عملية عسكرية جديدة ضد الانقلاب في سواحل حجة

معارك «تكتيكية» في معسكر خالد وقوات الشرعية صدت هجوماً بشبوة

جانب من توزيع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية 1105 سلال غذائية على عدد من قرى محافظة تعز الخميس الماضي (واس)
جانب من توزيع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية 1105 سلال غذائية على عدد من قرى محافظة تعز الخميس الماضي (واس)
TT

عملية عسكرية جديدة ضد الانقلاب في سواحل حجة

جانب من توزيع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية 1105 سلال غذائية على عدد من قرى محافظة تعز الخميس الماضي (واس)
جانب من توزيع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية 1105 سلال غذائية على عدد من قرى محافظة تعز الخميس الماضي (واس)

صعّدت قوات الجيش الوطني المسنودة بالتحالف والمقاومة الشعبية، عملياتها العسكرية في عدة جبهات ميدانية، وخاصة في الجبهات الشمالية الغربية من البلاد، قرب الحدود مع المملكة العربية السعودية، أمس. وقالت مصادر عسكرية يمنية لـ«الشرق الأوسط»، إن القوات المشتركة خرجت من مدينة ميدي التي فرضت السيطرة عليها، بعمليتين منفصلتين، الأولى نحو ساحل المدينة، والأخرى في اتجاه ساحل بحيص في مديرية عبس.
وتزامنت هذا التحركات العسكرية لقوات الجيش الوطني، في وقت واصلت فيه المدفعية قصف مواقع متفرقة لميليشيات الحوثي وصالح في المديرية، ومناطق أخرى في مديرية حرض المجاورة.
وخلفت معارك اليومين الماضيين وغارات مقاتلات التحالف، أكثر من 30 مسلحا من الميليشيات وعشرات الجرحى.
وذكرت المصادر، التي فضلت عدم الإشارة إليها، أن الميليشيات تعيش حالة استنفار في المديرية التي زرعت في سواحلها، وخاصة في بحيص، نحو 20 ألف لغم، وفقا للإحصاءات المحلية.
ويرى مراقبون أن تحرك قوات الجيش نحو سواحل ميدي ومديرية حرض، يأتي في إطار العملية العسكرية التي أطلقتها القوات المشتركة، بين الجيش الوطني وقوات التحالف، لاستعادة السيطرة على الساحل الغربي من البلاد.
في سياق متصل، اشتدت وتيرة المواجهات والقصف المدفعي المتبادل في جبهات محافظة الجوف، بحسب ما ذكرته مصادر ميدانية في المقاومة الشعبية لـ«الشرق الأوسط». وقال القيادي الميداني في الجيش الوطني، عبد الرحمن راكان لـ«الشرق الأوسط»، إن المواجهات تجددت خلال الساعات الـ24 الماضية في مديرية المتون بين الطرفين. وأضاف أن هناك استراتيجية وخططا جديدة ستنفذها قوات الجيش لتطهير المتون وما تبقى من مناطق المحافظة من الميليشيات الانقلابية.
وتسيطر قوات الجيش على المجمع الحكومي وجبال حام ومزوية في المتون ومواقع، فيما توجد الميليشيات في المناطق الأخرى بالمديرية.
وأفاد راكان بأن قوات الجيش الوطني تسيطر على نحو 60 في المائة من المساحة الجغرافية للمحافظة، خاصة في الحزم (عاصمة المحافظة) وخب الشعف والمصلوب والمتون، وهي المديريات التي تتوزع فيها مئات الأسر النازحة.
أما في محافظة شبوة، فقد تواصلت معارك الكر والفر بين قوات «اللواء 19» من جهة، وميليشيات الحوثي وصالح، من جهة أخرى في مديرية عسيلان.
وقالت مصادر ميدانية، إن مواجهات اندلعت في منطقة حيد بن عقيل، عقب محاولة الميليشيات التسلل نحو المنطقة، غير أن قوات الجيش تمكنت من صدها وأجبرتها على التراجع، بعد أن كبدتها كثيرا من القتلى والجرحى.
وبحسب المصادر الميدانية، فقد قصفت الميليشيات بقذائف الهاون بشكل عشوائي منازل المواطنين شمال عسيلان، ما ألحق أضرارا مادية بعدد منها.
وذكرت المصادر أن قوات الجيش قصفت بالمدفعية مواقع الميليشيات في مناطق الخيضر وبلبوم والهجر، عقب استهداف الأخيرة مواقع ومناطق في الخزان والعكدة ودار آل منصر.
وفي تعز، دفعت قوات الجيش الوطني بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى جبهة المخا الساحلية، غرب تعز، بهدف المشاركة في العمليات العسكرية التي تدور في عدد من المناطق في الساحل الغربي لليمن، في وقت شددت فيه قوات الجيش الوطني وقوات التحالف من حصارها على معسكر «خالد بن الوليد»، قرب المخا.
وبعد معارك عنيفة، سقط فيها العشرات من الطرفين بين قتيل وجريح، بينهم قيادات ميدانية، وبعد تطبيق الحصار عليها من الجهات الشرقية والغربية، اقتحمت قوات الجيش الوطني بمساندة نارية دقيقة ومباشرة من طيران التحالف، البوابة الغربية لمعسكر خالد، في الوقت الذي تستعد للوصول واقتحام البوابة الشرقية، وذلك بعد وصولها إلى ميدان ضرب النار التابع للمعسكر والمنصة ونقطة مراقبة للقيادة، والسيطرة على مواقع استراتيجية ومهمة في محيط المعسكر، ما جعلها تسيطر عليه ناريا وبشكل كامل.
وبحسب مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط»، فقد أصبحت قوات الجيش الوطني، قاب قوسين أو أدنى من قطع جميع خطوط إمدادات الميليشيات الانقلابية باتجاه المعسكر، الموجودة على مساحة جغرافية واسعة وسط سلسلة جبلية.
وتسعى قوات الجيش للسيطرة على جسر الهاملي ليتسنى لها محاصرة ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية من 3 محاور، الشرقية والغربية والجنوبية، في حين تتقدم القوات في جبهة الكدحة باتجاه مفرق الوازعية، المحور الشمالي الغربي للمعسكر، الأمر الذي من شأنه أن يضع الميليشيات بين كماشة الجيش الوطني والتحالف من جميع الجهات.
من جهته، قال العقيد عبد الباسط البحر، نائب الناطق الرسمي لمحور تعز، لـ«الشرق الأوسط»، إن «قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، وبعملية عسكرية التفافية ناجحة، وصلت إلى جسر الهاملي لتقطع بذلك خط الحديدة – تعز. وخلال العملية سيطرت على عدد من التباب المجاورة، وقد ساعد في ذلك طيران التحالف الذي دمر 5 أطقم عسكرية تابعة للميليشيات الانقلابية في مفرق المخا، بالقرب من بوابة معسكر خالد الشرقية».
وأكد العقيد البحر أن «الميليشيات الانقلابية زرعت ألغاما كثيفة في محيط معسكر خالد بن الوليد»، وأن «الفرق الهندسية التابعة للجيش الوطني تعمل على إزالة الألغام وتطهير المواقع التي تمت السيطرة عليها، بما فيها البوابة الغربية وميدان ضرب النار والمنصة».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.