أنقرة تخير واشنطن وموسكو بينها وبين أكراد سوريا

إردوغان طالب روسيا بوقف أنشطة الاتحاد الديمقراطي على أراضيها

أنقرة تخير واشنطن وموسكو  بينها وبين أكراد سوريا
TT

أنقرة تخير واشنطن وموسكو بينها وبين أكراد سوريا

أنقرة تخير واشنطن وموسكو  بينها وبين أكراد سوريا

فيما أكدت أنقرة وموسكو انفتاحهما على التعاون المشترك في مكافحة تنظيم داعش الإرهابي والعمل على الحفاظ على وحدة أراضي سوريا بدا أن الموقف الروسي من أكراد سوريا لا يزال يثير القلق في تركيا.
وطالب نائب رئيس الوزراء المتحدث باسم الحكومة التركية نعمان كورتولموش الولايات المتحدة وروسيا بالاختيار ما بين تركيا وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري وذراعه العسكرية وحدات حماية الشعب الكردية في الحرب على «داعش» في شمال سوريا. وتناول كورتولموش واقعة وضع جنود روس شارات وحدات حماية الشعب الكردية على ذراعهم على غرار ما فعله جنود أميركيون سابقا قائلا إن بلاده لا تفرق بين المنظمات الإرهابية. وأضاف في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام التركية أمس أن «على الولايات المتحدة وروسيا أن تقررا هل ستفضل ثلاثة إلى خمسة آلاف مسلح من حزب الاتحاد الديمقراطي على الدولة التركية ذات الثمانين مليون نسمة وتتمتع بالاستقرار وتمتلك أكبر جيش في المنطقة». وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أعرب خلال لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، الجمعة، عن تطلع تركيا إلى قيام روسيا بإنهاء أنشطة حزب الاتحاد الديمقراطي على أراضيها.
وأكد الرئيسان الروسي والتركي على التنسيق والتعاون الكامل بين البلدين فيما يخص العمليات العسكرية والإنسانية في سوريا وشدد إردوغان على ضرورة عدم تهديد وحدة الأراضي السورية ووحدتها الوطنية من قبل أحد قال: إن بلاده ستواصل تنسيق الجهود مع روسيا من أجل التوصل إلى حل للملف السوري قائم على العدل. وأكد في الوقت ذاته على «ضرورة عمل جميع الأطراف بجدية بما فيها النظام السوري لكي تؤدي محادثات جنيف إلى النتائج المرجوة منها».
وعن العملية العسكرية في مدينة منبج شمالي سوريا، قال الرئيس التركي إن بلاده شأنها شأن روسيا تريد التعاون مع قوات التحالف الدولي، من أجل تأمين عودة سكان المدينة إليها».
وهددت تركيا بضرب القوات الكردية في منبج ما لم يتم إخراجها إلى شرق الفرات بموجب تعهدات أميركية سابقة وتم بحث الأمر أيضا خلال زيارة إردوغان إلى موسكو. وفيما ربط إردوغان خلال مباحثاته مع بوتين بين منبج والرقة وأكد ضرورة عدم الاستعانة بالقوات الكردية التي تدعمها واشنطن حاليا في عملية حصار الرقة والتي قدمت روسيا دعمها لها أيضا في الفترة الأخيرة، دعا كورتولموش التحالف الدولي ضد «داعش» إلى الحذر من تغيير التركيبة الديموغرافية للمدن، خلال العمليات العسكرية التي ستنفذها في سوريا بشكل خاص مطالبا بالتحرك المشترك مع قوات المعارضة المحلية المعتدلة خلال تطهير المدن من تنظيم داعش.
وأكد أن الرقة مدينة عربية 100 في المائة تقريبا، و«إذا نفذتم (في إشارة إلى واشنطن والتحالف الدولي) عملية ضد (داعش) في الرقة من خلال القوات الكردية فهذا يعني تطهير العرب عرقيا، وإلقاءهم خارج المدينة وتوطين عناصر مكانهم من غير أهاليها».
وتسعى تركيا إلى المشاركة في تنفيذ عملية مرتقبة في الرقة معقل «داعش» في شمال سوريا مع قوات التحالف الدولي وإبعاد القوات الكردية عن هذه العملية لكن يبدو أن هناك إصرارا من واشنطن على الاعتماد على تحالف قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية غالبيته.
وتوصلت موسكو مؤخرا إلى اتفاق مع مجلس منبج العسكري المكون من قوات كردية إلى اتفاق تم بموجبه تسليم قرى إلى النظام السوري كما نشرت أميركا بعض قواتها في المدينة ما أدى إلى تعقيد الوضع هناك وزاد من احتمالات المواجهة بين قوات الجيش السوري الحر المدعومة من تركيا في إطار عملية درع الفرات والقوات المتمركزة في منبج والتي باتت خليطا بين القوات الكردية والقوات من النظام السوري وحلفائه إلى جانب عناصر روسية وأميركية.
وأعلنت تركيا مرارا أنها ستتوجه إلى منبج بعد أن انتهت من تحرير الباب من يد «داعش»، وذلك بهدف الضغط من أجل طرد عناصر القوات الكردية إلى شمال الفرات لتضمن تركيا قطع الصلة بين مناطق سيطرة الأكراد قرب حدودها وإقامة منطقة آمنة على حدودها تخلو من «داعش» والأكراد في الوقت نفسه.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.