كتب سينمائية ‪جديدة‬

كتب سينمائية ‪جديدة‬
TT

كتب سينمائية ‪جديدة‬

كتب سينمائية ‪جديدة‬

* تييري فيرمو أصدر كتاباً عن الفترة التي قضاها مديراً فنياً عاماً لمهرجان «كان» السينمائي. في الحقيقة ليس عن كل الفترة، فالكتاب المعنون «اختيار رسمي» (Sélecion Officielle)، يبدأ عملياً بفحص مهام فيرمو من عام 2005 حتى العام الماضي وليس من العام 2001 عندما تسلم مهامه لأول مرّة.
* يكشف فريمو أوراقاً مهمّة، لكنها لا يقترب من أسرار العمل بعمق. ويعمد إلى أسلوب المفكرة الذاتية للحديث عن نفسه في حياته وخلال عمله ومسؤولياته. كيف تعمل الخلية التي يديرها وكيف تشاهد كل فيلم من الألفي فيلم أو نحوها التي تصل إليها لاختيار الأفلام التي ستُعرض في كل أقسام المهرجان الرسمية (نحو 60 فيلماً).
* صدرت كتب عديدة عن مهرجان «كان»، والكتاب الجديد يذكرني بكتاب جيل جاكوب (الرئيس السابق للمهرجان) الذي أصدره بعنوان يتلاعب عبره بعنوان فيلم أورسون وَلز Citizen Kane إذ سمّى جاكوب كتابه بـ(Citizen Cannes) هو أيضاً كان كتاباً من المراجعات الشاملة لحياة مسؤول في أهم مهرجان عالمي.
* في مجال البحث بالتجربة الشخصية كان المخرج الفرنسي الراحل روبير بريسون قد وضع «ملاحظات على السينماتوغراف» سنة 1975، وتُرجم ملخص للكتاب إلى الإنجليزية. لكن دار نشر أميركية أصدرت أخيراً الكتاب الذي يتحدث فيه بريسون (1907 - 1999) عن تجاربه السينمائية. لمن تساءل دوماً عن السبب الذي تبدو فيه أفلام بريسون معادية للسينما، هذا الكتاب يكشف عن فلسفته في الإخراج التي شكلت كامل أسلوبه.
* أحد أفضل الكتب الجديدة الصادرة في مجال السينما ما وضعه برايان هانان تحت عنوان «عائد إلى الصالة القريبة منك» (Coming Back to the Theatre Near You). هذا التاريخ ينطلق من عام 1914 وينتهي عند عام 2014 ويتناول تلك الأفلام التي يعاد عرضها (وليس التي يعاد صنعها) وكيف تتحكم في مساراتها الرغبة في الاستفادة من المخزون الكبير من الأفلام التي تستحق التوجه إلى المشاهدين. ما هو جيد في هذا العمل هو الكم المعلوماتي والتوضيب التاريخي لها.
* التاريخ الثري الذي لا يزال مادة دسمة للاكتشاف ما يحرك ميلودي بردجز وشيريل روبنسون لوضع كتاب «نساء صامتات: رائدات السينما» الذي يتحدّث، كما يوحي العنوان، عن كل ذلك التاريخ شبه المخفي لإسهام المرأة في السينما. تعمد المؤلفتان إلى تناول المواد تبعاً لإسهامات كاتبات مختلفات كل تعني بشخصية من شخصيات السينما عندما كانت صامتة. العنوان يوحي بالفترة الزمنية المعنية، لكنه أيضاً يرمز إلى التغييب شبه الكامل لدور المرأة في السينما الأميركية خلال تلك الفترة.



8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬
«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬
TT

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬
«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬

تُحرّك جوائز «الأوسكار» آمال العاملين في جوانب العمل السينمائي المختلفة، وتجذبهم إلى أمنية واحدة هي، صعود منصّة حفل «الأوسكار» وتسلُّم الجائزة وإلقاء ما تيسَّر له من تعابير فرحٍ وثناء.

لا يختلف وضع العام الحالي عن الوضع في كل عام، فجميع آمال العاملين في هذه الصّناعة الفنية المبهرة يقفون على أطراف أصابعهم ينتظرون إعلان ترشيحات «الأوسكار» الأولى هذا الشهر. وحال إعلانها سيتراجع الأمل لدى من لا يجد اسمه في قائمة الترشيحات، وترتفع آمال أولئك الذين سترِد أسماؤهم فيها.

يتجلّى هذا الوضع في كل مسابقات «الأوسكار» من دون تمييز، لكنه أكثر تجلّياً في مجال الأفلام الأجنبية التي تتقدّم بها نحو 80 دولة كل سنة، تأمل كل واحدة منها أن يكون فيلمها أحد الأفلام الخمسة التي ستصل إلى الترشيحات النهائية ومنها إلى الفوز.

