القوات العراقية تحرر أحياء جديدة بالجانب الأيمن لمدينة الموصل

حريق كبير بأحد مستودعات فرقة الرد السريع بمطار بغداد الدولي

عناصر من الجيش العراقي في الساحل الأيمن لمدينة الموصل (أ.ف.ب)
عناصر من الجيش العراقي في الساحل الأيمن لمدينة الموصل (أ.ف.ب)
TT

القوات العراقية تحرر أحياء جديدة بالجانب الأيمن لمدينة الموصل

عناصر من الجيش العراقي في الساحل الأيمن لمدينة الموصل (أ.ف.ب)
عناصر من الجيش العراقي في الساحل الأيمن لمدينة الموصل (أ.ف.ب)

استعادت القوات العراقية، اليوم (الخميس)، السيطرة على مناطق جديدة في الجانب الغربي لمدينة الموصل، وضيقت بذلك الخناق على معقل المتطرفين المتحصنين في المدينة القديمة وسط المدينة، حسبما افاد قادة عسكريون.
وباشرت القوات العراقية في 19 فبراير (شباط) هجوما لاستعادة الجانب الغربي من المدينة، لكن العمليات تباطأت بعد ان بلغت القوات المدينة القديمة التي تضم شوارع ضيقة جدا ومباني متلاصقة لا يمكن للآليات العسكرية المرور عبرها.
وقال المتحدث باسم قوات مكافحة الإرهاب صباح النعمان لوكالة الصحافة الفرنسية إن القوات "حررت حي الثورة بالكامل، و60 في المائة من حي التنك" في غرب مدينة الموصل. وأشار إلى أن "قواتنا حققت 80 في المائة من المهمات المكلفة بها على محورها".
بدوره، أعلن قائد عمليات "قادمون يا نينوى". الفريق الركن عبد الامير رشيد يار الله ان "قوات مكافحة الارهاب حررت حي النصر ورفعت العلم العراقي فوق مبانيه بعد تكبيد العدو خسائر بالأرواح والمعدات".
واستعادة كامل مدينة الموصل التي اعلنها زعيم تنظيم "داعش" الارهابي عاصمة خلافته في ظهوره العلني الاول قبل نحو ثلاث سنوات، ستعني نهاية التنظيم الارهابي في العراق.
وتخوض القوات العراقية منذ عدة أسابيع معارك ضارية حول المدينة القديمة في الموصل، لكنها تواجه مقاومة شديدة تبطئ تقدمها.
من جهة أخرى، أعلن اللواء الركن قاسم المحمدي قائد عمليات الجزيرة بالجيش العراقي، اليوم، عن انطلاق عملية عسكرية لتحرير وتطهير مناطق شمال بحيرة سد حديثة غرب الانبار.
وقال المحمدي إن "القوات الأمنية وأبناء العشائر وبإسناد التحالف الدولي، انطلقوا بعملية عسكرية لتحرير مناطق شمال بحيرة سد حديثة (160كلم غرب الرمادي)". مضيفا أن "القوات تمكنت من قتل عشرات الإرهابيين وتفجير عدد من العجلات المفخخة والاكداس التابعة لعناصر داعش خلال تقدمها".
من جانبه، أعلن العميد سعد معن المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد، اليوم، السيطرة على حريق نشب في أحد مستودعات فرقة الرد السريع بمطار بغداد الدولي.
وقال معن لوسائل الاعلام المحلية، إن "فرق الدفاع المدني تمكنت من السيطرة على حريق نشب في أحد مستودعات فرقة الرد السريع بمطار بغداد الدولي".



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».