«سويتش» جهاز ألعاب جديد متميز من «ننتندو»

الجهاز الإلكتروني الأول لعام 2017

جهاز ألعاب «سويتش» الجديد من «ننتندو»
جهاز ألعاب «سويتش» الجديد من «ننتندو»
TT

«سويتش» جهاز ألعاب جديد متميز من «ننتندو»

جهاز ألعاب «سويتش» الجديد من «ننتندو»
جهاز ألعاب «سويتش» الجديد من «ننتندو»

ثمة جهاز إلكتروني جديد من المتوقع أن يتصدر قريباً قائمة الأجهزة التي يطمح الناس لشرائها: «سويتش Switch» من شركة «ننتندو». وكانت شركة الألعاب الإلكترونية اليابانية قد أطلقت حديثا «سويتش»، وهو نظام لعبة فيديو جديد تماماً بسعر 300 دولار. وعلى مدار شهور حتى من قبل طرحه، نجح الجهاز الجديد في إثارة ضجة كبيرة حوله نظراً لأنه يتضمن جهازين في واحد ـ نظام لعبة يمكن وضعه في غرفة المعيشة وآخر يمكنك التنقل به بسهولة ـ ما يجعل الجهاز الجديد متعدد الاستخدامات على نحو واسع.
* تجربة متميزة
وقد حصلت لي جهاز «سويتش» من إنتاج «ننتندو» بهدف إلقاء نظرة عن قرب عليه لاستكشاف السر وراء الضجة الكبيرة المثارة حوله. دواخل منزلي، وضعت «سويتش» فوق منضدة بحيث يمكنني تشغيل ألعاب عبر شاشة التلفزيون الضخمة لدي. وخلال عطلة نهاية الأسبوع، حملت «سويتش» بعيداً عن المنضدة في رحلة إلى لوس أنجليس واعتمدت على الشاشة المدمجة بالجهاز وقمت بتوصيل أدوات تحكم به بحيث أتمكن من تشغيل الألعاب أثناء وجودي بالخارج.
وجاءت تجربة اللعب بالاعتماد على «سويتش» رائعة للغاية، ذلك أن الأجزاء الصلبة أو معدات الجهاز مصممة بصورة جيدة وقادرة على توفير صور غرافيك قوية. ونجحت ألعاب «سويتش» الأولى التي اختبرتها في استغلال أدوات تحكم مدمجة بالجهاز بمهارة كبيرة.
وماذا عن الجانب السلبي؟ لن تتاح الكثير من الألعاب بالنسبة لـ«سويتش» في اليوم الأول لإطلاقه بالأسواق، ذلك أن 10 ألعاب فقط صادرة مع الجهاز. كما كانت هناك بعض المشكلات في الوحدة التي اختبرتها، منها مشكلة تسببت في انقطاع التيار الكهربي عن الجهاز ليوم كامل.
علاوة على ذلك، يفتقر «سويتش» إلى بعض العناصر المهمة، مثل التوافق مع سماعات «بلوتوث» التي يجري ارتداؤها في الأذن، إضافة لأدائه المتوسط كجهاز ألعاب محمول بسبب قصر عمر البطارية وشاشة لا بأس بها. وينبغي ألا نغفل هنا أن سلف «سويتش»: «وي يو، Wii U»، كان نظام لعبة متعدد الأغراض به «غيم باد» (وسادة ألعاب) مدمج فيها شاشة لاستخدامه أثناء حمله وذلك لدى إصداره عام 2012. وقد مني هذا المنتج بالإخفاق، الأمر الذي يجعل من شراء نظام «ننتندو» اليوم مخاطرة مقارنة بشراء «سوني بلاي ستيشن 4» أو «مايكروسوفت إكس بوكس وان».
ومع ذلك، تظل مسألة شراء «سويتش» مخاطرة جديرة بخوضها، نظراً للمتعة التي توفرها تجربة ألعاب الفيديو من خلاله على نحو غير مسبوق في أنظمة الألعاب المنافسة. كما أن الطبيعة متعددة الاستخدام للجهاز بوجه عام تجعله جدير بالمال.
* معدات وتهيئة ممتازة
كان أكثر ما أثار ضيقي بخصوص «وي يو» حجم المساحة الضخمة التي يشغلها، ذلك أنه ضم صندوقا لنظام اللعبة، بجانب منصة تحكم باللمس بالغة الضخامة وجميع الـ«وي يموت»، أدوات التحكم مستطيلة الشكل، التي كان من الضروري شحنها فيما بين المباريات.
بالنسبة لـ«سويتش»، يبدو أن «ننتندو» تعلمت الكثير من ردود الفعل السلبية عن «وي يو»، الأمر الذي يتجلى في التكوين العام لـ«سويتش»، ذلك أنك تستخدم اثنين من الكابلات لتوصيل منصة بجهاز التلفزيون الخاص بك، كما أن تهيئة الجهاز بسيطة. ومن هناك، تضع «سويتش» على المنصة، بحيث تظهر الصورة على شاشة التلفزيون.
على جانبي «سويتش»، توجد أشرطة وأزرار التي تعتبر حقيقة الأمر أدوات تحكم لا سلكية يمكن فصلها عن الجهاز يطلق عليها «جوي كونز Joy - Cons». وعند الضغط على زر، يمكنك فصلها، ويعد كل شريط أداة تحكم لاثنين من اللاعبين. وإذا رغبت في نقل «سويتش» لمكان ما، عليك إعادة دمج «جوي كونز» به ونقل الجهاز من المنصة.
أما المعدات الخاصة بـ«سويتش»، فتبدو قوية ومصنوعًة بصورة جيدة. وتتحرك أدوات التحكم بانسيابية.
* الألعاب الأولى الرائعة
ليس ثمة سبيل أفضل للتأقلم مع «سويتش» من ممارسة لعبة «1 - 2 سويتش 1 - 2 - Switch». وقد جرى تصميم اللعبة بوجه عام من أجل اثنين من اللاعبين، ويتعين على كل لاعب أخذ «جوي كون» واستخدام مجسات الحركة بها للتنافس مع الآخر في إطار مجموعة متنوعة من النشاطات البسيطة.
كما تتوافر أكثر من 20 لعبة أخرى صغيرة داخل «1 - 2 سويتش»، منها واحدة يتنافس في إطارها اللاعبون أثناء حلب بقرة افتراضية. أثناء حلب البقرة، يجري توجيه اللاعبين إلى غلق أعينهم. ورغم أن هذه الخطوة ليست ضرورية للفوز في اللعبة، فإنها تكشف كيف أن التواصل بالعين أصبح أمراً مبتدعاً في عصر أصبح الجميع متعلقين بشاشات هواتفهم الذكية ويقرأون من شاشات الكومبيوترات اللوحية والتلفزيونات والكومبيوترات.
من بين التحديات الأخرى في «سويتش 1 - 2» أن لاعباً يحرك بيديه حد سيف «كاتانا» الياباني، بينما يحاول اللاعب الآخر الإمساك بحد السيف. وتوجد لعبة مصغرة للملاكمة يتنافس خلالها اللاعبون من خلال تبادل اللكمات والخطاطيف في أسرع وقت ممكن.
وبعد حلب الأبقار والمبارزة بسيوف «ساموراي» وتصويب البنادق باتجاه بعضهم البعض، يمكن للبالغين الذين يحظون بـ«سويتش» استعادة متعة لعبة الصفعة الأولى التي كانوا يمارسونها في المدرسة الابتدائية. وربما يتعلم الأطفال من خلال هذه اللعبة أن متعة التفاعل المباشر بين شخص وآخر ستتفوق دوماً على أي لعبة «سنابشات» أو رسالة نصية.
ويتيح «سويتش» كذلك ألعاباً للاعبين المنفردين، مثل «أسطورة زيلدا: أنفاس الوحشThe Legend of Zelda: Breath of the Wild»، والتي تنقل اللاعبين عبر عالم واسع مفتوح يستعد في إطاره البطل، لينك، لمحاربة الشرير، غانون، ويحل ألغازاً ويركب خيولاً ويتسلق جبالاً على امتداد الطريق. وتتميز اللعبة بمستوى رفيع من رسوم الغرافيك والموسيقى وألغاز محيرة تجعل منها تجربة رائعة لا تنسى.
