عاد العنف ليضرب الملاعب الإيطالية مجددا في المباراة النهائية لمسابقة الكأس التي توج نابولي بطلا لها بفوزه على فيورنتينا 3 - 1 على الملعب الأولمبي في العاصمة روما.
وتأخر انطلاق المباراة نحو 45 دقيقة مساء أول من أمس بعد إطلاق نار أدى إلى اشتباكات بين أنصار نابولي ورجال الأمن الذين تدخلوا لإعادة الهدوء إذ هددت جماهير نابولي باجتياح أرض الملعب إثر تردد إشاعة عن مقتل مشجع قبل أن تتراجع عن قرارها بعد أن علمت أن المشجع مصاب ولم يفارق الحياة.
والمصاب هو أحد 3 أشخاص من مشجعي نابولي جرحوا في عملية إطلاق النار، ويرقد في غيبوبة اصطناعية حتى يقرر الأطباء الطريقة الأفضل لاستخراج الرصاصة التي أدت إلى ثقب في الرئة واستقرت قرب العمود الفقري، بينما تعرض المشجعان الآخران لإصابات باليد والذراع.
وهناك شخص رابع، يعتقد أنه من مشجعي نادي روما، نقل أيضا إلى المستشفى، وتم استجوابه من الشرطة حول علاقته بالأحداث قبيل انطلاق المباراة.
وأشارت وكالة الأنباء الإيطالية «انسا» أمس إلى أن الشرطة اعتقلت مشجعا متشددا لنادي روما هو دانييلي دي سانتيس كان متورطا في الحادث، ووجهت له تهمة محاولة القتل.
ويشتهر دي سانتيس بين ألتراس روما بأنه زعيم (رابطة مشجعي الفريق) وأنه كان وراء إيقاف مباراة الديربي بين روما ولاتسيو في 2004. بعد أن اقتحم هو ومجموعة من مشجعي روما أرض الملعب وادعوا على غير الحقيقة أن طفلا قتل في مواجهات اندلعت خارج ملعب المباراة. وكان ممثل مشجعي نابولي، جينارو دي توماسو، الذي يعتقد أنه أبن زعيم المافيا في نابولي، والذي يشتهر بلقب كامورا، قد ظهر بين مجموعة «ألتراس» وهو يرتدي قميصا يحمل شعارا يطالب بالحرية لأنطونيو سبيزيالي، المشجع الذي حكم عليه بالسجن ثمانية أعوام بعد تورطه في قتل شرطي قبل مباراة الديربي بين كاتانيا وباليرمو في 2007.
وقام دي توماسو بالتفاوض مع لاعب نابولي ماريك هامسيك لأجل إقناع الجمهور بعدم النزول للملعب وإفساد اللقاء. وتابع عدد كبير من مشجعي نابولي المباراة في صمت تام احتجاجا على ما جرى.
ووصف بييترو غراسو رئيس مجلس الشيوخ الإيطالي الذي حضر المباراة في الاستاد لتسليم الكأس المسؤولين عما جرى بأنهم مجرمون.. وليسوا مشجعين، وقال: «لا يمكن أن تتحول مباراة لكرة القدم إلى حرب بين عصابتين متناحرتين».
وتسببت أعمال العنف هذه التي ضربت كرة القدم الإيطالية بحالة من الغضب خصوصا في الصحف التي تحدثت عن عدم اتخاذ إجراءات حقيقية لمعالجة المشكلة.
وقال مدرب يوفنتوس أنطونيو كونتي: «كل مرة تحدث فيها هذه الأعمال الخطيرة تؤدي إلى حالة من الغضب، فنحن نسمع نفس الأصوات دائما التي تقول ماذا ينبغي القيام به، لكن لا شيء يحصل للتأكد من عدم تكرارها». وكان رئيس الوزراء الإيطالي الجديد ماتيو رينزي واحدا من كبار الشخصيات الذين تابعوا المباراة من الملعب الأولمبي عندما علت الصافرات لدى عزف النشيد الوطني الإيطالي. ورغم الأجواء المتوترة انطلقت المباراة التي نجح نابولي من خلالها في الفوز 3-1 على فيورنتينا وإنقاذ موسمه بإحراز اللقب الثاني في 3 سنوات في مسابقة كأس إيطاليا.
وكسب الإسباني رافائيل بينيتز مدرب نابولي الرهان وأنقذ موسم الفريق الجنوبي وأحرز لقبه الأول معه، بعد فشله في مقارعة يوفنتوس في الدوري المحلي حيث يحتل المركز الثالث بعد أن كان وصيفا في الموسم الماضي، تاركا الوصافة لروما.
وكان نابولي أحرز لقبه الرابع الأخير في هذه المسابقة عام 2012 على حساب يوفنتوس بهدفين للأوروغوياني أدينسون كافاني والسلوفاكي ماريك هامسيك. وتأهل نابولي إلى النهائي على حساب روما بطل النسخة الأخيرة (2 - 3 و3 - صفر)، فيما تخطى فيورنتينا أودينيزي (1 - 2 و2 - صفر).
وفاز نابولي في الدوري ذهابا على مضيفه فيورنتينا 2 - 1 قبل أن يثأر الأخير إيابا 1 - صفر.
وحسم نابولي اللقاء مبكرا بفضل هدفين عن طريق لاعب منتخب إيطاليا لورينزو انسين في في الدقيقتين 11 و17 من الشوط الأول، لكن خوان فارغاس أعاد الأمل لفيورنتينا بهدف في الدقيقة 28. وقضى دريس ميرتنز على آمال فيورنتينا بالهدف الثالث في وقت المحتسب بدل الضائع وفريقه يلعب بعشرة لاعبين. وقال بينيتز مدرب نابولي عقب اللقاء: «الشيء المهم هو الأداء الذي رأيناه في أرض الملعب. أظهرنا رغبتنا في الفوز ولعبنا بشكل جيد». وأضاف: «في بداية المباراة بدا أن كل شيء يسير في صالحنا. لكن فيورنتينا رد بقوة لكننا في النهاية حققنا نتيجة رائعة، التشكيلة قوية وأراد اللاعبون الفوز وأعتقد أن هذا سيفيدنا في المستقبل».
نابولي يتوج بطلا لكأس إيطاليا وسط أجواء من العنف
إصابة ثلاثة مشجعين بطلقات نارية قبل النهائي أمام فيورنتينا والقبض على زعيم «ألتراس» روما
نابولي يتوج بطلا لكأس إيطاليا وسط أجواء من العنف
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة