة وفاة بحلول عام 2040.
ولكن معدل وفيات الخرف ستتجاوز هذا الرقم، فمن المتوقع ارتفاعها من 59.199 إلى 219.409 خلال الفترة ذاتها.
إن ارتفاع الوفيات الناجمة عن هذه الحالة ينذر بارتفاع عدد الناس الذين يحتاجون إلى رعاية صحية خاصة. ويحتاج حاليا نحو 75 في المائة من الناس في أيامهم الأخيرة إلى الرعاية التلطيفية، لكن هذا الرقم سيصل إلى 90 في المائة بحلول عام 2040، حيث إن معركة المسنين صعبة ومعقدة، وغالبا ما تشمل الخرف والسرطان في الوقت نفسه.

عوامل الخطورة المرتبطة بالخرف

• العمر؛ فمعظم حالات ألزهايمر تحدث عند عمر 65 أو أكثر، ونصف الذين يبلغون من العمر 85 عاما أو أكثر يصابون بألزهايمر.
• الجينات؛ فبعض الأشخاص لديهم تغيرات جينية نادرة، وهؤلاء يصابون بألزهايمر في الأربعينات أو الخمسينات من العمر.
• وجود قريب من الدرجة الأولى مصاب بالمرض، مثل الأب أو الأخ.
• النساء أكثر عرضة لأزهايمر من الرجال؛ وذلك لأنهن عادة يعشن عمرا أطول.
• معاناة الشخص من الضعف الإدراكي المعتدل (mild cognitive impairment) قد تزيد احتمال إصابته بالخرف وألزهايمر.
• التعرض لإصابة في الرأس.
• الكسل.
• التدخين المستمر والمفرط.
• ارتفاع متتالٍ بضغط الدم.



موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
TT

موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)

تأتي موسوعة الفنان سعيد العدوي (1938-1973) لترصد مسيرة مؤسس جماعة التجريبيين المصريين وأحد أبرز فناني الحفر والجرافيك في النصف الثاني من القرن العشرين.

وتتضمن الموسوعة، حسب قول المشرف عليها والباحث في شؤون الحركة الفنية المصرية الدكتور حسام رشوان، المئات من أعمال العدوي ويومياته ومذكراته واسكتشاته، مدعومة بعدد كبير من الدراسات التي تم إعداد بعضها خصوصاً من أجل هذه الموسوعة، ومعها دراسات أخرى نشرها أصحابها في صحف ومجلات ومطبوعات خاصة بالفن في مصر والوطن العربي.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن مقدمة الدكتورة أمل نصر تتناول جميع المقالات، والزاوية التي نظر منها الناقد لأعمال العدوي موضع الدراسة، كما تقوم بقراءتها وتحليلها وبسط عناصرها أمام الباحثين ومحبي فنه».

موسوعة العدوي تضمنت اسكتشاته ورسوماته (الشرق الأوسط)

وتأتي موسوعة العدوي التي نشرتها مؤسسة «إيه آر جروب» التي يديرها الفنان أشرف رضا، في صورة مونوغراف جامع لكل أعماله، التي تعبق برائحة الماضي، وعالم الموشحات، وحلقات الذكر والمشعوذين، وعربات الكارو والحنطور، وتجمعات الموالد والأسواق والأضرحة، فضلاً عن لوحة «الجنازة» بعد رحيل عبد الناصر. وجمعت الموسوعة كل كراساته واسكتشاته بالكامل، ومذكراته الخاصة التي كتبها وتعتبر دراسات نفسية قام بكتابتها، وقد ساعدت هذه المذكرات النقاد والباحثين في فن العدوي على تناول أعماله بصورة مختلفة عن سابقيهم الذين تصدوا لفنه قبل ظهورها، وفق رشوان.

ولأعمال العدوي طابع خاص من الحروفيات والزخارف والرموز ابتكرها في إبداعاته وهي تخصه وحده، وتخرّج العدوي ضمن الدفعة الأولى في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1962، وأسس مع زميليه محمود عبد الله ومصطفى عبد المعطي جماعة التجريبيين. وتأتي الموسوعة باللغة العربية في قطع كبير بالألوان، تزيد على 600 صفحة، من تصميم وتجهيز وإنتاج طباعي «إيه آر جروب» للتصميم والطباعة والنشر.

الموسوعة ضمت العديد من الأعمال الفنية ودراسات عنها (الشرق الأوسط)

وتتضمن الموسوعة، وفق رشوان، دراستين جديدتين للدكتور مصطفى عيسى، ودراسة لكل من الدكتورة ريم حسن، وريم الرفاعي، والدكتورة أمل نصر، ودراسة للدكتورة ماري تيريز عبد المسيح باللغة الإنجليزية، وجميعها تم إعدادها خصوصاً للموسوعة، وهناك دراسات كانت موجودة بالفعل للدكتور أحمد مصطفى، وكان قد جهّزها للموسوعة لكن عندما أصدرت مجلة فنون عدداً خاصاً عن فن العدوي قام بنشرها ضمن الملف، وإلى جانب ذلك هناك بحث عن أعمال العدوي للراحلين الدكتور شاكر عبد الحميد والفنان عز الدين نجيب وأحمد فؤاد سليم ومعهم عدد كبير من النقاد والفنانين الذي اهتموا برائد التجريبيين المصري وأعماله.

والتحق سعيد العدوي بمدرسة الفنون بالإسكندرية سنة 1957، وقبلها بعام كان في كلية الفنون بالزمالك، وقضى خمس سنوات لدراسة الفن في عروس البحر المتوسط، أما الأعمال التي تتضمنها الموسوعة وتوثق لها فتغطي حتى عام 1973؛ تاريخ وفاته. وهناك عدد من رسوم الكاريكاتير كان قد رسمها وقت عمله بالصحافة، وهذه الأعمال اهتمت بها الموسوعة ولم تتجاهلها لأنها تكشف عن قدرات كبيرة للعدوي وسعيه للدخول في مجالات عديدة من الفنون التشكيلية، وفق كلام رشوان.

من أعمال العدوي (الشرق الأوسط)

ولفت إلى أن «تراث العدوي بكامله بات متاحاً من خلال الموسوعة للباحثين في فنه والمهتمين بأعماله وتاريخ الفن التشكيلي المصري، وقد توفر لدى كتّاب الموسوعة عدد مهول بالمئات من اللوحات الكراسات والاسكتشات، فأي ورقة كان يرسم عليها اعتبرناها وثيقة وعملاً فنياً تساعد في الكشف عن رؤية العدوي التشكيلية وعالمه الخَلَّاق».

ولا تعتمد الموسوعة فكرة التسلسل الزمني، لكنها توثق عبر المقالات كل الأعمال التي تناولتها، من هنا بنى رشوان رؤيته وهو يرسم الخطوط الرئيسية لفن العدوي على الدراسات البانورامية التي تشتغل بحرية كاملة على الأعمال دون التقيد بتاريخها.

وسبق أن أصدر الدكتور حسام رشوان، بالاشتراك مع الباحثة والناقدة الفرنسية فاليري هيس، موسوعة فنية عن رائد التصوير المصري محمود سعيد عن دار «سكيرا» الإيطالية عام 2017 بمناسبة مرور 120 عاماً على ميلاد محمود سعيد، وتضمنت الموسوعة في جزئها الأول أكثر من 500 لوحة و11 مقالاً ودراسة نقدية.