إسرائيل تخطط لبناء 15 ألف وحدة استيطانية في القدس الشرقية

عريقات يتهمها بتعمد «تخريب استئناف السلام»

إحدى المستوطنات في القدس الشرقية (رويترز)
إحدى المستوطنات في القدس الشرقية (رويترز)
TT

إسرائيل تخطط لبناء 15 ألف وحدة استيطانية في القدس الشرقية

إحدى المستوطنات في القدس الشرقية (رويترز)
إحدى المستوطنات في القدس الشرقية (رويترز)

قالت وزارة الإسكان الإسرائيلية، أمس، إن الحكومة تخطط لبناء 15 ألف وحدة استيطانية جديدة في القدس الشرقية، على الرغم من طلب الرئيس الأميركي دونالد ترمب وقف النشاط الاستيطاني في إطار مسعى جديد محتمل لإعادة إطلاق عملية السلام الفلسطينية - الإسرائيلية. واتهم القيادي الفلسطيني صائب عريقات، إسرائيل بـ«تعمد تخريب» جهود استئناف عملية السلام.
ويتزامن الإعلان الرسمي عن خطة الاستيطان، مع زيارة ترمب لإسرائيل المقررة في مايو (أيار). وتعتبر إسرائيل القدس عاصمتها «الأبدية والموحدة»، لكن الفلسطينيين يريدون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية. وتعتبر معظم دول العالم أن وضع القدس يجب أن يتقرر من خلال المفاوضات. وانهارت الجولة السابقة من محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين في 2014.
وأبلغ وزير الإسكان الإسرائيلي يؤاف جالانت الإذاعة الإسرائيلية أن وزارته وبلدية القدس تعملان منذ عامين على الخطة التي تشمل مقترحات لبناء 25 ألف وحدة استيطانية من بينها 15 ألفاً في القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967 وضمتها إليها لاحقاً. وقال جالانت: «سنبني 10 آلاف وحدة في القدس ونحو 15 ألفاً داخل حدود بلدية القدس (الموسعة). هذا سيحدث».
وقال عريقات إن خطوة إسرائيل «انتهاك ممنهج للقانون الدولي وتخريب متعمد» لمساعي استئناف المفاوضات. وأضاف أن جميع المستوطنات في «فلسطين المحتلة» غير مشروعة بموجب القانون الدولي. وقال إن «فلسطين» ستستمر في اللجوء إلى المنظمات الدولية لمحاسبة إسرائيل على ما وصفه بانتهاكاتها الفاضحة للقانون الدولي «في أرجاء فلسطين المحتلة».
وقال عريقات، في بيان صحافي، إن الخطوة الإسرائيلية «رسالة إلى الولايات المتحدة التي تعد حالياً لزيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس مطلع الشهر المقبل»، لبحث استئناف مفاوضات السلام.
وندد عريقات بشدة ما أوردته وسائل إعلام إسرائيلية بشأن نية الحكومة الإسرائيلية تبني مشروع البلدية الإسرائيلية في القدس القاضي ببناء نحو 10 آلاف وحدة استيطانية في بلدة قلنديا جنوب القدس.
كما ندد بإعلان البلدية الإسرائيلية عن مخطط استيطاني جديد لمصادرة أراضٍ في حي رأس العامود في شرق القدس، إضافة إلى إعلان مخطط استيطاني لتوسيع مستوطنة «شيلو» جنوب رام الله، لإقامة حي استيطاني جديد لاستيعاب مستوطني مستوطنة «عمونا» التي كانت مقامة على أرض فلسطينية خاصة، وإقامة بؤرة استيطانية جديدة بالقرب من مستوطنة «آدم» شمال شرقي القدس.
وذكرت القناة الثانية الإسرائيلية ‬‬أن الإعلان عن الوحدات الاستيطانية الجديدة سيصدر في «يوم القدس» الذي تحتفل به هذا العام في 24 مايو، وفقاً للتقويم اليهودي. ومن المتوقع أن تحدث زيارة ترمب في 22 مايو أو بعد ذلك بوقت قصير. واعتبر عريقات أن «وجه الاحتلال الحقيقي، الذي تمثله حكومة إسرائيل المتطرفة وإصرارها على المضي بفرض مشروعها الاستعماري على كل فلسطين، يتطلب أن تستقي كل من الولايات المتحدة ودول العالم العبر في أنه لا يمكن أن يعم السلام في المنطقة برمتها أو الوصول إلى تسوية سياسية عادلة وشاملة دون ردع الاستيطان ووقفه بشكل كامل». وجدد عريقات الموقف الفلسطيني الثابت من الاستيطان بأشكاله كافة، «باعتباره مخالفاً لجميع الشرائع الدولية وقرارات الأمم المتحدة»، مؤكداً أن «فلسطين ستواصل ملاحقة الاحتلال ومسؤوليه في جميع الهيئات الدولية ومحاسبتهم على خروقاتها للقانون الدولي وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبونها في فلسطين المحتلة».
وأبلغ ترمب «رويترز» في مقابلة في البيت الأبيض أول من أمس، أنه يريد التوصل إلى اتفاق سلام. وقال: «أريد أن أرى سلاماً بين إسرائيل والفلسطينيين. لا يوجد أي سبب لعدم وجود سلام بين إسرائيل والفلسطينيين. لا شيء على الإطلاق». والتقى الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن في فبراير (شباط)، وسيلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس في البيت الأبيض في 3 مايو. وأعلن نتنياهو في يناير (كانون الثاني)، بعد يومين من تولي ترمب الرئاسة، أنه سيرفع القيود على البناء الاستيطاني في القدس الشرقية في الوقت نفسه الذي وافقت فيه بلدية المدينة على تراخيص لبناء مئات المنازل الجديدة.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.