النتائج الأولية للانتخابات في إقليم كردستان تشير إلى تقدم حزب بارزاني

{الاتحاد الوطني} يعود للمركز الثاني في أربيل وسط منافسة قوية مع «التغيير» بالسليمانية

النتائج الأولية للانتخابات في إقليم كردستان تشير إلى تقدم حزب بارزاني
TT

النتائج الأولية للانتخابات في إقليم كردستان تشير إلى تقدم حزب بارزاني

النتائج الأولية للانتخابات في إقليم كردستان تشير إلى تقدم حزب بارزاني

أظهر العد والفرز الأوليان في محافظات إقليم كردستان العراق، تقدما واضحا لـ«الحزب الديمقراطي الكردستاني» الذي يتزعمه رئيس الإقليم مسعود بارزاني، كما شهد العد والفرز عودة «الاتحاد الوطني الكردستاني» بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني للمركز الثاني في أربيل، بعد أن كانت حركة التغيير التي يتزعمها نوشيروان مصطفى جاءت في المركز الثاني في انتخابات برلمان الإقليم في الحادي والعشرين من سبتمبر (أيلول) الماضي.
وكشف الفرز الأولي عن تقدم «الحزب الديمقراطي الكردستاني» في محافظتي أربيل ودهوك، مع تراجع واضح لـ«التغيير» فيهما مع عدم وجود مرشحين لها في نينوى. أما في السليمانية، فما زالت المنافسة محتدمة وقوية حول استحصال المركز الأول بين حركة التغيير و«الاتحاد الوطني الكردستاني»، وسط مؤشرات تؤكد تقدم «الاتحاد الوطني» فيها.
واعترف القيادي في حركة التغيير صلاح مزن بأن عوامل داخلية تتعلق بصفوف الحركة «كانت السبب في تراجع أصواتها، وبالأخص في مدينة أربيل»، مؤكدا أن عودة التوازن للقوى السياسية في الإقليم «له علاقة بأمنية المنطقة»، ولم يخف مزن في نفس الوقت أن النتائج الأولية المعلنة على مستوى محافظة أربيل «تثير الكثير من التساؤلات»، مبينا عدم وجود أي شكوك حول «عدم استقلالية المفوضية واستخدام أحزاب (السلطة) نفوذها المالي والسياسي والعسكري لاستحصال أعلى نسبة من الأصوات في محافظات ومدن الإقليم».
وأكد طارق جوهر، مرشح «الاتحاد الوطني» لعضوية مجلس النواب العراقي في أربيل، أن حزبه «أثبت أنه تعدى مرحلة الكبوة التي لازمته في انتخابات برلمان كردستان وبدأ مرحلة أخرى على مستوى العراق والإقليم، وأن جماهير الحزب لم تخذله هذه المرة لاقتناعها بحقيقة المبادئ التي يؤمن بها (الاتحاد)». وعد جوهر ظهور زعيم الحزب طالباني «كان له الدور والتأثير الكبير في ارتفاع الروح المعنوية لمصوتي (الاتحاد الوطني الكردستاني) وازدياد أصواته، حيث تأكدوا أن رئيسهم ما زال على قيد الحياة».
ومن جهة أخرى، قتل أحد حراس المقر الرئيس لأمير «الجماعة الإسلامية» علي بابير في أربيل، بعد إطلاق النار عليه من قبل ثلاثة مسلحين غير معروفين.
وكان محمد عزيز محمد، الملقب بـ«قاسم»، وعمره 37 سنة، قد تعرض لإطلاق النار ليلة أول من أمس، أثناء احتفالات جماهير «الاتحاد الوطني» و«الديمقراطي الكردستاني» بالفوز في الانتخابات، حيث أردي قتيلا أمام باب المقر.
وأعلنت شرطة أربيل في بيان لها أمس، أن ثلاثة أشخاص (ذكرت أسماءهم بالحروف الأولى فقط) متورطون في العملية، حيث شكلت لجنة خاصة للتحقيق فيها وأصدرت فورا الأوامر لإلقاء القبض عليهم.
لمواساة الجماعة وتأكيد أن الحادثة لن تمر من دون أي محاسبة، زار سكرتير المكتب السياسي لـ«الحزب الديمقراطي الكردستاني»، فاضل ميراني، مقر الجماعة واجتمع مع أمير الجماعة وقيادييها، حيث أكد فور خروجه في تصريحات صحافية أن «أمير الجماعة الإسلامية خط أحمر لـ(الحزب الديمقراطي الكردستاني)». وأضاف أن هذه الحادثة «لن تمر» من دون محاسبة مرتكبيها، حيث إن «للقانون أهمية كبيرة وقدرا كبيرا في الإقليم».
من جهته، أعلن أمير «الجماعة الإسلامية»، في تصريحات بعد الزيارة، أن زعيم الحزب مسعود بارزاني ورئيس الحكومة نيجيرفان بارزاني «وعدا بمعاقبة المتهمين».



تنديد أميركي ويمني بجرائم الحوثيين في قرية «حنكة آل مسعود»

جانب من قوات الحوثيين تحاصر قرية يمنية في محافظة البيضاء للتنكيل بسكانها (إكس)
جانب من قوات الحوثيين تحاصر قرية يمنية في محافظة البيضاء للتنكيل بسكانها (إكس)
TT

تنديد أميركي ويمني بجرائم الحوثيين في قرية «حنكة آل مسعود»

جانب من قوات الحوثيين تحاصر قرية يمنية في محافظة البيضاء للتنكيل بسكانها (إكس)
جانب من قوات الحوثيين تحاصر قرية يمنية في محافظة البيضاء للتنكيل بسكانها (إكس)

على وقع الحصار والهجوم العنيف الذي تشنه الجماعة الحوثية على قرية «حنكة آل مسعود» في محافظة البيضاء اليمنية، أدانت السفارة الأميركية لدى اليمن هذه الجرائم، بالتزامن مع إدانات حقوقية وحكومية واسعة.

وحسب مصادر محلية، عزز الحوثيون من قواتهم لاقتحام القرية المحاصرة منذ نحو أسبوع، مستخدمين مختلف الأسلحة الثقيلة والطائرات المسيرة في مهاجمة منازل القرية، وسط مخاوف من «ارتكاب إبادة» في أوساط السكان، بخاصة مع قيام الجماعة، بقطع الاتصالات عن القرية.

وكان هجوم قوات الجماعة على القرية، الخميس الماضي، أدى إلى مقتل وإصابة 13 مدنياً، في حين زعم إعلام الجماعة، السبت، أن عملية الهجوم متواصلة، وأن أربعة من سكان القرية قتلوا عندما فجروا أحزمة ناسفة.

وفي بيان للسفارة الأميركية، السبت، أدانت «بشدة» الهجمات الحوثية التي تستهدف المدنيين الأبرياء في محافظة البيضاء، وقالت: «إن عمليات القتل والإصابات والاعتقالات غير المشروعة التي يرتكبها الإرهابيون الحوثيون بحق اليمنيين الأبرياء تحرم الشعب اليمني من السلام ومن المستقبل المشرق».

وعادة ما يشن الحوثيون عمليات تنكيل وقمع في محافظة البيضاء منذ احتلالها في 2014، في مسعى لإخضاع أبناء القبائل المختلفين مذهبياً، والسيطرة عليهم خوفاً من أي انتفاضة تنشأ في تلك المناطق، بخاصة في مناطق قبائل «قيفة».

115 منظمة

مع استمرار الهجمة الحوثية على القرية الواقعة في مديرية القريشية القريبة من مدينة رداع، أدانت 115 من منظمات المجتمع المدني هذه «الجريمة» بحق المدنيين والأعيان المدنية في قرية الحنكة، حيث قبيلة آل مسعود.

وقال بيان مشترك للمنظمات إن الميليشيات الحوثية قامت بمنع إسعاف المصابين، إلى جانب تدمير وإحراق عدد من الأعيان المدنية ودور العبادة وتشريد مئات الأسر بعد أيام من فرض الحصار الغاشم على أهالي القرية.

واتهم بيان المنظمات الجماعة الحوثية بقطع المياه والغذاء والأدوية عن سكان القرية، بالتزامن مع استمرار القصف بالطائرات المسيرة، مما أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل كارثي، خصوصاً بين الأطفال والنساء وكبار السن.

وقال البيان: «إن هذه الجرائم التي تشمل القتل العمد والحصار والتهجير القسري، واستهداف الأعيان المدنية ودور العبادة تأتي في سياق تصعيد عسكري من قِبل الحوثيين على مختلف الجبهات بالتزامن مع تدهور الأوضاع الإنسانية».

وطالبت منظمات المجتمع المدني في اليمن، الحوثيين، بفك الحصار الفوري، ووقف الاعتداءات العسكرية التي تستهدف المدنيين في المنطقة، كما دعت المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى التحرك العاجل لوقف هذه الانتهاكات.

هجوم وحشي

أدان معمر الإرياني، وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية، الهجوم الحوثي على القرية، ووصفه بـ«الوحشي»، وقال إنه «يظهر بوضوح بشاعة الجرائم التي ترتكبها الميليشيا ضد المدنيين الأبرياء، ويؤكد تعمدها إراقة الدماء، ونشر الخراب (...) دون أي اعتبار للقوانين الدولية وحقوق الإنسان».

وأوضح الوزير اليمني، في تصريح رسمي، أن الجماعة الحوثية أرسلت حملة ضخمة من عناصرها المدججين بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة والطائرات المسيرة، وقامت بشن هجوم على منازل وممتلكات المدنيين في القرية، إذ استخدمت قذائف الدبابات والمدفعية، مما أسفر عن سقوط العديد من القتلى والجرحى، بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى أضرار كبيرة للمنازل والممتلكات الخاصة، وتدمير مسجد القرية.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وحسب الوزير اليمني، يأتي الهجوم الحوثي في وقت تعيش فيه المنطقة تحت حصار خانق منذ أكثر من أسبوع، في محاولة لحرمان الأهالي من احتياجاتهم الأساسية، مما يزيد من معاناتهم اليومية ويضاعف الأوضاع الإنسانية المزرية التي يعيشونها، في حلقة جديدة من مسلسل التنكيل المتواصل.

وأضاف بالقول: «هذا الهجوم المروع الذي استهدف منازل المواطنين والمساجد، وأدى إلى سقوط العديد من الضحايا، بينهم نساء وأطفال، وتدمير الممتلكات، ليس إلا انعكاساً لحقد ميليشيا الحوثي الدفين على أبناء البيضاء بشكل عام وقيفة رداع بشكل خاص، وكل من يقف ضد مشروعها الإمامي الكهنوتي العنصري المتخلف».

وأكد وزير الإعلام اليمني أن ما تعرضت له قرية «حنكة آل مسعود» يُظهر مرة أخرى كيف أن الميليشيا الحوثية لا تكترث بالقوانين الدولية، مشدداً على ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة، مسؤوليته في اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف هذه الهجمات الوحشية فوراً.