إلى أين تسافر في 2017؟

وجهات هذا العام تشمل 6 قارات... و بينها دولة عربية

عُمان وجهة شرق أوسطية مميزة - نيوزيلندا وكندا على اللائحة
عُمان وجهة شرق أوسطية مميزة - نيوزيلندا وكندا على اللائحة
TT

إلى أين تسافر في 2017؟

عُمان وجهة شرق أوسطية مميزة - نيوزيلندا وكندا على اللائحة
عُمان وجهة شرق أوسطية مميزة - نيوزيلندا وكندا على اللائحة

يعكف خبراء السياحة سنويا على اختيار أفضل وجهات السياحة لنخبة من السياح يبحثون دوما عن الجديد وغير المعهود. وهم في ذلك الجهد لا يختارون بالضرورة أشهر الدول السياحية ولا أكثرها استقبالا، حيث لا تفضل النخبة الزحام خصوصا في فترات الذروة الصيفية والشتوية؛ بل قد يكون العكس صحيحا باختيار وجهات قد يغفلها مجموع السياح في العالم بحيث تقتصر على من يتبعون نصائح الخبراء ويتوجهون إلى مناطق سياحية جديدة.
ويأخذ الخبراء عدة عوامل في اختيار الوجهات السياحية الجديدة، ربما أهمها ناحية الأمان؛ فهناك لوائح تحذيرية أخرى من وجهات سياحية يجب تجنبها لأنها لا توفر الأمان اللازم للسياح، ومن بينها - للأسف - معظم منطقة الشرق الأوسط. ولا توجد أي شبهات لمخاطر أمنية في أي من الوجهات السبع المختارة هذا العام.
هنالك أيضا عوامل اختيار أخرى، مثل جودة الخدمات، خصوصا في فئة «الخمسة نجوم» للفنادق والمنتجعات، وتوافر البنية التحتية الضرورية والإمكانات التقنية للسياح، مثل توفير خدمات «برود باند» للإنترنت، وسلامة الطرق في المواصلات الداخلية، وسهولة الوصول بالطيران الدولي إلى هذه الوجهات السياحية من الخارج.
نواحي الخدمة الشخصية تأتي أيضا ضمن الاعتبارات المهمة، فالسائح، حتى في الفئات الثرية، يكره الاستغلال والمبالغة في تسعير الخدمات والإهمال في تقديمها وإغفال جانب الضيافة لحساب المصالح الضيقة للقائمين على القطاعات السياحية، التي تقنع السائح بعدم العودة مرة أخرى؛ بل ونصح الآخرين على مواقع التواصل الاجتماعي بالحذر من وجهات بعينها.
وتشترك مواقع السياحة العالمية الناجحة في أنها تستقبل سياحا يعودون إليها عاما بعد عام. وتعرف هذه الوجهات أن السائح لديه حرية الاختيار من بين أي موقع في العالم، وأنه غير مجبر على الحضور إلى بلد أو منطقة بعينها إلا إذا كان يرتبط بها وجدانيا وعاطفيا.
هذه الوجهات السبع هي ما استقر عليه رأي خبراء السياحة هذا العام، وهي لائحة تمثل قمة لوائح أخرى قد تكون أكبر عددا في الوجهات السياحية، وبعضها يختلف في الترتيب والاختيار. ولكن المواقع المذكورة تتكرر في أكثر من موقع وتتفق عليها أغلبية الآراء:

> تشيلي: وهي تمثل هذا العام أفضل الوجهات اللاتينية بعد أن كانت البرازيل على قمة اللائحة في العام الماضي. وكانت تشيلي حتى سنوات قريبة من الدول المهملة سياحيا في أميركا اللاتينية، ولكنها هذا العام تقع على قمة سياحة المغامرات الجذابة. وبدأ الاهتمام بدولة تشيلي منذ حصولها على جائزة خاصة في مهرجان السياحة العالمي الذي يجري سنويا في لندن. وهي دولة ذات طبيعة جغرافية طولية تمتد إلى 2650 ميلاً من الشمال إلى الجنوب بموازاة الشاطئ، ولا تمتد عرضا لأكثر من 150 ميلاً. وهي دولة ثرية بطبيعتها الجغرافية، وبها 36 محمية طبيعية، وبعض الملامح المناخية غير العادية؛ من الصحراء، إلى الجزر والفيوردات. وبلغ من اهتمام العالم سياحيا بتشيلي أن بدأت شركات الطيران العالمية، ومنها الخطوط البريطانية، رحلات مباشرة إلى العاصمة سانتياغو 4 مرات أسبوعيا. ومن لندن تستغرق الرحلة 14 ساعة و40 دقيقة. وفي سانتياغو تنتشر بوتيكات الهدايا والمطاعم الفاخرة، ومنها 4 مطاعم بين قائمة «بليغرينو» لأفضل 50 مطعما في العالم. ويمكن الطيران بالبالون فوق الصحراء الشمالية وبحيرات الملح وزيارة المحميات الطبيعية والتي تضم محمية جديدة هذا العام اسمها «باتاغونيا بارك». ويمكن اختيار باقات تشمل الطيران والإقامة وتأجير سيارة ورحلة بالون بداية من 7300 دولار للشخص الواحد. موسم الذروة هو الموسم الصيفي الجنوبي من ديسمبر (كانون الأول) وحتى مارس (آذار).

