د. فضل منظر الجهاديين: كتاب الظواهري كذب وبهتان ومغالطات فقهية وتلبيس على القارئ

د. فضل منظر الجهاديين: كتاب الظواهري كذب وبهتان ومغالطات فقهية وتلبيس على القارئ

قبل عام أطلق السيد إمام عبد العزيز الشريف «المعروف بالدكتور فضل» الزعيم السابق لتنظيم الجهاد المصري، مراجعاته الفقهية المسماة «وثيقة ترشيد العمل الجهادي»، وأحدثت هذه المراجعات اثراً كبيرا وكانت بمثابة نقطة تحول في تاريخ الحركة الإسلامية، ويبدو أن هذا ما أزعج الزعيم الحالي لتنظيم الجهاد أيمن الظواهري فخرج قبل شهور بكتابه «التبرئة ـ تبرئة أمة السيف والقلم من منقصة تهمة الخور والضعف». وحمل الكتاب هجوماً عنيفا على وثيقة فضل دفعت الأخير لأن يرد ويكشف جوانب جديدة عن علاقته مع الظواهري في كتاب جديد بعنوان «مذكرة التعرية لكتاب التبرئة» الذي حصلت «الشرق الأوسط» على حقوق نشره كاملاً وتبدأ من اليوم نشر حلقات منه.
جدير بالذكر أن جماعة الجهاد المصرية كانت قد اختارت للشيخ عبد القادر بن عبد العزيز أو الدكتور فضل لقب «مفتى المجاهدين في العالم»، كما أن صديقه أيمن الظواهري قد دفعه دفعاً نحو إمارة الجماعة بعد أن جمعتهما مدينة بيشاور على الحدود الأفغانية ـ الباكستانية في الثمانينات من القرن الماضي، وكان لهذا الاختيار مغزى خاص في نفس الظواهري يعكس رغبته في المحاكاة، وذلك بوجود عالم شرعي له ثقل يضاهي الشيخ عمر عبد الرحمن في تنظيم «الجماعة الإسلامية». وكان الظواهري قد تعرف على سيد إمام عبد العزيز الملقب بالدكتور فضل، 58 عاماً، في أروقة كلية الطب بجامعة القاهرة في عام 1968، وخلقت الزمالة بينهما مساحة للحوار، أثمرت عن صداقة ولدت قبل 40 عاماً في مناخ متأجج بعد انهيار المشروع الناصري. وتأصلت العلاقة بينهما مع طوفان الإسلام السياسي الذي اجتاح مصر في عهد الرئيس الراحل أنور السادات ووصلت إلى ذروتها بعد اغتياله في عام 1981، فخرج إمام إلى السعودية ليلحق به الظواهري بعد الإفراج عنه في عام 1986، وينطلق الصديقان بعدها إلى أدغال التجربة الأفغانية، إلى أن يختلفا ويفترقا على الأراضي السودانية في عام 1994 بعد أن جنح الظواهري بالتنظيم إلى دروب العنف في مواجهة النظام المصري، قبل أن ينتهى به الحال في أحضان تنظيم القاعدة بعد صفقته الشهيرة مع أسامة بن لادن عام 1998 في «الجبهة الإسلامية العالمية لجهاد اليهود والصليبيين».

وذهب فضل إلى اليمن ليعمل باسمه الحقيقي، السيد إمام عبد العزيز، وفي مهنته الحقيقية كطبيب قبل أن تسلمه السلطات اليمنية إلى مصر ليمثل للحكم الصادر في حقه بالسجن المؤبد في قضية «العائدون من ألبانيا»، بينما بقي صديقه على الطريق الذي اختاره وأنطلق في كنف حكم طالبان مع رفيق جديد هو أسامة بن لادن، يغزلان على كهوف أفغانستان أحلامهما، التي تحولت إلى مغامرات مجنونة دفع ثمنها الإسلام والمسلمون في كل أنحاء العالم. وعندما أصدر الدكتور فضل وثيقته لمراجعة الفكر الجهادي قبل عام، كان كمن ألقى بحجر ضخم في بركة ««الجهاد والقاعدة»»، فأصاب الملتفين حولها بالبلل والفزع، فشمروا عن سواعدهم لمواجهته. وكان أكثر ما حفز الظواهري ورفاقه تجاه صديقهم القديم الشيخ عبد القادر بن عبد العزيز هو أنه من الضالعين في بناء الجسد الفكري لجماعة الجهاد، بل يمكن القول إن أفكاره وكتبه هي العمود الفكري الفقري الذي شيد عليه جسد هذه الجماعة حتى بعد تحورها في تحالفها مع القاعدة. لهذا جاء كتاب «التبرئة» لأيمن الظواهري عملاً موسوعياً كما اجتهد أن يبديه، واجتهد أيضاً أن يجمله بأباطيل من كل الصنوف مستخدماً في ذلك كل الأدلة الممكنة، ورغم ذلك فقد فشل في أن يكون مقنعاً، ويرجع ذلك لأسباب يشرحها الدكتور فضل في مقدمة كتابه الجديد «»مذكرة التعرية لكتاب التبرئة» قائلاً: «فإني كنت قد كتبت كتابًا في مسائل متعلقة بفقه الجهاد أثناء معايشتي للجهاد الأفغاني ضد الشيوعية، وذلك في عام 1408هـ/1988م، وهو ««العمدة في إعداد العدة للجهاد في سبيل الله تعالى»». وخلال تلك المعايشة لمدة عشر سنين «1983ـ1993م» وجدت أن جل اهتمام الإخوة العرب المشاركين في ذلك الجهاد متعلق بالأمور العسكرية مع إهمال كبير للأمور الشرعية مما أوجد لديهم اندفاعًا تحركه الحماسة والعاطفة لا التقيد بأحكام الشريعة، كما وجدت أن بعض الإخوة تعلقهم بالأفراد «كقادة الجهاد» وتعصبهم لهم إلى درجة الدفاع عنهم بالباطل أشد من اتباعهم للشرع. فكان هذا باعثًا لي على أن أكتب في أهمية تعلم الدين والتمسك بأحكام الشرع ووجوب استفتاء العلماء في أي عمل يُقدم عليه المسلم ولا يعرف حكمه، فكتبت في هذا كتابي ««الجامع في طلب العلم الشريف»» في 1413هـ/1993م».

يقول الدكتور فضل في كتابه الجديد ما يلي:

«تطور هذا الاندفاع العاطفي وتفاقم حتى بلغ في السنوات الأخيرة مبلغ القتل بالجملة والإبادة الجماعية باسم الإسلام والجهاد، وعلى أيدي أناس أعرفهم جيدًا لعشرات السنين، وأعرف مبلغهم من العلم وموقعهم من الديانة، ولم يكتفوا بذلك بل أخذوا في تأسيس ذلك وتأصيله فقهيًا فأسسوا مذهبًا إجراميًا فاسدًا يتمسح في فقه المسلمين، وقد أشرت إلى بعض أركان هذا المذهب في «وثيقة ترشيد العمل الجهادي» وفي الحوار الصحافي الملحق بها، وكشفت بطلان هذا المذهب. إلا أن أتباع هذا المذهب الفاسد من منسوبي تنظيم القاعدة أخذتهم العزة بالإثم وعزموا الرد على «الوثيقة» حتى قبل نشرها بعدة أشهر فسقط أحد هؤلاء قتيلاً في صنعاء اليمن في يوليو 2007، وهو يكتب ردًا على «الوثيقة»، وسقط الثاني قتيلاً في وزيرستان بباكستان في يناير 2008م وهو يكتب ردًا على «الوثيقة»، فانبعث أشقاهم وثالثهم أيمن الظواهري فكتب ردًا على «الوثيقة» في مارس من نفس العام، وسماه كتاب «التبرئة»، وتجرأ على التلاعب بالدين ولم يعتبر بما أصاب صاحبيه من قبله. قال الله تعالى: «وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ» «المؤمنون:76»، وقال تعالى: «... وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا» «الإسراء:60»، وقال الإمام مالك رحمه الله «مهما تلاعبت به من شيء، فلا تلاعبنّ بأمر دينك». وكتب الظواهري كتابه «التبرئة» فكان مثالاً لفقه التبرير الذي ذكرته بالوثيقة ليبرر به المذهب الفاسد الذي اتبعته القاعدة. ويمكن تقسيم ما أورده في كتابه ثلاثة أقسام:كذب وبهتان، مغالطات فقهيه، تلبيس على القارئ وتشتيته له».

وفي الفصل الأول من كتابه الذي اختار له عنوان «تعرية أكاذيب الظواهري وبهتانه»، يروي الدكتور فضل ما يلي:

«قال الظواهري إن «وثيقة ترشيد الجهاد» كتبت بإشراف أميركا واليهود، وكرر هذا أكثر من عشر مرات في كتابه، فقال «إن الوثيقة كتبت بإشراف وتمويل السفارة الأميركية والمخابرات الأميركية ـ السي آي إيه وإف بي آي ـ والحملة الصليبية اليهودية». فما دليله على هذا الكلام وما مستند شهادته هذه؟ هل مستند شهادته السمع أم البصر أم نقل الشهود العدول؟ فإن لم يكن هذا ولا هذا فهو رجل كذاب مفتري، وأنا أدعوه إلى المباهلة في هذا الأمر كما قال الله تعالى: «... ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ» «آل عمران:61»، وقد دعا كثير من العلماء مخالفيهم إلى المباهلة منهم ابن عباس ومحمد بن عبد الوهاب وغيرهم رضي الله عنهم، وهذه هي مباهلتي «اللهم إنك تعلم أنني ما كتبت هذه الوثيقة إلا ابتغاء نصرة دينك وأن ما افتراه الظواهري لم يقع وليست لي به علاقة، فاللهم أنزل لعنتك على الكاذب منا»، وأنا أطالبه بمثل هذه المباهلة كتابة وبالصوت والصورة التي لا تتيسر لي. هذا المفتري الكذاب ما دليله؟ والله سبحانه يقول: «... قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ» «البقرة:111»، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «البينة على المدعي» ما بينته الشرعية؟ يتخيل خيالات ويتهم بها الأبرياء، والله إنه فاجر كذاب. وما يقوله الظواهري اليوم عن «الوثيقة» إنها بإشراف أميركا واليهود، قد قاله من قبل عن شيخه الحالي ابن لادن عندما اتهمه بأنه عميل للمخابرات السعودية وسط الحركات الإسلامية لما لم يدعمهم ماليًا عام 1995، فتهمة التخوين جاهزة دائمًا لدى الظواهري، يظن أن كل الناس مثله».

أما عندما اتهمته أنا بالعمالة للمخابرات السودانية، فأقسم بالله الذي لا إله غيره أنني سمعت هذا الكلام من فم الظواهري بأذني مباشرة بدون واسطة في السودان آخر عام 1993، إذ قال لي «إنه ملتزم أمام السودانيين بتنفيذ عشر عمليات في مصر وإنه استلم منهم مائة ألف دولار لهذا الغرض» هذا كلامه لي، وإن أنكره فأدعوه إلى مباهلة ثانية، وهذه مباهلتي «اللهم إن الظواهري قد قال لي هذا الكلام مباشرة وإن أنكره فاللهم أنزل لعنتك على الكاذب منا»، لقد ذهب بقدميه يعرض عمالته على الأمن السوداني.

