من المتوقع أن يستقبل معرض شنغهاي الدولي للسيارات نحو المليون زائر خلال أيام العرض هذا الأسبوع وحتى يوم 28 أبريل (نيسان) الحالي. وهو يعد من أكبر المعارض العالمية ويفتح أبواب الصين لصناعة السيارات العالمية. وتميز معرض هذا العام بكثافة الوجود الصيني وانتشار السيارات الكهربائية والرباعية الرياضية. وتألقت في المعرض النسخة الجديدة من سيارة مرسيدس - بنز «إس كلاس» التي تكشف عنها الشركة للمرة الأولى. وتعد الصين أكبر سوق سيارات في العالم وأكثرها نمواً في الوقت الحاضر.
وتحمل النسخة الجديدة من «إس كلاس» نظم مساعدة جديدة للسائق ومحركات جديدة و«تقنيات غير مسبوقة»، على حد قول الشركة. وهي أحدث ما تقدمه الشركة من تقنيات القيادة الذاتية التي تتقدم بها مرسيدس بنز ضمن نخبة من الشركات عن بقية الصناعة في الوقت الحاضر.
وقال المسؤول عن قطاع مرسيدس - بنز في الشركة، أولا كالينيوس، إن تطوير «إس كلاس» كان مستفيضاً في التفاصيل والتقنيات الجديدة، لكي يبقى الطراز هو الفئة العليا في الشركة التي تحمل أرقى التقنيات. وأضاف أن السيارة كانت أفضل سيارة فاخرة مبيعاً في العالم في العام الماضي وباعت منها الشركة 300 ألف سيارة منذ عام 2013.
وتقترب «إس كلاس» الجديدة من عصر القيادة الذاتية أكثر من أي وقت مضى، وذلك عن طريق تكامل الأنظمة فيها، بداية من نظام كروز الفعال متغير السرعة الذي يحافظ على مسافة آمنة أمام السيارة في مختلف ظروف المرور وحتى نظم الرادار والكاميرات المحيطة وأدوات الاستشعار المنتشرة في أرجاء السيارة.
وفي «إس كلاس» الجديدة تضبط السيارة سرعتها تلقائياً في المنعطفات، كما تتوقف تلقائياً في ظروف الطوارئ. وتحسنت فيها نظم المحافظة على حارة السير والتحذير من النقاط العمياء والمساعدة في تغيير الاتجاه على الطرق السريعة. وأكد رئيس قسم القيادة الآلية في الشركة، الدكتور مايكل هافنر، أن السيارة «ترفع درجة القيادة الذكية إلى مستويات أعلى». وأضاف هافنر أن الشركة تنطلق نحو القيادة الذاتية الكاملة بوتيرة أسرع مما يتصور كثيرون، وأن الجيل الجديد الذي يطرح في عام 2020 سوف يكون ذاتي القيادة كلياً.
ويتعرف السائق على الأنظمة الفعالة في السيارة بالنظر إلى الشاشة وإلى المعلومات المعروضة على النافذة الأمامية. ويمكن التحكم في كل الوظائف تقريباً من على المقود.
من الملامح التقنية الجديدة التي تحملها «إس كلاس» الجديدة إمكانية صف السيارة أو إدخالها إلى المرآب أو أماكن ضيقة من خارج السيارة، مع طي المرايا الجانبية عن طريق الهاتف الجوال الذكي.
وعن طريق نظام «باركترونيك» يمكن صف السيارة أوتوماتيكياً مع مراقبة النقاط العمياء وحركة المرور الخلفي، وذلك عن طريق الكاميرات المحيطة بالسيارة. كما تستطيع السيارة التواصل مع السيارات الأخرى المجهزة بأنظمة مماثلة وتبادل المعلومات معها حول ظروف المرور والعوائق على الطريق. وفي حالات الطوارئ يتم التحذير صوتياً من نظام السيارة.
وتقوم السيارة بكثير من الوظائف التقليدية بطريقة آلية آمنة، مثل تغيير حارة السير وكشف النقاط العمياء والتعرف على السرعات القانونية على الطرق والقيادة الدفاعية لتجنب العوائق مع المكابح الآلية الفعالة، وهي تتبع السيارات الأمامية تلقائياً في حالات المرور البطيء. ويتم التعرف على كل الوظائف عن طريق شاشات عريضة أمام السائق حيث تخلو السيارة من الأزرار.
