للمرة الأولى منذ 22 عاماً... توتنهام مرشح للتفوق على آرسنال

هوتسبير في تحسن مستمر وقادر على توسيع الهوة بينه وبين «المدفعجية»

ماوريسيو بوكيتينو مدرب توتنهام (إ.ب.أ) - قدم لاعبو توتنهام أداء مميزاً هذا الموسم (رويترز)
ماوريسيو بوكيتينو مدرب توتنهام (إ.ب.أ) - قدم لاعبو توتنهام أداء مميزاً هذا الموسم (رويترز)
TT

للمرة الأولى منذ 22 عاماً... توتنهام مرشح للتفوق على آرسنال

ماوريسيو بوكيتينو مدرب توتنهام (إ.ب.أ) - قدم لاعبو توتنهام أداء مميزاً هذا الموسم (رويترز)
ماوريسيو بوكيتينو مدرب توتنهام (إ.ب.أ) - قدم لاعبو توتنهام أداء مميزاً هذا الموسم (رويترز)

عندما خسر آرسنال للمرة الرابعة خلال خمس مباريات بالدوري الممتاز أمام ويست بروميتش شعرت جماهير توتنهام هوتسبير بفرصة تلوح في الأفق لتعزيز تقدمهم على غريمهم المحلي. وجاءت الهزيمة التي مني بها آرسنال بنتيجة 1 - 3 لتحد من الضغوط على عاتق لاعبي توتنهام بقيادة المدرب ماوريسيو بوكيتينو قبل مباراتهم أمام ساوثهامبتون في اليوم التالي، التي انتهت بفوزهم بنتيجة 2 - 1. الفوز الرابع خلال خمس مباريات بالدوري الممتاز. وبذلك نجح توتنهام في ترسيخ تقدمه على آرسنال بفارق تسع نقاط، في الوقت الذي تراجع فيه آرسنال إلى المركز السادس بجدول ترتيب أندية الدوري الممتاز.
يذكر أن عدد المباريات المتبقية لدى آرسنال تزيد على تلك الخاصة بتوتنهام بمباراة واحدة. ومع هذا، فإنه بالنظر إلى المستوى الراهن لآرسنال والتشويش السائد صفوفه حيال المستقبل، فإنه ليس ثمة ما يضمن أن آرسنال سينجح في تقليص هذه الفجوة. وفيما عدا فوز مانشستر يونايتد على ميدلسبره، جاءت نتائج مواجهات نهاية الأسبوع الأخير ممتازة بالنسبة لتوتنهام، إذا ما قبلنا أن تشيلسي الآن في صدارة الدوري بعيدا عن مرمى المنافسة.
المؤكد أن إنهاء الموسم الحالي في المركز الثاني سيأتي بمثابة إنجاز حقيقي لتوتنهام، بعدما أخفق الفريق بشدة في اليوم الأخير من الموسم الماضي. ولن يكون هناك ما يخجل في الخروج من الموسم في مرتبة لاحقة لفريق تشيلسي الحالي المتألق. ومع أن آرسنال دفع بتوتنهام إلى المركز الثالث في مايو (أيار) الماضي، فإن مسألة إنجاز آرسنال للموسم الماضي خلف ليستر سيتي قلل بصورة ما من قيمة هذا الإنجاز، مع شعور الجماهير بالإحباط حيال فقدان فرصة كبرى للفوز بالدوري الممتاز للمرة الأولى منذ عام 2004.
أما توتنهام، فلم يتصدر جدول ترتيب أندية الدوري الممتاز قط الموسم السابق، وبالنظر إلى المستوى الرائع لتشيلسي هذا الموسم، فإن جماهير توتنهام لا ينبغي لها توقع الفوز بالبطولة هذا الموسم أيضاً. إلا أن ذلك لا ينفي أن ثمة تحولا يطرأ على ميزان القوى الكروية في شمال لندن في الوقت الراهن، إن لم يكن التغير قد حدث بالفعل. لقد تألم توتنهام طويلا بسبب إنهائه بطولة الدوري الممتاز في ترتيب متأخر عن آرسنال على مدار المواسم الـ21 الماضية، لكن التوقعات تغيرت الآن مع سيطرة شعور على جماهير توتنهام بأنه ينبغي لهم إنجاز الموسم الحالي في مركز متقدم على آرسنال، وأنهم جديرون بذلك.
المؤكد أن توتنهام الفريق الأقوى في الوقت الحالي، ذلك أنهم بقيادة المدرب بوكيتينو يبدون قدرة أفضل على إدارة المباريات والمواقف باحترافية أكبر بكثير عن آرسنال. تجدر الإشارة إلى أنه في مثل هذا الوقت من الموسم الماضي، أي بعد خوض 28 مباراة، كان توتنهام في المركز الثاني بفارق ثلاث نقاط عن منافسه التقليدي، وأقل بخمس نقاط عن رصيده الحالي. وتكمن المفارقة في أنه حال فوز آرسنال في المباراة المؤجلة له، فإنه بذلك سيكون أفضل بفارق نقطتين عما كان عليه بعد خوض ذات العدد من المباريات منذ عام مضى. ورغم أن التراجع الأخير في مستوى الفريق سيطر على العناوين الرئيسية لوسائل الإعلام، فإن التحسن المستمر في مستوى توتنهام هوتسبير السبب الرئيسي وراء قدرتهم على توسيع الهوة بين الناديين.
من ناحية أخرى، فإن ثمة سببا يدعو جماهير توتنهام هوتسبير للتفاؤل. المباريات الخمس المقبلة لفريقهم أمام أندية تنتمي إلى النصف الأسفل من جدول ترتيب أندية الدوري الممتاز. ومع هذا، فإنه من الخطأ الظن بأن مسيرة توتنهام كانت سهلة في مجملها، ذلك أن المستوى الذي ظهر به الفريق في المباريات التي خاضها خارج أرضه أفقده فرصة المنافسة على البطولة هذا الموسم. وتشير الأرقام إلى أن توتنهام فاز في أربع مباريات فقط من إجمالي 13 مباراة خارج أرضه... الرقم نفسه الذي حققه كريستال بالاس الذي يعد واحدا من الأندية الستة التي لا يزال يتعين على توتنهام مواجهتها خارج أرضه.
قبل ذلك، سيتوجه الفريق إلى ملعب تيرف مور لمواجهة بيرنلي الذي تتسم نتائجه بفجوة هائلة بين عدد النقاط التي نالها على أرضه مقارنة بالأخرى التي اقتنصها خارج ملعيه (26 نقطة)، ليكون بذلك النادي الوحيد المتقدم على هذا الصعيد على توتنهام (23). يذكر أن بيرنلي فاز في سبع مباريات من بين آخر تسع مباريات خاضها على أرضه، ولم يخسر أمام توتنهام على مدار أربع مواجهات بينهما على استاد تيرف مور. بعد ذلك، سيسافر توتنهام لمواجهة سوانزي سيتي الذي يصارع من أجل البقاء بالدوري الممتاز، ونجح بالفعل في الفوز بالمباريات الثلاث الأخيرة له.
ومع ذلك، فإن نتائج المباريات على الأرض مع واتفورد وبورنموث، اللذين فيما بينهما فازا في اثنتين فقط من إجمالي آخر 16 مباراة لهما خارج أرضهما، تبدو مشجعة بدرجة أكبر بكثير. بعد ذلك، سيتجه توتنهام إلى ملعب سلهرست بارك لخوض مباراة في منتصف الأسبوع أمام كريستال بالاس، الذي يناضل هو الآخر لحصد أكبر عدد من النقاط للهروب من شبح الهبوط.
وبعد ذلك، تأتي المواجهة الكبرى، ديربي شمال لندن في أواخر أبريل (نيسان)، الذي سيكون له دور كبير في تحديد ما إذا كان آرسنال سيتمكن من اللحاق بتوتنهام من جديد أم لا، ذلك مع افتراض أنه بحلول ذلك الوقت لن يكون الأوان قد فات بالنسبة له. وبمحض الصدفة، يتزامن موعد عقد المباراة مع ذات الأسبوع الذي شهد ما أطلق عليه «معركة الجسر» الموسم الماضي.
ويأتي ديربي آخر في لندن، وتحديدا أمام وستهام يونايتد، ليطلق مسيرة من ثلاث مباريات خارج الأرض، مع انتظار تحديد موعد لمباراة أمام ليستر سيتي الذي استعاد عافيته مؤخراً. وبعد ذلك، يخوض توتنهام مباراته الأخيرة على أرضه لهذا الموسم، وربما آخر مباراة على الإطلاق في الدوري الممتاز تجري على استاد وايت هارت لين، أمام مانشستر يونايتد الذي يبدو مستعصيا على الهزيمة في الوقت الراهن. وبعدها، ينطلق الفريق في رحلة إلى هال سيتي في اليوم الأخير من الموسم.
الواضح أن توتنهام سيسعى بدأب لإنهاء هذا الموسم في المركز الثاني، وسيواجه في اليوم الأخير من الموسم هال سيتي الذي ربما يكون قد تأكد هبوطه بحلول ذلك الوقت. وربما تثير هذه المواجهة في الأذهان ذكريات رحلتهم الكارثية إلى نيوكاسل الموسم السابق.
من ناحية أخرى، من غير المحتمل أن ينافس آرسنال على المركز الثاني هذا الموسم، في الوقت الذي يتعين فيه على توتنهام تجنب فقدان تركيزه مثلما حدث الموسم السابق. وفي اللحظة الراهنة، يبدو الفريق بقيادة بوكيتينو واثقا من قدرته على التفوق على آرسنال هذا الموسم وذلك للمرة منذ أكثر من عقدين. ومع أن العثرات التي تعرض لها آرسنال في الفترة الأخيرة كان لها دورها في هذا الأمر، فإن توتنهام يستحق الإشادة لنجاحه في التفوق بحق من حيث الأداء على غريمه اللندني هذه المرة.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».