«ما زلت هنا» لوولتر ساليس (ڤيديو فيلمز)

من المسافة صفر

لا يختلف العام الحالي في شكل التنافس وقيمته بل بأفلامه. لدينا للمناسبة الـ97 من «الأوسكار» 89 دولة، كلّ واحدة منها سبق أن تنافست سابقاً في هذا المضمار. لكن المختلف هو بالطبع الأفلام نفسها. بعض ما شُوهد منها يستحق التقدير، والفرق شاسع بين ما يستحق التقدير وبين ما يستحق الترشيح والوصول إلى التّصفية.

الحلمُ في تحقيق هذه النقلة يسيطر على المخرجين والمنتجين العرب الذين نفّذوا أعمالهم الجديدة خلال هذه السنة وسارعوا لتقديمها.

من بينهم المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، الذي وفّر خلال العام الحالي فيلمين، واحدٌ من إخراجه بعنوان «أحلام عابرة»، والثاني بتوقيع 22 مخرجاً ومخرجة أشرف مشهراوي على جمع أفلامهم في فيلم طويل واحد بعنوان «من المسافة صفر»، وجميعها تتحدّث عن غزة، وما حدث فيها في الأسابيع الأولى لما يُعرف بـ«طوفان الأقصى». بعض تلك الحكايا مؤثرٌ وبعضها الآخر توليفٌ روائي على تسجيلي متوقع، لكنها جميعها تكشف عن مواهب لو قُدِّر لها أن تعيش في حاضنة طبيعية لكان بعضها أنجز ما يستحق عروضاً عالمية.

لا ينحصر الوضع المؤلم في الأحداث الفلسطينية بل نجده في فيلم دانيس تانوفيتش الجديد (My Late Summer) «صيفي المتأخر». يقدم تانوفيتش فيلمه باسم البوسنة والهرسك، كما كان فعل سنة 2002 عندما فاز بـ«الأوسكار» بصفته أفضل فيلم أجنبي عن «الأرض المحايدة» (No Man‪’‬s Land). يفتح الفيلم الجديد صفحات من تاريخ الحرب التي دارت هناك وتأثيرها على شخصية بطلته.

«صيفي الأخير» لدانيس تانوفيتش (بروبيلر فيلمز)

مجازر كمبودية

تختلف المسألة بالنسبة للاشتراك الصّربي المتمثّل في «قنصل روسي» (Russian Consul) للمخرج ميروسلاڤ ليكيتش. في عام 1973 عندما كانت يوغوسلاڤيا ما زالت بلداً واحداً، عاقبت السلطات الشيوعية هناك طبيباً إثر موت مريض كان يعالجه، وأرسلته إلى كوسوڤو حيث وجد نفسه وسط تيارات انفصالية مبكرة ونزاع حول الهوية الفعلية للصرب. حسب الفيلم (الاشتراك الثاني لمخرجه للأوسكار) تنبأت الأحداث حينها بانهيار الاتحاد السوفياتي و«عودة روسيا كروسيا» وفق قول الفيلم.

التاريخ يعود مجدداً في فيلم البرازيلي والتر ساليس المعنون «ما زلت هنا» (I‪’‬m Still Here) وبطلته، أيضاً، ما زالت تحمل آلاماً مبرحة منذ أن اختفى زوجها في سجون الحقبة الدكتاتورية في برازيل السبعينات.

في الإطار نفسه يعود بنا الاشتراك الكمبودي (التمويل بغالبيته فرنسي) «اجتماع مع بُل بوت» (Meeting with Pol Pot) إلى حقبة السبعينات التي شهدت مجازرعلى يد الشيوعيين الحاكمين في البلاد، ذهب ضحيتها ما بين مليون ونصف ومليوني إنسان.

وفي «أمواج» (Waves) للتشيكي ييري مادل، حكاية أخرى عن كيف ترك حكمٌ سابقٌ آثاره على ضحاياه ومن خلفهم. يدور حول دور الإعلام في الكشف عن الحقائق التي تنوي السلطة (في السبعينات كذلك) طمسها.

تبعات الحرب الأهلية في لبنان ليست خافية في فيلم ميرا شعيب «أرزة»، الذي يدور حول أم وابنها يبحثان عن سارق دراجة نارية ويتقمصان، في سبيل ذلك، شخصيات تنتمي إلى الطائفة التي قد تكون مسؤولة عن السرقة. هما سنّيان هنا وشيعيان هناك ومسيحيان أو درزيان في مواقع أخرى وذلك للتأكيد على أن التربة الطائفية ما زالت تنبض حية.

حتى كوريا الجنوبية ما زالت تحوم حول الانقلاب (وهي تعيش اليوم حالة مشابهة) الذي وقع في مثل هذا الشهر من سنة 1979 عندما اغتيل الرئيس بارك على يد رئيس شعبة الدفاع لي تايدو-غوانغ (أُلقي القبض عليه لاحقاً وأُعدم). هذا هو ثالث فيلم شاهده الناقد كاتب هذه الكلمات حول الموضوع نفسه.