ربطت الفصائل المعارضة مشاركتها في مؤتمر آستانة، المحدد في 14 و15 الحالي، بتنفيذ ما كان اتفق عليه قبل ذلك، ولا سيما اتفاق وقف إطلاق النار. ورفضت اعتبار هذا الأمر شروطا مسبقة، إنما مطالبة بتنفيذ الوعود، مع تأكيدها الالتزام بالحلّ السياسي، في وقت استبعد فيه رئيس النظام بشار الأسد، أن توصل المفاوضات إلى أي حل، قائلا: «لم نتوقع أن ينتج (جنيف) شيئا، لكنه خطوة على طريق سيكون طويلا، وقد تكون هناك جولات أخرى، سواء في جنيف أو في آستانة»، معتبرا أن «الحل السياسي يكمن في اتفاقات المصالحة بين النظام والفصائل المعارضة».
وبعدما كانت الفصائل التي تلقت دعوة لحضور «آستانة»، قد طالبت برعاية الأمم المتحدة للمؤتمر، أعلنت يوم أمس، عما أسمتها «المحددات لأي جولة تفاوضية قادمة»: «الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار في المناطق الخاضعة للتشكيلات الثورية، وإيقاف التهجير القسري والتغيير الديموغرافي في حي الوعر وغيره من المناطق السورية، إضافة إلى تأجيل موعد لقاء آستانة إلى ما بعد نهاية الهدنة المعلنة من 7 - 20 مارس (آذار) الحالي، على أن ترتبط استمرارية الاجتماعات بتقييم نتائج وقف إطلاق النار والالتزام به»، وشدّدت على ضرورة استكمال مناقشة وثيقة آليات وقف إطلاق النار قبل الذهاب إلى آستانة، كما كان متفقاً عليه في أنقرة.
من هنا، يقول العقيد فاتح حسون، الذي كان مشاركا في «آستانة» و«مفاوضات جنيف»: «ما نطالب به ليس شروطا، إنما أمور بديهية لاستكمال أي مفاوضات»، سائلا: «كيف يمكن الذهاب إلى المباحثات في وقت لم يتم فيه تنفيذ كل ما سبق أن اتفق عليه؟». ويضيف في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «المشكلة ليست فقط في الوعود التي أطلقتها موسكو لجهة ضمانتهم تنفيذ النظام للاتفاق، إنما العائق الأساس يبقى عند الروس أنفسهم الذين لم يلتزموا بدورهم في الاتفاق الذي كانوا طرفا أساسيا فيه»، مشددا: «إذا لم نر خطوات عملية على الأرض فيما يتعلق بتثبيت وقف النار ووقف خطة التهجير التي يقوم بها النظام في حي الوعر في حمص بهدف التغيير الديموغرافي، فلن تكون هناك مباحثات».
ويؤكد حسون أن تركيا تترك للفصائل حرية القرار في هذا الأمر، قائلا: «هم داعمون لنا في أي موقف نتخذه، لا سيما أن ما نطالب به هو تأكيد على اتفاقيات سابقة».
وكانت الفصائل قد قالت في بيانها: «تأكيدا من وفد قوى الثورة العسكري على الالتزام بالحل السياسي الذي يحقق أهداف ثورة الحرية والكرامة، ورغبة منا في إنهاء معاناة الشعب السوري الذي يتعرض لحرب إبادة من قبل نظام الظلم والإجرام، شاركنا سابقا في لقاء آستانة الأول والثاني، منطلقين في ذلك من الشرعيّة الشعبية للثوار على الأرض، ومتقدمين ببادرة حسن نيّة، لكن في المقابل، استمرّ نظام الاستبداد وبدعم إيراني متمثل بميليشيات المرتزقة الطائفيّة في قصف المناطق السورية المختلفة: في الغوطة، وكفرنبل، وحي الوعر وريف حمص الشمالي، ودرعا، بالإضافة إلى حي القابون وبرزة، اللذين يتعرضان لقصف وحشود مستمرة من قبل قوات النظام الباغية، التي تستعد لاقتحامه، وذلك تحت مرأى ومسمع الضامن الروسي، الذي لم يف بالالتزامات التي تعهد بها في لقاءات آستانة السابقة، وخاصة فيما يتعلق بالإفراج عن المعتقلات»، وأضاف: «وإمعاناً في كل ذلك، فقد استخدم أخيرا الفيتو السابع لإفشال القرار الأممي الذي يهدف إلى محاسبة نظام الأسد المجرم. ونحن نعلم تماماً أن طائرات النظام لا يمكن لها التحليق في الأجواء السورية دون موافقة صادرة عن قاعدة حميميم، بل إن الطائرات الروسية مستمرة في تنفيذ غاراتها على المدنيين».
في المقابل، قال رئيس النظام السوري بشار الأسد، وفي تعليق منه على المفاوضات السياسية: «لم نتوقع أن ينتج (جنيف) شيئا، لكنه خطوة على طريق سيكون طويلا، وقد تكون هناك جولات أخرى سواء في جنيف أو في آستانة». وأضاف في مقابلة مع قناة «فينيكس» الصينية، نقلتها وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا): «هذه المرة لم تكن هناك مفاوضات في جنيف، الأمر الوحيد الذي ناقشناه في جنيف كان جدول الأعمال، العناوين، ما سنناقشه لاحقا، هذا كل ما هنالك».
واعتبر الأسد أن الحل السياسي يكمن في اتفاقات مصالحة بين الحكومة السورية والفصائل المقاتلة، مضيفا: «في الواقع إذا أردت أن تتحدث عن الحل السياسي الحقيقي منذ بداية الأزمة ومنذ بداية الحرب على سوريا حتى هذه اللحظة، فإن الحل الوحيد تمثل في تلك المصالحات بين الحكومة ومختلف المسلحين في سوريا». وتم في الشهر الأخيرة التوصل إلى اتفاقات مصالحة بين الفصائل والنظام في كثير من القرى والبلدات خصوصا في الغوطة الشرقية، آخر معاقل المعارضة قرب دمشق. وعادة ما تقضي تلك الاتفاقات بخروج المقاتلين غير الراغبين في التسوية إلى محافظة إدلب (شمال غرب)، وهو ما يحاول النظام القيام به الآن في حي الوعر في حمص. وقال الأسد إن مدينة الرقة، تعد «أولوية» للعمليات العسكرية التي يخوضها جيشه. وأضاف: «لقد بتنا قريبين جدا من الرقة الآن... وصلت قواتنا إلى نهر الفرات القريب جدا من مدينة الرقة».
الفصائل تربط حضورها إلى «آستانة» بوقف النار و«خطة التهجير»
الأسد: لم نتوقع شيئاً من «جنيف» والحل السياسي يكمن في «اتفاقات المصالحة»
الفصائل تربط حضورها إلى «آستانة» بوقف النار و«خطة التهجير»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة