بعد أقل من 10 أشهر على تسلمه مهامه، حول المدرب الإيطالي أنطونيو كونتي ببراعة وحرفية تشيلسي من نادٍ تعصف به الخلافات ويكبله الغرور المتضخم لدى عدد من أفراده، إلى فريق متجانس أحرز لقب الدوري الإنجليزي الممتاز. إلا أن المدرب الإيطالي البالغ من العمر 47 عاماً، بدأ مهمته في يوليو (تموز) الماضي بمؤشرات تدل على صعوبة وتحديات الإشراف على الجهاز الفني للنادي اللندني المملوك من الملياردير الروسي رومان إبراموفيتش.
وقال كونتي في تصريحات سابقة: «في بداية الموسم لم يكن الأمر سهلاً. كان علينا أن نحل كثيراً من المشكلات». كان المدرب الجديد مدركاً للصعوبات التي تنتظره على رأس النادي المتطلب، لا سيما بعد أداء متعثر مفاجئ الموسم الماضي بقيادة البرتغالي جوزيه مورينيو، لم يظهر فيه حامل اللقب قدرته على المنافسة، وتضمن موسمه إقالة المدرب والحلول عاشراً في الترتيب. إلا أن كونتي أقبل على التحدي وسعى إلى تطبيق فلسفته الكروية الناجحة. وكانت خطواته الأولى إعادة الثقة إلى نجوم كبار كالبلجيكي إدين هازارد والإسبانيين دييغو كوستا وسيسك فابريغاس.
وبدلاً من التعامل مع هؤلاء كـ«أولاد أشقياء»، وعدهم كونتي بأنه سيكون صريحاً ومتعاطفاً معهم ما دام التزموا بأسلوبه المتطلب حرفياً. واستفاد المدرب من غياب المواعيد الأوروبية الضاغطة عن جدول أعمال فريقه هذا الموسم، ليطبق بهدوء وروية معاييره على لاعبيه، ويلقنهم فلسفته الكروية.
بدا تأثير كونتي واضحاً على لاعبيه، الذين تمكنوا عبر هذه السلسلة، من معادلة رقمهم القياسي السابق لأكبر عدد انتصارات متتالية في الدوري، والتقدم بثبات نحو الصدارة. ولم يوفر المدرب الإيطالي فرصة للإشادة بنجومه، معتبراً أن «أكبر إنجاز حققته هو أن اللاعبين وفروا لي إمكانية العمل بشكل مكثف على الجوانب البدنية والتكتيكية وتحليل أشرطة الفيديو». وأضاف: «عندما تخوض في هذا النوع من التغييرات، الأمر ليس سهلاً. بداية عليك أن تعثر على رجال ولاعبين جيدين»، مؤكداً أنه وجد «رجالاً عظيمين وهم فعلاً لاعبون جيدون». مع بدء قطف ثمار عمله الدؤوب، لم يخفِ كونتي فرحه العارم بكل نجاح يحققه فريقه، وغالباً ما كانت احتفالاته الصاخبة على خط الملعب دليلاً على الرغبة التنافسية العالية التي يتمتع بها، وهو المدرب الذي لم يخفِ يوماً أنه قد يستيقظ في منتصف الليل إذا شعر بالحاجة إلى وضع خطة تكتيكية جديدة لفريقه. وأكد مراراً أنه يواجه صعوبة في الخلود للنوم قبل المباريات الكبرى وبعدها بسبب الحماس الذي يولده «الأدرينالين» في جسده.
لقيت مقاربة كونتي رضا اللاعبين الذين «ارتاحوا» من الرسائل النصية المتتالية التي كان مورينيو يمطرهم بها خلال ساعات النهار. وبدا أثر اختلاف التعامل هذا واضحاً مع النجوم. فكوستا أعرب عن ارتياحه للعمل مع كونتي، وانعكس ذلك نجاحاً تهديفياً بلغ 20 هدفاً في الدوري. كما أن النجم جون تيري الذي يودع النادي هذا الموسم، لم يخفِ دعمه لكونتي على رغم أن الأخير أبعده تدريجياً عن التشكيلة الأساسية. كما بدا الجانب الإنساني لدى كونتي جلياً مع لاعبه البرازيلي ويليان، عندما أتاح له تمضية وقت إضافي مع عائلته بعد وفاة والدته، وواظب على توجيه رسائل الدعم والتعاطف له خلال فترة عصيبة.
مع كل هذه اللمسات الخاصة، رد لاعبو تشيلسي التحية لكونتي بأفضل منها، مع أداء ثابت ونتائج إيجابية متواترة، أسهمت في ضمانه لقبه السادس في الدوري قبل مباراتين على نهاية موسمه. ويقول كونتي: «بعد عام واحد، عندما تعمل كثيراً وتعاني كثيراً، تتمتع لكن تعاني أيضاً، إذا كنت قادراً على الفوز وبلوغ هدفك، حينها أعتقد أن لحظة الاحتفال بالانتصار يجب أن تكون رائعة».
كونتي مدرب حرفي أعاد الحياة إلى تشيلسي
حوله من نادٍ تعصف به الخلافات إلى فريق متجانس بعد موسم مرير مع مورينيو
كونتي مدرب حرفي أعاد الحياة إلى تشيلسي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة