تونس: تفكيك 3 عبوات ناسفة وملاحقة عنصر إرهابي

إثر هجوم جنوب البلاد

تونس: تفكيك 3 عبوات ناسفة وملاحقة عنصر إرهابي
TT

تونس: تفكيك 3 عبوات ناسفة وملاحقة عنصر إرهابي

تونس: تفكيك 3 عبوات ناسفة وملاحقة عنصر إرهابي

لقي إرهابيان تونسيا الجنسية مصرعهما وأصيب إرهابي ثالث بجروح بليغة فيما نجح عنصر إرهابي رابع في الفرار، وذلك خلال هجوم إرهابي جد ليلة السبت واستهدف دورية أمنية في مدخل مدينة قبلي (نحو 570 جنوب العاصمة التونسية). وتولت فرقة مختصة في تفكيك المتفجرات قدمت إلى مدينة قبلي من ولاية (محافظة) قابس المجاورة، تفكيك 3 عبوات ناسفة يدوية الصنع كانت موجودة في أكياس بلاستيكية ومحملة بمادة «تي إن تي» شديدة الانفجار ومجهزة بصواعق كهربائية وجاهزة للاستعمال. وأكدت وزارة الداخلية التونسية نجاح عملية التفكيك بسلام وتفادي عمل إرهابي ضخم كانت العناصر الإرهابية تعد له.
وأعلنت مصادر أن الهجوم وقع في حدود الساعة الواحدة ليلة السبت حين أطلق الإرهابيون الأربعة الذين كانوا يتنقلون على متن دراجتين ناريتين، النار بصفة مباغتة على نقطة تفتيش كان يتولاها 3 عناصر من الأمن التونسي. وقالت: «أحد الإرهابيين حاول إلقاء المتفجرات على الدورية الأمنية لإلحاق خسائر فادحة في الأرواح، إلا أنه لم يتمكن من ذلك نتيجة رد الفعل الذي كان سريعا من قبل عناصر الدورية الأمنية».
ووفق الحصيلة التي قدمتها أجهزة الأمن التونسي، فقد أسفر الهجوم الإرهابي عن مقتل عون أمن (23 سنة متزوج منذ تسعة أشهر) وقد وافته المنية متأثرا بالطلقات التي أصيب بها على مستوى الجانب الأيسر من جسمه على مستوى القلب، على الرغم من المسارعة بإجراء عملية جراحية لإنقاذه، علاوة على إصابة عونين آخرين من الأمن بجراح إلى جانب إصابة 3 إرهابيين (مقتل اثنين وإصابة ثالث).
ولم ينجح الإطار الطبي بالقسم الاستعجالي في المستشفى الجهوي بقبلي الذي تكفل بالحالة فور وصول عون الأمن المصاب إلى المستشفى، في إنقاذ حياته نظرا لخطورة الإصابة التي كانت مباشرة، كما خضع عون أمن آخر من بين المصابين لعملية جراحية ناجحة. وأثنت وزارة الداخلية التونسية، على رد الفعل السريع من قبل عناصر الدورية، وتحدثت عن استبسالهم في الدفاع عن أنفسهم وتبادل إطلاق النار مع الإرهابيين، وهو ما أدى إلى تسجيل أكبر قدر من الخسائر البشرية في صفوفهم. وبشأن التطورات الحاصلة على الوضع الأمني جنوب تونس، قال وليد اللوقيني (المتحدث السابق باسم وزارة الداخلية التونسية)، الوالي (المحافظ) الحالي لمنطقة قبلي، في تصريح إعلامي، إن الوضع: «مستقر وتحت السيطرة»، وإن وزارة الداخلية بمختلف أجهزتها بصدد تعقب خطوات العنصر الإرهابي الرابع المشارك في الهجوم الإرهابي بعد نجاحه في الفرار من مسرح العملية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».