الخرطوم تتهم جوبا بمواصلة دعم الحركات المتمردة وإيوائها

مجلس الوزراء: تكوين الحكومة الجديدة خلال أسبوعين

الخرطوم تتهم جوبا بمواصلة دعم الحركات المتمردة وإيوائها
TT

الخرطوم تتهم جوبا بمواصلة دعم الحركات المتمردة وإيوائها

الخرطوم تتهم جوبا بمواصلة دعم الحركات المتمردة وإيوائها

جدد السودان اتهامه لحكومة جنوب السودان بدعم وإيواء الحركات المسلحة، التي تخوض حرباً مع الخرطوم، واعتبر وجودها هناك أكبر معوقات عملية السلام، وطلب من الحكومة البريطانية ممارسة ضغوط على الحركات المسلحة لتنضم للعملية السلمية، ودعمه في إعداد استراتيجية خروج للبعثة الدولية لحفظ السلام في دارفور، وفي غضون ذلك، أعلن مجلس الوزراء عن بدء مشاورات تكوين الحكومة الجديدة، التي ينتظر إعلانها بعد تسليم شركاء الحوار لمرشحيهم المناصب التنفيذية، في غضون الأسبوعين المقبلين.
وقال عبد الغني النعيم، وزير الدولة بالخارجية، عقب اجتماعه بالمبعوث البريطاني للسودان وجنوب السودان، كريستوفر تروت، أمس، إن أكبر معوقات عملية السلام في السودان تتمثل في وجود الحركات المتمردة بدولة جنوب السودان، والإيواء والدعم المستمر الذي تجده هذه الحركات من حكومة جوبا، داعيا المجتمع الدولي لتكثيف جهوده لدعم المساعي التي تقوم بها الحكومة السودانية لاستكمال السلام في دارفور وولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، وطلب من المبعوث البريطاني حث دولته على بذل مساع مع الحركة الشعبية - الشمال، ومع الحركات الممانعة للانضمام إلى العملية السياسية، ووقف إطلاق النار وتسهيل العمل الإنساني، وفقاً للمبادرة الأميركية التي قبلتها حكومته مسبقاً.
ونقل المتحدث باسم الخارجية، قريب الله الخضر، في نشرة صحافية، أن المسؤول السوداني طلب من بريطانيا دعمه لإعداد استراتيجية لخروج قوات بعثة حفظ السلام الدولية في دارفور «يوناميد»، وتحويل الموارد المالية المخصصة لها لدعم مشروعات الإنعاش والتنمية الشاملة بدارفور.
من جهة أخرى، يجري النائب الأول للرئيس السوداني رئيس الوزراء الجديد بكري حسن صالح، مشاورات واسعة مع الأحزاب والحركات المشاركة في الحوار الوطني، لتكوين حكومة الوفاق الوطني، وذلك بعد أيام من تسلم منصبه بصفته أول رئيس للوزراء منذ أكثر من 28 عاماً.
وقال الأمين السياسي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم حامد ممتاز في مؤتمر صحافي، عقب لقاء صالح وقوى الوفاق بالخرطوم، أمس، إن رئيس الوزراء أكد أن المهمة الأساسية للحكومة المزمع تكوينها تتمثل في تحقيق السلام وإنعاش الاقتصاد، وتحقيق رفاهية الشعب السوداني.
وأوضح ممتاز أن صالح قطع بتكوين حكومة رشيقة، لا تتضمن زيادة في أعداد الوزراء، مبرزا أن الأنصبة التي ستمنح لشركاء الحوار ستأتي على حساب نصيب حزبه المؤتمر الوطني، وقال في هذا السياق: «سيتنازل المؤتمر الوطني من أجل إشراك الآخرين في حكومة الوفاق»، وأن يتم الالتزام بالمعايير التي حددتها اللجنة العليا لمتابعة توصيات الحوار، وتكوين حكومة وفاقية وشفافة، لكنه رفض تحديد نسبة أو حجم التنازل الذي سيقدمه حزبه، واكتفى بالقول: «العمل كله سيتم تنسيقه عبر اللجنة العليا، والمؤتمر الوطني لا يعمل بمفرده، وإنما مع شركائه في الحوار، واليوم بدأت المشاورات حول تفاصيل تشكيل حكومة الوفاق الوطني».
وطلب صالح من القوى والحركات المشاركة في الحوار تسريع تسليم مرشحيها للمشاركة في الجهازين التنفيذي والتشريعي قبل منتصف الشهر الحالي، وأضاف ممتاز موضحا أنه «بعد تسليم الكشوفات يمكن أن تخرج الحكومة للرأي العام خلال أسبوعين».
وقال عضو اللجنة العليا لمتابعة مخرجات الحوار محمود جابر، إن تشكيل الحكومة سيسبق تكوين المجالس التشريعية على مستوى البرلمان بغرفتيه والمجالس التشريعية الولائية، وذلك لتسريع تنفيذ برامج الحكومة الموضوعة وفقاً لبرامج زمنية.
وأوضح جابر أن هناك حركات مسلحة وأحزابا سياسية لم يسمها، أبدت رغبتها واستعدادها لتوقيع الوثيقة الوطنية في قادم الأيام، وقال بهذا الخصوص: «جاءت المناداة والمطالبات والسعي الحثيث من الحكومة، فوقعت معظمها، وتبقت حركات لا أريد تسميتها، لكن أربعة حركات تحمل السلاح جادة في اللحاق بالوثيقة الوطنية».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».