الجمال والقوة في كومبيوتر «بورش ديزاين بوك وان» المحمول الجديد

ينافس «مايكروسوفت سيرفيس بوك»

الجمال والقوة في كومبيوتر «بورش ديزاين بوك وان» المحمول الجديد
TT

الجمال والقوة في كومبيوتر «بورش ديزاين بوك وان» المحمول الجديد

الجمال والقوة في كومبيوتر «بورش ديزاين بوك وان» المحمول الجديد

الجمال، والقوة، والمال. هي كل ما يعبر عنه كومبيوتر «بورش ديزاين بوك وان Porsche Design Book One» المحمول، من خلال التصميم الراقي الذي أعلن عنه في المؤتمر العالمي للاتصالات الجوالة بداية الشهر الحالي.
كومبيوتر «بورش ديزاين بوك وان» المحمول، الذي تملكه شركة تصميم تابعة لشركة بورش العالمية لصناعة السيارات، التي تصنع أيضا الساعات، وسماعات الرأس، والكثير من المنتجات الأخرى الفاخرة للزبائن الأثرياء من أصحاب الأذواق الراقية. وعندما يبدأ التسويق الرسمي لجهاز الكومبيوتر المحمول الجديد في شهر أبريل (نيسان) المقبل بسعر 2495 دولارا للجهاز الواحد، فسيمثل أحد أسرع التحديات الحقيقية لكومبيوتر «مايكروسوفت سيرفيس بوك» المحمول في فئة الكومبيوترات الراقية.
ويضع جهاز «بورش» الجديد معايير جديدة لجماليات تصميم الكومبيوترات المحمولة. فالجهاز تم تصميمه في ألمانيا، وهو من تصنيع شركة «كوانتا كومبيوتر» في تايوان، وهو يضحي فعليا بالكثير من اعتبارات القوة لصالح الجمال والتصميم، إلى جانب نقطة السعر المرتفع المهمة.
وتستحق الشركة الإشادة بجماليات التصميم التي ألحقتها بعامل الشكل العام للجهاز، الذي يلقى المزيد من الضغوط المستمرة لأن يكون أقل حجما وأخف وزنا. ويبدأ كومبيوتر «بورش ديزاين بوك وان» المحمول بغطاء مصنوع من الألمنيوم الأملس والزوايا المحفورة بعناية، وهي العناصر الجمالية التي لا تجدها إلا في الأجهزة الراقية الأخرى.
كما أن الجهاز نحيف للغاية، عند درجة 15.9 مليمتر (0.63 بوصة) فقط، كما أنه يضع لمسات من تاريخ شركة «بورش» لصناعة السيارات في التفاصيل الملحقة، مثل شبكات التهوية الموزعة على جانبي الشاشة، وخصوصا في المفصلات المحلقة بجميع جوانب الجهاز.
وآليات مفصلات الجهاز التي تشبه المعدات الحديثة، مصنعة من الفولاذ المقاوم للصدأ. ويمكنك الشعور بالإعجاب الكبير من طريقة وضعها بعضها فوق بعض مع المحافظة على شطريها في تطابق يظهر بشكل وثيق.
وهذا بفضل الآليات الإضافية المصغرة التي تسميها شركة «بورش» بالحلقات الذكية المتباعدة، التي تسبب ميلا لطيفا للمفصلات حول بعضها بعضا.
وهذه الميزة هي أفضل بكثير من طريقة عرض الشاشة الاعتيادية في أغلب الكومبيوترات المحمولة، أو حتى وظيفة التواء الشاشة التي يتميز بها جهاز «سيرفيس بوك» من إنتاج «مايكروسوفت»، حسبما تقول مجلة «يس سي وورلد»، فإن كنا نتحدث عن الناحية الجمالية في التصميم، فإن هذه الحلقات الصغيرة (التي يمكنك رؤيتها في منتصف المفصلات) هي حلقات مصنعة من البلاستيك الأبيض، وتبدو كما لو كانت بادية خارج موضعها الأصلي وسط هيكل الجهاز المعدني بالكامل
مزايا التصميم

ويعتبر كومبيوتر «بورش ديزاين بوك وان» المحمول أول جهاز من نوعه يعمل بمفصلات جانبية محكمة يمكنها تدوير الشاشة 360 درجة أو تحويلها إلى شاشة عرض قابلة للانفصال. وشاشة الجهاز اللامعة، التي تعمل بتقنية «آي بي إس»، والمحمية بطبقة زجاج غوريلا من المستوى الرابع، تعمل بدقة تبلغ (3200×1800) بكسل، وكاميرا أمامية تعمل بدقة 5 ميغا بكسل، إلى جانب كاميرا بالأشعة تحت الحمراء لتمكين العمل بخاصية «ويندوز هاللو». والقلم المرفق الأنيق المصنوع من معدن الألمونيوم، من تصميم شركة «واكوم»، وهو ملصق في موضعه إلى جانب الشاشة باستخدام رقائق من المغناطيس. يمكنك فصل الشاشة عن الجهاز من خلال الضغط على زر صغير يوجد في الجانب الأيمن من الكومبيوتر. ويتحول ضوء صغير أسفل شاشة الجهاز إلى اللون الأخضر عندما تكون الشاشة جاهزة للانفصال. ويمكن سحبها واستخدامها على نحو منفصل، مع شريط نحيف ملحق بالمفصلات. والجزء السفلي توجد به لوحة المفاتيح الكاملة، ولوحة اللمس عالية الدقة من إنتاج «مايكروسوفت»، التي يمكنها استقبال مجموعة متقدمة من النقرات، واللمسات، والإشارات من أجل سهولة التنقل بين مختلف المواضع على الشاشة.
وأغلب مكونات الكومبيوتر ملحقة بخلف الشاشة؛ حتى يمكن استخدامها جهازا لوحيا (تابلت) على نحو منفصل. والمواصفات الأساسية في الجهاز تتضمن: برنامج «ويندوز 10 برو»، و«معالج إنتل» من الجيل السابع من فئة «كابي ليك كور آي – 7»، إضافة إلى ذاكرة الوصول العشوائي سعة 16 غيغابايت (عند 1.866 ميغاهرتز). ووسيط التخزين الثابت سعة 512 غيغابايت يتسم بالسرعة والاتساع.
والشيء الوحيد الذي لا يتسم بالرقي في هذا الجهاز هي الرسومات. بالنسبة للعلامة التجارية المرتبطة على نحو وثيق بالأداء الراقي؛ فقد كان من المتوقع أن يكون كومبيوتر «بورش ديزاين بوك وان» المحمول متميزا من حيث الرسومات. بدلا من ذلك، فهو يأتي مع «إنتل إتش دي غرافيكس 620»، وهو من الحلول الجيدة، لكنه ليس من مستوى رقاقة «نفيديا» التي تأتي مع كومبيوتر «مايكروسوفت سيرفيس بوك» المحمول الذي يقترب في سعره من سعر جهاز «بورش». وإمعانا في الإنصاف، رغم ذلك، فهناك الكثير مما يمكن لجهاز شركة «بورش» أن يفعله من خلال المساحة المتوافرة فيه (فهو أصغر حجما وأحف وزنا من جهاز «مايكروسوفت»)، وكان من الصعوبة بمكان بناء وحدة معالجة الرسومات وإلحاقها بالشاشة من دون التضحية بالكثير من منافذ التهوية، وغير ذلك من التنازلات. من جانب آخر، يأتي جهاز «بورش» ببطارية من الليثيوم بوليمر مع عدد ساعات من العمل المتواصل تبلغ 14 ساعة كاملة. وهذه البطارية مقسمة بين شاشة الجهاز وبين لوحة المفاتيح. وتقول الشركة للمستهلك من خلال هذه الخاصية: إنه «يمكنك شحن الوحدة بالكامل خلال ساعتين فقط». ولأنه يصعب الاعتراف بذلك على الكثير من المتحمسين لأجهزة الكومبيوتر المكتبية؛ فإن الكثير من المستخدمين سيفضلون الأداء المرتفع على عمر البطارية الطويل، وهذه إحدى نقاط الضعف في جهاز «بورش» الجديد.
لقد عملنا طويلا وكثيرا على تحسين تصاميم أجهزة الكومبيوتر المكتبية المخصصة للألعاب، وهناك القليل من هذه الأجهزة التي خرجت بالفعل في صورة جمالية ومُرضية.
ووجود شركة لا تعمل بالأساس في مجال الكومبيوترات المحمولة، مثل شركة «بورش» وتطرح في السواق منتجا من الطراز الراقي رفيع المستوى كهذا الجهاز، يؤكد أن الناس مستعدون لدفع المزيد من الأموال لشراء الكومبيوترات الجميلة الفاخرة. وقد يتذمر المتحمسون للأجهزة حول مسألة أو اثنتين بشأن الجهاز الجديد، لكنه جهاز يجتذب شريحة مختلفة تماما من العملاء.



الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
TT

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت الذي فرضته جائحة «كوفيد»، يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم، رغم الشكوك في منافعه.

