كشف إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أمس عن اعتقال قاتل مازن فقهاء، الذي اغتاله مجهولون وسط غزة في مارس (آذار) الماضي، وأثار غضبا وجدلا كبيرين داخل فلسطين وخارجها.
وفقهاء هو أحد الأسرى المحررين المبعدين من الضفة الغربية إلى قطاع غزة في أعقاب الإفراج عنه في صفقة «وفاء الأحرار» عام 2011، وعمل في قيادة القسام قبل أن يقتله مجهولون في الرابع والعشرين من مارس الماضي داخل مرآب السيارات الخاص ببرج الدوحة السكني، الذي يقطن فيه بحي تل الهوى غرب مدينة غزة. وقد أحرجت العملية حركة حماس وقتها، كونها غير مسبوقة وفيها تجرؤ واضح على القسام. وقال هنية في مؤتمر صحافي عقده أمام منزل فقهاء بحضور زوجته وقيادات من «حماس»، بينهم يحيى السنوار قائد حماس بغزة، ونائبه خليل الحية وقيادات أمنية أخرى، أنه تم اعتقال وكشف القاتل المباشر، متهما الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بالوقوف خلف عملية الاغتيال.
وأشار هنية إلى أن القاتل تلقى أوامره من ضباط أجهزة الأمن الإسرائيلية، الذين أرادوا من خلال اغتيال فقهاء توجيه ضربة موجعة ومؤلمة بالمعنى الأمني والاستراتيجي للحركة، معتبراً أنه باعتقال القاتل فقد تلقى أولئك الضباط ضربة أمنية أكبر من خلال اعتقال القاتل ومن ساعده على تنفيذ الجريمة، حسب تعبيره. وأشارت مصادر فلسطينية إلى أن القاتل كان عنصرا ناشطا في القسام وشارك في قتل عدد من عناصر فتح أثناء الاقتتال الداخلي، وقتل رجل مسيحي، لكنه انقلب على القسام وانضم إلى جماعات متشددة.
ولفت هنية إلى أن القاتل أصبح في أيدي الأجهزة الأمنية، مبرزاً أنه أدلى باعترافات واضحة ومفصلة وشاملة عن عملية الاغتيال. وقال إن وزارة الداخلية بغزة ستعقد خلال أيام مؤتمرا صحافيا تشرح فيه كل التفاصيل لتضع الجميع في تفاصيل كل ما يتعلق بهذه الجريمة. كما أكد هنية على أن «حماس» ستنفذ القصاص في القاتل، وكل من ساعده، في إشارة إلى نية الحركة إعدامه.
واعتبر هنية اعتقال القاتل والكشف عنه بأنها «لحظة تاريخية»، وأشاد بالأجهزة الأمنية في غزة وقيادة حركة حماس التي تابعت منذ اللحظة الأولى عملية الاغتيال وعملت على كشف الجريمة، مشيراً إلى أن «الأجهزة الأمنية عملت على مدار الساعة برا وبحرا، وعلى المعابر للكشف عن قتلة فقهاء»، وأن الاستنفار الأمني كان مصحوبا باستنفار من قبل القيادة السياسية للحركة لكشف تفاصيل الجريمة.
وتابع هنية موضحاً «رغم الألم باغتيال قائد وطني كبير في صفوف القسام وأبناء شعبنا، فإننا سعداء في هذه اللحظة وفخورون بأجهزتنا الأمنية التي واصلت الليل بالنهار لكشف الجريمة... وأنا أهدي هذا الإنجاز الاستراتيجي والانتصار الكبير لزوجة الشهيد وأهله وأحبابه ولكل الأسرى».
وفي أعقاب إعلان هنية عن اعتقال القاتل، أطلق مسلحون من «حماس» النار في الهواء احتفاء بذلك، فيما وزع ناشطون في الحركة الحلوى بشوارع مدينة غزة وسط حالة من التكبير عبر مكبرات المسجد. وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن قائد حماس في غزة يحيى السنوار كان يتابع بنفسه ملف وسير التحقيقات في قضية اغتيال فقهاء، مشيرةً إلى أنه تم اعتقال عدد من المشتبه فيهم قبيل إلقاء القبض على القاتل الرئيسي من قبل جهاز استخبارات كتائب القسام.
وكانت «حماس» قد أعلنت عبر موقع تابع لها قبل أقل من شهر عن اعتقال قاتل الفقهاء، إلا أن مصادر أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن القاتل اعتقل منذ عدة أيام فقط، وكان يجري التحقيق معه لمعرفة التفاصيل، وأن هنية وقيادات «حماس» شاهدوا عملية تمثيل قام بها القاتل في مرآب السيارات التي نفذت فيه عملية الاغتيال. ويعتقد أن إعلان «حماس» السابق عن إعلان القاتل جاء لأهداف أمنية، أبرزها طمأنة القاتل الحقيقي لجعله يتحرك بحرية أكبر بهدف اعتقاله، وهو ما أنجح الخطة التي أدت إلى اعتقاله.
من جهته، قال إياد البزم الناطق باسم وزارة الداخلية، إن الأجهزة الأمنية عملت على مدار 47 يوماً للوصول إلى القتلة. وأضاف في تصريح صحافي أن الأجهزة عملت بكل قوة وتحدٍ لكشف خيوط جريمة اغتيال الشهيد فقهاء حتى تم الوصول للقاتل ومن ساعده، مشدداً على أن الأجهزة الأمنية «أثبتت في كل المحطات أنها على قدر المسؤولية والثقة وستبقى درعاً تحمي شعبنا ومقاومتنا».
«حماس» تعتقل قاتل فقهاء... وتتهم إسرائيل
الفاعل كان عنصرا ناشطا في «كتائب القسام» قبل أن ينقلب عليها
«حماس» تعتقل قاتل فقهاء... وتتهم إسرائيل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة