فيون يندد بـ«مؤامرة» تستهدفه... ولوبان تصعد ضد الاتحاد الأوروبي

هولاند يدعو من سنغافورة إلى «تعزيز» العلاقات بين أوروبا وآسيا

لوبان خلال فعالية انتخابية بمدينة ليل أمس (رويترز)
لوبان خلال فعالية انتخابية بمدينة ليل أمس (رويترز)
TT

فيون يندد بـ«مؤامرة» تستهدفه... ولوبان تصعد ضد الاتحاد الأوروبي

لوبان خلال فعالية انتخابية بمدينة ليل أمس (رويترز)
لوبان خلال فعالية انتخابية بمدينة ليل أمس (رويترز)

قبل 28 يوما من الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية الفرنسية، يواصل مرشح اليمين فرنسوا فيون التشديد على أن مؤامرة تستهدفه بسبب العقبات القضائية التي تواجهه، في حين دعت مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان إلى تعزيز مصالح فرنسا على حساب الاتحاد الأوروبي.
وبعد أن وجه الاتهام له باختلاس أموال عامة بسبب الاشتباه بتأمين وظائف وهمية لزوجته واثنين من أولاده، يواصل فيون التنديد بمؤامرة تستهدفه ليشرح العثرات التي تواجهه، واتهم الحكومة الاشتراكية بمراقبة هواتفه. وقال النائب إريك سيوتي، المقرب من فيون، أمس إنه «احتمال قوي للغاية» أن يكون جرى التنصت على مكالمات فيون، مع إقراره بأنه «شخصيا لا يملك أي عناصر» تدعم هذا الاتهام.
ويبدو أن هذه الاتهامات لفيون لا تلقى إجماعا لدى اليمين، إلا أن الانتقادات لها لا تزال خجولة. وكان فيون يحتل المرتبة الأولى في استطلاعات الرأي قبل أن يسقط إلى المرتبة الثالثة، بعد الفضائح القضائية التي تعرض لها. إلا أن خصوم فيون لا يفوتون الفرصة للتنديد بـ«نظرية المؤامرة» التي يتبناها.
وقال فرنسوا بايرو، أبرز الداعمين للمرشح الوسطي إيمانويل ماكرون الذي يواصل تقدمه في استطلاعات الرأي: «لا أعتقد على الإطلاق بوجود شيء كان مخططا له ضد فيون. أعتقد بكل بساطة أن فرنسوا فيون وضع نفسه في وضع مستحيل، وكان لا بد له من استخلاص نتائجه قبل فترة طويلة»، في إشارة إلى أنه كان يتوجب عليه الانسحاب.
من جهتها، هاجمت زعيمة اليمين المتطرف خلال تجمع انتخابي في مدينة ليل شمال البلاد، أمس، الذين يطالبون «بمزيد من الاتحاد الأوروبي، وبوزراء أوروبيين، وهذا يعني سيادة وطنية أقل». وتابعت لوبان التي لا تخفي مطالبتها بالخروج من منطقة اليورو: «ما هو أكيد هو هيمنة ألمانيا التي تواصل فرض سياساتها وخياراتها بحسب مصالحها الخاصة، وبما يتعارض مع مصالح فرنسا والأمم الأخرى. إن خياري مختلف تماما، أريد فرنسا أكثر».
وأضافت: «إن العالم الجديد القادم هو العالم الذي تستعيد فيه الشعوب السلطات».
على صعيد آخر، دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس بعد وصوله إلى سنغافورة، إلى «تعزيز» العلاقات بين أوروبا وآسيا بمواجهة «الانعزالية» الأميركية. وسنغافورة هي المحطة الأولى من آخر جولة دولية للرئيس الفرنسي قبل انتهاء ولايته، على أن تشمل ماليزيا الثلاثاء وإندونيسيا الأربعاء.
وقال هولاند في تصريح: «أدعو إلى العمل على تعزيز مبادلاتنا واتفاقاتنا التجارية والسياسية والثقافية» مع سنغافورة. وأضاف الرئيس الفرنسي في إشارة إلى أميركا برئاسة دونالد ترمب: «والذي يزيد من أهمية الأمر أن هناك تناميا للنزعة الحمائية وللانعزالية، مع التشكيك في كل ما هو مؤسسات دولية». واعتبر هولاند أيضا أنه على أوروبا أن تتوجه إلى آسيا «لتقول لها إنه لا يزال أمامنا الكثير للقيام به معا، والكثير لندافع عنه ونروج له».
وشدد على أن فرنسا وآسيا تتقاسمان «المفهوم نفسه في مجال الاستقلال والأمن»، مضيفا أن باريس «في إطار استراتيجي جديد ستكون إلى جانب» شركائها الآسيويين، خصوصا في مجال الدفاع.
ومن المقرر أن يلتقي هولاند في وقت لاحق رئيس سنغافورة، توني تان كينع يام، على أن يشارك اليوم في افتتاح منتدى للشركات الناشئة ويلقي خطابا أمام «مؤتمر سنغافورة» الشهير.
ويزور هولاند الثلاثاء ماليزيا، البلد الذي يقيم علاقات جيدة مع فرنسا في مجال الدفاع، وينهي الأربعاء جولته في إندونيسيا.
وما لم تحصل مفاجأة، فإن هذه الجولة ستكون التحرك الأخير لهولاند خارج فرنسا باستثناء القمة الأوروبية ما بعد «بريكست» في التاسع والعشرين من أبريل (نيسان) المقبل في بروكسل.



إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.