محطات حاسمة في مشوار تتويج تشيلسي بلقب الدوري الإنجليزي

الهزيمة القاسية أمام آرسنال في استاد الإمارات كانت بمثابة نقطة التحول للفريق اللندني

فرحة لاعبي تشيلسي بلقب الدوري الإنجليزي - هدف باتشواي  و3 نقاط حسمت اللقب - كونتي... أعاد الحياة إلى تشيلسي
فرحة لاعبي تشيلسي بلقب الدوري الإنجليزي - هدف باتشواي و3 نقاط حسمت اللقب - كونتي... أعاد الحياة إلى تشيلسي
TT

محطات حاسمة في مشوار تتويج تشيلسي بلقب الدوري الإنجليزي

فرحة لاعبي تشيلسي بلقب الدوري الإنجليزي - هدف باتشواي  و3 نقاط حسمت اللقب - كونتي... أعاد الحياة إلى تشيلسي
فرحة لاعبي تشيلسي بلقب الدوري الإنجليزي - هدف باتشواي و3 نقاط حسمت اللقب - كونتي... أعاد الحياة إلى تشيلسي

بدءا من الكلمات الأولى للمدرب الإيطالي أنطونيو كونتي في أول مؤتمر صحافي له بعد توليه قيادة الفريق وحتى الفوز على إيفرتون في نهاية شهر أبريل (نيسان) الماضي: «الغارديان» تستعرض هنا أهم المحطات التي ساهمت في فوز تشيلسي بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم للمرة السادسة في تاريخه الجمعة الماضي.

الإعلان عن كونتي مديراً فنياً

سرعان ما فرض الإيطالي أنطونيو كونتي، الذي يعد ثامن مدير فني دائم يتولى قيادة تشيلسي بعد الاستحواذ عليه من قبل مالك النادي الروسي رومان أبراموفيتش، أسلوبه وشخصيته على النادي. أشرف كونتي على أول حصة تدريبية في مركز «كوبهام» للتدريب مع فريق الرديف؛ بسبب مشاركة معظم لاعبي الفريق في البطولات الدولية الودية بفرنسا والولايات المتحدة الأميركية، وقاد تلك الحصة التدريبية بعد أسبوع واحد فقط من خروج منتخب إيطاليا من نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2016.
وفي أول ظهور علني له مع الفريق اللندني، ركز كونتي على كلمة «العمل» الجاد الذي ظل يعتمد عليه طوال الموسم، ويكفي أن نعرف أنه كرر تلك الكلمة أو أحد مشتقاتها 32 مرة في أقل من ساعة في ذلك اليوم. وقال المدير الفني الإيطالي: «أنا أعشق العمل، وأعرف أن العمل هو الطريق الوحيدة التي تمكّن هذا النادي من المنافسة، والعودة للمشاركة في دوري أبطال أوروبا والحصول على اللقب». ووافق مجلس إدارة النادي على جميع طلبات كونتي فيما يتعلق بالجهاز المعاون، حيث جاء بالإيطالي جيانلوكا سبينيلي مدربا لحراس المرمى، وكان له دور كبير في إقناع حارس المرمى البلجيكي تيبو كورتوا بالبقاء في النادي. ولا يوجد شخص يجسد فلسفة كونتي أفضل من لاعب خط وسط الفريق نغولو كانتي، الذي جاء إلى تشيلسي قادما من ليستر سيتي، والذي يلعب بطاقة هائلة، ويعمل بكل جدية، وهو ما مكّنه في نهاية المطاف من الحصول على لقب أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز من قِبل رابطة اللاعبين المحترفين ورابطة كتاب كرة القدم. وبالنسبة لكانتي، يقوم كل شيء على «العمل»، ولا شيء غيره، وهي الفلسفة التي دائما ما يعتمد عليها كونتي.

عودة ديفيد لويز المفاجئة
كانت فترة انتقالات اللاعبين تقترب من نهايتها، وكانت جميع محاولات كونتي للتعاقد مع مدافعين أقوياء لتدعيم الخط الخلفي للفريق في طريقها للفشل. بدأ كونتي يبحث عن مدافع جيد في جميع أندية الدوري الإيطالي الممتاز، وتعاقد في النهاية مع الظهير الأيسر الإسباني ماركوس ألونسو مقابل 24 مليون جنيه إسترليني من نادي فيورنتينا الإيطالي، وهو المقابل المادي الذي ظهر ضخما في البداية، لكن النادي اضطر إلى دفعه بعد فشل مفاوضاته لضم السنغالي كاليدو كوليبالي من نابولي، واليوناني كوستاس مانولاس من روما، والإيطالي أليسيو رومانيولي من ميلان.
ولم يكن نادي باريس سان جيرمان يرغب في التخلي عن خدمات المدافع البرازيلي ماركينوس، لكن كان لديه الرغبة في بيع ديفيد لويز، الذي كان قد ظهر للتو بمستوى سيئ في إحدى مباريات الدوري الفرنسي التي خسرها باريس سان جيرمان أمام موناكو. وأخبر لويز النادي الفرنسي بأنه يريد أن يعود إلى تشيلسي الذي تربطه علاقة جيدة ومثمرة بوكيلي أعمال اللاعبين كيا جورابشيان وجوليانو بيرتولوتشي.
وانتهت الصفقة سريعا بدفع تشيلسي 30 مليون جنيه إسترليني، وظهر اللاعب بعد وقت قصير وهو يرتدي قميص «البلوز». وكان البعض يشكك في ذلك الوقت من جدوى الصفقة، ولا سيما بعد ظهور اللاعب البرازيلي بمستوى متواضع مع باريس سان جيرمان، لكن كونتي كان يشعر بأنه يتعاقد مع لاعب لديه رغبة دائمة في الفوز والمنافسة على البطولات والألقاب وصاحب شخصية كاريزمية تمكنه من قيادة الفريق ورفع معنوياته وقت الحاجة. وقد ظهر بعد ذلك أن المدير الفني الإيطالي قد أعاد لاعبا يقوم بدور مايسترو خط الدفاع، والربط بين الخط الخلفي وخط الوسط بكل سلاسة.

صدمة ملعب الإمارات
لم تسر الأمور على ما يرام طوال الوقت، حيث تعرض الفريق لعدد من المطبات الصعبة في طريق الحصول على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، مثل الخسارة الصادمة أمام ليفربول، لكن أصعب فترة مر بها تشيلسي كانت شوط المباراة الأول أمام آرسنال في 24 سبتمبر (أيلول) 2016 الذي استسلم خلاله لاعبو الفريق تماما وتلقت شباكهم ثلاثة أهداف؛ وهو ما جعل كونتي يستشيط غضبا بين شوطي المباراة في غرفة خلع الملابس للدرجة التي لم تمكّن اللاعبين من النظر في عينيه.
وقال المدير الفني الإيطالي إنه يكره الخسارة بشدة، واعترف بأن أداء فريقه المستسلم خلال شوط المباراة الأول على ملعب الإمارات جعله يفكر فيما إذا كان محقا في قبوله مهمة تدريب الفريق أم لا. ولكن بعد زوال غضبه وعودته للتفكير في الأمر بهدوء، قرر كونتي بعد مرور عشر دقائق من بداية الشوط الثاني الدفع بألونسو بدلا من سيسك فابريغاس حتى يتمكن من تدعيم الخط الخلفي للفريق؛ وبذلك اعتمد المدير الفني الإيطالي على ثلاثة لاعبين في خط الدفاع.
وبعد هذا التغيير الخططي، لم تتلق شباك الفريق أي هدف خلال عشر ساعات من اللعب في المباريات التالية. واستعان كونتي بفيكتور موسيس في الجانب الأيمن الهجومي في المباراة التالية أمام هال سيتي، وبدأ تشيلسي يعتمد على طريقة 3 - 4 - 3 التي بات يؤديها بسلاسة كبيرة بفضل التدريب عليها كثيرا خلال الأسابيع التي لم يكن لدى الفريق خلالها ارتباطات أوروبية مثل الفرق الأخرى المشاركة في البطولات الأوروبية. صحيح أن هناك فرقا أخرى اعتمدت على ثلاثة لاعبين في الخط الخلفي، لكن كونتي وتشيلسي قد أعادا بعض البريق إلى هذه الخطة التكتيكية مرة أخرى.
لكن في الواقع، وفي ظل الحديث عن دور تغيير الأسلوب الخططي في الفوز، يكون من السهل نسيان كيف يمكن بسهولة لمثل هذه التجارب أن تكون خاطئة. وينجح الاعتماد على ثلاثة لاعبين في الخلف عند وجود لاعبي وسط من أصحاب المجهود الوافر إضافة إلى ظهيرين جناحين من أصحاب السرعة وقلب دفاع لا يخطئ تقريبا. ولذلك؛ فإن إنجاز كونتي يتمثل في قدرته على اختيار الأسلوب الذي يمكّن لفريقه أن ينفذه. وكان التحول مذهلا. وأعاد نيمانيا ماتيتش، الذي كان يعاني تراجعا حادا في مستواه، اكتشاف نفسه بعدما شغل زميله نغولو كانتي بنجاح مركز الوسط المدافع، كما انضم المستبعد فيكتور موزيس إلى التشكيلة الأساسية بصفته ظهير جناح ناحية اليمين، وأثبت ديفيد لويز نفسه قلب دفاع قويا، ويمكن الاعتماد عليه.

