لبنان: خلاف بري ـ باسيل يعمّق أزمة قانون الانتخاب

عون يجدد تمسكه بـ«التأهيلي» و«حزب الله» بـ«النسبية الكاملة»

لبنان: خلاف بري ـ باسيل يعمّق أزمة قانون الانتخاب
TT

لبنان: خلاف بري ـ باسيل يعمّق أزمة قانون الانتخاب

لبنان: خلاف بري ـ باسيل يعمّق أزمة قانون الانتخاب

لم تُثمر الاجتماعات التي عُقدت في الساعات الـ48 الماضية عن تحقيق أي اختراق في جدار أزمة قانون الانتخاب، حتى أن بعض المعلومات تحدث عن عودة النقاش إلى المربع الأول بعد انتهاء صلاحية الطرح الذي تقدم به رئيس المجلس النيابي نبيه بري ونص على اعتماد قانون نسبي بالكامل وتشكيل مجلس للشيوخ.
وتشير المعطيات إلى أن الخلاف المتمادي بين «التيار الوطني الحر» وحركة «أمل» هو السبب الرئيسي الذي يعمّق الأزمة ويجعل حلها مستعصياً حتى الساعة. ولعل عدم مشاركة وزير الخارجية جبران باسيل في الاجتماع الذي عُقد في عين التينة، مساء أول من أمس، لبحث الملف، أكبر دليل على تردي العلاقة بين بري وباسيل ومن خلفها علاقة بري - عون.
ولطالما كان التفاهم بين الطرفين صعباً جداً، فهما وإن كانا انتميا في فترة من الفترات إلى فريق سياسي واحد، فإنهما لطالما اعتبرا أن ما يجمعهما هو تحالفهما مع «حزب الله».
وأدّى الخلاف المستجد حول قانون الانتخاب إلى تعليق عملية إعداد ورقة تفاهم بين الطرفين، يسعيان لأن تكون إطاراً لمعالجة الاختلافات في وجهات النظر بينهما حول أكثر من ملف. وقالت مصادر في «التيار الوطني الحر» لـ«الشرق الأوسط» إن تعليق العملية يأتي لمصلحة هذا التفاهم، «لأننا في مرحلة قد تقضي عليه تماماً».
وأكدت: «الاتفاق على أغلب النقاط التي ستتضمنها الورقة وقد وصلنا إلى خواتيمها، وهي ستكون مختلفة تماماً عن بقية الأوراق التي تم توقيعها مع فرقاء آخرين، باعتبار أنها تفصيلية وتتطرق لكيفية معالجة أكثر من ملف خلافي، إلا أن التجاذب الحاصل حول قانون الانتخاب جعلنا نؤخر الإعلان عنها كي لا نطيحها، علماً بأننا سنعود لطرحها فور حل أزمة قانون الانتخاب، باعتبار أن لنا وللرئيس بري مصلحة مشتركة فيها».
وقالت مصادر مواكبة للحركة الحاصلة على صعيد قانون الانتخاب، إنّه «لا يمكن الحديث عن أي خرق يُبنى عليه لحل الأزمة»، لافتة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أننا «أقرب إلى الدوران في حلقة مفرغة، وإن كان هناك اتفاق مبدئي على اعتماد النسبية». وأضافت أن «التيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية مصران على ضوابط معينة تؤمن انتخاب 54 نائباً على الأقل بأصوات الناخبين المسيحيين، وهو ما يؤخر إنجاز الاتفاق».
وكان لافتاً أمس تجديد رئيس كتلة «حزب الله» النيابية محمد رعد موقف الحزب المتمسك بالنسبية الكاملة، قائلاً: «في الفترة القليلة المقبلة آتون على قانون انتخاب يعتمد النسبية الكاملة في لبنان»، في مقابل إصرار رئيس الجمهورية على «اعتماد النسبية مع بعض الضوابط لتأمين صحة التمثيل».
وأكد عون خلال استقباله عدداً من الزوار أن «المجال لا يزال مفتوحاً حتى 19 يونيو (حزيران) المقبل للاتفاق على قانون انتخابي جديد وإقراره»، مشدداً على التزامه العمل «لضمان حقوق كل الطوائف في لبنان بعدالة ومساواة».
وحذر من أنه «يتم إلباس بعض القوانين أحياناً ما ليس فيها»، قائلاً إن «مختلف الطوائف تعيش مع بعضها بعضاً وتنتخب على أساس طائفي، فإذا جرت الانتخابات على أساس القانون الأرثوذكسي مثلاً يتساوى المواطنون كما تتمثل الأقليات والأكثريات، فيما قانون الستين هو الأظلم».
من جهته، أكد رئيس الحكومة سعد الحريري بعد لقائه عون حرصهما على إنجاز قانون جديد للانتخاب في أسرع وقت ممكن. وقال: «برأيي باتت الأمور قريبة جداً من الحل، وهذا الأمر يتطلب من كل الكتل السياسية أن تدرك أن مصلحة البلد أهم من مصلحتها». وأضاف الحريري: «أبدى رئيس الجمهورية حرصه على تقدم الأمور بشكل سريع، وهو ما نعمل في سبيله حالياً، وقد حصل اجتماع أمس بيني وبين الرئيس نبيه بري في حضور حزب القوات اللبنانية ممثلاً بالنائب جورج عدوان».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.