يبدو يوفنتوس الإيطالي مرشحاً فوق العادة لبلوغ ربع نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، عندما يستضيف بورتو البرتغالي اليوم، بينما لا تزال آمال بطل الدوري الإنجليزي ليستر سيتي قائمة، على حساب ضيفه إشبيلية الإسباني.
وفاز يوفنتوس ذهاباً 2 - صفر خارج ملعبه، فيما خسر ليستر على ملعب إشبيلية 1 - 2.
ويبدو يوفنتوس مرشحاً طبيعياً، بلغة الأرقام، لبلوغ الدور ربع النهائي، والسعي لإحراز اللقب القاري الأبرز، بعد غياب دام 21 عاماً، حيث أحرز اللقب للمرة الثانية في تاريخه على حساب أياكس الهولندي (المرة الأولى عام 1985).
وسيكون بورتو مطالباً بالسير على خطى برشلونة الإسباني، وتحقيق عودة تاريخية لتعويض تأخره بفارق الهدفين أمام يوفنتوس، لأجل الوصول إلى دور الثمانية.
وسيحتاج متصدر الدوري البرتغالي لبذل مجهود ضخم بعد الخسارة على أرضه 2 – صفر، وهو الأمر الذي لم يفعله أي فريق في الأدوار الإقصائية منذ انطلاق البطولة بشكلها الحالي في 1992.
ونجح فريقان فقط على مدار آخر 25 عاماً في تعويض الخسارة بفارق هدف واحد عند خوض مباراة الإياب خارج الأرض. ففاز أياكس أمستردام على باناثينايكوس اليوناني في قبل نهائي موسم 1995 - 1996، وتفوق إنترناسيونالي الإيطالي على بايرن ميونيخ في دور الـ16 بموسم 2010 - 2011.
وما يجعل المهمة أكثر صعوبة على بورتو أن يوفنتوس يملك سجلاً رائعاً بأرضه، فلم يخسر متصدر الدوري الإيطالي بملعبه منذ تعثره 1 - صفر أمام أودينيزي في أغسطس (آب) 2015، وخاض 45 مباراة دون أي هزيمة في كل المسابقات.
وفي أوروبا، لم يخسر يوفنتوس على أرضه في آخر 20 مباراة، منذ التعثر 2 - صفر أمام بايرن ميونيخ في دوري الأبطال، في أبريل (نيسان) 2013.
ولن يكون بورتو مرشحاً للتأهل، رغم واقع فوزه في آخر تسع مباريات بالدوري المحلي، وعدم اهتزاز شباكه في آخر خمس مباريات.
وقال الإسباني إيكر كاسياس، حارس بورتو: «نعلم أن الأمر سيكون صعباً علينا بعد نتيجة مباراة الذهاب، لكن يمكن حدوث كثير من الأمور في كرة القدم؛ لقد تابعنا كلنا ذلك».
ويشير كاسياس على الأرجح إلى انتفاضة برشلونة المذهلة، الأسبوع الماضي، عندما فاز 6 - 1 على باريس سان جيرمان، ليعوض تأخره ذهاباً 4 – صفر، ويضمن التقدم في دوري الأبطال.
لكن بورتو قد يبحث عن الإلهام أيضاً مما فعله في بداية الموسم، عندما فاز خارج أرضه 3 - صفر على روما الإيطالي.
وهذا الفوز كان الرابع لبورتو، في 13 زيارة لإيطاليا، وحسم تأهله لدور المجموعات بدوري الأبطال، وخالف التوقعات بعد التعادل 1 - 1 في لقاء ذهاب الدور التمهيدي.
وستمثل المباراة اختباراً جديداً لنونو إسبيريتو سانتو، مدرب بورتو، الذي يشتهر باهتمامه بالجانب الدفاعي، بينما سيكون فريقه في حاجة إلى أخذ زمام المبادرة.
وقال مدرب بورتو، عقب الفوز 4 - صفر على أروكا، يوم الجمعة الماضي: «مبدأنا الأساسي هو الدفاع بقوة... ينبغي على الجميع الدفاع، بداية من المهاجم حتى حارس المرمى، وبذلك يمكننا تحقيق انتصارات مقنعة؛ هذا يتطلب الكثير من العمل والكثير من التركيز».
في المقابل، تبدو أفضلية يوفنتوس شبه قاطعة أمام بورتو. وتخطى يوفنتوس، الذي حل وصيفاً في أوروبا ست مرات، آخرها عام 2015، دور المجموعات في البطولة بأربعة انتصارات وتعادلين، ثم حقق الفوز الخامس ذهاباً على بورتو.
وعلى الصعيد المحلي، تعود الخسارة الأخيرة لفريق «السيدة العجوز» إلى 22 أكتوبر (تشرين الأول)، عندما سقط على ملعب ميلان صفر - 1 في الدوري، الذي يتصدره ويحمل لقبه في المواسم الخمسة الأخيرة.
ويصارع فريق المدرب ماسيميليانو أليغري على ثلاث جبهات، إذ بلغ أيضاً نصف نهائي كأس إيطاليا، وتغلب ذهاباً على نابولي 3 - 1.
وقد تشهد المباراة اليوم عودة المدفع الإيطالي الدولي المخضرم جورجيو كيلليني لصفوف يوفنتوس، بعد تعافيه من الإصابة، كما يأمل الفريق في تعافي لاعب الوسط كلاوديو ماركيزيو قبل اللقاء.
كما أكد البرازيلي داني ألفيش، نجم يوفنتوس، على أن تركيز الفريق لن يتراجع بعد الفوز على ميلان، وقال: «ليس لدينا وقت للراحة بعد مباراة ميلان. والحقيقة أننا لا نريد راحة».
وفي المباراة الثانية، يسعى ليستر سيتي لإنقاذ موسمه الذي يحتل فيه المركز الخامس عشر في ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، على بعد ثلاث نقاط فقط من الفرق المهددة بالهبوط إلى الدرجة الأولى.
وخسر ليستر ذهاباً أمام إشبيلية 1 - 2، إلا أن الهدف الذي سجله مهاجمه جايمي فاردي أبقى على حظوظ النادي في أولى مشاركاته بدوري الأبطال، بعدما أحرز الموسم الماضي بشكل مفاجئ لقب الدوري الإنجليزي للمرة الأولى.
ويخوض ليستر المباراة بعد يومين من إعلان النادي إبقاء مدربه كريغ شيكسبير حتى نهاية الموسم، بعد تسلمه المسؤولية الشهر الماضي خلفاً للإيطالي كلاوديو رانييري الذي أقيل بسبب سوء النتائج.
ونجح شكسبير في الاختبارين الأولين، إذ قاد ليستر للفوز على ليفربول وهال سيتي في الدوري الإنجليزي بالنتيجة نفسها (3 - 1).
ويعول مالكو ليستر التايلانديون على شكسبير الذي عمل سابقاً كمساعد لرانييري، أملاً في إطالة عمر المغامرة الأوروبية، وهي الوحيدة المتبقية له هذا الموسم لتحقيق أي نتيجة تذكر.
وقال نائب رئيس النادي اياوات سريفادهانابراهبا: «كنا نعرف دائماً أن الفريق سيكون في أيد أمينة عندما طلبنا منه تولي المهمة».
وأضاف: «كان الجواب إيجابياً، وتأملنا في أن يحمل معه التغيير، فأظهر فعلاً مؤهلات كبيرة في القيادة، وحقق نتيجتين مهمتين، فطلبنا منه أن يستمر في منصبه، ونحن سعداء لأنه قبل واستجاب لطلبنا».
ويتطلع شكسبير إلى استمرار انتفاضة ليستر، ونقلها من الدوري الإنجليزي إلى دوري الأبطال اليوم.
وإذا نجح شكسبير في مواصلة انتصاراته مع الفريق اليوم، سيحجز ليستر مقعده في دور الثمانية للبطولة التي يخوضها للمرة الأولى في تاريخه.
وكانت الهزيمة أمام إشبيلية ذهاباً هي آخر مباراة خاضها ليستر بقيادة رانييري، ليتعرض لاعبو الفريق إلى انتقادات هائلة لأنهم خذلوا المدرب الذي قادهم للفوز بلقب الدوري الإنجليزي قبل تسعة شهور، ليكون أفضل إنجاز في تاريخ النادي.
وقال شكسبير إن هذه الانتقادات ساهمت في إيقاظ اللاعبين وتحفيزهم، حيث أصبحت لديهم الرغبة في إثبات شيء ما، وأوضح: «أعتقد أن اللاعبين الآن يتحلون بنغمة البحث عن الانتصارات».
وحصل ليستر على قدر كبير من الراحة قبل مباراة اليوم، في ظل تأجيل مباراته أمام آرسنال في الدوري الإنجليزي مطلع هذا الأسبوع، بسبب مشاركة الأخير في كأس إنجلترا.
واستغل ليستر هذه الراحة وسافر في رحلة تدريبية إلى دبي الأسبوع الماضي. وأشار كريستيان فوكس، نجم الفريق، إلى أن هذه الرحلة جددت طاقات الفريق، وقال: «كان وقتاً عصيباً على مدار الأسبوعين الماضيين... من الجيد أن تهدأ وتبدأ العمل على روح الفريق. عندما تفوز بمباراتين، يكون هذا هو أفضل علاج لروح ومعنويات الفريق».
وأضاف مدافع ليستر: «مر الفريق بكثير من فترات التألق والاهتزاز في المستوى... معنويات الفريق رائعة الآن».
وقد يعود الفضل في تحفيز معنويات الفريق إلى شكسبير الذي نال المكافأة، أمس (الأحد)، بقرار توليه المسؤولية حتى نهاية الموسم.
وقال داني درينكووتر، لاعب وسط الفريق: «كل لاعب يعرف شكسبير جيداً أفضل من أي شخص آخر... عدد قليل منا يعرفه منذ فترة طويلة».
ورغم معاناة ليستر في رحلة الدفاع عن لقبه بالدوري الإنجليزي هذا الموسم، ظهر الفريق حتى الآن بشكل جيد في البطولة الأوروبية، حيث تصدر مجموعته بسهولة في الدور الأول، متفوقاً على بورتو البرتغالي (الفائز باللقب مرتين سابقتين)، وعلى كوبنهاغن الدنماركي وبروج البلجيكي، اللذين يحظيان بتاريخ رائع في البطولة.
إلا أن إشبيلية الذي أحرز لقب كأس الاتحاد الأوروبي (2006 و2007)، المسابقة التي تم استبدالها منذ موسم 2009 - 2010 بالدوري الأوروبي (يوروبا ليغ)، لن يكون خصماً سهلاً لخبرته الكبيرة في المسابقة. وقد أحرز إشبيلية أيضاً مسابقة الدوري الأوروبي في المواسم الثلاثة الماضية (2014، و2015، و2016).
إلا أن النادي الإسباني اكتفى في مباراتيه الأخيرتين في الدوري المحلي بالتعادل 1 - 1 مع ديبورتيفو ألافيس (العاشر) وليغانيس (السابع عشر)، وهو يحتل حالياً المركز الثالث في ترتيب الدوري الإسباني، بفارق خمس نقاط عن المتصدر ريال مدريد، وثلاث نقاط عن برشلونة الثاني.
وحذر خورخي سامباولي، مدرب إشبيلية، لاعبيه من مواجهة ليستر، وطالب الفريق بضرورة العودة لمستواه السابق سريعاً.
وقال سامباولي: «لدينا مجموعة من المحللين قدموا تقريراً واضحاً عما حدث في ليستر بفترة رانييري، وما يحدث الآن، وعودة الروح».
وأضاف: «عاد الفريق ليصبح خطيراً كما كان بالعام الماضي؛ سيخوضون المباراة وكأنها نهائي لكأس العالم، ونحن ندرك أنه بعد الفوز بفارق غير كبير في المباراة الأولى، فإننا سنتعرض لكثير من الضغوطات».
ليستر يتطلع لمواصلة انتفاضته أمام إشبيلية... ويوفنتوس مرشح لإزاحة بورتو
هدف واحد يكفي الفريق الإنجليزي للإطاحة بمنافسه الإسباني... وبطل البرتغال يأمل في السير على خطى برشلونة في إياب ثمن نهائي دوري الأبطال
ليستر يتطلع لمواصلة انتفاضته أمام إشبيلية... ويوفنتوس مرشح لإزاحة بورتو
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة