{المجلس الأعلى لمكافحة التطرف} لوضع ضوابط للخطاب الديني والمناهج

{المجلس الأعلى لمكافحة التطرف} لوضع ضوابط للخطاب الديني والمناهج
TT

{المجلس الأعلى لمكافحة التطرف} لوضع ضوابط للخطاب الديني والمناهج

{المجلس الأعلى لمكافحة التطرف} لوضع ضوابط للخطاب الديني والمناهج

قال خبراء أمنيون ونواب في البرلمان المصري إن أولى مهام المجلس الأعلى لمواجهة الإرهاب ستكون وضع توصيات بشأن خطط تأمين المنشآت الحيوية والبلاد، وتحديد الإجراءات المطلوب إدخالها على القوانين لمكافحة الإرهاب، فضلاً عن تدريب المتعاملين من الجيش والشرطة على الخطط الجديدة المطلوبة، ووضع جدول زمني لتطوير الخطاب الديني بين مؤسسات الدولة كافة.
وأعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تشكيل مجلس أعلى لمكافحة الإرهاب والتطرف، لمجابهة التطرف والإرهاب في مصر، عقب هجومين انتحاريين استهدفا كنيستين.
الخبراء أضافوا أن «المجلس الجديد ستكون له صلاحية تقديم الأشخاص للملاحقة القضائية، وستكون له صلاحية تقديم البلاغات للنيابة العامة. ومن ثم، تقديم المتطرفين للمحاكمة»، موضحين أن «المجلس سوف يستهدف تقليل إجراءات التقاضي في قضايا الإرهاب والاعتداء على المنشآت واستهداف المدنين، بحيث لن تتجاوز أكثر من 4 أشهر».
وقال اللواء طلعت مسلم، الخبير الأمني والاستراتيجي، إن «قرار تشكيل المجلس هو قرار مجلس الدفاع الوطني بالإجماع، وأعتقد أن دور هذا المجلس سيكون من الدرجة الأولى التخطيط لمكافحة الإرهاب، ومناقشة الأوضاع القائمة على أرض الواقع، وتحديد نقاط الضعف والقوة فيها، وتحديد كيفية تطوير أوضاع المكافحة للإرهاب، والعمل على تطوير مهمة قوات الشرطة والجيش على أرض الواقع، فضلاً عن وضع خطط جديدة لتأمين المنشآت وتأمين البلاد».
وأضاف: «سيكون هذا المجلس مطلع على تطورات العمليات التي يقوم بها الجيش والشرطة في مكافحة الإرهاب، والتطوير المطلوب إدخاله على عناصر مكافحة الإرهاب، وتطوير أدواتهم وإدخال عناصر التكنولوجيا الحديثة على أساليب التعامل مع الإرهابيين، خصوصاً في جمع المعلومات، واستهداف أماكن وجودهم، فضلاً عن العمل على الانتهاء سريعاً من إجراءات التقاضي في المحاكم، والتنسيق بين كل الأجهزة الأمنية لجمع المعلومات أولاً بأول عن الإرهاب والخلايا الإرهابية».
وقال مسلم، لـ«الشرق الأوسط»، إنه فضلاً عن دور المجلس في تحديد الإجراءات المطلوب إدخالها على قوانين مكافحة الإرهاب، وتدريب المتعاملين على الخطط المطلوبة، فإن هذا المجلس استشاري من الدرجة الأولى أكثر منه مجلس تنفيذي، لذلك فهو سيكون حسب المعلومات مكوناً من أشخاص بحكم وظائفهم، وليس شخصياتهم.
وعن دور المجلس الجديد في تجديد الخطاب الديني، قال مسلم: «سيكون المجلس معنياً بالتجديد في جميع الأحوال، وسيوصي الجهات المسؤولة عنه بكثير من التوصيات التي سيتم تطبيقها على أرض الواقع، بالإضافة إلى أنه سيتم وضع جدول زمني لتطوير الخطاب الديني بين مؤسسات الدولة كافة».
في حين قال العميد السيد عبد المحسن، الخبير الأمني والاستراتيجي، إن «المجلس الجديد سيقوم بوضع الحلول ومتابعة الأجهزة التنفيذية بالدولة لتطبيقها، كما ستكون له صلاحية تقديم الأشخاص للملاحقة القضائية، فضلاً عن صلاحية تقديم البلاغات للنيابة العامة. ومن ثم، تقديم الإرهابيين للمحاكمة».
وأضاف أن «المجلس سوف يساهم في تقليل إجراءات التقاضي بالمحاكم في قضايا الإرهاب والاعتداء على المنشآت واستهداف مدنين، ولن تتعدى 4 أشهر».
في السياق ذاته، قال الدكتور علي عبد العال، رئيس مجلس النواب (البرلمان)، إن مشروع القانون الخاص بتشكيل المجلس الأعلى القومي لمكافحة الإرهاب والتطرف سيخرج من مجلس النواب بضوابط محددة للخطاب الديني والمناهج التعليمية.
وأوضح عبد العال خلال الجلسة العامة لمجلس النواب، أمس: «انتهينا، أول من أمس، في اجتماع مجلس الدفاع الوطني، إلى إنشاء المجلس الأعلى القومي لمكافحة الإرهاب والتطرف (...) وسيخرج مشروع قانون من المجلس في هذا الشأن يضع استراتيجية لمكافحة الإرهاب، وكذلك لمكافحة التطرف من خلال وضع ضوابط الخطاب الديني ومناهج التعليم».
وقالت الدكتورة عبلة الهواري، عضو مجلس النواب، إن قرارات الرئيس الحاسمة، وفى مقدمتها إعلان حالة الطوارئ لمدة 3 شهور، وإنشاء مجلس أعلى لمكافحة الإرهاب، ومطالبته للبرلمان بالتحرك لتجديد الخطاب الديني، سوف تساهم في تجفيف منابع تمويل الإرهابيين، لافتة إلى أن «البرلمان سوف يقدم كل الدعم للمجلس الجديد لرسم سياسة جديدة لمحاربة الإرهاب والتطرف».



هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.