قمة مصرية ـ بحرينية لتنسيق المواقف

القاهرة أعربت عن تضامنها مع المنامة في مواجهة الإرهاب

الرئيس المصري مستقبلا العاهل البحريني في القاهرة أمس
الرئيس المصري مستقبلا العاهل البحريني في القاهرة أمس
TT

قمة مصرية ـ بحرينية لتنسيق المواقف

الرئيس المصري مستقبلا العاهل البحريني في القاهرة أمس
الرئيس المصري مستقبلا العاهل البحريني في القاهرة أمس

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسي آل خليفة جلسة مباحثات بقصر الاتحادية في القاهرة، أمس، تناولت سبل دعم العلاقات وتوسيع التعاون بين مصر والبحرين في مختلف المجالات، إلى جانب تطورات الأوضاع في المنطقة العربية، عشية انعقاد القمة العربية الـ28 بالأردن، والتي تنطلق غداً (الأربعاء).
وكان الرئيس السيسي قد استقبل العاهل البحريني، مساء أمس، في مطار القاهرة، في زيارة لمصر تستغرق يومين. حيث أجريت مراسم استقبال رسمية فور وصوله إلى قصر الاتحادية، استعرض خلالها الزعيمان حرس الشرف، وعزفت الموسيقى العسكرية السلام الوطني لجمهورية مصر العربية ومملكة البحرين، فيما أطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة تحية لضيف مصر، وصافح الزعيمان، عقب ذلك، وفدي كلا البلدين.
وعقب مراسم الاستقبال عقدت جلسة مباحثات مشتركة بين الزعيمين تتناول سبل التعاون الثنائي بين الدولتين على مختلف الأصعدة الاقتصادية والسياسية وآخر المستجدات بالنسبة للأزمات التي يمر بها عدد من دول المنطقة. وتأتي الزيارة في إطار تنسيق المواقف المصرية البحرينية في مختلف قضايا المنطقة.
وكانت مصر قد أدانت في بيان صادر عن وزارة الخارجية أمس ما اعتبرته «محاولات رامية لزعزعة أمن واستقرار مملكة البحرين». وذلك على ضوء قيام وزارة الداخلية البحرينية بالإعلان عن القبض على خلية إرهابية خططت وشرعت في تنفيذ عدد من الأعمال الإرهابية استهدفت اغتيال شخصيات هامة بالدولة، وقتل عدد من رجال الأمن البحريني بالإضافة إلى مهاجمة عدة أهداف حيوية في المملكة.
وعبر البيان عن «تضامن مصر الكامل ووقوفها مع مملكة البحرين في مواجهة الإرهاب والتطرف الذي يستهدف زعزعة استقرارها، ودعمها لكافة ما تتخذه البحرين من إجراءات لوأد مخططات التنظيمات والخلايا الإرهابية حماية لأمنها وحفاظا على سلامة مواطنيها».
وجدد البيان التأكيد على موقف مصر القائم على ضرورة تكاتف الجهود الدولية لمكافحة ظاهرة الإرهاب التي تتنافى مع كافة المبادئ والقيم الإنسانية، وشدد على أهمية إيجاد رؤية شاملة لوقف انتشار الإرهاب، والحد من قدرته على جذب عناصر جديدة وتجفيف منابع تمويله.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.