إصابة هاري كين تظهر نقطة ضعف المنتخب الإنجليزي

من أين تأتي الأهداف في تشكيلة ساوثغيت قبل مواجهتي ألمانيا وليتوانيا؟

المنتخب الإنجليزي لجأ لديفو من أجل تعويض الإصابات (رويترز)  -  إصابة كين وضعت المنتخب الإنجليزي في مأزق (أ.ف.ب)
المنتخب الإنجليزي لجأ لديفو من أجل تعويض الإصابات (رويترز) - إصابة كين وضعت المنتخب الإنجليزي في مأزق (أ.ف.ب)
TT

إصابة هاري كين تظهر نقطة ضعف المنتخب الإنجليزي

المنتخب الإنجليزي لجأ لديفو من أجل تعويض الإصابات (رويترز)  -  إصابة كين وضعت المنتخب الإنجليزي في مأزق (أ.ف.ب)
المنتخب الإنجليزي لجأ لديفو من أجل تعويض الإصابات (رويترز) - إصابة كين وضعت المنتخب الإنجليزي في مأزق (أ.ف.ب)

عندما فازت إنجلترا على ألمانيا، في برلين، في شهر مارس (آذار) الماضي، تحدث البعض عن ظهور جيل من المهاجمين القادرين على قيادة إنجلترا للمجد في نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2016، وكان هناك مبرر لهذا التفاؤل بسبب وجود لاعبين مثل داني ويلبيك الذي تسبب في مشكلات كبيرة للماكينات الألمانية بسبب سرعته الكبيرة، وحركته الدؤوبة داخل المستطيل الأخضر. ولا يجب أن ننسى هاري كين الذي أظهر لنا لمحة فنية من لمحات اللاعب الأسطوري يوهان كرويف قبل أن يحرز هدفه الجميل في تلك المباراة، بالإضافة إلى جيمي فاردي الذي سجل هدفاً رائعاً بعد نزوله كبديل بأربع دقائق فقط. وكان المدير الفني للمنتخب الإنجليزي آنذاك، روي هودجسون، لديه كوكبة من النجوم في الخط الأمامي، بالإضافة إلى واين روني الذي كان على وشك العودة من الإصابة، ودانيل ستوريدج الذي كان في أوج تألقه، وماركوس راشفورد الذي كان صاعداً بسرعة الصاروخ مع مانشستر يونايتد. ورغم هذا التفاؤل الكبير، خسر المنتخب الإنجليزي أمام آيسلندا، وودع كأس الأمم الأوروبية من دور الـ16، ولم يحرز مهاجمو هودجسون مجتمعين سوى 3 أهداف في 4 مباريات، لكن كين ما زال هو اللاعب الذي يضع عليه كثيرون آمالاً عريضة لقيادة خط هجوم المنتخب الإنجليزي في المستقبل، وهو الذي نجح في إحراز 24 هدفاً مع توتنهام خلال الموسم الحالي. وفي حين يستعد المنتخب الإنجليزي لمواجهة نظيره الألماني، في مباراة ودية في دورتموند غداً، ثم مواجهة ليتوانيا على ملعب ويمبلي يوم الأحد، في إطار التصفيات المؤهلة لكأس العالم بروسيا 2018، تبدو الخيارات الهجومية المتاحة أمام المنتخب الإنجليزي محدودة للغاية، حيث أظهرت إصابة كين في الكاحل نقطة ضعف واضحة في تشكيلة المدرب غاريث ساوثغيت. لقد باتت أيام واين روني في القمة معدودة، كما يغيب ستوريدج للإصابة، في الوقت الذي عاد فيه ويلبيك للتو من إصابة خطيرة، ولذا اختار ساوثغيت 3 مهاجمين، من بينهم لاعب في الرابعة والثلاثين من عمره، وهو جيرمين ديفو الذي يلعب في صفوف أسوأ فريق في الدوري الإنجليزي الممتاز (سندرلاند الأخير)، ولاعب واتفورد تروي ديني الذي لم يلعب أية مباراة دولية، بالإضافة إلى لاعب وستهام المعرض للإصابة دائماً أندي كارول، وهي خيارات غير مقنعة في واقع الأمر. ومع ذلك، فإن الوضع ليس قاتماً، كما يبدو للوهلة الأولى، فساوثغيت ما زال لديه أوراق هجومية أخرى، بالإضافة إلى إمكانية إحراز الأهداف عن طريق لاعبي خط الوسط.
* المهاجمون
جيرمين ديفو: لم يلعب مهاجم توتنهام السابق مع المنتخب الإنجليزي منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2013، وبدا أن مستواه قد بدأ في التراجع عندما انضم لنادي تورنتو عام 2014، لكن ديفو لم يستمتع باللعب في الدوري الأميركي، وعاد للدوري الإنجليزي الممتاز عبر بوابة سندرلاند الذي كان في أشد الحاجة لمهاجم قوي يساعد الفريق على الهروب من الهبوط، ولذا تعاقد مع ديفو لمدة 3 سنوات ونصف السنة مقابل 70 ألف جنيه إسترليني في الأسبوع.
وشكك كثيرون في جدوى التعاقد مع لاعب في الثلاثينات من عمره مقابل هذا المبلغ الضخم، لكن ديفو رد الدين لسندرلاند، وسجل 33 هدفاً في 79 مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز. وأحرز ديفو 13 هدفاً مع إنجلترا، كان آخرها في مرمى سان مارينو، قبل 4 سنوات، وهو ما يعني أنه ليس لاعباً للمستقبل. ومع ذلك، يتمتع ديفو بقدرة فائقة على إنهاء الهجمات أمام المرمى، ويستحق الانضمام لصفوف المنتخب الإنجليزي.
ماركوس راشفورد: انطلق بسرعة الصاروخ مع مانشستر يونايتد الموسم الماضي، لكنه لم يتمكن من مواصلة التألق بالقوة نفسها، وربما لم يكن لينضم لصفوف المنتخب الإنجليزي الأول لو لم يتعرض كين للإصابة أمام ميلوول في نهاية الأسبوع الماضي. وكانت هناك رغبة لإشراك اللاعب بصورة أكبر في المرحلة السنية الأصغر، بحيث يشارك مع المنتخب الإنجليزي في كأس الأمم الأوروبية تحت 21 عاماً في بولندا. أداء اللاعب مع مانشستر يونايتد هذا الموسم متذبذب وغير مستقر، علاوة على أنه لم يسجل أي هدف في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ سبتمبر (أيلول) الماضي.
ولا ينهي راشفورد الهجمات أمام المرمى بالشكل المطلوب في بعض الأحيان، لكن يجب وضع الأمور في سياقها الصحيح، إذ إنه كان من المتوقع أن يؤدي تعاقد مانشستر يونايتد مع العملاق السويدي زلاتان إبراهيموفيتش إلى تعطيل انطلاقة راشفورد، لأن المدير الفني للفريق جوزيه مورينيو يعتمد على السويدي كخيار أساسي في خط الهجوم، بينما يدفع براشفورد على الجهة اليمنى أو اليسرى، رغم أن اللاعب الشاب قد تألق في مركز المهاجم الصريح تحت قيادة المدير الفني السابق لويس فان غال، عندما تم تصعيده للفريق الأول العام الماضي. ولا يوجد أدنى شك في موهبة راشفورد الذي يتميز بالسرعة والابتكار والمهارة العالية التي تجعله أحد اللاعبين المبشرين للغاية في إنجلترا.
جيمي فاردي: عاد مهاجم ليستر سيتي لمستواه السابق، بعد الإطاحة بالمدير الفني للفريق كلاوديو رانييري الشهر الماضي، وسيكون أقوى المرشحين لقيادة خط هجوم المنتخب الإنجليزي أمام ألمانيا. وسجل فاردي 24 هدفاً مع ليستر سيتي الموسم الماضي، وقاده للحصول على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، كما أحرز هدف التعادل في المباراة التي انتهت بفوز إنجلترا على ويلز في فرنسا الصيف الماضي، وأحرز هدفاً من ركلة جزاء في المباراة التي انتهت بالتعادل أمام إسبانيا بهدفين لكل فريق في نوفمبر.
واجه فاردي صعوبات كبيرة خلال الموسم الحالي، لكنه أحرز هدفاً حاسماً أمام إشبيلية في دوري أبطال أوروبا، ساعد الفريق كثيراً على الوصول لدور الثمانية. وفي اليوم التالي لتلك المباراة، أقيل رانييري من منصبه، وحل محله كريغ شكسبير، وعاد معه فاردي لمستواه السابق، فسجل هدفين في المباراة التي فاز فيها فريقه على ليفربول، وتألق أمام هال سيتي قبل أسبوعين، وكان له دور بارز في الإطاحة بإشبيلية من دوري أبطال أوروبا.
ويبدو من المرجح أن ديلي أيلي وأدم لالانا ورحيم ستيرلينغ سوف يلعبون خلف فاردي، فإيلي يلعب معظم الوقت كمهاجم ثانٍ مع توتنهام خلال الموسم الحالي، وسجل 17 هدفاً مع النادي والمنتخب، في حين يقدم لالانا أداء رائعاً مع ليفربول، وسجل أهدافاً في آخر 3 مباريات مع المنتخب الإنجليزي، علاوة على أن ستيرلينغ يقدم مستويات جيدة مع مانشستر سيتي. ويجب أن نشير إلى أن اللاعبين الثلاثة صغار في السن، ويمثلون مستقبلاً باهراً للمنتخب الإنجليزي.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».