الحكومة المصرية تعبر أزمة علاوة العاملين بالدولة

رئيس البرلمان المصري يقول إن المجلس «مُستهدف» ويحذر من تشويه صورته

الحكومة المصرية تعبر أزمة علاوة العاملين بالدولة
TT

الحكومة المصرية تعبر أزمة علاوة العاملين بالدولة

الحكومة المصرية تعبر أزمة علاوة العاملين بالدولة

حذر الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب المصري من تشويه صورة المؤسسة التشريعية في البلاد (البرلمان)، متحدثا أمس عن أن مجلسه «مُستهدف»، ملوحا بأن نواب المعارضة داخل مجلسه يظهرون في وسائل الإعلام ويقذفون البرلمان بالتهم.
يأتي هذا في وقت تجاوزت الحكومة المصرية أمس أزمة مشروع قانون العلاوة الخاصة التي تقدر بنحو 10 في المائة للعاملين في الدولة، رغم اعتراضات بعض أعضاء من البرلمان على القانون. ووافق المجلس أمس بالأغلبية على صرف العلاوة قبل شهر رمضان كما قررتها الحكومة.
وقال مراقبون إن «مناقشة مشروع العلاوة كشف عن تمرير البرلمان القانون رغم رفض النواب له، بسبب تمسك الحكومة بحذف المادة الخامسة من القانون بدعوة أن العلاوة ستشكل عبئا على الموازنة العامة للدولة».
وكان رئيس مجلس النواب قد قال أمس خلال جلسة التصويت على مشروع العلاوة إن «مجلسه يعمل لمصلحة الشعب، وجميع الأعضاء من الأغلبية أو المعارضة وطنيون». قبل أن يقول إن «بلاده مستهدفة ووزارة الخارجية تعمل على مدار 24 ساعة للرد على بعض الشائعات، وأول مؤسسة مستهدفة في الوطن المؤسسة التشريعية لأن المساس بها له آثار سلبية كبيرة»، مخاطبا نواب المعارضة في البرلمان بقوله: «لا يجوز أن يخرج نائب في وسيلة إعلامية ويقول إن إقرار المجلس للعلاوة جريمة... فالمجلس لا يرتكب جرائم... من حق كل نائب التعبير عن رأيه في وسائل الإعلام؛ لكن يجب الالتزام باحترام المؤسسة التي ينتمي إليها... فالظهور الإعلامي لن يقدم أو يؤخر... ربما تكون لقطات لحظية ترضي غرور من يتحدث ولكن ستذهب بعد ثوان وما سيبقى هو ما ينفع الناس».
واستطرد علي عبد العال قائلا: «السؤال البديهي لمن يحاول تشويه المؤسسة التشريعية التي ينتمي إليها: لماذا تجلس في (البرلمان) وأنت تتهمه بالانحراف والفساد ومخالفة الدستور؟». لافتا إلى أن حرية التعبير عن الرأي مكفولة للنواب؛ لكن يجب الحفاظ على المؤسسة التي ينتمون إليها وعدم الإساءة لها.
ونجحت الحكومة في عبور أزمة العلاوة بعدما هددت بسحب المشروع إذا لم يوافق البرلمان عليه، وقال المستشار عمر مروان وزير شؤون مجلس النواب: «عندما نقول انتهى الأمر (أي إقرار القانون) لتغليب المصلحة العامة، فالكل فائز لأن الهدف هو المصلحة العامة وقد تحققت»، معلنا موافقة الحكومة على صرف العلاوة قبل حلول شهر رمضان.
بينما امتنع عدد من النواب عن التصويت على مشروع القانون، لأن إجراءات استكمال التصويت غير قانونية وكان لا بد من أن تتم الإجراءات منذ البداية في عمل تصويت كامل.
ورد النائب محمد السويدي زعيم الأغلبية في البرلمان على ممثل الحكومة بأن المجلس وافق على مبادرة الحكومة فيما يخص صرف العلاوة؛ لكن الحكومة لم تأخذ بمبادرات أطلقها المجلس مثل توسعة قاعدة شبكات الضمان الاجتماعي ورفع حد الإعفاء الضريبي على ضريبة دخل فرد، وهو ما لم ترد عليه الحكومة حتى الآن، مضيفا: «فكما وافقنا على قانون الطوارئ لا بد أن تأخذ الحكومة قرارات حاسمة أكثر بشأن تأثير الوضع الاقتصادي على المواطن».
بينما دافع رئيس البرلمان عن إقرار القانون، بقوله: «عندما يعرض موضوع يمس مصلحة الشعب، يجب تحكيم العقل والضمير... فالشعب المصري يرى من يقف معه ومن يقف ضده»، مشيرا إلى أن «من يرفض العلاوة سيتعرف عليه الشعب بالصوت والصورة»، قائلا: «سيعلم الجميع من مع مصلحة الشعب ومن ضده».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.