مقتل حوثيين أثناء زرعهم عبوات ناسفة في ريف تعز

الجيش يسيطر على مواقع جديدة بين نهم وأرحب

مقتل حوثيين أثناء زرعهم عبوات ناسفة في ريف تعز
TT

مقتل حوثيين أثناء زرعهم عبوات ناسفة في ريف تعز

مقتل حوثيين أثناء زرعهم عبوات ناسفة في ريف تعز

تجددت المعارك بين الجيش الوطني، المسنود من المقاومة الشعبية، من جانب، وميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، في جبهات نهم (شرق العاصمة صنعاء) والساحل الغربي (شمال المخا)، غرب تعز.
وحققت قوات الجيش الوطني مكاسب ميدانية في معاركها في مختلف الجبهات الأخرى، بإسناد جوي من طيران التحالف العربي، بقيادة السعودية، في ظل استماتة قوات الجيش والمقاومة الشعبية في تطهير المدن والمحافظات اليمنية التي لا تزال خاضعة لسيطرة الميليشيات الانقلابية. وفي شمال وجنوب مديرية نهم، بمحافظة صنعاء، شرق العاصمة، اقتربت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من مشارف مديرية أرحب، المطلة على مطار صنعاء الدولي، وسيطرت على مواقع جديدة بين مديريتي نهم وأرحب، حيث أصبحت قرية عزلة بني حكم (التابعة لأرحب) وعدد من الطرق الرابطة بين مديرية نهم وبني حشيش تحت مرمى نيران الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، مما جعل الميليشيات الانقلابية تفر من مواقعها التي كانت تتمركز فيها. كما تمكنت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من السيطرة على ما تبقى من سلاسل جبال يام الممتدة - التي تربط بين الجوف ونهم ومأرب وأرحب - بعد سيطرتها على جبال دوه والعياني، والجبال المجاورة لها - واقتربت من هران باتجاه أرحب وحرف سفيان.
ويقول مراقبون إن المسار العسكري بات أكثر وضوحاً في هذه المرحلة، حيث تؤكد الحكومة أنه «الطريق الملائم للرد على المتمردين الذين لم يظهروا حتى الآن أية نية للاستجابة لقرارات الشرعية الدولية». وبات الجيش يتقدم في أربع جبهات رئيسية على الأقل، تتوزع على جنوب الساحل الغربي وشماله، في ميدي، وفي شرق صنعاء وشبوة.
وعلى صعيد متصل، عادت المواجهات العنيفة بين وحدات من اللواء 35 مدرع، الجيش الوطني، والميليشيات الانقلابية في ريف محافظة تعز، حيث اشتدت وتيرتها في جبهة الصلو، جنوب المدينة، وسط إحباط قوات الجيش محاولات تسلل الميليشيات الانقلابية إلى مواقعها في الصيرتين، الأمر الذي جعل ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية تقصف بعنف مواقع الجيش الوطني وقرى سكنية، علاوة على قصفها على منطقة المفاليس في مديرية حيفان. كما تبادلت قوات الجيش الوطني والميليشيات الانقلابية القصف في الجبهة الشرقية، في محيط التشريفات وكلية الطب والقصر الجمهوري.
وأكدت قيادة محور تعز «مصرع القيادي الحوثي أبو جهاد واثنين من مرافقيه، جوار كلية الطب، بنيران الجيش الوطني في جبهة المحافظة، شرق المدينة».
وفي جبهة الصلو، أكد مصدر عسكري، بحسب ما نقله عنه إعلام اللواء 35 مدرع: «تمكنت قوات الجيش من إفشال محاولتي تسلل للميليشيات الانقلابية إلى مواقع الجيش الوطني بالصلو، وتكبدت خلاله الميليشيات خسائر فادحة بالأرواح والعتاد، الأمر الذي جعلها تقصف قرى ومواقع الجيش الوطني بالصلو بشكل هستيري». وأضاف: «الميليشيات الانقلابية خلال الأيام الماضية عززت مواقعها في الصلو بالأفراد والعتاد، في محاولة منها لتحقيق تقدم على الأرض، إلا أن كل حشودها تتحطم على صخرة صمود أبطال الجيش الوطني»، مؤكداً «سقوط 8 قتلى من عناصر ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية أثناء قيامهم بزراعة عبوات ناسفة بمنطقة الصيار، لمنع تقدم قوات الجيش الوطني».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.