قصر وستمنستر (Palace of Westminster)، والمعروف كذلك بـ«بيت البرلمان البريطاني»، هو أحد أهم المعالم المعمارية والتاريخية في العاصمة البريطانية لندن، وكذلك يعد أحد أبرز رموز الديمقراطية الحديثة.
القصر يقع في حي وستمنستر الشهير بقلب عاصمة المملكة المتحدة، وهو القصر الذي يجتمع فيه أعضاء البرلمان البريطاني، ويعد واحدا من أكبر مباني البرلمانات في العالم.
ويعتبر بيت البرلمان البريطاني في لندن أحد أهم المعالم الحضاريّة والتاريخيّة للمدينة، ويقع المبنى على الضفة الشمالية لنهر التايمز، كما يمكن للزوّار مشاهدة فن العمارة القوطية، والتصاميم الداخلية الرّائعة لهذا المبنى، من خلال جولات مصحوبة بمرشدين متخصصين يقومون بشرح الأهمية التاريخية لمبنى البرلمان الذي صممه المهندسان تشارلز باري وأغسطس بوجن.
مخطط القصر معقد جدا، يحتوي على ما يقرب من 1200 غرفة، مع الأخذ بالحسبان المباني القائمة فيه، إضافة إلى 100 سلم، وأكثر من 3 كيلومترات من الممرات، ويعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر.
وتبلغ مساحة القصر 8 فدادين، ويحتوي على ساعة «بيغ بن» الأكثر شهرة في العالم، وبرج «سانت ستيفن» الذي يحتويها. فيما تُعتبر قاعة «وستمنستر» من أهم المباني التاريخية، وتستخدم في الوقت الحاضر للاحتفالات العامة الرئيسية.
ويضم القصر مجموعة من المعالم الشهيرة التي تؤرخ للمملكة المتحدة، وهي «شرفة نورمان» و«غرفة ملابس الملكة» و«المعرض الملكي» و«غرفة الأمير» و«مجلس اللوردات» و«لوبي النبلاء» و«اللوبي المركزي» و«أعضاء اللوبي» و«مجلس العموم» و«قاعة وستمنستر».
ويتكون البرلمان البريطاني من غرفتين، الأولى وهي مجلس اللوردات، والثانية وهي مجلس العموم. ويضم مجلس اللوردات نوعين من الأعضاء، هما: اللوردات الروحيون (الممثلون بأعلى أساقفة كنيسة إنجلترا) واللوردات الدنيويون (الممثلون بالنبلاء)؛ وأعضاؤه لا يتم انتخابهم من قبل عامة الشعب، ولكن يتم تعيينهم من قبل حكومة قديمة وحديثة. أما مجلس العموم، فهو يُنتخب ديمقراطياً في انتخابات تقام كل 5 سنوات على الأقل. ويجتمع كل من المجلسين في غرف منفصلة في قصر وستمنستر.
ويُعتبر قصر وستمنستر متحفا للتاريخ البريطاني، حيث تحتل جدرانه لوحات للمعارك الحربية والأحداث المهمة، كما يحتفظ البريطانيون في غرفه وخزائنه بعدد لا حصر له من الوثائق التاريخية والمنحوتات والأعمال الفنية التي اكتسبت قيمة فنية وتاريخية.
أما أبرز الأحداث الميلودرامية في «وستمنستر» فكانت ليلة 16 أكتوبر (تشرين الأول) عام 1834، حيث اندلع حريق مدمر في القصر، امتد نتيجة اشتعال لوحة في غرفة اللوردات. وسرعان ما اجتاحت النار القصر بأكمله، ودمرت كثيرا من مبانيه، من بينها غرفة القديس ستيفن، التي كانت مقراً لاجتماع مجلس العموم.
وفي عام 1836، فاز المصمم البريطاني تشارلز باري، في مسابقة وضع تصاميم لإعادة بناء القصر وفق العمارة القوطية الحديثة، ومنذ ذلك الحين صُنف «وستمنستر» على أنه موقع تراث عالمي ذو قيمة عالمية استثنائية، بإقرار من منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة «اليونيسكو».
وبدأ البناء الجديد في عام 1840، واستمر لمدة 30 عاما. وقد عانى المشروع من التأخير الكبير وتجاوز التكاليف، فضلا عن وفاة كل من المهندسين المعماريين. واستمر العمل من أجل الديكور الداخلي بشكل متقطع في القرن العشرين. كما تطلّب المبنى إصلاحات واسعة النطاق بعد الحرب العالمية الثانية، بما في ذلك إعادة بناء غرفة العموم بعد قصفها في عام 1941.
قصر وستمنستر... رمز الديمقراطية
قصر وستمنستر... رمز الديمقراطية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة