شاركت «الشرق الأوسط» مؤخرا في تجربة عملية في شوارع شرق لندن انطلقت فيها سيارة نيسان الكهربائية «ليف» في جولة استمرت نحو نصف الساعة في قيادة تلقائية من دون سائق. وكان في السيارة ثلاثة ركاب أحدهم هو تيتسويا إيجيما، مدير تطوير القيادة الذاتية في الشركة، بالإضافة إلى صحافيين من «الشرق الأوسط» وراديو الصين.
وجمعت نيسان في تجربة واحدة أحدث تقنيات الصناعة من حيث نظافة التشغيل بلا عادم من سيارة كهربائية لا تحتاج إلى وقود عضوي، وأيضا القيادة الذاتية من دون أي تدخل من السائق.
ونجحت السيارة «ليف» في كثير من المواقف التي يعتبرها كثير من السائقين مواقف حرجة، مثل الدخول إلى دوارات متعددة الحارات والاقتراب من مسارات عبور المشاة التي يقف عليها بعض المشاة منتظرين توقف السيارات ودخول الطرق السريعة والخروج منها والتعامل بنجاح مع السيارات المجاورة على الطريق.
لم ترتكب السيارة أي أخطاء ولم تتردد في اتخاذ القرارات الصحيحة في كل موقف بينما «السائق» ينظر إلى المؤشرات ولا يتدخل في حركة المقود ولا يعدل من المسار. وتعد القيادة الذاتية من أسس الاستراتيجيات المعلنة من نيسان للعقد المقبل بداية من عام 2020. وتقول الشركة إن الهدف النهائي لاستراتيجيتها هو منع بث العادم ومنع حوادث الطرق في المستقبل. وكانت تجربة لندن واحدة من سلسلة تجارب أجرتها شركة نيسان في أنحاء العالم الأخرى قبل تعميم التجربة على سياراتها.
وهناك كثير من المتغيرات التي سوف تتبلور في المستقبل ويتعين على الشركة التعامل معها، ولذلك لم تكون هناك إجابات مباشرة لكثير من الأسئلة المطروحة حول الهيكلية المنتظرة لأنظمة المرور والقوانين السائدة بما في ذلك وثائق التأمين التي سوف تتعامل مع القيادة الذاتية.
وتقوم بريطانيا حاليا بتعديل بعض القوانين من أجل استيعاب السيارات ذاتية القيادة في منظومة المرور والتأمين.
ومن بين التغييرات المقترحة أن التعامل مع حوادث السيارات ذاتية القيادة يعفي السائق من المسؤولية ويكون بين شركة التأمين والصانع. ولكن هذا الإعفاء يأتي بشروط ألا يكون السائق قد عدل في السيارة أو برامج تشغيلها أو أغفل إدخال تحديثات في نظام التشغيل الذي طلبته الشركة.
كذلك قال إيجيما لـ«الشرق الأوسط» إن نيسان سلكت كل الطريق تقريباً نحو تطوير القيادة الذاتية التي تتعامل مع آلاف من وسائل تلقي وتحليل المعلومات، وإن بعض هذه التقنيات يطبق بالفعل في سيارات الشركة مثل السيارة سيرينا التي تحمل نظام «برو بايلوت» والذي حصل في نهاية العام الماضي للسيارة على جائزة سيارة العام في مجال الابتكار.
وقالت الشركة إن سيارتين على الأقل هما «ليف» و«قشقاي» سوف يحملان قريبا نظام برو بايلوت الذي يسمح لهما بالقيادة الذاتية على حارات واحدة على الطرق السريعة. وسوف تقدم نيسان تقنيات القيادة الذاتية أولا في أسواق الولايات المتحدة والصين. وفي عام 2018 سوف يتطور نظام القيادة الذاتية على الطرق السريعة لكي يغطي أكثر من حارة مع انتقال أوتوماتيكي من حارة لأخرى. أما المرحلة النهائية للقيادة الذاتية في شوارع المدن فسوف تصل في عام 2020.
ويقول إيجيما إن نيسان تواجه تحديات المستقبل من التغيير المناخي وازدحام المرور وحوادث الطرق بالسعي نحو هدف تشغيل نظيف للسيارات بلا حوادث. وتعتمد هذه الاستراتيجية على ثلاثة عناصر هي القيادة الذكية وقوة الدفع الذكية وتكامل هذه العناصر معا. وتعني القيادة الذكية منح سيارات المستقبل مزيداً من الأمان والراحة التي تبعث على الثقة لكل من في السيارة. وتحمل سيارات نيسان حاليا كثيراً من عناصر القيادة الذاتية التي تعزز الأمان في السيارات بما في ذلك الكاميرات المحيطة والتحكم في تغيير حارات السير. ويعد نظام برو بايلوت هو أحدث إضافة للقيادة الذاتية وتحمله عدة سيارات من نيسان بما فيها السيارة سيرينا.
وفي مجال قوة الدفع الذكية تطور نيسان محركات منخفضة البث الكربوني وتعمل على تطوير تقنيات الدفع الكهربائي واستخدام خلايا الوقود. وتتكامل هذه العناصر بتعزيز قدرة التواصل بين السيارات ومحيطها الذي يشمل ما يجري في الطرق بما في ذلك السيارات الأخرى.
هذا وتقع نيسان حاليا في الموقع الرابع عالميا ضمن مجموعة رينو - نيسان - ميتسوبيشي وهي تشرف من مركزها الرئيسي في مدينة يوكوهاما اليابانية على ست مناطق جغرافية حول العالم تشمل منطقة الشرق الأوسط.
«الشرق الأوسط» تشارك في تجربة سيارة نيسان ذاتية القيادة
تصل إلى الأسواق في 2020 وتحتاج إلى تعديل قوانين
«الشرق الأوسط» تشارك في تجربة سيارة نيسان ذاتية القيادة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة