«سويتش» جهاز ألعاب جديد متميز من «ننتندو»

الجهاز الإلكتروني الأول لعام 2017

جهاز ألعاب «سويتش» الجديد من «ننتندو»
جهاز ألعاب «سويتش» الجديد من «ننتندو»
TT

«سويتش» جهاز ألعاب جديد متميز من «ننتندو»

جهاز ألعاب «سويتش» الجديد من «ننتندو»
جهاز ألعاب «سويتش» الجديد من «ننتندو»

ثمة جهاز إلكتروني جديد من المتوقع أن يتصدر قريباً قائمة الأجهزة التي يطمح الناس لشرائها: «سويتش Switch» من شركة «ننتندو». وكانت شركة الألعاب الإلكترونية اليابانية قد أطلقت حديثا «سويتش»، وهو نظام لعبة فيديو جديد تماماً بسعر 300 دولار. وعلى مدار شهور حتى من قبل طرحه، نجح الجهاز الجديد في إثارة ضجة كبيرة حوله نظراً لأنه يتضمن جهازين في واحد ـ نظام لعبة يمكن وضعه في غرفة المعيشة وآخر يمكنك التنقل به بسهولة ـ ما يجعل الجهاز الجديد متعدد الاستخدامات على نحو واسع.
* تجربة متميزة
وقد حصلت لي جهاز «سويتش» من إنتاج «ننتندو» بهدف إلقاء نظرة عن قرب عليه لاستكشاف السر وراء الضجة الكبيرة المثارة حوله. دواخل منزلي، وضعت «سويتش» فوق منضدة بحيث يمكنني تشغيل ألعاب عبر شاشة التلفزيون الضخمة لدي. وخلال عطلة نهاية الأسبوع، حملت «سويتش» بعيداً عن المنضدة في رحلة إلى لوس أنجليس واعتمدت على الشاشة المدمجة بالجهاز وقمت بتوصيل أدوات تحكم به بحيث أتمكن من تشغيل الألعاب أثناء وجودي بالخارج.
وجاءت تجربة اللعب بالاعتماد على «سويتش» رائعة للغاية، ذلك أن الأجزاء الصلبة أو معدات الجهاز مصممة بصورة جيدة وقادرة على توفير صور غرافيك قوية. ونجحت ألعاب «سويتش» الأولى التي اختبرتها في استغلال أدوات تحكم مدمجة بالجهاز بمهارة كبيرة.
وماذا عن الجانب السلبي؟ لن تتاح الكثير من الألعاب بالنسبة لـ«سويتش» في اليوم الأول لإطلاقه بالأسواق، ذلك أن 10 ألعاب فقط صادرة مع الجهاز. كما كانت هناك بعض المشكلات في الوحدة التي اختبرتها، منها مشكلة تسببت في انقطاع التيار الكهربي عن الجهاز ليوم كامل.
علاوة على ذلك، يفتقر «سويتش» إلى بعض العناصر المهمة، مثل التوافق مع سماعات «بلوتوث» التي يجري ارتداؤها في الأذن، إضافة لأدائه المتوسط كجهاز ألعاب محمول بسبب قصر عمر البطارية وشاشة لا بأس بها. وينبغي ألا نغفل هنا أن سلف «سويتش»: «وي يو، Wii U»، كان نظام لعبة متعدد الأغراض به «غيم باد» (وسادة ألعاب) مدمج فيها شاشة لاستخدامه أثناء حمله وذلك لدى إصداره عام 2012. وقد مني هذا المنتج بالإخفاق، الأمر الذي يجعل من شراء نظام «ننتندو» اليوم مخاطرة مقارنة بشراء «سوني بلاي ستيشن 4» أو «مايكروسوفت إكس بوكس وان».
ومع ذلك، تظل مسألة شراء «سويتش» مخاطرة جديرة بخوضها، نظراً للمتعة التي توفرها تجربة ألعاب الفيديو من خلاله على نحو غير مسبوق في أنظمة الألعاب المنافسة. كما أن الطبيعة متعددة الاستخدام للجهاز بوجه عام تجعله جدير بالمال.
* معدات وتهيئة ممتازة
كان أكثر ما أثار ضيقي بخصوص «وي يو» حجم المساحة الضخمة التي يشغلها، ذلك أنه ضم صندوقا لنظام اللعبة، بجانب منصة تحكم باللمس بالغة الضخامة وجميع الـ«وي يموت»، أدوات التحكم مستطيلة الشكل، التي كان من الضروري شحنها فيما بين المباريات.
بالنسبة لـ«سويتش»، يبدو أن «ننتندو» تعلمت الكثير من ردود الفعل السلبية عن «وي يو»، الأمر الذي يتجلى في التكوين العام لـ«سويتش»، ذلك أنك تستخدم اثنين من الكابلات لتوصيل منصة بجهاز التلفزيون الخاص بك، كما أن تهيئة الجهاز بسيطة. ومن هناك، تضع «سويتش» على المنصة، بحيث تظهر الصورة على شاشة التلفزيون.
على جانبي «سويتش»، توجد أشرطة وأزرار التي تعتبر حقيقة الأمر أدوات تحكم لا سلكية يمكن فصلها عن الجهاز يطلق عليها «جوي كونز Joy - Cons». وعند الضغط على زر، يمكنك فصلها، ويعد كل شريط أداة تحكم لاثنين من اللاعبين. وإذا رغبت في نقل «سويتش» لمكان ما، عليك إعادة دمج «جوي كونز» به ونقل الجهاز من المنصة.
أما المعدات الخاصة بـ«سويتش»، فتبدو قوية ومصنوعًة بصورة جيدة. وتتحرك أدوات التحكم بانسيابية.
* الألعاب الأولى الرائعة
ليس ثمة سبيل أفضل للتأقلم مع «سويتش» من ممارسة لعبة «1 - 2 سويتش 1 - 2 - Switch». وقد جرى تصميم اللعبة بوجه عام من أجل اثنين من اللاعبين، ويتعين على كل لاعب أخذ «جوي كون» واستخدام مجسات الحركة بها للتنافس مع الآخر في إطار مجموعة متنوعة من النشاطات البسيطة.
كما تتوافر أكثر من 20 لعبة أخرى صغيرة داخل «1 - 2 سويتش»، منها واحدة يتنافس في إطارها اللاعبون أثناء حلب بقرة افتراضية. أثناء حلب البقرة، يجري توجيه اللاعبين إلى غلق أعينهم. ورغم أن هذه الخطوة ليست ضرورية للفوز في اللعبة، فإنها تكشف كيف أن التواصل بالعين أصبح أمراً مبتدعاً في عصر أصبح الجميع متعلقين بشاشات هواتفهم الذكية ويقرأون من شاشات الكومبيوترات اللوحية والتلفزيونات والكومبيوترات.
من بين التحديات الأخرى في «سويتش 1 - 2» أن لاعباً يحرك بيديه حد سيف «كاتانا» الياباني، بينما يحاول اللاعب الآخر الإمساك بحد السيف. وتوجد لعبة مصغرة للملاكمة يتنافس خلالها اللاعبون من خلال تبادل اللكمات والخطاطيف في أسرع وقت ممكن.
وبعد حلب الأبقار والمبارزة بسيوف «ساموراي» وتصويب البنادق باتجاه بعضهم البعض، يمكن للبالغين الذين يحظون بـ«سويتش» استعادة متعة لعبة الصفعة الأولى التي كانوا يمارسونها في المدرسة الابتدائية. وربما يتعلم الأطفال من خلال هذه اللعبة أن متعة التفاعل المباشر بين شخص وآخر ستتفوق دوماً على أي لعبة «سنابشات» أو رسالة نصية.
ويتيح «سويتش» كذلك ألعاباً للاعبين المنفردين، مثل «أسطورة زيلدا: أنفاس الوحشThe Legend of Zelda: Breath of the Wild»، والتي تنقل اللاعبين عبر عالم واسع مفتوح يستعد في إطاره البطل، لينك، لمحاربة الشرير، غانون، ويحل ألغازاً ويركب خيولاً ويتسلق جبالاً على امتداد الطريق. وتتميز اللعبة بمستوى رفيع من رسوم الغرافيك والموسيقى وألغاز محيرة تجعل منها تجربة رائعة لا تنسى.
* مشكلات الجهاز
* «سوفت وير» مجنون. بطبيعة الحال، تبقى هناك مشكلات في «سويتش» يتعين على «ننتندو» العمل على حلها. وتتمثل واحدة منها أنه بعدما وضعت جهاز «سويتش» الخاص بي في حالة «سبات»، فشل في العمل مجدداً، حتى بعدما وضعته في الشاحن لساعات. واستمرت هذه المشكلة لمدة يوم كامل. ولم يعاود الجهاز العمل سوى بعدما نزعت اتصاله بالكهرباء لليلة كاملة، وبدت البطارية حينها ضعيفة الشحن. وأشك من جانبي في أن البطارية تجمدت أثناء وضع الجهاز في حالة «السبات»، الأمر الذي جعل من المستحيل إعادة تشغيله إلا بعدما نفدت البطارية من الشحن.
من ناحيتها، أعلنت «ننتندو» أنها نظرت في أمر هذه المشكلة وأنها تحديث للبرمجيات (السوفت وير)، قد تك تطويره بهدف تحسين مستوى استقرار الجهاز بأكمله.
* مشكلة حمل الجهاز. من ناحية أخرى، فإنه ليس من السهل حمل الجهاز، الذي يبلغ عرضه قرابة 9.5 بوصة، ما يعيق حمله لفترات طويلة. كما أن صورة الشاشة المدمجة بالجهاز غير جيدة. واللافت أنه لدى استخدامه كمحمول، يتراجع مستوى دقة الشاشة لعدد أقل من الـ«بيكسل» عما يكون عليه الحال عندما يكون قائماً على منصته لاستخدامه عبر شاشة تلفزيون. كما تتألق الشاشة داخل غرفة المعيشة جيدة الإضاءة.
* معلومات أساسية
من الأفضل شراء «سويتش» بعدما تقدم «ننتندو» على تعزيز الجهاز بمكتبة أكبر من الألعاب. ومع ذلك، تبقى المؤشرات الأولى المرتبطة بـ«سويتش» واعدة. والمؤكد أن عاشقي ألعاب الفيديو لن يفوتوا فرصة اقتناء «سويتش»، فرغم أنه ربما يكون جهاز ألعاب محمول متوسط الأداء، فإنه يتألق كنظام ألعاب فيديو منزلي. ومع «سويتش 1 - 2»، يمتلك «سويتش» بالفعل تطبيق ساحر يتعين على جميع عاشقي ألعاب الفيديو الحرص على الاستمتاع به، مهما تباينت مستويات مهاراتهم.
أما كبرى المشكلات المتعلقة به فهو صعوبة الحصول عليه. وقد أعلنت الشركة عزمها طرح مليوني نظام بمختلف أرجاء العالم ـ لكن المتعة التي شعرت بها لدى اختباره تثير لدي اعتقاد بأنه سيبقى من الصعب العثور على واحد من هذه الأنظمة على أرفف المحلات.
** معلومات عن اللعبة
*الشركة المبرمجة: «343 إنداستريز كرييتف أسيمبلي» 343 Industries Creative Assembly http: / / www.halowaypoint.com.
* الشركة الناشرة: «مايكروسوفت ستوديوز» Microsoft Studios http: / / microsoftstudios.com.
*موقع اللعبة على الإنترنت:: https: / / www.halowaypoint.com / en - gb / games / halo - wars - 2.
*نوع اللعبة: قتال استراتيجي: Real - time Strategy RTS.
*أجهزة اللعب: «إكس بوكس وان» والكومبيوتر الشخصي حصرياً.
*تاريخ الإطلاق: 2/ 2017.
*تصنيف مجلس البرامج الترفيهية ESRB: للمراهقين «T».
*دعم للعب الجماعي: نعم.

* خدمة «نيويورك تايمز»



تقرير: المؤسسات السعودية تجني مكاسب مبكرة من الذكاء الاصطناعي رغم تحديات التأسيس

يتوقع 91 في المائة من قادة الأعمال أن الذكاء الاصطناعي سيعيد تشكيل الوظائف خلال عام عبر انتقال الموظفين إلى أدوار تحليلية واستراتيجية (شاترستوك)
يتوقع 91 في المائة من قادة الأعمال أن الذكاء الاصطناعي سيعيد تشكيل الوظائف خلال عام عبر انتقال الموظفين إلى أدوار تحليلية واستراتيجية (شاترستوك)
TT

تقرير: المؤسسات السعودية تجني مكاسب مبكرة من الذكاء الاصطناعي رغم تحديات التأسيس

يتوقع 91 في المائة من قادة الأعمال أن الذكاء الاصطناعي سيعيد تشكيل الوظائف خلال عام عبر انتقال الموظفين إلى أدوار تحليلية واستراتيجية (شاترستوك)
يتوقع 91 في المائة من قادة الأعمال أن الذكاء الاصطناعي سيعيد تشكيل الوظائف خلال عام عبر انتقال الموظفين إلى أدوار تحليلية واستراتيجية (شاترستوك)

تشهد المملكة العربية السعودية مرحلة فارقة في رحلتها نحو بناء اقتصاد رقمي متقدم؛ إذ بات الذكاء الاصطناعي يشكّل ركيزة استراتيجية ضمن مسار التحول الوطني.

ويكشف تقرير شركة «كيندريل» حول «جاهزية الذكاء الاصطناعي 2025» عن أن المؤسسات في المملكة أصبحت في موقع متقدم إقليمياً من حيث الوعي والأهداف.

ويشير التقرير إلى أن المملكة تواجه تحديات، لكنها تحديات تأسيسية تتطلب تسريع خطوات البنية التحتية وبناء المهارات، فيما تستمر الرؤية السعودية في دفع مسار التطور التقني.

نضال عزبة المدير التنفيذي لدى «كيندريل» في السعودية متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» (كيندريل)

عوائد تسارع النضج

يسجل التقرير أن المؤسسات السعودية بدأت تجني فوائد واضحة قبل الكثير من نظيراتها عالمياً. وتشمل أبرز المكاسب تحسين الكفاءة التشغيلية، وتسريع اتخاذ القرار، وتعزيز تجربة العملاء. ويؤكد المدير التنفيذي لـ«كيندريل» في السعودية، نضال عزبة، خلال لقاء خاص مع «الشرق الأوسط» أن هذه النتائج ليست صدفة.

ويضيف: «بدأت المؤسسات السعودية تحقق عوائد ملموسة من استثماراتها في الذكاء الاصطناعي، لا سيما في مجالات الكفاءة التشغيلية وتسريع عملية اتخاذ القرارات وتحسين تجربة العملاء». ويربط هذه المكاسب بعوامل ثلاثة؛ وهي: التزام القيادة السعودية، وزيادة التجارب التطبيقية، ومواءمة المشاريع التقنية مع مستهدفات «رؤية 2030».

ومع ذلك، يحذر عزبة من المبالغة في التفاؤل، موضحاً أن «العالم كله لا يزال في مرحلته المبكرة، وأن القيمة المستدامة تتطلب أسساً رقمية أقوى، وبنية تحتية مرنة وقوى عاملة مهيّأة لتوسيع نطاق تطبيق الذكاء الاصطناعي».

وتدعم الأرقام هذا التوجه؛ إذ يشير التقرير إلى أن أكثر من 90 في المائة من المؤسسات الإقليمية تتوقع تأثيراً كبيراً للذكاء الاصطناعي على نماذج أعمالها خلال عام واحد، فيما ترى غالبية الشركات السعودية أن الاستثمارات الحالية تمهّد لمرحلة توسع أكبر تبدأ خلال 2026 وما بعدها.

يعتمد النجاح المستقبلي على تحقيق التوازن بين الأتمتة وتنمية المهارات البشرية عبر إعادة التأهيل المستمر وتصميم وظائف تتكامل مع الأنظمة الذكية (شاترستوك)

تحديات المرحلة المقبلة

تُعد العقبة الأكثر وضوحاً التي تواجهها المؤسسات السعودية -كما يوضح التقرير- هي صعوبة الانتقال من مرحلة إثبات المفهوم إلى الإنتاج.

ويوضح عزبة أن «أكثر من نصف المديرين التنفيذيين في المؤسسات السعودية أفادوا بأن الابتكار يواجه غالباً صعوبات بعد مرحلة إثبات المفهوم، بسبب تحديات تقنية عند الانتقال إلى مرحلة الإنتاج».

وتُعد الأنظمة القديمة والبيئات التقنية المجزأة من أبرز مصادر التعطيل، بالإضافة إلى غياب التكامل الجيد بين السحابة والأنظمة المحلية، ونقص الجاهزية في إدارة البيانات.

كما يبرز عامل آخر وهو الضغط لتحقيق عائد سريع على الاستثمار، رغم أن طبيعة مشاريع الذكاء الاصطناعي تتطلب بناء أسس طويلة المدى قبل حصد النتائج.

ويشير عزبة إلى أن تجاوز هذه المرحلة يعتمد على «تحديث البنية التحتية الأساسية، وتعزيز بيئات السحابة والبيانات، والاستثمار في مهارات القوى العاملة»، مؤكداً أن هذه الخطوات ليست ترفاً، بل هي شرط لتمكين التوسع المؤسسي.

أرقام تعكس حجم الفجوة

جاء في التقرير أن 53 في المائة من المديرين التنفيذيين في السعودية يواجهون تحديات تقنية رئيسية، تشمل أنظمة قديمة يصعب تحديثها، وبيئات تشغيل معقدة تُبطئ عمليات التكامل.

كما أشار 94 في المائة من المؤسسات إلى عدم قدرتها على مواكبة التطور التقني المتسارع، وهو رقم يعكس عبئاً تشغيلياً واستراتيجياً كبيراً.

ويقول عزبة إن هذه التحديات ليست دائماً مرئية للقيادات؛ إذ «يعتقد العديد من القادة أن بيئات عملهم قوية استناداً إلى الأداء الحالي، إلا أن عدداً أقل منهم يقيّم الجاهزية المستقبلية في ظل تطورات الذكاء الاصطناعي أو تهديدات الأمن السيبراني».

وتبرز أهمية التقييمات التقنية المستقلة وخرائط الطريق التي تحدد الثغرات وتعيد توجيه الاستثمارات نحو الأسس المهملة مثل البيانات والمرونة والأمن السيبراني.

تعاني السوق من نقص ملحوظ في المهارات التقنية والمعرفية وأن 35 في المائة من القادة يرون فجوات في القدرات الأساسية المطلوبة لتوسيع الذكاء الاصطناعي (غيتي)

معادلة الجاهزية الحقيقية

يرى التقرير أن الفجوة بين الثقة الذاتية والجاهزية الفعلية تمثّل أحد أخطر التحديات. فالقادة يعدون مؤسساتهم مستعدة، لكن الأرقام تُظهر هشاشة في البنية التحتية أو ضعفاً في التكامل أو نقصاً في القدرات التنبؤية.

وتُعد المرونة والامتثال للمعايير السيادية والاستعداد للأمن السيبراني عناصر أساسية في تقييم الجاهزية المستقبلية، خصوصاً في سوق تتجه فيها السعودية بسرعة نحو بناء بنى وطنية للذكاء الاصطناعي.

ويشير عزبة إلى أن «البيئات الجاهزة للمستقبل تتميز بالقدرة على دعم ابتكارات الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع، وليس فقط نشر حلول معزولة».

انتقال وليس استبدالاً

تتوقع 91 في المائة من المؤسسات السعودية أن تشهد سوق العمل تحولاً كبيراً خلال 12 شهراً. وتعكس هذه النسبة إدراكاً متزايداً بأن الذكاء الاصطناعي لن يستبدل الوظائف بشكل مباشر، بل سيعيد صياغتها.

ويشير عزبة إلى أن الموظفين «سينتقلون إلى أدوار أكثر تحليلية واستراتيجية وإشرافية، فيما تُؤتمت المهام المتكررة»، مؤكداً أن الذكاء الاصطناعي «سيعمل بوصفه شريكاً تعاونياً، مما يجعل جاهزية الأفراد أمراً أساسياً لتحقيق أقصى قيمة».

وتواجه المؤسسات تحدياً إضافياً يتمثّل في ضرورة إعادة تصميم الوظائف وسير العمل وإعادة تأهيل القوى العاملة على نطاق واسع. وتبرز الحاجة إلى برامج تعليمية متواصلة ترفع من القدرة الرقمية، وتعمّق فهم الموظفين لكيفية التعاون مع الأنظمة الذكية.

تشير الأرقام إلى فجوات كبيرة في الجاهزية التقنية حيث أكد 53 في المائة وجود تحديات أساسية و94 في المائة عدم القدرة على مواكبة التطور السريع (غيتي)

فجوات المهارات

يشير التقرير إلى أن 35 في المائة من القادة السعوديين يرون فجوة واضحة في المهارات التقنية الأساسية المطلوبة لتوسيع الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك هندسة البيانات والأمن السيبراني وإدارة النماذج. كما عبّر 35 في المائة عن قلقهم من نقص المهارات المعرفية، مثل التفكير النقدي وحل المشكلات.

ويرى عزبة أن تجاهل هذه الفجوات يجعل أي توسع في الذكاء الاصطناعي محفوفاً بالمخاطر. فالتكنولوجيا تتقدم بوتيرة أسرع من قدرة المؤسسات على إعداد الموظفين، مما يتطلب استثماراً مسبقاً في التدريب والتعليم المستمر.

الأتمتة وبناء القدرات البشرية

يُعد دمج الأتمتة مع المهارات البشرية عنصراً حاسماً لتحقيق أقصى قيمة من الذكاء الاصطناعي. ويشير التقرير إلى أن 31 في المائة من القادة السعوديين يشعرون بالقلق إزاء كيفية إعادة تأهيل الموظفين المتأثرين بالتغيرات التقنية.

ويسلط عزبة الضوء على ضرورة «دمج التعلم المستمر، وإطلاق برامج لمحو أمية الذكاء الاصطناعي، وتوفير وظائف جديدة في الأدوار التقنية والأدوار عن بُعد».

ويؤكد أن الأتمتة يجب أن تُرى بوصفها دعماً لقدرات الإنسان وليست بديلاً عنها، فالمؤسسات التي تحقق هذا التوازن ستتمكن من رفع الإنتاجية وتعزيز الابتكار دون تعطيل القوى العاملة.

الجاهزية لقيادة المرحلة المقبلة

تكشف نتائج التقرير عن أن السعودية تتحرك بسرعة نحو جاهزية متقدمة، لكنها في الوقت نفسه تدرك حجم العمل المطلوب لتسريع تبني الذكاء الاصطناعي بطريقة آمنة ومستدامة.

وتمنح مبادرات البنية التحتية الوطنية، وتطوير المهارات، وتحديث الأنظمة دفعة قوية للقطاع الخاص، كي يواكب التحول ويستفيد من الزخم التنظيمي.

ويختتم عزبة رؤيته بتأكيد أن «الفرصة واضحة للمؤسسات التي تبادر اليوم، فمع الزخم الوطني للتحول الرقمي يمكن للشركات تحويل التحديات الحالية إلى فرص تنافسية تُسهم في تشكيل معايير القطاع وموقع المملكة في اقتصاد الذكاء الاصطناعي العالمي».


