غارات عراقية على مواقع «داعش» في سوريا

(رويترز)
(رويترز)
TT

غارات عراقية على مواقع «داعش» في سوريا

(رويترز)
(رويترز)

نفَّذَت القوات الجوية العراقية، اليوم (الجمعة)، ضربات جوية ضد مواقع لتنظيم داعش في سوريا، مسؤولة عن تفجيرات دموية وقعت حديثًا في بغداد، حسبما أعلن مسؤولون.
وأعلنت الضربات من قبل رئيس الوزراء حيدر العبادي في بيان، ويُعتقد أنّها الأولى من نوعها التي ينفذها سلاح الجو العراقي في الأراضي السورية.
وقال العبادي في بيان: «وجّهنا أوامرنا لقيادة القوة الجوية بضرب مواقع الإرهاب الداعشي في حصيبة، وكذلك في البوكمال داخل الأراضي السورية التي كانت مسؤولة عن التفجيرات الإرهابية الأخيرة في بغداد»، مشيرًا إلى أن العملية نفذت «بنجاح باهر»، مضيفًا: «لقد عقدنا العزم على ملاحقة الإرهاب الذي يحاول قتل أبنائنا ومواطنينا في أي مكان يوجد فيه».
ويقع الموقعان على مسافة قريبة جدا من الحدود العراقية ضمن حوض الفرات من الجهة التي تقابل مدينة القائم الواقعة وسط الصحراء.
وتقع مدينة حصيبة في الجانب العراقي، لكن المنطقة التي استُهدِفت في سوريا تحمل الاسم ذاته، وخسر المتطرفون معاقلهم الرئيسية في محافظة الأنبار، بعد أن شنت القوات العراقية عمليات عسكرية لاستعادة المناطق التي استولى عليها التنظيم في 2014 التي بلغت ثلث أراضي البلاد.
ونشرت قيادة العمليات المشتركة فيديو للضربات التي استهدفت مبنيين. وقالت في بيان: «شهدت بغداد قبل فترة عمليات إرهابية من خلال تفجير عجلات مفخخة في معارض البياع والحبيبية».
وأسفر تفجير سيارة مفخخة في معارض بيع السيارات في منطقة البياع الواقعة في جنوب بغداد في 16 من الشهر الحالي عن مقتل 52 شخصًا وإصابة العشرات. وكان أكثر الهجمات دموية منذ هجوم الكرادة الذي أودى بحياة 310 في العام الماضي.
وقتل 11 شخصًا في اليوم الذي سبقه في تفجير سيارة مفخخة يقودها انتحاري في معارض الحبيبية ضمن مدينة الصدر، وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنها.
وأضاف البيان: «كما عهدتم أبناءكم... استنفروا الجهد في قيادة العمليات والأجهزة الاستخباراتية للوصول إلى الجناة الذين خططوا ونفذوا هذه العمليات الإرهابية». وتابع: «بعد أيام من العمل الدقيق تم التوصل إليهم وتحديد أماكنهم، وفي صباح اليوم انقض أبطال القوة الجوية العراقية بطائرات (إف - 16) على أهداف العدو الإرهابي في مناطق حصيبة والبوكمال داخل الأراضي السورية، ودُمّرت أوكار عصابات (داعش) ومقراته بشكل كامل».
وشددت القيادة على قدرة الضربات العراقية على أن تصل إلى جميع أماكن وجودهم.
وحسب مسؤول عراقي رفيع المستوى، فإنّ هذه هي المرة الأولى التي ينفذ فيها سلاح الجو العراقي قصفًا لمواقع المتطرفين خارج حدود البلد.
وعلى الرغم من الهزائم التي مني بها التنظيم وخسارة معظم الأرضي التي استولوا عليها، فإنه لا يزال يتخذ جزءًا من الصحراء مخابئ ويشن هجمات ضد قوات الأمن العراقية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.