* مشكلات الجهاز
* «سوفت وير» مجنون. بطبيعة الحال، تبقى هناك مشكلات في «سويتش» يتعين على «ننتندو» العمل على حلها. وتتمثل واحدة منها أنه بعدما وضعت جهاز «سويتش» الخاص بي في حالة «سبات»، فشل في العمل مجدداً، حتى بعدما وضعته في الشاحن لساعات. واستمرت هذه المشكلة لمدة يوم كامل. ولم يعاود الجهاز العمل سوى بعدما نزعت اتصاله بالكهرباء لليلة كاملة، وبدت البطارية حينها ضعيفة الشحن. وأشك من جانبي في أن البطارية تجمدت أثناء وضع الجهاز في حالة «السبات»، الأمر الذي جعل من المستحيل إعادة تشغيله إلا بعدما نفدت البطارية من الشحن.
من ناحيتها، أعلنت «ننتندو» أنها نظرت في أمر هذه المشكلة وأنها تحديث للبرمجيات (السوفت وير)، قد تك تطويره بهدف تحسين مستوى استقرار الجهاز بأكمله.
* مشكلة حمل الجهاز. من ناحية أخرى، فإنه ليس من السهل حمل الجهاز، الذي يبلغ عرضه قرابة 9.5 بوصة، ما يعيق حمله لفترات طويلة. كما أن صورة الشاشة المدمجة بالجهاز غير جيدة. واللافت أنه لدى استخدامه كمحمول، يتراجع مستوى دقة الشاشة لعدد أقل من الـ«بيكسل» عما يكون عليه الحال عندما يكون قائماً على منصته لاستخدامه عبر شاشة تلفزيون. كما تتألق الشاشة داخل غرفة المعيشة جيدة الإضاءة.
* معلومات أساسية
من الأفضل شراء «سويتش» بعدما تقدم «ننتندو» على تعزيز الجهاز بمكتبة أكبر من الألعاب. ومع ذلك، تبقى المؤشرات الأولى المرتبطة بـ«سويتش» واعدة. والمؤكد أن عاشقي ألعاب الفيديو لن يفوتوا فرصة اقتناء «سويتش»، فرغم أنه ربما يكون جهاز ألعاب محمول متوسط الأداء، فإنه يتألق كنظام ألعاب فيديو منزلي. ومع «سويتش 1 - 2»، يمتلك «سويتش» بالفعل تطبيق ساحر يتعين على جميع عاشقي ألعاب الفيديو الحرص على الاستمتاع به، مهما تباينت مستويات مهاراتهم.
أما كبرى المشكلات المتعلقة به فهو صعوبة الحصول عليه. وقد أعلنت الشركة عزمها طرح مليوني نظام بمختلف أرجاء العالم ـ لكن المتعة التي شعرت بها لدى اختباره تثير لدي اعتقاد بأنه سيبقى من الصعب العثور على واحد من هذه الأنظمة على أرفف المحلات.
** معلومات عن اللعبة
*الشركة المبرمجة: «343 إنداستريز كرييتف أسيمبلي» 343 Industries Creative Assembly http: / / www.halowaypoint.com.
* الشركة الناشرة: «مايكروسوفت ستوديوز» Microsoft Studios http: / / microsoftstudios.com.
*موقع اللعبة على الإنترنت:: https: / / www.halowaypoint.com / en - gb / games / halo - wars - 2.
*نوع اللعبة: قتال استراتيجي: Real - time Strategy RTS.
*أجهزة اللعب: «إكس بوكس وان» والكومبيوتر الشخصي حصرياً.
*تاريخ الإطلاق: 2/ 2017.
*تصنيف مجلس البرامج الترفيهية ESRB: للمراهقين «T».
*دعم للعب الجماعي: نعم.

