موجز الحرب ضد الارهاب

موجز الحرب ضد الارهاب
TT

موجز الحرب ضد الارهاب

موجز الحرب ضد الارهاب

خبير ألماني: على أوروبا توقع المزيد من الهجمات
برلين - «الشرق الأوسط»: ذكر خبير ألماني في شؤون الإرهاب أنه يتعين على أوروبا توقع المزيد من الهجمات الإرهابية على أراضيها. وقال مدير المركز الدولي لأبحاث التطرف في جامعة كينجز كوليدج بلندن، بيتر نويمان، في تصريحات للقناة الثانية في التلفزيون الألماني (زد دي إف)، أمس: «أعتقد أن تنظيم داعش سيحاول أكثر وأكثر تنشيط أنصار له في الغرب»، وذكر أن هذا لا يعني فقد الصواب في أوروبا، موضحاً أنه ليس من المتوقع حدوث هجمات بصفة يومية، لذلك فإنه «ليس هناك داع للخوف من السير في الشوارع».
وفي الوقت نفسه، أكد نويمان ضرورة أن يكون لدى المواطنين في أوروبا تقدير واقعي لخطر الإرهاب، وقال: «يتعين على السلطات الأمنية أن تكون نشطة بالقدر نفسه الذي كانت عليه خلال الأشهر الستة الأخيرة»، وذكر أن سلطات الأمن متأهبة على نحو جيد لمواجهة خطر الإرهاب، لكن لا يزال بوسعها فعل المزيد، موضحاً أن الحل لا يتمثل فقط في زيادة القدرة الاستيعابية لسلطات الأمن، بل أيضاً منع تكدس كثير من ملفات الخطيرين أمنياً على مكاتب السلطات الأمنية، مضيفاً: «لذلك هناك حاجة إلى جهود محددة ومتداخلة وممنهجة للوقاية».

الفلبين: مقتل 3 من قوات الأمن في اشتباكات مع مسلحين
مانيلا - «الشرق الأوسط»: أعلن الجيش الفلبيني في بيان له مقتل 3 من أفراد الميليشيات التابعة للحكومة، أمس، في تبادل لإطلاق النار مع مسلحين إسلاميين في جنوب البلاد. كما أصيب 11 من أفراد الميليشيات التابعة للحكومة والجنود أثناء الاشتباكات التي وقعت في بلدة سوميسيب بإقليم باسيلان، على بعد 900 كيلومتر جنوب مانيلا.
وقال الليفتنانت جنرال كارليتو جالفيز جونيور، وهو قائد عسكري إقليمي، إن قوات الأمن كانت تقوم بدورية عندما قابلت مجموعة من عناصر جماعة «أبو سياف»، مما أدى إلى اندلاع الاشتباكات، وأوضح أن «الدورية كانت استجابة لطلب من الحكومة المحلية في باسيلان لتأمين المنطقة من التهديدات التي تشكلها عناصر (أبو سياف)». وتُتهم «أبو سياف» بالقيام ببعض أسوأ الهجمات الإرهابية في الفلبين، بالإضافة إلى عمليات خطف مقابل الحصول على فدية. وفى جزيرة جولو القريبة، يحتجز المسلحون نحو 20 رهينة آخرين، من بينهم 12 بحاراً فيتنامياً و7 إندونيسيين ورجل هولندي، اختطفوا في عام 2012.

ألمانيا ترحل اثنين من الخطيرين أمنياً إلى تونس
شتوتغارت - «الشرق الأوسط»: رحلت السلطات الألمانية في مدينة أولم تونسيين اثنين من المصنفين على أنهم خطيرون أمنياً إلى موطنهما. وذكر الادعاء العام ومكتب للشرطة الجنائية، أمس الاثنين، أن كلا التونسيين (35 عاماً) كان يخضع للتحقيق للاشتباه في إعدادهما لجريمة عنف تعرض أمن الدولة لخطر جسيم. وتم رصد التونسيين من قبل السلطات الألمانية بسبب احتفائهما بهجوم الدهس الذي نفذه التونسي أنيس العامري في إحدى أسواق عيد الميلاد ببرلين، نهاية العام الماضي، والذي أودى بحياة 12 شخصاً وإصابة نحو 50 آخرين.
وبحسب بيانات السلطات، فإن هناك مخاوف من أن يخطط التونسيان أيضاً لهجوم مماثل، لكن لا توجد أدلة على ذلك.
وذكرت السلطات أنه تم اتخاذ «إجراءات إنهاء الإقامة» بدافع احترازي، خصوصاً أنه تم من قبل رفض طلبي لجوئهما. وتجدر الإشارة إلى أن الخطرين أمنياً هم الأشخاص الذين لا تستبعد السلطات الأمنية في ألمانيا تنفيذهم لهجوم إرهابي.



2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
TT

2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)

لا يوجد فراغ مسموح به في الطبيعة. فالطبيعة لا تغيّر طبيعتها، لأنها تكره الفراغ. في الفراغ لا حياة، لا صراع ولا تاريخ. فالتاريخ يتنقّل بين الفوضى والنظام. يُفرض النظام بالإكراه، فتوضع القوانين لتُفرض بالقوّة والإكراه أيضاً. هكذا كتب ألبير كامو، الفيلسوف الفرنسي في كتابه «الإنسان المتمرّد»، (The Rebel): «في النظام، كما في الفوضى، هناك شيء من العبوديّة». تستهدف الثورة النظام القائم، فتخلق الفوضى. لكنها مُلزمة بإعادة تكوين نظام جديد. وبين الفوضى والنظام، يدفع الإنسان العاديّ الأثمان.

يقول السياسيّ الراحل هنري كيسنجر ما معناه: إن الفراغ يجلب الحرب والهجوم. فهل سيكون عام 2025 عام ملء الفراغات، أو خلق بعضها؟

دخان يتصاعد من شمال قطاع غزة خلال قصف الجيش الإسرائيلي (أرشيفية - أ.ف.ب)

بعد عملية 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تغيّرت موازين القوى في المنطقة. سقطت «حماس». سقط «حزب الله». سقط النظام في سوريا... وبذلك انهارت وحدة الساحات، أو ما يُسمّى محور المقاومة. وبسبب ذلك، سقطت منظومات كانت قائمة. وتظهّرت الفراغات القاتلة. ها هي إسرائيل تدمّر قطاع غزّة، لتخلق فراغاً لا توجد فيه حركة «حماس»، ولتؤسّس لحالة معيّنة قد يُطلَق عليها «الاحتلال التغييريّ»، (Transformative). بكلام آخر، فُرض الاحتلال أمراً واقعاً خارج القانون الدوليّ، لكنه طويل، ومُكلف للمُحتلّ، الأمر الذي قد يخلق ثقافة جديدة، ومختلفة عما كانت قبلها، حتى ولو تطلّب الأمر جيلاً من الزمن.

دخلت إسرائيل لبنان خلال الحرب الأخيرة، فخلقت منطقة عازلة. وها هي اليوم تُحصّنها استباقاً للسيناريو السيّئ. خلقت إسرائيل هذا الفراغ على الحدود اللبنانيّة، كما في داخل قطاع غزّة بالقوّة العسكريّة المُفرطة. لكن البقاء في لبنان واحتلال المنطقة العازلة، هو أمر مختلف تماماً عن احتلال قطاع غزّة.

بعد سقوط النظام في سوريا، سارعت إسرائيل إلى احتلال مزيد من الأراضي السوريّة وتوسيع المنطقة العازلة. لكنه احتلال من دون استعمال للقوّة، حتى ولو دمّر الطيران الإسرائيليّ قدرات الجيش السوريّ المستقبليّ. إنه احتلال مؤقّت-طويل. لكن المفارقة هي إعلان إسرائيل أن الجولان لن يعود إلى سوريا، وهو احتلال كأمر واقع (De Facto). ولتحرير الجولان، لا بد من حرب أو تفاوض، وهذان أمران متعذّرَان حالياً لأسباب كثيرة. وعليه قد يمكن حالياً إعلان وفاة مقولة كسينجر: «لا حرب في الشرق الأوسط من دون مصر، ولا سلام من دون سوريا».

صورة نشرها الجيش الإسرائيلي وقال إنها لجولة رئيس الأركان هرتسي هاليفي الميدانية في جنوب لبنان (أرشيفية)

حال العالم

في أوكرانيا يستعين الرئيس بوتين في حربه بالتكنولوجيا الغربيّة لتصميم صواريخه، آخرها الصاروخ الفرط صوتيّ «أوريشنيك». كما يستعين بالمُسيّرات الإيرانيّة، والعسكر الكوري الشمالي لتحرير الأرض الروسية في كورسك. يريد بوتين الاحتلال التغييري للشرق الأوكرانيّ.

في منطقة نفوذ الصين، يسعى التنين إلى استرداد جزيرة تايوان على أنها جزء تاريخيّ من الصين الكبرى. فهي تحضّر البحريّة الصينيّة، كون الحرب، وفي حال حصولها، سيكون أغلبها في البحر. ورداً على ذلك، بدأ تشكُّل كثير من التحالفات ردّاً على السلوك الصينيّ.

