إسرائيل قصفت القنيطرة... والنظام السوري يستهدف مناطق المعارضة

إسرائيل قصفت القنيطرة... والنظام السوري يستهدف مناطق المعارضة
TT

إسرائيل قصفت القنيطرة... والنظام السوري يستهدف مناطق المعارضة

إسرائيل قصفت القنيطرة... والنظام السوري يستهدف مناطق المعارضة

قصفت إسرائيل مواقع للنظام السوري، قرب مدينة القنيطرة في جنوب غربي سوريا، رداً على سقوط صواريخ من الجانب السوري في هضبة الجولان المحتلّة. وكشف مصدر مقرّب من نظام الأسد، أن «طائرة إسرائيلية استهدفت موقعاً للجيش السوري في الجولان ودمرت دبابة، كما قصفت موقعاً آخر في تل الشعار، منطقة الكوم في محافظة القنيطرة».
الجيش الإسرائيلي ذكر في بيان أنه هاجم مصادر إطلاق النيران التي سقطت في مرتفعات الجولان من دون وقوع ضحايا، رداً على ما قال إنها صواريخ سقطت في إسرائيل. وأضاف: «لن نتسامح مع أي محاولة للإضرار بسيادة دولة إسرائيل وأمن سكانها، وسوف ننظر فيما إذا كان النظام السوري مسؤولاً عما يحدث في أراضينا».
وأبلغ مصدر عسكري إسرائيلي وكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب)، بأن «القذائف على الأرجح أنها أطلقت خطأ في إطار المعارك الدائرة في سوريا»، لافتاً إلى أن «الجيش الإسرائيلي ردّ على الموقع الذي انطلقت منه القذائف». ورفضت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي في تصريح للوكالة الفرنسية، أن تقدّم مزيدا من المعلومات عن المواقع التي استهدفها الجيش الإسرائيلي.
أما على صعيد الأبعاد السياسية والعسكرية لهذه الضربة، وعدم صدور أي موقف روسي تجاهها، فرأى الخبير العسكري والاستراتيجي اللبناني العميد إلياس حنّا، أن إسرائيل «نفّذت هذه العملية، ضمن منطقة نفوذها في جنوب سوريا، وفي إطار ما تعتبره حماية أمنها». وأكد حنا لـ«الشرق الأوسط»، أن «روسيا ليست في وارد افتعال مشكلة مع الإسرائيلي أو التركي أو الأميركي، ولا ترغب في محاربة كل العالم دفاعاً عن النظام السوري؛ لأن الروسي جاء إلى سوريا لتحقيق مجموعة من الأهداف، حيث حقق معظمها ويبقى الشيء البسيط». وأوضح في الوقت نفسه، أن «الضربة الإسرائيلية تأتي ضمن توزيع النفوذ داخل سوريا، من الجنوب إلى الشرق والشمال»، لافتاً إلى أن الإسرائيلي «قادر على توجيه ضربات قريبة من حدوده، لكن باعتقادي غير مسموح له أن ينفذ ضربات في العمق السوري».
على صعيد آخر، على مقربة من المواقع التي قصفتها إسرائيل، شنّت طائرات النظام غارات مكثّفة على مدينة درعا، مستهدفة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية، كما قصف الطيران الحربي النظامي حي القابون في ضواحي العاصمة دمشق، ومناطق في الغوطة الشرقية.
أما في الشمال السوري، فجددت قوات الأسد قصفها لمنطقة الراشدين غرب مدينة حلب. وأعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أن «اشتباكات عنيفة دارت بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وفصائل المعارضة من جهة أخرى، في محور الطامورة وجمعية الزهراء وتل شويحنة بريف حلب الشمالي، أسفرت عن قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.