وبدأت بلدان عدة توفير أدوات مساعَدة رقمية معززة بالذكاء الاصطناعي للمعلّمين في الفصول الدراسية. ففي المملكة المتحدة، بات الأطفال وأولياء الأمور معتادين على تطبيق «سباركس ماث» (Sparx Maths) الذي أُنشئ لمواكبة تقدُّم التلاميذ بواسطة خوارزميات، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». لكنّ الحكومة تريد الذهاب إلى أبعد من ذلك. وفي أغسطس (آب)، أعلنت استثمار أربعة ملايين جنيه إسترليني (نحو خمسة ملايين دولار) لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي للمعلمين، لمساعدتهم في إعداد المحتوى الذي يدرّسونه.

وهذا التوجّه آخذ في الانتشار من ولاية كارولاينا الشمالية الأميركية إلى كوريا الجنوبية. ففي فرنسا، كان من المفترض اعتماد تطبيق «ميا سوكوند» (Mia Seconde) المعزز بالذكاء الاصطناعي، مطلع العام الدراسي 2024، لإتاحة تمارين خاصة بكل تلميذ في اللغة الفرنسية والرياضيات، لكنّ التغييرات الحكومية أدت إلى استبعاد هذه الخطة راهناً.

وتوسعت أعمال الشركة الفرنسية الناشئة «إيفيدانس بي» التي فازت بالعقد مع وزارة التعليم الوطني لتشمل أيضاً إسبانيا وإيطاليا. ويشكّل هذا التوسع نموذجاً يعكس التحوّل الذي تشهده «تكنولوجيا التعليم» المعروفة بـ«إدتِك» (edtech).

«حصان طروادة»

يبدو أن شركات التكنولوجيا العملاقة التي تستثمر بكثافة في الأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي، ترى أيضاً في التعليم قطاعاً واعداً. وتعمل شركات «مايكروسوفت» و«ميتا» و«أوبن إيه آي» الأميركية على الترويج لأدواتها لدى المؤسسات التعليمية، وتعقد شراكات مع شركات ناشئة.

وقال مدير تقرير الرصد العالمي للتعليم في «اليونيسكو»، مانوس أنتونينيس، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أعتقد أن المؤسف هو أن التعليم يُستخدم كنوع من حصان طروادة للوصول إلى المستهلكين في المستقبل».

وأعرب كذلك عن قلقه من كون الشركات تستخدم لأغراض تجارية البيانات التي تستحصل عليها، وتنشر خوارزميات متحيزة، وتبدي عموماً اهتماماً بنتائجها المالية أكثر مما تكترث للنتائج التعليمية. إلاّ أن انتقادات المشككين في فاعلية الابتكارات التكنولوجية تعليمياً بدأت قبل ازدهار الذكاء الاصطناعي. ففي المملكة المتحدة، خيّب تطبيق «سباركس ماث» آمال كثير من أولياء أمور التلاميذ.

وكتب أحد المشاركين في منتدى «مامِز نِت» على الإنترنت تعليقاً جاء فيه: «لا أعرف طفلاً واحداً يحب» هذا التطبيق، في حين لاحظ مستخدم آخر أن التطبيق «يدمر أي اهتمام بالموضوع». ولا تبدو الابتكارات الجديدة أكثر إقناعاً.

«أشبه بالعزلة»

وفقاً للنتائج التي نشرها مركز «بيو ريسيرتش سنتر» للأبحاث في مايو (أيار) الماضي، يعتقد 6 في المائة فقط من معلمي المدارس الثانوية الأميركية أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم يعود بنتائج إيجابية تَفوق العواقب السلبية. وثمة شكوك أيضاً لدى بعض الخبراء.

وتَعِد غالبية حلول «تكنولوجيا التعليم» بالتعلّم «الشخصي»، وخصوصاً بفضل المتابعة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي. وهذه الحجة تحظى بقبول من المسؤولين السياسيين في المملكة المتحدة والصين. ولكن وفقاً لمانوس أنتونينيس، فإن هذه الحجة لا تأخذ في الاعتبار أن «التعلّم في جانب كبير منه هو مسألة اجتماعية، وأن الأطفال يتعلمون من خلال تفاعل بعضهم مع بعض».

وثمة قلق أيضاً لدى ليون فورز، المدرّس السابق المقيم في أستراليا، وهو راهناً مستشار متخصص في الذكاء الاصطناعي التوليدي المطبّق على التعليم. وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «يُروَّج للذكاء الاصطناعي كحل يوفّر التعلّم الشخصي، لكنه (...) يبدو لي أشبه بالعزلة».

ومع أن التكنولوجيا يمكن أن تكون في رأيه مفيدة في حالات محددة، فإنها لا تستطيع محو العمل البشري الضروري.

وشدّد فورز على أن «الحلول التكنولوجية لن تحل التحديات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية الكبرى التي تواجه المعلمين والطلاب».