* خدمة «نيويورك تايمز»



الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
TT

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت الذي فرضته جائحة «كوفيد»، يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم، رغم الشكوك في منافعه.

وبدأت بلدان عدة توفير أدوات مساعَدة رقمية معززة بالذكاء الاصطناعي للمعلّمين في الفصول الدراسية. ففي المملكة المتحدة، بات الأطفال وأولياء الأمور معتادين على تطبيق «سباركس ماث» (Sparx Maths) الذي أُنشئ لمواكبة تقدُّم التلاميذ بواسطة خوارزميات، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». لكنّ الحكومة تريد الذهاب إلى أبعد من ذلك. وفي أغسطس (آب)، أعلنت استثمار أربعة ملايين جنيه إسترليني (نحو خمسة ملايين دولار) لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي للمعلمين، لمساعدتهم في إعداد المحتوى الذي يدرّسونه.

وهذا التوجّه آخذ في الانتشار من ولاية كارولاينا الشمالية الأميركية إلى كوريا الجنوبية. ففي فرنسا، كان من المفترض اعتماد تطبيق «ميا سوكوند» (Mia Seconde) المعزز بالذكاء الاصطناعي، مطلع العام الدراسي 2024، لإتاحة تمارين خاصة بكل تلميذ في اللغة الفرنسية والرياضيات، لكنّ التغييرات الحكومية أدت إلى استبعاد هذه الخطة راهناً.

وتوسعت أعمال الشركة الفرنسية الناشئة «إيفيدانس بي» التي فازت بالعقد مع وزارة التعليم الوطني لتشمل أيضاً إسبانيا وإيطاليا. ويشكّل هذا التوسع نموذجاً يعكس التحوّل الذي تشهده «تكنولوجيا التعليم» المعروفة بـ«إدتِك» (edtech).

«حصان طروادة»

يبدو أن شركات التكنولوجيا العملاقة التي تستثمر بكثافة في الأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي، ترى أيضاً في التعليم قطاعاً واعداً. وتعمل شركات «مايكروسوفت» و«ميتا» و«أوبن إيه آي» الأميركية على الترويج لأدواتها لدى المؤسسات التعليمية، وتعقد شراكات مع شركات ناشئة.

وقال مدير تقرير الرصد العالمي للتعليم في «اليونيسكو»، مانوس أنتونينيس، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أعتقد أن المؤسف هو أن التعليم يُستخدم كنوع من حصان طروادة للوصول إلى المستهلكين في المستقبل».

وأعرب كذلك عن قلقه من كون الشركات تستخدم لأغراض تجارية البيانات التي تستحصل عليها، وتنشر خوارزميات متحيزة، وتبدي عموماً اهتماماً بنتائجها المالية أكثر مما تكترث للنتائج التعليمية. إلاّ أن انتقادات المشككين في فاعلية الابتكارات التكنولوجية تعليمياً بدأت قبل ازدهار الذكاء الاصطناعي. ففي المملكة المتحدة، خيّب تطبيق «سباركس ماث» آمال كثير من أولياء أمور التلاميذ.

وكتب أحد المشاركين في منتدى «مامِز نِت» على الإنترنت تعليقاً جاء فيه: «لا أعرف طفلاً واحداً يحب» هذا التطبيق، في حين لاحظ مستخدم آخر أن التطبيق «يدمر أي اهتمام بالموضوع». ولا تبدو الابتكارات الجديدة أكثر إقناعاً.

«أشبه بالعزلة»

وفقاً للنتائج التي نشرها مركز «بيو ريسيرتش سنتر» للأبحاث في مايو (أيار) الماضي، يعتقد 6 في المائة فقط من معلمي المدارس الثانوية الأميركية أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم يعود بنتائج إيجابية تَفوق العواقب السلبية. وثمة شكوك أيضاً لدى بعض الخبراء.

وتَعِد غالبية حلول «تكنولوجيا التعليم» بالتعلّم «الشخصي»، وخصوصاً بفضل المتابعة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي. وهذه الحجة تحظى بقبول من المسؤولين السياسيين في المملكة المتحدة والصين. ولكن وفقاً لمانوس أنتونينيس، فإن هذه الحجة لا تأخذ في الاعتبار أن «التعلّم في جانب كبير منه هو مسألة اجتماعية، وأن الأطفال يتعلمون من خلال تفاعل بعضهم مع بعض».

وثمة قلق أيضاً لدى ليون فورز، المدرّس السابق المقيم في أستراليا، وهو راهناً مستشار متخصص في الذكاء الاصطناعي التوليدي المطبّق على التعليم. وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «يُروَّج للذكاء الاصطناعي كحل يوفّر التعلّم الشخصي، لكنه (...) يبدو لي أشبه بالعزلة».

ومع أن التكنولوجيا يمكن أن تكون في رأيه مفيدة في حالات محددة، فإنها لا تستطيع محو العمل البشري الضروري.

وشدّد فورز على أن «الحلول التكنولوجية لن تحل التحديات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية الكبرى التي تواجه المعلمين والطلاب».