هادي: الانقلاب أجهض مشروع الانتقال السياسي في اليمن

أكد في اجتماع إقليمي بجاكرتا أن الشرعية تسيطر على غالبية الأراضي

الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو مرحباً بالرئيس هادي في قمة الدول المطلة على المحيط الهندي بجاكرتا أمس (سبأ)
الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو مرحباً بالرئيس هادي في قمة الدول المطلة على المحيط الهندي بجاكرتا أمس (سبأ)
TT

هادي: الانقلاب أجهض مشروع الانتقال السياسي في اليمن

الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو مرحباً بالرئيس هادي في قمة الدول المطلة على المحيط الهندي بجاكرتا أمس (سبأ)
الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو مرحباً بالرئيس هادي في قمة الدول المطلة على المحيط الهندي بجاكرتا أمس (سبأ)

قال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إن الانقلاب على الشرعية في اليمن أجهض مشروع الانتقال السياسي، وإن بلاده تواجه كارثة على مختلف الصعد، جراء الانقلاب الذي قادته ميليشيات الحوثي وصالح في سبتمبر (أيلول) 2014، ودعا دول العالم إلى مساعدة اليمن في مختلف الجوانب، مؤكداً أن الحكومة اليمنية الشرعية باتت تسيطر على نحو 85 في المائة من الأراضي اليمنية، بعد معارك عنيفة مع الميليشيات الانقلابية.
وأضاف هادي، في كلمة له في اجتماع «رابطة الدولة المطلة على المحيط الهندي» المنعقد في العاصمة الإندونيسية جاكرتا: «لقد بات اليمن اليوم يواجه واحدة من أعقد الكوارث الإنسانية، من انتشار الأمراض والأوبئة والمجاعة، وتراجع مؤشرات التنمية الاقتصادية والاجتماعية بشكلٍ مرعب، وارتفاع معدل الجريمة والإرهاب، الأمر الذي يستدعي العمل معاً لإنجاز مهام التعافي، والانتقال من مرحلة الإغاثة الإنسانية إلى مرحلة إعادة الإعمار لكل المحافظات اليمنية، ومساعدة الحكومة اليمنية في إنجاز خططها للإنعاش الاقتصادي للمناطق الواقعة تحت سيطرتها، وهي تشكل 85 في المائة من مجمل المساحة الجغرافية للجمهورية اليمنية».
وأشار الرئيس اليمني إلى أنه من «المؤسف أن تأتي الذكرى العشرين للرابطة، وبلادي لا تزال تمر بوضع استثنائي بسبب الحرب التي أشعلها تحالف الانقلابيين الحوثي ومن معهم ضد تطلعات شعبنا اليمني لإنجاز تغيير سلمي لطبيعة النظام السياسي الذي هيمن على مقدرات الشعب اليمني لأكثر من ثلاثة عقود، فلقد أسهم المجتمع الدولي من خلال الشراكة التي تعمقت مع الحكومة اليمنية، في ضوء المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي تم من خلالها إنجاز حوار وطني شامل عالج كل التحديات التي واجهت الأمة اليمنية خلال نصف القرن الأخير من تاريخها، حيث تعد مخرجات الحوار الوطني الشامل نموذجاً لفكرة العيش المشترك، والنزوع إلى المستقبل، وتجاوز الأزمات، وقد توصلنا إلى صياغة مشروع دستور اتحادي جديد في ضوء مخرجات الحوار الوطني».
وشدد هادي على أن «الانقلاب الدموي لميليشيات الحوثي ومن معهم ومن يقف خلفهم، في 21 سبتمبر 2014، قد أجهض عملية الانتقال السياسي السلمي التي بدأناها، وأدخل اليمن في دوامة الحرب الأهلية، ودمر - ولا يزال - نسيجها الاجتماعي»، مضيفًا أن اليمن بات «يعاني من وضع إنساني متدهور بسبب استمرار الانقلاب على الشرعية. مقابل ذلك، هناك من يدعم استمرار الانقلاب على الشرعية، واستمرار معاناة الشعب، ومواصلة حرب الانقلابيين، رغم انحسار سيطرتهم التي لم تعد تمثل سوى 15 في المائة من الأراضي اليمنية».
ولم يغفل الرئيس اليمني الإشارة إلى استمرار إيران في دعم الانقلابيين بالسلاح، وقال إن ذلك «يزيد من معاناة الشعب اليمني، ويعد تحدياً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والمبادئ الأساسية للرابطة». ودعا هادي «من أراد دعم اليمن، وإنهاء الحرب، وإنهاء المعاناة، بمد اليمنيين بالدواء والغذاء بدلاً عن السلاح».
واستعرض الرئيس اليمني خططاً مستقبلية للحكومة الشرعية، وذلك بقوله إن الحكومة «تعمل حالياً، خصوصاً بعد طرد الميليشيات الانقلابية من معظم الشريط الساحلي لليمن، وتأمين مدينة المخا الاستراتيجية، على إعادة نشاط القطاع السمكي الذي يعمل فيه مئات الآلاف من اليمنيين، والذي تضرر بشكل كبير بسبب استخدام الميليشيات الانقلابية للسواحل اليمنية لتهريب السلاح واستهداف السفن والممرات الدولية، كما حدث للسفينة الإماراتية وللبوارج الأميركية من استهداف بصواريخ قدمت لهم من الخارج، وفي هذا الصدد نأمل من الرابطة والدول الأعضاء تقديم الدعم والمساعدة الفنية لإعادة تفعيل هذا. أدعو الدول الأعضاء إلى تقديم كل الدعم الممكن لليمن في هذه المرحلة، سواء في مجال الإغاثة الإنسانية أو التنمية وإعادة الإعمار».
وكرر هادي دعوته، قائلاً إن اليمن يطلب «الدعم والمساعدة الفنية من الدول الأعضاء وشركاء الحوار في مشاريع التنمية وبرامج التعافي الاقتصادي، وإعادة الإعمار الجزئي والكلي، والتخفيف من الفقر، وبناء القدرات في مجالات الأولويات الست للرابطة. أتمنى لقمتنا هذه أن تخرج بقرارات فاعلة تخدم التعاون بين دول الرابطة».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».