الفوز على مانشستر سيتي
سار كل شيء على ما يرام بعد ذلك، فقد أظهر الفريق قوة كبيرة في الخط الخلفي، الذي لم يتغير لاعبوه الثلاثة حتى منتصف أبريل، كما كان الخط الأمامي، بقيادة صانع الألعاب الرائع إدين هازارد والمهاجم القوي دييغو كوستا، لا يتورع عن دك شباك الفرق المنافسة. ويمكن القول إن فوز تشيلسي على مانشستر سيتي في بداية ديسمبر (كانون الأول) الماضي كان بمثابة المؤشر الأقوى على أن لقب الدوري الإنجليزي الممتاز سيكون من نصيب «البلوز» هذا الموسم. تأخر تشيلسي بهدف من توقيع كيفين دي بروين، الذي أهدر بعد ذلك فرصة محققة كانت كفيلة بأن تصعب الأمور كثيرا على كونتي ولاعبيه، لكن تشيلسي رد بثلاثة أهداف متتالية لتنتهي المباراة، التي شهدت تألقا لافتا من سيسك فابريغاس، بتقدم البلوز بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد.
ومنذ تلك المباراة، لم يتمكن مانشستر سيتي بقيادة مدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا، من مواصلة المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز بالشكل الذي كان عليه في بداية الموسم. وفي المقابل، خرج كونتي ولاعبوه من تلك المباراة وهم على اقتناع كبير بأن لقب الدوري سيكون من نصيبهم هذا الموسم. وجاء هذا الفوز ضمن 13 فوزا متتاليا لتشيلسي ليعادل بذلك رقم آرسنال من حيث عدد مباريات الفوز المتتالي في موسم واحد. وبعد آخر مباراة من هذه السلسلة المتتالية للفوز، والتي كانت أمام ستوك سيتي في ليلة رأس السنة، أصبح توتنهام هوتسبير متخلفا بفارق 13 نقطة كاملة ويحتل المركز الخامس، وهو عدد النقاط الذي لم يتمكن توتنهام من تقليصه واللحاق بالمتصدر تشيلسي، الذي فاز باللقب في نهاية المطاف.

عدم السماح لكوستا
بإثارة المشكلات

عمل كونتي منذ اليوم الأول على إرساء قواعد العمل الجماعي والوحدة بين جميع لاعبي الفريق، سواء كان ذلك عن طريق تناول لاعبي الفريق للوجبات معا في مطاعم ضخمة في لندن، أو إقامة حفلات جماعية في مركز التدريب في كوبهام، أو شراء زجاجات من النبيذ وإرسالها إلى جميع العاملين بالنادي وتوجيه الشكر لهم على العمل الشاق الذي يقومون به. لقد كان كل شيء يركز على روح الترابط والجماعية التي شعر كونتي بأنها ضرورية للغاية من أجل تحقيق النجاح.
وعندما كان مهاجم الفريق دييغو كوستا يمر بحالة من عدم الاستقرار بسبب العرض المقدم له من نادي تيانغين كوانغيان الصيني في منتصف يناير (كانون الثاني)، كان هناك شعور بأن هناك تهديدا لهذا الترابط. وبدلا من الشعور بالذعر، حوّل كونتي ملعب التدريب إلى مسرح لإظهار القوة والعمل الجماعي، حيث استبعد المدير الفني الإيطالي مهاجمه الأساسي دييغو كوستا من مباراة فريقه أمام ليستر سيتي، التي فاز بها تشيلسي بسهولة في غياب اللاعب، ونجح كونتي في تأكيد سلطته على الفريق. وعندئذ، أدرك كوستا أنه يخوض معركة لا يمكنه الفوز بها؛ وهو ما جعله يعود لتركيزه، وبالتالي يشارك أساسيا في المباراة التالية أمام هال سيتي وينجح في هز الشباك من جديد. ومنذ هذه اللحظة، لم يشكك أي شخص في قدرة كونتي على السيطرة على الفريق.

مواجهة المربع الذهبي
في ويمبلي

خلال الشهر الماضي، عاد الشعور بالشك حول قدرة تشيلسي على الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث تعرض الفريق لخسارة مفاجئة على ملعبه وبين جمهوره أمام كريستال بالاس، قبل أن يخسر بعد أسبوعين مرة أخرى أمام مانشستر يونايتد بقيادة مديره الفني جوزيه مورينيو، وهو ما قلص الفارق بين تشيلسي المتصدر وتوتنهام صاحب المركز الثاني إلى أربع نقاط فقط. وقال كونتي: «كانت هذه أسوأ لحظة بالنسبة لنا؛ لأننا كنا نعرف أننا سنواجه توتنهام في الدور نصف النهائي لكأس الاتحاد الإنجليزي، ثم نلعب بعد ثلاثة أيام فقط أمام ساوثهامبتون في الدوري الإنجليزي».
في هذا الإطار، كان قرار كونتي بإراحة هازارد وكوستا أمام توتنهام على ملعب ويمبلي محفوفا بالمخاطر؛ نظرا لأهمية هذا الديربي من الناحية النفسية. لكن اتضح بعد ذلك أن ما فعله كونتي كان محسوبا للغاية. صحيح أن توتنهام كان هو المسيطر على أجواء اللقاء، لكن تشيلسي فعل كما يفعل الأبطال دائما، ووجد طريقة ما لتحقيق الفوز. سجل ويليان، الحاصل من قبل على لقب أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز، هدفين، وبعدما عاد توتنهام إلى أجواء اللقاء وتعادل بهدفين لمثلهما، تدخل كونتي من على مقاعد البدلاء وأشرك هازارد، الذي استفاد كثيرا من تغيير طريقة اللعب التي يعتمد عليها كونتي، ليغير سير المباراة ويحرز هدفا رائعا لتنتهي المباراة بفوز تشيلسي بأربعة أهداف مقابل هدفين. وستظل هذه المباراة عالقة كثيرا في أذهان عشاق كرة القدم، ولا سيما بعدما نجح تشيلسي خلال 90 دقيقة في إحراز أربعة أهداف في مرمى الفريق صاحب أقوى خط دفاع في مسابقة الدوري الإنجليزي الممتاز.

التغلب على إيفرتون مرة أخرى

كان الاختبار الأصعب المتبقي لتشيلسي هو مواجهة إيفرتون خارج أرضه على ملعب «غوديسون بارك» في نهاية الشهر. وكان توتنهام هوتسبير قد تغلب على كريستال بالاس في منتصف الأسبوع ويستعد لمواجهة آرسنال في دربي شمال لندن، وينتظر ما سيقدمه إيفرتون أمام تشيلسي، الذي سيكون له تأثير في صدارة جدول الترتيب من دون أدنى شك. وكانت آمال توتنهام تتحقق بشكل جيد، حيث كانت النتيجة تشير إلى التعادل السلبي بين إيفرتون وتشيلسي حتى الدقيقة الـ60 من عمر اللقاء، قبل أن ينجح بيدرو في إحراز أول أهداف المباراة من تسديدة بعيدة المدى. وسجل بيدور 12 هدفا خلال هذا الموسم، وهو معدل رائع بالنسبة للاعب كان يشكك البعض في قدرته على اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز، وقدم أداءً جيدا جعله يلعب أساسيا على حساب ويليان في كثير من المباريات. وفي الحقيقة، يعد بيدرو أحد الجنود المجهولين في صفوف تشيلسي، إضافة إلى غاري كاهيل وكورتوا وموسيس، وصاحب الأداء الثابت دائما الصربي نيمانيا ماتيتش. لقد اعتمد تشيلسي على الأداء الجماعي والمجهود المتواصل والأداء الخططي الرائع من جانب كونتي، وهو ما مكّن الفريق في نهاية المطاف من تحقيق الانتصارات والفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».