مواقف {فتح} و{حماس} تثير شكوكاً حول نجاح لقائهما المرتقب في غزة

الأولى لا تريد حواراً جديداً... والأخرى تهاجم عباس وتضع ملفات للنقاش

مواقف {فتح} و{حماس} تثير شكوكاً حول نجاح لقائهما المرتقب في غزة
TT

مواقف {فتح} و{حماس} تثير شكوكاً حول نجاح لقائهما المرتقب في غزة

مواقف {فتح} و{حماس} تثير شكوكاً حول نجاح لقائهما المرتقب في غزة

أثارت تصريحات متبادلة لمسؤوليين في حركتي فتح وحماس، شكوكا حول إمكانية الاتفاق على إنهاء الانقسام، أثناء لقاء مرتقب للطرفين في قطاع غزة، وهو الشرط الذي وضعه الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، قبل اتخاذه خطوات ضد حماس، قال إنها «ستكون حاسمة وغير مسبوقة».
وفي حين قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد، إن وفد حركته الذي يزور غزة قريبا، يريد الاتفاق مع حماس على الذهاب فورا نحو حكومة تبسط سيطرتها الكاملة على قطاع غزة، كما هو الحال في الضفة، بما يؤدي إلى إنهاء الانقسام، قال القيادي في الحركة، إسماعيل رضوان، إنه من أجل تمكين الحكومة من القيام بمهامها في غزة، عليها الالتزام بحل أزمات الموظفين، وأزمات القطاع، والعمل على فتح المعابر، وإعادة الإعمار. أما إذا كانت حكومة وحدة وطنية، فيجب أن يكون برنامجها وثيقة الوفاق الوطني أو برنامج اتفاق مكة، وليس برنامج منظمة التحرير.
والقضايا التي طرحها رضوان هي محل خلاف مستمر وقديم، سواء ما يخص منها حكومة التوافق، أو حكومة الوحدة، وأفشلت جولات كثيرة للحوار وسط اتهامات متبادلة.
ولا يريد وفد فتح الذي شكله عباس ويصل غزة الأسبوع المقبل، العودة إلى دائرة مفرغة من الحوار، كما قالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، وإنما يحمل مبادرة متكاملة سيعرضها على حماس، فإذا وافقت، ذهب الطرفان إلى التنفيذ، وإذا رفضت، فإن عباس سيأخذ خطوات ضد حماس.
وقال الأحمد للإذاعة الفلسطينية الرسمية، إنه يأمل في عدم الاضطرار إلى اتخاذ موقف يزيد الأمور تعقيدا، وأن يكون هناك تفاهم في غزة.
وكان عباس أعلن أنه سيأخذ خطوات حاسمة وغير المسبوقة ضد حماس لإنهاء الانقسام، بعد تشكيلها في غزة لجنة إدارية لإدارة شؤون القطاع، وهي الخطوة التي عدها عباس «خطيرة ومقدمة انفصال».
وأخذت السلطة الأسبوع الماضي، قرارا باستقطاع مبالغ مالية عن موظفيها، زاد من الأزمات المالية والوضع الاقتصادي المتردي في غزة. وحمّل عباس وفد فتح مبادرة، تنص على حل اللجنة الإدارية التي شكلتها حماس لحكم غزة، وتمكين حكومة الوفاق من العمل في غزة عبر تسليمها المؤسسات والمعابر، على أن يجرى تعديل لاحق على الحكومة، أو الاتفاق سلفا، على حكومة وحدة وطنية، سيكون من مهامها التحضير فورا لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية خلال ثلاثة أشهر.
وقال عباس لأعضاء في اللجنة المركزية، إنه لن يسمح بتكريس واقع فصل غزة عن الضفة الغربية، فإذا قبلت حماس جرى الاتفاق، وإذا رفضت فإنه سيأخذ خطوات أخرى صعبة.
وعلى الرغم من أن حكومة التوافق تشكلت في الثاني من يونيو (حزيران) 2014، بموجب اتفاق تم توقيعه بتاريخ 23 أبريل (نيسان) 2014 في غزة، بين حركتي فتح وحماس، لإنهاء الانقسام الفلسطيني، لكنها فشلت عمليا، في إنهاء الانقسام، بسبب خلافات مع حماس حول آلية عمل الحكومة.
وإحدى العقبات التي وقفت في وجه الحكومة، كانت رغبة حماس في دور واضح في الوزارات والمعابر، وملف موظفي حكومتها السابقة، التي رفضت حكومة التوافق استيعابهم. أما العقبة الأبرز التي أفشلت محاولات تشكيل حكومة وحدة وطنية، فكان برنامج الحكومة.
وتعهدت حماس أمس، في حال قيام حكومة الوفاق بواجباتها في قطاع غزة، بحل اللجنة الإدارية. وقال رضوان، إنها «ستكون منتهية». وطالب بأن يكون أي اتفاق مع فتح في إطار وطني جامع. ورفض رضوان بشدة: «لغة التهديدات والابتزاز»، وقال إن«حماس لا تقبلها».
وشنت حماس، أمس هجوما حادا ضد عباس لهذا السبب. وقال فوزي برهوم، الناطق باسم حركة حماس: «إن تهديدات رئيس السلطة محمود عباس لغزة مرفوضة»، وعدها «دليل تأكيد على مسؤوليته المباشرة عن صناعة الأزمات لأهلنا في غزة والتضييق عليهم». وأضاف برهوم في بيان: «إن الأزمات مفتعلة وبقرار سياسي، وليس لها علاقة بالوضع المالي والاقتصادي؛ وتهدف إلى تعزيز الانقسام وتطبيق خطة تتقاطع مع الاحتلال، لعزل غزة وفصلها عن الوطن، وضرب عوامل صمود وثبات الشعب ومقاومته الباسلة، كمنحة وعطاء للاحتلال الإسرائيلي، قبيل لقائه مع الرئيس ترمب في واشنطن، تمهيداً لفرض مشروعات استسلام جديدة من شأنها تصفية القضية الفلسطينية»، بحسب بيان برهوم.
ودعا الناطق باسم حماس، كل مكونات الشعب وفصائله، إلى الإسراع في إيجاد ما أسماها، حالة وطنية موحدة لمواجهة «هذا المخطط الخطير وفضحه وإفشاله، والعمل على توحيد جبهة المقاومة وتطويرها، من أجل ضمان حماية شعبنا والدفاع عن حقوقه وثوابته».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».