> كندا: يمثل هذا العام مناسبة فريدة في تاريخ كندا؛ حيث تحتفل البلاد بذكرى 150 عاما على تأسيسها كونفدرالية ذاتية الحكم ضمن الإمبراطورية البريطانية؛ مما يعني تأسيسها بوصفها دولة مستقلة. وهي دولة مترامية الأطراف ومتنوعة الطبيعة، وتتعين زيارتها، خصوصا في عام سوف يكون مليئا بالاحتفالات. وهناك كثير من المناطق التي يمكن زيارتها في كندا؛ من جبال الروكي غربا، إلى البحيرات والحدائق في منطقة كولومبيا البريطانية. كما توجد بعض الجزر الخضراء التي تتمتع بجمال فائق، مثل «جزيرة الأمير إدوارد». وفي الشمال، توجد الدائرة القطبية التي تمتد لآلاف الأميال من الأراضي الخالية من أي وجود إنساني. وتوفر كندا فرص قيادة فريدة على طرق غير مزدحمة تمتد لآلاف الأميال، ومنها طرق جبلية وأخرى جليدية. ولمن يفضل الاسترخاء، هناك رحلات بالقطار عبر كندا تمر بمناطق طبيعية خلابة. ومن المدن الكندية، تتميز فانكوفر ومونتريال وتورونتو، وهي مدن تستخدم اللغتين الإنجليزية والفرنسية. وهناك كثير من شركات السياحة التي تنظم رحلات إلى كندا؛ منها رحلة لمدة 9 أيام للقيادة في كندا تشمل فانكوفر وجبال الروكي بتكلفة تصل إلى 2500 دولار للفرد الواحد، بما في ذلك رحلة الطيران. وتنظم شركات السياحة رحلات هذا العام تحت شعار: «كندا 150».

> برمودا: تقع جزر برمودا في المحيط الأطلنطي بالقرب من الشواطئ الكاريبية، وهي تشتهر بالشواطئ الرملية وصيد الأسماك وملاعب الغولف الخضراء. وخلال شهر يونيو (حزيران) المقبل تستقبل برمودا مسابقة الزوارق الشهيرة «كأس أميركا»، وهنا تتحول الجزيرة الهادئة إلى شعلة نشاط سياحي وتجاري. وعند زيارة برمودا، فلا بد من زيارة مدينة هاميلتون ذات الميناء المرصع باليخوت من مختلف الأحجام. كما يتسم الجانب الشمالي من الجزيرة بالمشاهد الطبيعية التي تجعله يماثل خلفية أفلام الغرب الأميركية. وتتنافس عدة دول أوروبية، بالإضافة إلى أميركا، على الكأس في مسابقات تبدأ يوم 26 مايو (أيار) وتستمر حتى يوم 27 يونيو (حزيران) المقبلين. وأفضل وسيلة للسفر إلى برمودا هي عن طريق سفن «الكروز»؛ ومن أهمها «رويال كاريبيان» و«نورويجيان كروز» و«ريجنت سفن سيز». وهناك رحلات مخصصة لمسابقات «كأس أميركا» تنطلق من بوسطن إلى برمودا طوال فترة السباق. وتبدأ أسعار الرحلات من 1500 دولار.

> نيوزيلندا: سوف يزداد الإقبال على نيوزيلندا هذا العام بفضل رياضة الرغبي التي تنظم فيها البلاد دورة لفرق بريطانية وآيرلندية أمام منتخبها الشهير المعروف باسم «أول بلاك». ولكن الزوار من السياح سوف يجدون كثيرا من عوامل الجذب السياحي الأخرى في نيوزيلندا؛ ومنها موقع تصوير فيلم «لورد أوف ذا رينغز» ومدينة كرايست تشرش التي دمرها زلزال هائل ثم أعيد بناؤها. ولمن لا يفضل رياضية الرغبي، هناك كثير من المغريات في نيوزيلندا؛ منها مشاهدة الحيتان والاستمتاع بالطبيعة والشلالات المائية. ومن منطقة الخليج، يمكن الطيران المباشر من الدوحة على «الخطوط القطرية» إلى أوكلاند في نيوزيلندا، في رحلة تتميز بأنها أطول رحلة طيران في العالم عبر 14.5 ألف كيلومتر. وداخل نيوزيلندا يمكن استكشاف كثير من الجزر. ويمكن الذهاب في رحلات لمدة 21 يوما من الدوحة تشمل الطيران والإقامة في أكواخ سياحية والمواصلات الداخلية وتأجير سيارة بتكلفة تصل إلى 8 آلاف دولار.