ماسك ينفي تقارير عن تقييم «سبيس إكس» بمبلغ 800 مليار دولار

ملياردير التكنولوجيا ومالك منصة «إكس» إيلون ماسك (د.ب.أ)
ملياردير التكنولوجيا ومالك منصة «إكس» إيلون ماسك (د.ب.أ)
TT

ماسك ينفي تقارير عن تقييم «سبيس إكس» بمبلغ 800 مليار دولار

ملياردير التكنولوجيا ومالك منصة «إكس» إيلون ماسك (د.ب.أ)
ملياردير التكنولوجيا ومالك منصة «إكس» إيلون ماسك (د.ب.أ)

نفى الملياردير ورائد الأعمال الأميركي إيلون ماسك، السبت، صحة تقارير إعلامية أفادت بأن شركة «سبيس إكس» للفضاء ستبدأ بيع أسهم ثانوية من شأنها أن تقدر قيمة الشركة بنحو 800 مليار دولار، واصفاً إياها بأنها غير دقيقة.

وأضاف ماسك على منصة «إكس»: «لقد كانت تدفقات (سبيس إكس) النقدية إيجابية لسنوات عديدة وتقوم بعمليات إعادة شراء أسهم دورية مرتين في السنة لتوفير السيولة للموظفين والمستثمرين».


بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
TT

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)

اختُتمت في ملهم شمال الرياض، الخميس، فعاليات «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا 2025»، الذي نظمه الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وشركة «تحالف»، عقب 3 أيام شهدت حضوراً واسعاً، عزّز مكانة السعودية مركزاً عالمياً لصناعة الأمن السيبراني.

وسجّلت نسخة هذا العام مشاركة مكثفة جعلت «بلاك هات 2025» من أبرز الفعاليات السيبرانية عالمياً؛ حيث استقطب نحو 40 ألف زائر من 160 دولة، داخل مساحة بلغت 60 ألف متر مربع، بمشاركة أكثر من 500 جهة عارضة، إلى جانب 300 متحدث دولي، وأكثر من 200 ساعة محتوى تقني، ونحو 270 ورشة عمل، فضلاً عن مشاركة 500 متسابق في منافسات «التقط العلم».

كما سجّل المؤتمر حضوراً لافتاً للمستثمرين هذا العام؛ حيث بلغت قيمة الأصول المُدارة للمستثمرين المشاركين نحو 13.9 مليار ريال، الأمر الذي يعكس جاذبية المملكة بوصفها بيئة محفّزة للاستثمار في تقنيات الأمن السيبراني، ويؤكد تنامي الثقة الدولية بالسوق الرقمية السعودية.

وأظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية؛ حيث بلغ إجمالي المشاركين 4100 متسابق، و1300 شركة عالمية، و1300 متخصص في الأمن السيبراني، في مؤشر يعكس اتساع التعاون الدولي في هذا القطاع داخل المملكة.

إلى جانب ذلك، تم الإعلان عن أكثر من 25 صفقة استثمارية، بمشاركة 200 مستثمر و500 استوديو ومطور، بما يُسهم في دعم بيئة الاقتصاد الرقمي، وتعزيز منظومة الشركات التقنية الناشئة.

وقال خالد السليم، نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز لـ«الشرق الأوسط»: «إن (بلاك هات) يُحقق تطوّراً في كل نسخة عن النسخ السابقة، من ناحية عدد الحضور وعدد الشركات».

أظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية (بلاك هات)

وأضاف السليم: «اليوم لدينا أكثر من 350 شركة محلية وعالمية من 162 دولة حول العالم، وعدد الشركات العالمية هذا العام زاد بنحو 27 في المائة على العام الماضي».

وسجّل «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا» بنهاية نسخته الرابعة، دوره بوصفه منصة دولية تجمع الخبراء والمهتمين بالأمن السيبراني، وتتيح تبادل المعرفة وتطوير الأدوات الحديثة، في إطار ينسجم مع مسار السعودية نحو تعزيز كفاءة القطاع التقني، وتحقيق مستهدفات «رؤية 2030».