وقد حدث ذلك بعد نحو سنة من انقطاع صلتي بهم، ووجدته يدفع إخوة جماعة الجهاد بالسودان للصدام وعمل عمليات قتالية في مصر، فجلست معهم وحذرتهم من ذلك وأنه لا طائل من ورائه ولا يجب شرعًا، إلا أن الظواهري أصر على التمادي في عمالته والمتاجرة بإخوانه ودمائهم، فأمطرهم بخطبه الحماسية التي لا تمت للفقه بصلةٍ ووعدهم بأنه سيقاتل في مصر إلى آخر رجل، وقد كذب فلم يذهب للقتال في مصر لا هو ولا أخوه، ولم يقبلا على أنفسهم ما دفعوا إخوانهم إليه. وكانت محصلة ذلك أن الظواهري ملأ القبور والسجون في مصر بإخوانه وهرب هو وأخوه من السودان ولم يحقق أي فائدة في مصر ثم أعلن عن وقف العمليات بعد هذه الخسائر الفادحة، وهذه عاقبة كل خائن وعميل: أوزار ودماء يحملها على ظهره لا فكاك له منها، ويزعم أنه كتب كتابه «التبرئة» لينصر دين الإسلام! يا معشر المسلمين إن الله سبحانه لم يقص علينا أخبار بني إسرائيل من أول القرآن إلى آخره، وكيف أنعم الله عليهم ثم غضب عليهم ولعنهم لمجرد القصص، وإنما لنعتبر بحالهم وليحذرنا من صنائعهم، ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبرنا أن بعض المسلمين سيتبع مسلك اليهود والنصارى في قوله: «لتتبعن سَنَن من قبلكم... اليهود والنصارى» الحديث متفق عليه. وهذا الذي فعله الظواهري معي هو ما فعله اليهود مع عبد الله بن سلام، قالوا عنه «خيرنا وابن خيرنا، فلما قال ما لم يعجبهم قالوا: شرنا وابن شرنا» والحديث متفق عليه.

الظواهري قال لي «علاقتك بنا رَفَعت عنا الحرج أمام الجماعة الإسلامية، لأنهم يقولون إن معهم عالما وهو الشيخ عُمر عبد الرحمن وأنت كل الناس يشهدون بعلمك» هذا عام 1991م، وفي مطلع عام 1994م أطلع الظواهري على كتاب «الجامع» وأنا أراجعه المراجعة النهائية وقال لي «هذا الكتاب فتح من الله تعالى»، وأعلنوا في مجلتهم «المجاهدون» ـ التي كانت تصدر من لندن ـ عن قرب إصدار هذا الكتاب ووصفوني بأنني «مفتي المجاهدين في العالم» وأنني «العالم المرابط والمفتي المجاهد»، هذا كلامهم. فلما كتبت «الوثيقة» قالوا: «فقهاء المارينز» و«هذه ديانة أميركية جديدة» و«كتبت بإشراف الحملة الصليبية اليهودية». أليس تقلبهم هذا هو كما فعل اليهود مع عبد الله بن سلام رضي الله عنه؟ وفك الله أسر عُمر عبد الرحمن وأسرنا وجميع أسرى المسلمين».

ثم إن الظواهري قال إن «الوثيقة» كتبت برعاية أميركية، وفي نفس كتابه ناقض نفسه وأقرّ بأنني ـ ومنذ أربعة عشر عامًا ـ نهيتهم عن الصدام في مصر وانتقدت الجماعات الإسلامية ونهيت عن الغدر في دار الحرب لمن دخلها بالتأشيرة وأنها أمان، اعترف الظواهري بأن هذا هو كلامي القديم الموجود في كتاب «الجامع» الذي وصفه بأنه «فتح من الله»، وهذا الكلام هو ما ذكرته في «الوثيقة» عام 2007م. فهل عندما كتبت هذا الكلام نفسه في «الجامع» عام 1993م كنت في حجز أي جهاز أمني؟ وهل كتبته محاباة لأحد؟. وفي عام 1993م عندما أبعدتنا باكستان كان أمامي خيار اللجوء السياسي لأوروبا ورفضته، وعُرض عَلَىّ قبل ذلك أيضًا ورفضته، وفضّلت أن أعيش بين المسلمين في البلاد المتخلفة رغم المخاطر الأمنية. فهل ما ذكرته في «الجامع» كان برعاية صليبية يهودية؟.

النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟» قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «الإشراك بالله، وعقوق الوالدين» وكان متكئًا فجلس فقال: «ألا وقول الزور» فمازال يكررها حتى قالوا: ليته سكت. الحديث متفق عليه. فشهادة الزور من أكبر الكبائر وهي فسق، والظواهري لا يستحي ويشهد زورًا عَلَىّ. في حين أن الكفار يستحيون من الكذب، كما قال أبو سفيان لما سأله هرقل عن أحوال النبي صلى الله عليه وسلم لما أرسل إليه يدعوه إلى الإسلام، فبحث هرقل عن قومٍ من بلد النبي صلى الله عليه وسلم، فأتاه حراسه برهطٍ فيهم أبو سفيان وكان كافرًا وذلك بعد الحديبية، قال هرقل: أيكم أقرب نسبًا بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟، فقال أبو سيفان: فقلت أنا أقربهم نسبًا، فقال: أدنوه مني وقربوا أصحابه فاجعلوهم عند ظهره، ثم قال لترجمانه: قل لهم إن سائل هذا عن هذا الرجل فإن كذبني فكذبوه، قال أبو سيفان «فو الله لولا الحياء من أن يأثروا عليّّ كذبًا لكذبت عنه» الحديث متفق عليه. فهذا أبو سفيان رضي الله عنه في كفره قبل إسلامه استحى أن يكذب أمام أصحابه، والظواهري ـ الملقب بالشيخ المجاهد ـ يكذب على صفحات الكتب أمام العالم ولا يستحي». أكذوبة ثانية للظواهري في كتابه «التبرئة» قال في صفحة 199 إنني تكلمت في «الوثيقة» عن عمليات جماعة الجهاد في مصر وهي محاولتي اغتيال وزير الداخلية حسن الألفي ورئيس الوزراء عاطف صدقي وأنني ذكرت اسم أحد المنفذين «ضياء الدين» كاملاً، هذا كذبه. وأنا لم أتكلم في ذلك ولم أذكر اسم هذا الأخ في أي شيء كتبته قبل هذه المذكرة، ولا أعرف هذا الأخ أصلاً ولم أقرأ اسمه إلا في كتابه. فكلامه هذا كذب ومحض تخيلات وأوهام يتهم بها الناس. ثم لم يكتفِ بهذا الكذب بل رتب عليه استنتاجات فاسدة لأن «المبنى على الفاسد فاسد»، فمن استنتاجاته الفاسدة «أن هناك من يقدم لي المعلومات ويُملي عَلَيّّ ما أكتب» يقصد الأجهزة الأمنية، وأحب أن أنبه هنا على أن المعلومات التي لدى الأجهزة الأمنية لا تعبر عن الحقيقة دائمًا، لأن الإخوة يكذبون في التحقيقات، وأولهم الظواهري، فقد فوجئت عند التحقيق معي بعدما وصلت مصر في فبراير عام 2004، أن الظواهري في التحقيق معه عام 1981 استغل غيابي ونسب إليّّ كثيرًا من الأمور الكاذبة لينجو بنفسه».

من استنتاجات الظواهري الفاسدة قوله «وللأسف سيرى القارئ أن مركز مقاومة الإرهاب في الجيش الأميركي كان أكثر إنصافًا من داعية الترشيد فقد أورد روايتي من كتابي «فرسان تحت راية النبي صلى الله عليه وسلم» عن حادث عاطف صدقي» هذا كلامه، وللأسف الظواهري رجل كذاب، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الكذب فجور» رواه مسلم، وبنى استنتاجات فاسدة على كذبه، وأنا أعرف ضوابط علم «الجرح والتعديل»، وأعرف أن الظواهري لا يجوز في دين الله نقل الأخبار عنه لأنه كذاب ساقط العدالة مردود الرواية والشهادة، وهذا هو حكم الكذاب في الشريعة، فكيف أنقل عنه؟ وأنا أصلاً لا أحتاج لذلك لأنني أعلم الحقائق مما عايشته بنفسي ومن أصحاب الأحداث الذين عشت معهم في السجون سواء في اليمن أو في مصر ولديهم كل الأخبار. كما أنني أعلم أن الكاذب وخائن الأمانة لا يمكن أن يكون فارسًا تحت راية النبي صلى الله عليه وسلم».