وتعتمد «إس كلاس» الجديدة على جيل جديد من المحركات ذات الست والثماني أسطوانات. وتنتظر الشركة بعض التعديلات القانونية والتشريعية لكي يمكن استخدام القيادة الذاتية عملياً على الطريق. ومن المتوقع أن تدخل «إس كلاس» الجديدة إلى الأسواق خلال الخريف المقبل.
سيارات كهربائية
أكثر من 10 شركات صينية قدمت نماذج كهربائية عملية فيما بينها، بينما كانت معظم السيارات الغربية من النوع التجريبي (كونسبت) الذي لم يدخل الأسواق بعد. وباعت الشركات الصينية في العام الماضي ربع مليون سيارة كهربائية داخل الصين وتتطلع لبيع المزيد هذا العام.
وفي هذا القطاع الذي تشجعه الحكومة الصينية للحد من تلوث المدن فيها، قدمت شركة «فولكس فاغن» سيارة تجريبية أطلقت عليها اسم «آي دي كروز» (I.D. Crozz). وتقول الشركة إنها تنوي إنتاج هذه السيارة وبيع مليون نسخة منها حتى عام 2025. وتستطيع السيارة قطع مسافة 311 ميلاً قبل الحاجة إلى إعادة الشحن، وهي تحقق تسارعاً إلى 100 كيلومتر في الساعة في 6 ثوانٍ فقط وتحمل محركين كهربائيين. وقدمت شركة أودي طراز «إي ترون» الكهربائي بتصميم مستقبلي، وهي سيارة قوية بثلاثة محركات كهربائية وقدرة 496 حصاناً وتحقق سرعة مائة كيلومتر في الساعة في 4.8 ثانية مع سرعة قصوى تصل إلى 130 ميلاً في الساعة. كما ظهرت سيارة «بي إم دبليو» الكهربائية «إي 3». وقدمت شركة «إم جي» نموذجاً كهربائياً جديداً أطلقت عليه اسم «إي موشن» ينطلق إلى سرعة مائة كيلومتر في أقل من 4 ثوانٍ.
من ناحيتها، عرضت شركة «بي إم دبليو» نموذجاً جديداً للفئة الخامسة ذات قاعدة العجلات الطويلة. وهي سيارة يبدو أنها مصممة خصيصاً للسوق الصينية التي يفضل أصحابها مساحات رحبة في المقاعد الخلفية. كما عرضت الشركة فئة خاصة من سيارات «آي 8» الهجينة (هايبرد) بالشحن الخارجي ونموذجاً تجريبياً من السيارة الرباعية الرياضية الصغيرة «إكس 2»، هذا بالإضافة إلى فئة معدلة من الفئة الرابعة. كما عرضت شركة «ميني» جيلاً جديداً من سيارات ميني كوبر كونتري مان. وتبني «بي إم دبليو» سيارات الفئة الخامسة في الصين من أجل السوق المحلية. أما الفئة الخاصة من السيارة الهايبرد «آي 8» فكشفت عنها الشركة للمرة الأولى عالمياً في شنغهاي.
وعرضت شركة ماكلارين أحدث سيارة رياضية لها وهي «720 إس»، وهي تأمل أن تحصل على طلبيات صينية قبل طرح السيارة في الأسواق خلال شهر يوليو (تموز) المقبل. وللسوق الصينية، عرضت الشركة فئة خاصة من سيارات 570 جي تي للاحتفال بثلاث سنوات من الوجود الناجح في الصين.
وتحاول شركة ستروين الفرنسية تعزيز مبيعاتها في الصين بعرض نموذجين لسيارات رباعية رياضية؛ هما «سي 5» و«سي 3». وكانت الشركة قد باعت ربع مليون سيارة في الصين خلال العام الماضي وتعتبر الصين من أهم أسواقها وبنسبة 20 في المائة من جملة مبيعاتها العالمية.
معرض شنغهاي في سطور
* من أكبر المعارض العالمية ويعقد مرة كل عامين بالتبادل مع معرض بكين.
* هذه هي الدورة 17 للمعرض وتستمر من 21 إلى 28 أبريل الحالي.
* ينظمه المركز الوطني الصيني للمعارض والمؤتمرات على مساحة 400 ألف متر مربع.
* يبلغ عدد الشركات العارضة أكثر من 1100 شركة (مقارنة بنحو 260 في معرض جنيف) ويحضره 10 آلاف صحافي من جميع أنحاء العالم.
* عدد الحضور المتوقع هذا العام يصل إلى مليون زائر.