وفي مكان آخر من العالم، يُحضّر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مأسسة الصراع مع التنين الصينيّ. فهو يريد استعادة السيطرة على قناة بنما، نظراً إلى أهمية هذه القناة على الأمن القومي الأميركيّ. فهي الشريان الحيويّ الذي يربط الشرق الأميركي بالغرب. وهي التي أوصى بها المفكّر الاستراتيجيّ الأميركي البحريّ ألفريد ماهان. وهي التي أشرفت على بنائها الولايات المتحدة الأميركيّة، وذلك بعد انفصال بنما عن كولومبيا وبمساعدة البحريّة الأميركيّة آنذاك، خلال فترة حكم الرئيس الأميركي الراحل تيودور روزفلت. وبذلك، تكون القناة قد مرّت بثلاث مراحل هي: 1906 البناء مع الرئيس روزفلت، و1977 مع الرئيس جيمي كارتر الذي أعادها إلى بنما، واليوم مع الرئيس ترمب الذي يريد استردادها.

صور الرئيس الأسبق حافظ الأسد ممزقة للمرة الأولى في تاريخ سوريا (الشرق الأوسط)

يرى البعض أن تصريحات الرئيس ترمب مجرّد كلام عاديّ بسبب شخصيّته الفريدة. لكن الأكيد أن تصريحاته تنمّ عن عمق جيوسياسيّ بعيد المدى. فما معنى طرحه موضوع شراء جزيرة غرينلاند من الدنمارك؟ ما أهميّة هذه الجزيرة؟

إن ثقافة دبلوماسيّة الدولار (Dollar Diplomacy) في التاريخ الأميركي ليست جديدة. فهي قد اشترت لويزيانا من فرنسا عام 1803 بـ15 مليون دولار. كما اشترت من روسيا ولاية ألاسكا الحاليّة بـ7.2 مليون دولار.

شكّلت لويزيانا الربط بين الشرق والغرب الأميركيّ، كما سيطرت على أهمّ مرفأ أميركيّ يطلّ على خليج المكسيك. وبالحدّ الأدنى أخرجت دولة أوروبيّة من الأرض الأميركيّة. أما شراء ألاسكا، فقد أعطى أميركا إطلالة على مضيق بيرينغ الذي يطلّ بدوره على الأرض الروسيّة.

التحّولات الجيوسياسيّة الحاليّ

مع صعود الصين، تبدّلت موازين القوى العالميّة عمَّا كانت عليه خلال الحرب الباردة. فللصين قدرات كونيّة وفي كل الأبعاد، خصوصاً الاقتصاديّة والعسكريّة، وهذه أبعاد افتقر إليها الاتحاد السوفياتيّ. تسعى الصين إلى التموضع في القارة الأميركيّة. يُضاف إلى هذا التحوّل، الكارثة البيئيّة والاحتباس الحراري، الأمر الذي قد يفتح طرقاً بحريّة جديدة، حول الشمال الأميركيّ. خصوصاً أن ذوبان المحيط المتجّمد الشمالي سوف يُغيّر جغرافيّة الصراع الجيوسياسيّ بالكامل. ونتيجة لذلك، ستصبح الولايات المتحدة الأميركيّة تطلّ على ثلاثة محيطات بعد أن كانت تطلّ على محيطين.

وحدة مدفعية أوكرانية في منطقة زابوريجيا تطلق النار باتجاه القوات الروسية على خط المواجهة (أرشيفية - رويترز)

تتميّز غرينلاند بمساحتها الكبيرة، نحو مليوني كيلومتر مربع، مع عديد لا يتجاوز 56 ألف نسمة، وثروات مهمّة قد تجعل أميركا تستغني عن استيراد كثير من الثروات الطبيعيّة من الصين. خلال الحرب الباردة حاول الرئيس هاري ترومان شراء الجزيرة، وهي لا تزال تضمّ قاعدة عسكريّة جويّة أميركيّة.

في الختام، إذا استطاع الرئيس ترمب استعادة السيطرة على قناة بنما، وسيطر بشكل ما على غرينلاند، سيتكوّن مثلثّ جيوسياسيّ دفاعيّ حول الولايات المتحدة الأميركيّة يرتكز على: غرينلاند، وألاسكا، وقناة بنما. كل ذلك، بانتظار الرئيس ترمب في البيت الأبيض، وكيف سيتعامل مع العالم خصوصاً الصين. فهل سيكون انعزاليّاً أم انخراطيّاً أم مزيجاً من المقاربتين؟