> الدنمارك: تحتفل مدينة أرهوس في الدنمارك هذا العام باختيارها عاصمة للثقافة الأوروبية، ولكنها مع ذلك لا تستطيع أن تنافس الجذب السياحي للعاصمة كوبنهاغن التي توفر للسياح مناخا مرحا وأكلات شهية ومنافذ تسوق متعددة. وتشتهر مدن الدنمارك بتميز المطاعم فيها، وقد منحت مؤسسة «ميشلان» للتفوق ما مجموعه 20 نجمة لنخبة 16 مطعما في كوبنهاغن، وهو أعلى عدد من النجوم تحصل عليه مطاعم المدينة في تاريخها. وتفتتح قرب نهاية العام الحالي بالقرب من العاصمة كوبنهاغن أول مزرعة سياحية تقدم الوجبات الطبيعية المعدة طازجة من المزرعة نفسها. وتوفر المزرعة منتجاتها أيضا لبعض أشهر مطاعم المدينة. ويمكن زيارة الدنمارك في مدة أسبوع أو مدينة كوبنهاغن في 3 أيام، وهناك كثير من الباقات السياحية التي تناسب جميع فئات السياح وأعلاها إقامة في فنادق «خمسة نجوم» مع وجبتي الإفطار والعشاء. وتبدأ الأسعار من 1500 دولار للرحلات القصيرة إلى العاصمة الدنماركية.

> سلطنة عمان: يكمن سر اختيار سلطنة عمان ضمن أفضل الوجهات السياحية في عام 2017 في قدرتها الفائقة على التجديد مع المحافظة على التراث، وهو ليس بالأمر الهين. ولا يغيب عن أعين الخبراء ما حققته دبي المجاورة من معجزات عمرانية وخدمات سياحية فاخرة، إلا أن سلطنة عمان تبقى ذلك المزيج الفريد من القديم والحديث وفن الضيافة المتواضع، بالإضافة إلى المشاهد الخلابة، مع بنية تحتية سياحية متميزة. والعاصمة مسقط توفر بعضا من هذه المشاهد السياحية ببيوت بيضاء اللون صغيرة الحجم ترصعها مآذن المساجد وتحيطها سلاسل الجبال القريبة. وبالقرب من المدينة يرتفع جبل الأخضر إلى 10 آلاف قدم، بينما تمتد الصحراء الشمالية إلى أطراف الربع الخالي في السعودية. ويمتد الساحل العماني بلا زحام سياحي ليوفر للنخبة الزائرة مياها صافية وطبيعة غير مأهولة تمتد لمئات الأميال. وهناك أيضا منطقة صلالة الخلابة التي تجذب مزيدا من السياح. وتتوسع «الخطوط الجوية العمانية» إلى مزيد من الوجهات التي تجلب منها السياح وتطير بداية من أبريل (نيسان) المقبل في رحلات مباشرة من مانشستر في بريطانيا إلى مسقط. وهي تطير من مطار هيثرو إلى مسقط مرتين يوميا. وتذهب الخطوط البريطانية الآن مباشرة من لندن إلى مسقط من دون توقف في أبوظبي كما كانت تفعل في الماضي.

> زامبيا: وهي توفر فرصة فريدة لزيارة أدغال أفريقيا في زامبيا، خصوصا في المحمية الطبيعية «ليوا» التي تمتد إلى أعالي نهر الزامبيزي. وهناك مناطق في زامبيا لم تمسها السياحة بعد، ومنها مناطق توفر مشاهد طبيعية في كل الاتجاهات وعلى مدى البصر. وتتجمع الحيوانات الوحشية والطيور عند منابع المياه؛ منها على الأقل 300 فصيل من مختلف أنواع الطيور. وتشتهر منطقة «ليوا» بأنها موقع أكبر هجرة جماعية لحيوانات «وايلد بيست» التي تنطلق كل عام بحجم 43 ألف حيوان، تتبعها قطعان من الحيوانات الوحشية الأخرى التي تبحث عن طعامها اليومي. ويحد من وجود السياح في محمية «ليوا» صعوبة الوصول إليها. وحديثا تم بناء أكواخ سياحية فاخرة في وسط مناطق المحميات تربطها بمدينة ليفنغستون طائرات «تشارتر» تنقل السياح بأعداد محدودة. وهي تجربة فريدة لمن يستطيع التغلب على مصاعب السفر إلى قلب أفريقيا.



سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».